قالت دار الإفتاء المصرية، إنه قد ورد الأمر الشرعيُّ بالتعرُّض لنفحات الله في أيام وليالي العام كله واغتنامها -ومنها شهر شعبان- وبيَّن أنَّ ذلك يكون سببًا لصلاح الحال.

ما حكم تخصيص شهر رجب بمزيد من العبادة؟.. دار الإفتاء تجيب دعاء ليلة 9 من شهر شعبان.. 8 كلمات تبدل همومك لسعادة وضيقك بفرج

واستشهدت دار الإفتاء، بقول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: «افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مَنْ رَحِمَتِهِ، يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللَّهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ».

أخرجه الطبراني، وإسنادُهُ رجالُه رجالُ الصحيح.

وأكدت دار الإفتاء المصرية، إن ما أورده بعض المتنطعين والمشككين في فضل ليلة النصف من شعبان المباركة مردودٌ؛ فقد ورد في فضلها أحاديث وآثار، والطعن بتضعيف كل ما ورد في فضل هذه الليلة غيرُ مُسَلَّم؛ فإن كان في بعض أسانيدها ضعفٌ، فقد صحَّح الحفاظ بعضها الآخر.

وتابعت دار الإفتاء: ولو سلمنا بضعف بعض ما ورد في فضلها، فالقاعدة الحديثية أن الأحاديث الضعيفة الإسناد تتقوى بالمجموع، وإن لم تتقوَّ بمجموع الوارد وبتعدد الطرق؛ فإنَّ جواز العمل بالحديث الضعيف في الفضائل هو قول جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، ولذا فلا يجوز إنكار فضل هذه الليلة، ولا يُؤخَذْ بقول هؤلاء المشككين.

قالت دار الإفتاء المصرية، إن من الشهور المُفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وأَوْلَاها من المنزلة بمكان: شهر شعبان؛ فمَيَّزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي في "المسند"، والنسائي في "السنن الصغرى" واللفظ له، والبيهقي في "فضائل الأعمال".

وتابعت دار الإفتاء، في بيان فضل ليلة النصف من شعبان: ثم اختصَّ سبحانه من هذا الشهر: ليلةَ النصف منه ونهارَها، وفضَّلهما على غيرهما من أيامه ولياليه، ورغَّبَ في إحيائها، واغتنام نفحها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات.

وقد ثبت ذلك بنصوص الكتاب والسنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين ومَن بعدهم سلفًا وخلفًا، وعليه العمل إلى يوم الناس هذا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء نفحات ليلة النصف من شعبان أحاديث دار الإفتاء شهر شعبان فی فضل

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: إذا فاتتك ليلة النصف من شعبان فعليك بهذ الوقت كل يوم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن ليلة النصف من شعبان مرت سريعًا بما فيه من نفحات جليلة وفيوضات غزيرة‏،‏ فيا سعد من اغتنمها. 

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه لا يظن المسلم أنه ما دامت ليلة النصف من شعبان قد انقضت ، فقد أُغلِق باب الرحمات والمغفرة ، بل إن بابهما مفتوح إلى يوم الدين، ومن أراد أن ينهل منها ، فعليه بجزء الليل الأخير ، فإنه وقت تنزل الرحمات من الله، وذلك في كل ليلة ، لا تختص به ليلة دون ليلة أخرى. قال رسول الله ﷺ: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير ، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له» (صحيح البخاري).

من أجل ذلك ، كان على المسلم أن يحرص في هذه الأيام على إصلاح ذات بينه، وعلى جمع كلمته مع أخيه قبل دخول شهر رمضان، حتى إذا جاء رمضان ، وجد نفسه قد صفت وخلت من البغضاء والتحاسد والشحناء ، فيغفر الله له ما تقدم من ذنبه.

والمسلم مأمور دائمًا وأبدًا بإصلاح ذات بينه مع الناس عامةً ، قال تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا.  كما هو مأمور أيضًا بإصلاح ذات بينه مع المؤمنين، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .

وقد بيَّن النبي ﷺ الفضل العظيم والنفع العميم المترتب على إصلاح ذات البين، فقال: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة»، قالوا : بلي، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة».

وبعد أن ذكر الإمام الترمذي هذا الحديث قال: ويُروى عن النبي ﷺ أنه قال: «هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين» (سنن الترمذي). فجعل النبي ﷺ أجر الإصلاح بين الناس أعلى وأفضل من عبادات تعد ركنًا أصيلًا في الإسلام; ليستنفر همة المسلم ، فيحرص على الإصلاح في المجتمع، مما يجعله مجتمعًا صالحًا ، تتحقق فيه وحدة الصف وسلامة الهدف.

ولا يخفى أننا أحوج ما نكون في هذه الأيام إلى التأكيد على قيمة رفع التشاحن والسعي لإصلاح ذات البين، لنستقبل رمضان بنفوس صافية ، وروح عالية ، وأعمال متقبلة. فلا تفوتنك هذه النفحات ، أيها المسلم الحريص على رضا ربه، وأصلح ذات بينك حتى يقبلك الله تعالى.

فاللهم أصلح ذات بيننا ، ووفقنا إلى ما تحب وترضى.

مقالات مشابهة

  • هل أحصل على ثواب عند قضاء أيام أفطرتها في رمضان بعذر؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم صيام الاثنين والخميس بعد ليلة النصف من شعبان
  • علي جمعة: إذا فاتتك ليلة النصف من شعبان فعليك بهذ الوقت كل يوم
  • أمين الفتوى: ليلة نصف شعبان من الأرجى في السنة
  • ماذا يفعل من لم يوفق لإحياء ليلة النصف من شعبان ؟.. الإفتاء تقدم حلا
  • الإفتاء تكشف عن كيفية الاستفادة من ليلة النصف من شعبان
  • فضل ليلة النصف من شعبان.. اعرف قصة تحويل القبلة والحكمة منها
  • فضل قراءة سورة يس في النصف من شعبان.. نفحات ربانية من «قلب القرآن»
  • ليلة النصف من شعبان انتهت.. فهل خسرت دعاء المعجزات؟
  • دعاء ليلة النصف من شعبان.. دار الإفتاء تكشف عنه الآن