تراودني حادثة حصلت في عمر مبكر من حياتي، حادثة صغيرة جدا لكنها علمتني كثيرا كنت أؤمن وقتها بأن القيام بعمل ما يحتاج إلى توفر كل الظروف المناسبة والمواتية.
وأذكر في أحد الأيام رافقت والدتي -رحمها الله- إلى زيارة بعض الأهل، بعدها مررنا على مركز للتسوق، فأخذت والدتي ما تريد، ثم طلبت البيض، فقال لها العامل إن صناديق البيض انتهت، لكن لديهم كمية من البيض الطازج موجودة دون
صناديق، وقال: إنه سيضع لها 4 درازن من البيض في كيس من النايلون، أمام إلحاحه وافقت والدتي على الاقتراح.
لدى نقل الأغراض من عربة التسوق إلى السيارة، وقع كيس البيض على الأرض الإسفلتية الصلدة، وسمع صوت تهشم البيض عاليا، رفعت الكيس بيدي وأردت رميه في صندوق القمامة القريب، أشارت لي والدتي بأن أضعه في السيارة مع الأغراض،
اعترضت وقلت لها: «ما الفائدة كل البيض تهشم، ولن تكون هناك بيضة سالمة!»
أومأت لي لا بأس، ركبت السيارة وأنا على يقين بصواب رأيي، وأنه لن ينوبنا من ذلك إلا اتساخ السيارة.
لدى وصولنا المنزل دخلت غرفتي وانشغلت بأمر ما، عندما خرجت بعد فترة رأيت أمامي على طاولة الطعام عددا كبيرا من البيض النظيف يملأ سلة بلاستيكية، نظرت إلى والدتي باندهاش: «هل طلبت بيضا آخر؟» ابتسمت وقالت: «لا..هو البيض
نفسه، كان المكسور قليلا جدا، وهذا الباقي!!، وقد أخبرت العاملة أن تضعه على طاولة الطعام كي يذهب استياؤك من قراري».
يومها تعلمت أن بعض القرارات وإن بدت ظاهرا منطقية إلا أنها قد تكون خاطئة، وأن التقديرات وإن بدت أحيانا صحيحة قد تكون خاطئة، وألا نيأس في أسوأ الحالات وألا نفقد الأمل، ففي النهاية نستطيع عمل شيء ما إذا أخلصنا النية والجهد.
وتعلمت أن مالا يدرك كله لا يترك جله، وعرفت أنها قاعدة شرعية وإنسانية مهمة جدا للتعامل مع الحياة بكل ألوان طيفها التي تبدو أحيانا كثيرة قاتمة جدا، وتدعو لليأس الشديد!!
وقد ساعدتني هذه القاعدة في عدد من المنحيات الصعبة في الحياة، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، فهل هو ما نقول عنه التفكير خارج الصندوق.
عندما نرى ما يحصل من قتل ليل نهار للمدنيين في غزة، تقفز القاعدة إلى ذهني «مالا يدرك كله لا يترك جله»، ألا نستطيع أن نفعل شيئا ما وسط كل هذه القتامة، وانسداد الأفق بالأقوياء الذين يدعمون شيطان الصهيونية؟
إن طول هذه المحنة واشتدادها علامة بوجوب البحث عن حلول لإيقاف نزيف الدم البريء ليل نهار في غزة، ولن نعدم ذلك إذا شئنا، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
أفضل وأسهل طريقة لمحو الأعطال العالقة في كمبيوتر السيارة
في السيارات الحديثة، يتحكم الكمبيوتر في العديد من الأنظمة، لكن بعض الأعطال الإلكترونية قد تبقى مسجلة حتى بعد إصلاح المشكلة.
يعيد تفريغ الشحنات السالبة من النظام الإلكتروني ضبط وحدة التحكم، مما يحسن أداء السيارة ويزيل الأخطاء العالقة.
خطوات إعادة ضبط كمبيوتر السيارةتحضير السيارة
ضع مفتاح التشغيل في مكانه، لكن لا تشغل السيارة، واتركه في وضع OFF.فصل البطاريةافصل السلك السالب من البطارية ثم السلك الموجب، وللأمان، يفضل إزالة البطارية بالكامل.تفريغ الشحنات
قم بتوصيل السلك السالب مع الموجب، مع تجنب لمس أي جزء معدني في السيارة. اطلب من شخص آخر فتح السويتش وإغلاقه ثلاث مرات متتالية، مع الانتظار 10 ثوانٍ بين كل مرة. بعد ذلك، أعد المفتاح إلى وضع OFF واتركه دقيقة.إعادة تركيب البطارية وتشغيل السيارةركّب البطارية من جديد، بوضع السلك الموجب أولًا ثم السالب. افتح وأغلق السويتش ثلاث مرات أخرى، ثم شغل السيارة.
نتائج العملية
بعد تطبيق هذه الخطوات، ستلاحظ تحسنًا في أداء السيارة، مثل استجابة أفضل للمحرك، واختفاء بعض المشاكل غير المبررة، وإطفاء أضواء التحذير.
تحذير هامبعض السيارات قد تتطلب إدخال كود الراديو بعد إزالة البطارية، لذا تأكد من معرفته قبل تنفيذ الخطوات.