محمد بن راشد: دبي قادرة على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حرص دولة الإمارات على المساهمة بدور فعّال في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية، وإرساء المقومات اللازمة لضمان التدفقات السلسة للسلع والبضائع على تنوعها، وذلك من خلال الاستفادة من الإمكانات اللوجستية القوية التي تتمتع بها الدولة من مطارات وموانئ عالمية المستوى وإمكانات رقمية متطورة تسهم في تسريع عمليات المناولة وتأكيد حركة تجارية سلسة وفعالة.
وقال سموه: «نعمل مع شركائنا حول العالم لاستحداث مزيد من الأفكار والأساليب المبتكرة لتعزيز كفاءة سلاسل الإمداد العالمية.. حريصون على القيام بدور مؤثر في تسهيل تبادل المعرفة وتعزيز الشراكات وإيجاد حلول أكثر مرونة تدعم نمو الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية».
جاء ذلك خلال زيارة سموه، الاثنين، يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، لمعرض «جلفود 2024» الحدث الأكبر في العالم لقطاع الأغذية والمشروبات، وذلك مع انطلاق دورته التاسعة والعشرين، وهي الأكبر على الإطلاق للحدث العالمي، والمقامة خلال الفترة من 19 إلى 23 فبراير الجاري بمركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة أكثر من 5500 جهة عارضة من أكثر من 190 دولة.
الصورةوأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دبي قادرة على القيام بدور ملموس في تحقيق الأمن الغذائي العالمي من خلال موقعها كمركز للابتكار والتكنولوجيا والممارسات المستدامة، لافتاً إلى أن جمع كافة الأطراف من المنتجين والصنّاع والموزعين للغذاء من حول العالم يضمن مزيداً من التعاون الدولي في تنويع مصادر الغذاء وضمان استدامته.
ونوّه سموه خلال الزيارة، بأهمية قطاع المعارض كرافد رئيسي من روافد تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 والرامية إلى مضاعفة حجم اقتصادها وجعلها بين أهم ثلاث مدن اقتصادية في العالم خلال العقد المقبل، فضلاً عن استهداف مضاعفة حجم تجارة دبي الخارجية إلى 25 تريليون درهم بحلول 2033، وإضافة ممرات تجارية لدبي مع 400 مدينة جديدة حول العالم.
الصورةوخلال الزيارة، اطّلع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على ما يضمه المعرض المقام على مساحة تتجاوز المليون قدم مربعة ضمن 24 قاعة بمركز دبي التجاري العالمي، من أجنحة دولية ومنصات لعارضين يمثلون أهم منتجي ومصنعي وموزعي الغذاء حول العالم، وما يقدمونه من خلال مشاركتهم في الحدث الأكبر من نوعه عالمياً من حلول وتقنيات إنتاج وحفظ وتوزيع المنتجات الغذائية.
كما شاهد سموه ما يضمه المعرض من مكونات تتعلق بعمليات الرقمنة والابتكار التكنولوجي لتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف، وتعزيز قدرات الأنظمة الغذائية الدائرية للحد من فقد وهدر الطعام، وتحقيق المزيد من مقومات السلامة والأمن والشفافية في سلاسل الإمداد.
الصورةواستمع سموه إلى شرح حول «مؤتمر جلفود إنسباير» المواكب للمعرض، ومحتواه المعرفي الذي يركز على مستقبل أنظمة الغذاء، وأهم العناصر التي تكفل تحقيق التوافق بين الأنماط الاستهلاكية ومتطلبات الحياة من خلال توظيف التقنيات المتطورة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي التوليدي وتكنولوجيا البلوك تشين وأثر تلك التقنيات في تعزيز مستويات الأمن الغذائي، كذلك دورها في دفع عمليات البحث والتطوير قدماً في مجال إنتاج واختبار الأغذية، مع اعتماد أفضل الممارسات الزراعية؛ وأنظمة الغذاء الدائرية التي تساعد في الحد من هدر الطعام وغيرها من الحلول اللازمة لتأكيد استدامة الموارد الغذائية.
رافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة كلٌ من: الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وهلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة، مدير عام سلطة مركز دبي التجاري العالمي، وعدد من كبار المسؤولين.
الصورةالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات معرض جلفود حول العالم من خلال
إقرأ أيضاً:
الزراعة المستدامة.. مفتاح لتحقيق الأمن الغذائي
يُعدّ الأمن الغذائي من أهم القضايا التي تواجهها الدول في العصر الحديث، حيث يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
ومن بين العوامل الرئيسية لتحقيق هذا الأمن، تبرز الزراعة كركيزة أساسية، خاصة في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على الإنتاج المحلي للغذاء، وتعزيز الزراعة المستدامة وتطويرها يمكن أن يسهم بشكل كبير في تأمين احتياجات المواطنين الغذائية، وبالتالي تحسين جودة الحياة.
ما هو الأمن الغذائي؟
الأمن الغذائي يعني قدرة الدول على توفير الغذاء الكافي والآمن لجميع مواطنيها، وضمان الوصول إليه بشكل منتظم. لا يقتصر الأمن الغذائي فقط على توفير الغذاء بكميات كافية، بل يشمل أيضًا ضمان تنوعه وجودته، بحيث يكون خاليًا من الملوثات والأمراض، ويحقق احتياجات الأفراد الغذائية دون التأثير على قدرة الأجيال القادمة.
