الاحتلال يوسع قيوده على الأقصى خلال رمضان.. وقود إضافي للتصعيد
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
شكل قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالموافقة على مقترحات الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، بفرض قيود على فلسطينيي الداخل المحتل، ومنع من هم دون الـ50 عاما من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، عامل تصعيد إضافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء القرار امتداد للقيود المفروضة على أهالي الضفة الغربية ومنعهم من الوصول للأقصى، بفعل الحصار العسكري المفروض عليه للشهر الخامس على التوالي.
وتحاول قوات الاحتلال عبر هذه القيود، إخماد أي محاولة لتوسع التصعيد "الملتهب" في قطاع غزة، إلى مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، رغم التحذيرات الإسرائيلية من ارتداد هذه القرارات بنتائج عكسية.
وبهذا الصدد، قال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد إن "فرض القيود على المصلين في الأقصى خلال رمضان، لن يجلب الأمن للاحتلال"، مشيرا إلى أنه "سيكون بمثابة وقود إضافي لثورة شعبنا، ودافعا دينيا في مواجهة إجراءات الاحتلال الإجرامية بحق شعبنا ومقدساته".
"القرار مهزلة"
وتابع شديد قائلا: "لم يحدث في التاريخ أن هزمت الشعوب الحرة أمام محتليها، مهما بلغوا من الإجرام والمجازر والإبادة، وعهد على شعبنا ومقاومته أن يثأر لما أصابه في غزة وفي كل فلسطين".
من جانبه، هاجم المحلل الإسرائيلي المعروف عاموس هرئيل، قرار تقييد دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى خلال رمضان، معتبرا أن "القرار مهزلة يمكن أن تنتهي بمأساة".
واتهم هرئيل الوزير المتطرف بن غفير بمحاولة "تسخين" الأجواء أمام فلسطينيي الـ48 منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
والأحد، قرر نتنياهو قبول توصية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بفرض قيود على الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، بما في ذلك تقييد المصلين من فلسطينيي أراضي الـ48.
وحول تداعيات القرار، ذكرت الناشطة الفلسطينية فادية البرغوثي أن "القرار هو نجاح للصهيونية الدينية، في سعيها الحثيث للاستيلاء على المسجد الأقصى".
انتفاضة شعبية
ورأت البرغوثي أن المنظومة الأمنية للاحتلال في حال وجدت قبولا على مضض وصمتا وعجزا، وإن اكتفت الشعوب بالدعاء وكتابة المنشورات على مواقع التواصل، وإن اكتفى شعبنا الفلسطيني بالولولة ضد القرار، فإن القرار نافذ.
واستدركت: "إن شعر الاحتلال أن قرار التقييد، سيفجر صداما أو انتفاضة شعبية أو غضبا حقيقيا من شعوب العالم الإسلامي، ستعيد تقييمها"، وفق تقديرها.
وفي السياق ذاته، دعت الناشطة الفلسطينية سمر حمد، إلى رفض قرارات الاحتلال بالتضييق على المصلين في الأقصى خلال شهر رمضان، مشددة على ضرورة التوجه بكثافة لعمارة المسجد المبارك وفك الحصار عنه، وعدم السكوت عن هذه الجريمة النكراء.
ودعت حمد العالم إلى رفض هذه الخطوات والتضامن مع المسجد المحاصر، مؤكدة أن القرار يمثل إعلان حرب على المقدسات وعلى قيم الحرية الدينية المنادى بها في العالم، كما يمثل إمعانا في العنصرية المقيتة التي يمارسها الاحتلال، ناهيك عن الحرب المعلنة على الشعب الفلسطيني.
وأكدت حمد أن هذا الإعلان من شأنه أن يفجر المنطقة كاملة، ويصنع نواة لانتفاضة حقيقية، كما يشكل تحديا لمشاعر المسلمين في أرجاء المعمورة.
وفور الكشف عن قرار نتنياهو أمس، شدد حركة حماس على أنه يمثل إمعان في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين ضد شعبنا.
انتهاك لحرية العبادة
وأوضحت الحركة أن هذا القرار هو انتهاك لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، ما يشير إلى نيّة الاحتلال تصعيد عدوانه على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
ودعت الحركة أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتلّ والقدس والضفة المحتلة، إلى رفض هذا القرار الإجرامي، ومقاومة صَلَف وعنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك.
وحذرت الحركة الاحتلال من أن المساس بالمسجد الأقصى أو حرية العبادة فيه، لن يمر دون محاسبة، وأن القدس والأقصى ستبقى بوصلة الأمة وعنوان حراكها وانتفاضتها المباركة، وانفجارها في وجه الظلم والصَّلَف والعدوان.
بدوره، قال رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، إن استمرار التهويل والتحريض لسيناريوهات الرعب والدم في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، ما هو إلا مزيد من صبّ البنزين على النار.
واعتبر الخطيب أن منع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان، هو انتهاك لحرمة المكان "الأقصى" وحرمة الزمان "رمضان".
وشدد على أن انتهاك قدسية رمضان وقدسية الأقصى، هو العنوان الصريح لحرب دينية يشعلانها نتنياهو وبن غفير.، مؤكدا أن المسجد الأقصى المبارك مسجد للمسلمين وحدهم، لا ينازعهم فيه ولا يمنعهم عنه إلا ظالم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الأقصى رمضان الفلسطينية غزة فلسطين غزة الأقصى الاحتلال رمضان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى المبارک الأقصى خلال شهر رمضان فی المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.
لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.
أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه.
ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.
ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء.
هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل.
ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.