فى فيديو حصرى، على موقع «لو ديالوج»، ناقش جيل إيمانويل جاكيه، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل في معهد جنيف الدولي لأبحاث السلام «GIPRI»، تطور الصراع في أوكرانيا وعواقبه على روسيا والغرب. وفقًا للخبير وأستاذ العلاقات الدولية والمحلل في معهد جنيف الدولي لأبحاث السلام جيل إيمانويل جاكيه، فإن كييف ليس لديها فرصة للفوز بسبب الفارق الكبير في القدرات الديموغرافية والاقتصادية والعسكرية للدول.

وقدمت كارولين جالاكتيروس، تحليلًا لقناة «لو ديالوج» حول الحرب في أوكرانيا، وحال القوى الحاضرة والآفاق في ضوء الانتخابات الأوروبية المقبلة في يونيو ٢٠٢٤.

فيما يتعلق بالهجوم المضاد الأوكراني وحالة القوات الموجودة، فإن الأمر بالنسبة لكارولين جالاكتيروس، يُعد تقييمًا سلبيًا إلى حد كبير لكييف بعد عدة أشهر من الهجوم المضاد، وبالنسبة للخبيرة، فإن ذلك نتيجة لعدد معين من الحسابات الأولية السيئة، والحسابات الفكرية.

وتشير المُحللة أيضًا إلى الأخطاء الاستراتيجية للكتلة الغربية، خاصةً أخطاء البريطانيين والأمريكيين، الذين لديهم يقين دقيق للغاية عن النصر، والذين لم يعرفوا كيف يفهمون أو يتوقعون الخيارات التكتيكية لروسيا، إذ أنها حرب هجومية تُمليها المكاسب الإقليمية في أوكرانيا.

لكن روسيا دخلت مرحلة أخرى، بحسب الخبيرة الجيوسياسية، وهي مرحلة «حرب الاستنزاف» لتحقيق هدف النصر، أدرك الروس أنه يتعين عليهم الحفاظ على قواتهم والحفاظ على إمكاناتهم البشرية وتأمينها، علاوةً على ذلك، فإن التفوق الروسي في المدفعية لا يمكن إنكاره، مما سمح لهم باستعادة القرى والأراضي؛ وهي مسألة تناقض الدعاية الوهمية تمامًا لوسائل الإعلام الغربية التي أشارت إلى أن الجيش الروسي يخسر مئات الآلاف من الرجال، وهو أمر غير صحيح تمامًا على أرض الواقع.

وتُشير إلى ما تسميه إملاءات الأغلبية المقبولة عمومًا في أوروبا والولايات المتحدة وفقًا لإخصائي العلاقات الدولية: «لقد انطلقنا من الواقع.. عندما ننأى بأنفسنا عن الواقع على الأرض، لأننا مدفوعون بأهداف أيديولوجية، بالغضب لرؤية أن الأمور لا تسير كما نرغب، فإننا نتناقض مع واقع ميزان القوى».

وتتابع: «الروس في موقف قوي الآن، وأصبحت استراتيجيتهم الدفاعية النشطة عدوانية بشكل متزايد، وفي غضون عامين، دمروا جزءًا كبيرًا من الدفاع الأوكراني المُضاد للطائرات، والذي كان مع ذلك مهمًا وقويًا، وبذلك دمروا طرق الإمداد الرئيسية للأسلحة الغربية (دبابات برادلي وليوبارد) والدعم اللوجستي».

لذلك تُشكك كارولين جالاكتيروس في استدامة دعم المجهود الحربي للأوكرانيين، فأوكرانيا هي على أية حال دولة تعيش تحت ضخ الأموال الأوروبية والأمريكية.

وفي هذا السياق، تُشكل انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة عنصرًا رئيسيًا يجب أخذه بعين الاعتبار، وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن انضمام أوكرانيا، وهي عملية تعتبرها طويلة جدًا، وتتطلب اتفاقًا بالإجماع، فإن انتخابات يونيو ٢٠٢٤ قد تولد مفاجآت وتوازنًا جديدًا.