الزراعة ودورها في تحقيق الأمن الغذائي
تعد الزراعة المصدر الأساسي للإنتاج الغذائي في العديد من الدول، إذ توفر المواد الأساسية مثل الحبوب، الخضروات، الفواكه، واللحوم. وتساهم الزراعة المحلية في تقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، مما يعزز قدرة الدول على مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية.
كما أن الزراعة المستدامة تساهم في تحسين دخل المزارعين وتوفير فرص العمل في المناطق الريفية، مما يعزز من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
الزراعة تجرى حركة تغييرات جديدة بمركز البحوث الزراعية تعزيز الإنتاج المحلي: تعتبر الزراعة المصدر الأول للإنتاج الغذائي في العديد من البلدان. من خلال دعم الإنتاج المحلي، يمكن تقليل الاعتماد على استيراد الغذاء، وبالتالي تقليل تعرض البلاد للأزمات العالمية التي تؤثر على التجارة الدولية، وزيادة الإنتاج المحلي من خلال تحسين تقنيات الزراعة ومواكبة التطورات التكنولوجية يمكن أن يسهم في تأمين الغذاء للسكان.الاستدامة الزراعية: تعتمد الزراعة المستدامة على استخدام تقنيات تحافظ على البيئة وتحسن من جودة الإنتاج الزراعي على المدى الطويل، ومن خلال تبني أساليب الزراعة التي تحافظ على الموارد الطبيعية، مثل التربة والمياه، يمكن تقليل التأثيرات السلبية للزراعة على البيئة، مما يساهم في استدامة الإنتاج الزراعي وضمان توافر الغذاء للأجيال القادمة.تنوع المحاصيل الزراعية: من خلال زيادة تنوع المحاصيل الزراعية، يمكن توفير مجموعة واسعة من الغذاء، مما يقلل من مخاطر الاعتماد على محصول واحد، وتنوع المحاصيل يساهم في استقرار الإنتاج الغذائي ويساعد على مواجهة التقلبات المناخية أو الاقتصادية التي قد تؤثر على محاصيل معينة.التكنولوجيا الزراعية: أصبحت التكنولوجيا الحديثة في الزراعة أحد العوامل المهمة التي تسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، ومن خلال تطبيق الابتكارات التكنولوجية مثل الزراعة الدقيقة، استخدام الري الحديث، وتحسين الممارسات الزراعية، يمكن تحسين إنتاجية الأرض والمياه، وزيادة كفاءة استخدام الموارد الزراعية، وكما أن تطبيق التقنيات الحديثة يمكن أن يساعد في تقليل الفاقد من الغذاء وتحسين الجودة. وزيرا الزراعة في مصر والأردن يترأسان أعمال اجتماع اللجنة الفنية الزراعية المشتركةالتحديات التي تواجه الزراعة لتحقيق الأمن الغذائي
على الرغم من الدور الحيوي الذي تلعبه الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي قد تعيق هذا الدور:
التغيرات المناخية: يشكل التغير المناخي تهديدًا كبيرًا للزراعة في العديد من الدول، حيث تؤدي زيادة درجات الحرارة والجفاف إلى تقليص المساحات الزراعية وزيادة التصحر. كما يؤثر التغير المناخي على مواسم الزراعة ويقلل من إنتاجية المحاصيل.نقص المياه: تعد المياه أحد الموارد الأساسية في الزراعة، ومع تزايد الضغوط على مصادر المياه بسبب النمو السكاني والتغيرات المناخية، يواجه العديد من البلدان تحديات كبيرة في توفير المياه اللازمة للزراعة.محدودية الأراضي الزراعية: تواجه بعض الدول تحديًا في توفير الأراضي الزراعية المناسبة بسبب النمو السكاني المستمر والتوسع العمراني. هذه العوامل تؤدي إلى تقليص المساحات الزراعية المتاحة، مما يحد من قدرة البلاد على زيادة إنتاجها الغذائي.ضعف البنية التحتية: البنية التحتية الزراعية الضعيفة، مثل شبكات الري والتخزين، قد تؤدي إلى فقدان كبير في الإنتاج الزراعي. كما أن نقص الدعم الفني للمزارعين يعيق استفادتهم من التكنولوجيا الحديثة التي يمكن أن تحسن من إنتاجهم.الأزمات الاقتصادية والسياسية: تؤثر الأزمات الاقتصادية والسياسية على قدرة الحكومات على دعم القطاع الزراعي بشكل كافٍ. كما أن النزاعات والحروب في بعض المناطق تؤدي إلى تدمير الأراضي الزراعية وتشريد المزارعين.الزراعة كحلول للأمن الغذائي في المستقبل
لحل هذه التحديات، يمكن اتخاذ عدة خطوات استراتيجية لزيادة فعالية الزراعة في تحقيق الأمن الغذائي:
تعزيز البحث والتطوير: دعم البحث العلمي في مجال الزراعة وابتكار تقنيات جديدة يمكن أن يسهم في زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين مقاومة المحاصيل للتغيرات المناخية.الاستثمار في البنية التحتية: تحسين البنية التحتية للقطاع الزراعي، مثل أنظمة الري، التخزين، والنقل، يمكن أن يقلل من الفاقد ويحسن من كفاءة الإنتاج.التعاون بين الدول: التعاون بين الدول في مجالات تبادل الخبرات الزراعية وتقنيات الري والوقاية من الآفات يمكن أن يساعد في تعزيز الأمن الغذائي الإقليمي.توسيع نطاق الزراعة المستدامة: تبني ممارسات الزراعة المستدامة التي تعتمد على الاستخدام الفعّال للموارد وحماية البيئة سيؤدي إلى تحسين الأمن الغذائي على المدى الطويل.