موقع النيلين:
2024-12-18@18:36:32 GMT

السودان بعد ثورة فولكر المصنوعة مر بعدة أشكال

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT


مثلث الوطن
مر السودان بعد ثورة فولكر المصنوعة بعدة أشكال. وكان أكبرها شكلا وأقبحها منظرا وأبعدها عن الحقيقة. الشكل (المجوبك). فهو أشبه برسومات الأطفال. وهذا الشكل تعجز الرياضيات والجغرافيا والفيزياء عن رسمه. اللهم إلا في عالم السياسة الحمدوكية. وأن يظل السودان في تلك الحالة (المجوبكية) فهذا غير وارد عند الشارع.

لذا تمكن الشعب بمقدراته الفذة وروحه الوثابة وإيمانه العظيم. من رسم مثلث الوطن بأبعاده الثلاثة. مثلث فيه الوتر (الشعب) وهو أكبر الأضلاع مقابل للزاوية القائمة (٩٠) درجة. وهي زاوية الحرية. وفيه الضلع الثاني في الطول (الجيش) مقابل الزاوية الحادة (٦٠) درجة وهي زاوية السلام. وأقصر الأضلاع طولا (الجهاز التنفيذي) مقابل للزاوية الحادة جدا (٣٠) درجة وهي زاوية العدالة. عليه كان لزاما على الشارع أن يجسد شعار الثورة الحقيقي (حرية… سلام وعدالة) في هندسة الواقع. وحفاظا على هذا الشكل لابد من التفاعل المرضي بين أضلاع المثلث. وأي تقصير سوف تكون له تداعيات خطيرة على شكل الوطن. وخلاصة الأمر ها هو الشارع يضع قلم الحقيقة وأدوات الهندسة الواقعية على منضدة الجميع. فمن أراد السلامة والعيش بالكرامة ليرسم مثلث الخلاص آنف الذكر في حياته. ومن أراد الرسم المجوبك فلا يلومن إلا نفسه.


د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٤/٢/١٣

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

جذوة ثورة ديسمبر لن يطفئها رماد الحرب

جذوة ثورة ديسمبر لن يطفئها رماد الحرب

حيدر المكاشفي

كتب أحد غلاة البلابسة من مسعري الحرب وقارعي طبولها ونافخي كيرها و(محمشي) نيرانها، يهدد ويتوعد ثوار ديسمبر بأنهم حتى لو قدر لهم العودة إلى الخرطوم بعد نهاية الحرب فلن يستطيعوا ترديد هتاف مدنياااا، وقد صدق هذا البلبوسي وهو كذوب، فهو قد صدق لأن الذي اتضح جلياً وبجملة من الشواهد والأدلة، أن أحد أهم أهداف هذه الحرب القذرة اللعينة، هو هدفها المركزي القضاء على ثورة ديسمبر وإخراس الثوار، وأن هذه الحرب موجهة بالأساس لمحاربة القوى المدنية والسياسية الداعية للحكم المدني الديمقراطي، وليس مليشيا الدعم السريع كما يتوهم بعض (المخمومين) والغشيمين، المنساقين كالقطيع بلا وعي ولا تدبر ولا تفكر خلف مزاعم الكيزان والفلول مشعلي الحرب، ومن عجب فما من حديث مكتوب أو ملفوظ يصدر من هؤلاء إلا وتجده موجهاً بالأساس لسب وشتم وشيطنة القوى المدنية والديمقراطية، وليس ضد الدعم السريع الذي أعلنوا صراحة وتلميحاً أن لا مشكلة لديهم معه ويمكن أن يتصالحوا ويتحالفوا معه أن عاد كسابق عهده إلى موالاتهم وحمايتهم، أما أن هذا البلبوسي كذوب ذلك أنه يظن واهماً أن حربهم هذه ستقضي على الثورة بكل أهدافها وعلى الثوار بكل شعاراتهم وهتافاتهم، ولكن هيهات فجذوة الثورة ستبقى مشتعلة ومتوهجة ولن يخمدها رماد حربهم القذرة..