وتؤكد الخبيرة الجيوسياسية، أن أوكرانيا هي بالفعل دولة في حالة خراب وتحتاج إلى العناية الكاملة بها، ونحن نرى هذا بالفعل في القضايا الزراعية، فإن النزعة المغامرة لأوروبا التي تعاني بالفعل من أزمة، بسبب تبعيتها للولايات المتحدة، تزيد من إضعاف القارة القديمة، بتكلفة تقدر بعدة مليارات من اليورو.

إذا كانت العلاقات بين أوروبا وروسيا قد تضررت بشدة بسبب سياسة الولايات المتحدة في أوكرانيا، فإن الاستنتاج واضح للخبيرة الفرنسية: «روسيا لن تستسلم»، ومن المُلح للغاية إعادة بناء أمن الفضاء الأوروبي، الأمر الذي يتطلب، حسب رأيها، تحييدًا لا مفر منه لأوكرانيا.

وأضاف: «بعد عامين من الحرب، نرى أن المبادرة الآن تعود لروسيا، وتظهر مجموعة من المؤشرات السياسية والعسكرية والاقتصادية، أن وضع موسكو أفضل بكثير من وضع كييف، فضلًا عن ذلك فإن موقف روسيا أفضل من موقف حلفاء أوكرانيا، يتمتع الاتحاد الروسي بموارد مطلوبة بشدة في السوق الدولية وتستخدم موسكو هذه الموارد بنشاط في الحرب، كما أن الوضع الديموغرافي أفضل بكثير مما هو عليه في أوكرانيا.. كل هذه الاختلافات كانت واضحة في بداية الحرب، لكنها الآن أكثر وضوحًا، سيكون من الصعب للغاية على أوكرانيا أن تفوز بهذا الصراع، وعلى الأرجح أنها لن تنجح».

وتابع الخبير: «أحدثت الحرب في أوكرانيا تغيرات كبيرة على المسرح العالمي، ويعتقد جيل إيمانويل جاكيه، أن روسيا اكتسبت المزيد من القوة بين الدول النامية نتيجة للصراع، مما ساهم في توسع البريكس وتعزيز العالم الناشئ متعدد الأقطاب».

لقد أدت الأزمة في العلاقات بين الغرب وروسيا إلى زيادة دور موسكو في عالم متعدد الأقطاب، المسافة بين روسيا والغرب تتزايد بعد توسع البريكس، الآن المزيد والمزيد من الدول النامية لا تتفق مع سياسات دول الناتو وتتجه نحو روسيا والبريكس، ومن المفارقة أن العقوبات ساعدت موسكو على التكيف وإعادة بناء اقتصادها لإيجاد أسواق أخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، ساهمت إصلاحات الاقتصاد الكلي في تطوير الصناعة المحلية، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، كان هناك رأي في أوروبا «خاصةً في ألمانيا وفرنسا» حول ضرورة دمج روسيا في الفضاء الأوروبي، هذا لم يحدث، لم تسفر كل لجان «روسيا والاتحاد الأوروبي وروسيا والناتو» عن أي نتائج.

خلال فترة ولايته الأولى، لم يكن بوتين ضد تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لكنه اليوم لا يوجد رجال دولة عظماء في أوروبا يفهمون الحاجة إلى الحصول على استقلال استراتيجي عن الولايات المتحدة وتطوير التعاون مع روسيا.

كارولين جالاكتيروس: عالمة جيوسياسية، حاصلة على دكتوراة في العلوم السياسية، وعقيد في الاحتياط التشغيلي للقوات المسلحة، ومديرة ندوات سابقة في المدرسة الحربية «باريس»، أنشأت وأدارت مركز الأبحاث «GEOPRAGMA» المركز الفرنسي للجغرافيا السياسية الواقعية «باريس»، وهي تُدير أيضًا قناة السلام والحرب على «YouTube».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا الحرب في اوكرانيا الجيش الأوكراني فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تنسحب من حي استراتيجي.. وقتيلان في زابوريجيا

أكد الجيش الأوكراني، الخميس، انسحابه من حي في مدينة تشاسيف يار الإستراتيجية في شرق البلاد بعدما أعلنت موسكو، الأربعاء، السيطرة عليه.

