إيران تطالب الأمم المتحدة بإدانة تدنيس القرآن واتخاذ إجراءات لمنع تكرار هذه الأفعال
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
طالبت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الخميس، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإدانة تدنيس القرآن الكريم فورا، واتخاذ إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الأفعال.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "الخبر المؤسف المتمثل في تجدد الإهانة للقرآن الكريم في السويد قد ألحق ضررا شديدا بمشاعر المسلمين وأتباع الديانات السماوية في العالم، وأدى إلى انتشار الصدمة في نفوس المسلمين والقلق جراء هذه الأفعال المهينة".
وأضاف: "بينما تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة إصدار السلطات السويدية ترخيصا للمرة الثانية خلال الشهر الماضي لارتكاب هذه الإهانة والاستفزاز بحق القرآن الكريم، الذي يعتبر كتابا مقدسا لمسلمي العالم، فإنها تحذر بشدة من أن استمرار هذه الأفعال تحت ستار حرية التعبير، يعتبر إهانة لجميع المسلمين في العالم تهدف إلى معاداة الإسلام ونشر التطرف".
وتابع أن "إصدار ترخيص من قبل الحكومة السويدية لإهانة القرآن الكريم، أو التجرؤ على أي كتاب مقدس للديانات السماوية، ينبع من نفس التفكير الذي يسعى إلى معاداة الإسلام ونزع السلمية من الإسلام من خلال إساءة استخدام حرية التعبير، حيث ستترتب عنه عواقب لا يمكن إصلاحها، كانتشار الكراهية والعنف وكراهية الأجانب في المجتمعات المختلفة".
وأشار عبد اللهيان إلى أن استمرار مثل هذه الأفعال سيعرض السلام والتعايش السلمي لأتباع الديانات السماوية المختلفة لمخاطر جسيمة، حيث قال: "لذلك أطلب من سيادتكم أن تدينوا إهانة القرآن الكريم فوراً، وأن تتخذوا الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن، من أجل منع تكرار مثل هذه الأفعال لكي لا تتكرر وتتوسع هذه الظاهرة العدائية والاستفزازية، وكذلك أطالبكم بأن تطلبوا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتعامل بحزم مع قادة ومرتكبي هذا الفعل بشدة".
وكانت الخارجية الإيرانية قد أفادت في بيان مساء الخميس، أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، استدعى السفير السويدي لدى طهران وسلمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على تدنيس القرآن الكريم في ستوكهولم.
وقال كنعاني للسفير السويدي: "ندين بشدة تكرار انتهاك حرمة القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية في السويد، ونعتبر أن أي عواقب سلبية ومهيجة لمشاعر المسلمين لهذه الإجراءات، تقع على عاتق الحكومة السويدية".
ولفت إلى أن "الاستمرار في تدنيس الأماكن الإسلامية المقدسة ونشر الكراهية بهذه الطريقة يعتبر مثالا واضحا للعنف المنظم والعمل العدائي ضد مسلمي العالم وأتباع الديانات السماوية".
وأضاف معبرا عن تعجبه: "كيف لدولة تطالب بحقوق الإنسان والحقوق المدنية أن تسمح بانتهاك وإهانة مثل هذه الحقوق لأكثر من ملياري مسلم في العالم ونحو مليون مواطن سويدي مسلم!".
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن إعادة إعطاء الحكومة السويدية الإذن بتدنيس القرآن الكريم، يعد تجاهلا من قبل حكومة هذا البلد لمنظمات حقوق الإنسان الدولية، داعيا الحكومة السويدية إلى الوفاء بمسؤولياتها الدولية ومنع تكرار مثل هذه الأفعال المخالفة لحقوق الإنسان.
وأكد كنعاني أنه "من وجهة نظر طهران، فإن أي إهانة للكتب الدينية السماوية والقرآن الكريم في أي مكان من قبل أي شخص مدان، وحرية التعبير التي تهدف إلى الاعتداء على كرامة وقيم ومقدسات المسلمين ليست حرية تعبير ولا قيمة لها".
وسمحت الشرطة السويدية اليوم الخميس، بتظاهر أشخاص وتمزيقهم نسخة من المصحف والعلم العراقي خارج السفارة العراقية في ستوكهولم.
وتجدر الإشارة إلى أنه في 28 يونيو الماضي، أول أيام عيد الأضحى، أقيم احتجاج خارج مسجد ستوكهولم الرئيسي، حيث تم حرق نسخة من القرآن الكريم، كما سمحت الشرطة السويدية بتنظيم المظاهرة، حيث قال رئيس الوزراء السويدي، أولف كريستيرسون، إن الموافقة كانت "مشروعة ولكنها غير مناسبة".
وأثار حرق القرآن في ستوكهولم موجة من الإدانات في جميع أنحاء العالم، حيث دعت العراق السلطات السويدية إلى تسليم المهاجر المسؤول عن الحادث، كما دان العديد من رؤساء الدول إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس التعاون الخليجي الحادثة.
المصدر: سبوتنيك
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الأمم المتحدة الإسلام الاتحاد الأوروبي القرآن تطرف طهران الخارجیة الإیرانیة الحکومة السویدیة القرآن الکریم تدنیس القرآن
إقرأ أيضاً:
القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس. والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)