وستهل علينا يوم الخميس القادم الموافق التاسع عشر من ديسمبر، ذكرى ثورة ديسمبر المجيدة التي شهدت ملاحم بطولية قادها شباب وثاب وواعي، ويطيب لنا هنا في مقام الذكرى والتذكير، أن نعرض في إيجاز ما حدث ما بين ديسمبر 2018 وابريل 2019، ففي ديسمبر من العام 2018 وطوال أربعة أشهر إلى ابريل 2019، انطلقت بلا توقف التظاهرات الرافضة لحكم جماعة (الإنقاذ) الذي امتد لثلاثين عاما حسوماً، وشهدت بعض الأماكن عمليات حرق لمقار حزب المؤتمر الوطني المحلول، وكانت تلك التظاهرات الحاشدة التي عمت كل البلاد بدءاً من الولايات، تلتزم بالجدول الثوري الذي كان يعلنه تجمع المهنيين وتلتزم بتنفيذه، وكانت التظاهرات تبدأ بإطلاق إحدى الكنداكات زغرودة مجلجلة، وكانت شعارات الثوار تتمحور حول إسقاط النظام، وكانوا يرددون هتافاتهم المركزية (حرية سلام وعدالة) و(سلمية سلمية ضد الحرامية) و(تسقط بس) و(حكومة الجوع تسقط بس) و(حكومة البطش تسقط بس) و(الشعب يريد إسقاط النظام)، إلى آخر تلك الشعارات والهتافات الهادفة إلى إطاحة النظام الفاسد والقمعي واستبداله بنظام مدني ديمقراطي كامل الدسم، عبر عنه شعارهم الأثير (عسكرية ااااوين يا.. مدنية وي وي وي)، وكان أن لجأت سلطات البطش والقمع في محاولة يائسة منها لإخماد الثورة، بضرب المتظاهرين بالرصاص الحي والاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع، فسقط جراء هذا العنف المفرط عشرات الشهداء ومثلهم من المصابين، علاوة على اعتقال أعداد كبيرة من المتظاهرين والناشطين في مؤسسات المجتمع المدني وقيادات الأحزاب المعارضة، ووقتها أكدت منظمة العفو الدولية أن 37 متظاهراً قتلوا بالرصاص منذ بدء الحراك، كما دعت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج، النظام إلى تجنب إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين والاعتقال التعسفي والقمع، ليضطر الرئيس المخلوع عمر البشير بعد هذه الضغوط الشعبية والدولية، للظهور للرأي العام ليعلن عن نيته إجراء ما أسماه (إصلاحات جدية)، في محاولة لإخماد الثورة وامتصاص الغضب الشعبي والقلق الدولي، وبالطبع وكعادته لم ينس المخلوع أن يتهم من يتوهم أنهم خونة وعملاء ومرتزقة، يعملون على تخريب مؤسسات الدولة، متبجحاً بأن الاحتجاجات لن تؤدي إلى إسقاط النظام وتغييره، وتمثلت إصلاحاته الجدية التي وعد بها، في إعلان حالة الطوارئ وإقالة رئيس الوزراء معتز موسى وتنصيب محمد طاهر ايلا بدلا عنه، وإقالة وزير الصحة وتقديمه كبش فداء للارتفاع الكبير في أسعار الأدوية وتسليم رئاسة الحزب لأحمد هارون، ولكن كل تلك الإصلاحات المزعومة لم تزد الشارع إلا اشتعالاً، ولم تغير في واقع الحكم شيئاً غير أن تزيد السلطة من جرعات العنف المميت وتوسيع دائرة الاعتقالات والتضييق أكثر على حرية الرأي والحريات الصحفية، إذ سحبت السلطة تصاريح العمل الممنوحة للمراسلين والصحافيين العاملين في وسائل إعلام وصحف خارجية، هذا غير التضييق المستمر على الصحف المحلية بالمصادرات المتكررة، ورغم كل ذلك استمرت الثورة في عنفوانها بلا نكوص أو انتكاس رغم العنف والبطش وسقوط الشهداء، إلى أن تكلل زحف الثوار بكل عزيمة وإصرار بالوصول إلى حرم ومحيط القيادة العامة للجيش وإقامة اعتصام في محيط القيادة، (وتلك ملحمة أخرى سنأتي عليها لاحقاً إن شاء الله)، وتواصل الاعتصام حتى (حدس ما حدس) في عملية فض الاعتصام القذرة، وما تلى ذلك من أحداث ومرور مياه كثيرة آسنة تحت الجسر، وصولاً إلى مرحلة انقلاب اكتوبر (2021) والحرب اللعينة الحالية.. وما قصدنا من هذه الفذلكة السريعة والمختصرة لآخر أربعة أشهر من عمر النظام المباد، إلا للتأكيد على أنها تشبه تماماً ما حدث في انقلاب اكتوبر وما يجري الآن في حرب أبريل القذرة، وكأنما يعيد التاريخ نفسه، فما حدث إبان نظام المخلوع البشير هو عينه الذي يحدث الآن منذ انقلاب اكتوبر وحتى يوم الحرب هذا، ولكن الانقلابيين لا يتعظون ولا يقرأون حتى التاريخ القريب، بل الأنكى أنهم لا يتعلمون، فالثورة ماضية وعائدة وراجحة حتى بلوغ أهدافها بإرادة الثوار والشعب الذي هو أقوى من أي ردة..

الوسوماعتصام القيادة العامة البلابسة الجيش الحرب الدعم السريع السودان الشهداء القوى المدنية ثورة ديسمبر المجيدة معتز موسى نظام الإنقاذ

مقالات مشابهة

  • وزيرة البيئة تستعرض مؤشرات تنفيذ الخطة العاجلة للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة
  • ملحوظات تمهيدية حول «مقعد على الرَّصيف»
  • مستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن يقيم برنامجًا طبيًا تطوعيًا بعدة تخصصات طبية
  • ثورة سوريا وفنانوها
  • جذوة ثورة ديسمبر لن يطفئها رماد الحرب
  • “بيس أوف يو” تُحدث ثورة في عالم المجوهرات المصممة حسب الطلب
  • "علاء فاروق" لمزارعي الأقصر: مستمرون في تقديم كافة أشكال الدعم
  • السودان: توقعات بارتفاع طفيف في درجات الحرارة وأمطار على ساحل البحر الأحمر
  • مدير الإدارة العامة للجوازات والهجرة يعلن انطلاق العمل بجوازات النيل الازرق وقرب إكتمال العمل بعدة مراكز جديدة
  • بيان مهم من الأرصاد عن حالة الطقس اليوم وتحذير من الشبورة بعدة أماكن