وقال الناطق باسم تجمع قوات خورتيتسيا المنتشر في المنطقة نازار فولوشين في تصريح تلفزيوني: "قررت القيادة التراجع إلى مواقع أكثر أمانا وجهوزية".

وأوضح فولوشين "لم يعد مناسبا الاحتفاظ بحي كانال الذي دخل إليه العدو لأن ذلك يهدد حياة جنودنا وصحتهم".

وأوضح أن "238 عملية قصف سجلت في منطقة تشاسيف يار وحدها خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وغالبية القصف المدفعي استهدف الجزء الجنوبي من المدينة".

وأعلنت روسيا الأربعاء للمرة الأولى أنها سيطرت على حي في المدينة الاستراتيجية التي تحاول منذ أشهر السيطرة عليها أملا بتحقيق اختراق حاسم في شرق أوكرانيا.

وسيسمح موقع المدينة المرتفع للمدافع الروسية باستهداف مدينة كراماتورسك المنجمية الكبيرة في منطقة دونيتسك والتي تشكل حامية للجيش الأوكراني على هذا الجزء من الجبهة.

ويواصل الجيش الروسي مهاجمة بقية أجزاء المدينة الواقعة على الجانب الآخر من القناة أملا بالاستيلاء عليها بالكامل على ما أضاف الناطق.

وذكرت محطة "ديبستايت" عبر منصة تلغرام، التي تستند إلى مصادر قريبة من الجيش الأوكراني الأربعاء أن الحي "دمر بالكامل" و الاستمرار في البقاء فيه سيؤدي إلى "خسائر إضافية، مشيرة إلى أن الانسحاب من هذا الحي هو القرار المنطقي رغم صعوبته".

على صعيد متصل قتل شخصان في ضربات روسية استهدفت منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا على ما أفاد حاكم المنطقة إيفان فيدوروف.

وأوضح فيدوروف عبر تلغرام "قتل رجل وامرأة جراء قصف عدو" وأصيب رجل آخر.

وأحصى الحاكم 391 هجوما روسيا على عشر بلدات في منطقة زابوريجيا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وغالبا ما تشهد منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا التي تفيد روسيا بأنها ضمتها، ضربات أدت إحداها إلى سقوط 7 قتلى ونحو 40 جريحا، في نهاية يونيو.

وأصيب 8 أشخاص الأربعاء في غارة شنتها مسيّرات اوكرانية على موقع محطة متفرعة عن محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا على ما ذكرت مجموعة "روساتوم" الروسية التي تندد بتكاثر الهجمات.

ويحتل الجيش الروسي مساحات واسعة من هذه المنطقة لكنه لا يسيطر عليها بالكامل، وسبق له أن هاجم زابوريجيا ومدنا مجاورة مرات عدة منذ بدء غزوه لأوكرانيا في 2022، لكن في الأسابيع الأخيرة ركز جهوده خصوصا في شرق البلاد وليس جنوبها.

مقالات مشابهة

  • الحزب الشيوعي التشيكي المورافي: واشنطن لا تريد إحلال السلام في أوكرانيا لسعيها لإضعاف روسيا
  • أوكرانيا: مقتل وإصابة 54 شخصًا جراء قصف روسي على "دونيتسك" خلال 24 ساعة
  • بوتين: إنهاء الأزمة الأوكرانية يتطلب الانسحاب الكامل للقوات الأوكرانية من أراضي روسيا الجديدة
  • "يجب على أوكرانيا الاستسلام".. بوتين يستقبل أوربان وسط انتقادات أوروبية
  • روسيا تواجه تحديات غير مسبوقة في مجال الدفاع الجوي
  • الجيش الأوكراني ينسحب من مواقعه مع اقتراب الثوات الروسية من الاستيلاء على بلدة ذات أهمية استراتيجية
  • استطلاع رأي: التفاؤل الأوكرانى بالنجاح فى الحرب يتعارض مع الشكوك الأوروبية
  • أوكرانيا تنسحب من حي استراتيجي.. وقتيلان في زابوريجيا
  • دراسة: أغلب الأوربيين يساورهم الشك في قدرة أوكرانيا على هزيمة روسيا في الحرب
  • روسيا تعلن تحقيق تقدّم في شرق أوكرانيا