لجريدة عمان:
2024-07-05@06:43:50 GMT

ذهب الحلم وعادت الذكريات

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

قليلة هي المواد الوثائقية الخاصة بسرد السير الذاتية وكشف التجارب الإنسانية العميقة، إذ إن معظم المقابلات والبرامج يغلب عليها الجانب الدعائي بعد إجراءات عمليات التعديل والتجميل لأصحابها بما يتوافق مع سياسة الجهة الممولة أو الهيئة المحررة للمادة، التي في العادة تُمرر خطابات مبطنة لترسيخ فكرة أو وأد معلومة.

أما الأفلام التي تحاول سبر أغوار التجارب فإنها تُحفظ في الذاكرة مثل الفيلم الوثائقي (ذهاب وعودة) الذي أنتجته قناة (RT Arabic) الروسية، وجاء مختلفا مع أن تدشينه كان بمناسبة الذكرى الثمانين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر، ولكن طريقة تناول العلاقات بدأت بشكل مختلف عبر مترجم روسي مكث في مصر عدة سنوات في القطاع العسكري يدعى فيكتور ياكوشيف، الذي راح يتحدث عن تجربته في مصر ويسرد علاقته بثقافتها، و«فيكتور واحد من آلاف الروس الذين عملوا في مصر وبقيت لهجتها وثقافتها ومدنها وشوارعها وأناسها جزءا من حياتهم وذكرياتهم إلى الأبد». ختمت هذه العبارة الفيلم الوثائقي الممتد لخمس وثلاثين دقيقة، لكنها كانت كافية لنتعرف على التجارب الإنسانية غير المؤدلجة أو الببروجندا السياسية العسيرة على الفهم والإقناع.

في هذا الفيلم يستعرض المترجم العسكري ياكوشيف، الحاصل على رتبة مقدم في الجيش الروسي، بداية اهتمامه باللغة العربية، إذ استمع في بداية مراهقته إلى إذاعة صوت العرب من القاهرة، وشعر بجاذبية اللغة العربية وسحرها، فبدأ بالاطلاع على الكتب المتعلقة باللغة العربية في المكتبات الروسية، وبعد حصوله على شهادة الدبلوم العام حاول الالتحاق بجامعة لينينجراد ولكنه فشل في مسعاه، وسمع عن كلية عسكرية للغات الأجنبية في موسكو فالتحق بها سنة 1967، بعدها أُوفِد في مهمة عسكرية إلى مصر في شهر أغسطس من عام 1971، ثم بعد خمسين عاما على خروجه من مصر عاد إليها مرة أخرى، وطوال نصف قرن بقيت القاهرة وثقافتها في خياله، إذ يتذكر الأفلام المصرية التي ساعدته في إتقان اللهجة المصرية، منها فيلم (النظارة السوداء) الذي أنتج في سنة 1963 من بطولة نادية لطفي (1937-2020) وأحمد مظهر(1917-2002 ) وأحمد رمزي (1930-2012) وسناء مظهر (1932-2018)، وفيلم (في بيتنا رجل) الذي أنتج في سنة 1964، من بطولة عمر الشريف (1932-2015)، وزبيدة ثروت (1940-2016)، ورشدي أباظة (1920-1980)، ويوسف شعبان (1931-2021)، وفيلم (الصراع في الوادي) الذي أنتج في سنة 1954، من بطولة فاتن حمامة (1931-2015)، وعمر الشريف (1932-2012) وزكي رستم (1903-1972)، وفريد شوقي (1920-1998).

كانت مهمة المترجم ياكوشيف شرح العمليات العسكرية بين الجيشين المصري والروسي، والتقى في زيارته باللواء طيار أحمد كمال المنصوري، الذي حلّق بطائرات الميج الروسية نتيجة للتعاون المصري والروسي، (وهو الذي سيقضي عليه لاحقا الرئيس المصري أنور السادات (1918-1981) بعد طرده للخبراء السوفييت من مصر في يوليو 1972). كما ذكر ياكوشيف، أثناء حديثه مع اللواء المنصوري، مقتل بعض الطيارين الروس نتيجة للقصف الإسرائيلي، بقوله: «حتى أنني أتذكر أسماءهم، وهم جورافليوف ويورتشينكو وياكوفليف. جميعهم برتبة نقيب». في نهاية الفيلم يختتم المترجم العائد إلى القاهرة الحديث بقوله: «إحنا فهمنا إنه ما أخذ بالقوة لازم يتم استرداده بالقوة، وكان شعار الشعب المصري ساعتها، وكنا نؤيد هذا الشعار لأن فكرة الاحتلال تثير كراهية لدى الشعب الروسي، ونحن نشعر بأن قضية الشعب المصري والشعب العربي قضية عادلة، ونحن العسكر نؤيد الشعب الذي يريد يسترجع حقه في الأرض وحقه في السيادة».

هذه العبارة التي ختمت فيلم (ذهاب وعودة) تُذكّر بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتُعيد التذكير بأن الحقوق المسلوبة لا تُسترد إلا بالقوة، وإن اتفاقيات الاستسلام والارتهان للتطبيع لا تستعيد كرامة ولا أرضا ولا توقف آلة الاحتلال عن حصد الأرواح.

يبقى التذكير بأن فيلم (ذهاب وعودة) من إخراج كريم نجيب، وسيناريو وإعداد الإعلامية أنيسة مراد مديرة البرامج في قناة ( RT Arabic) وألّف موسيقى الفيلم الأخوان محمد وأحمد صالح.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال اللواء رؤوف السيد على، رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، إن بيان 3 يوليو الذي ألقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي، نقطة تحول تاريخية في مصر تمثل انتصارًا لإرادة الشعب المصري وهزيمة لجماعة الإخوان الإرهابية التي سعت إلى تقويض استقرار البلاد وأمنها.

وأوضح رئيس الحزب، أنه في الثالث من يوليو عام 2013، ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي كان وقتها وزير الدفاع، بيانًا تاريخيًا استجابة لمطالب ملايين المصريين الذين خرجوا في مظاهرات حاشدة تعبيرًا عن رفضهم لحكم جماعة الإخوان، وجاء هذا البيان بعد فترة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد تحت حكم الإخوان، مما أدى إلى تدهور الأوضاع وزيادة حالة الغضب الشعبي.

كما أشاد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية بالدور البطولي الذي قام به الرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية في تلك الفترة الحرجة، حيث انحازوا إلى صفوف الشعب المصري ولبوا ندائه من أجل إنقاذ البلاد من مستقبل مظلم، مشيرا إلى أن تدخل القوات المسلحة جاء استجابة لإرادة الملايين وحفاظًا على استقرار مصر ووحدتها الوطنية.

وأكد الحزب أن بيان 3 يوليو كان بمثابة إعلان لبداية مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية، فمنذ ذلك الحين، شهدت مصر العديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في تحسين الأوضاع العامة في البلاد، مشيدا بالجهود المستمرة التي تبذلها القيادة السياسية بقيادة الرئيس السيسي في محاربة الإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.

مقالات مشابهة

  • هنية يشيد بجهود الشعب الأردني لنصرة الشعب الفلسطيني
  • نهاية الفيلم الإنقلابي ستكون مثل فيلم ديكويجو !
  • سيحاصرك الموت غدا!!
  • الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب
  • «وفاء» أمام محكمة الأسرة بعد حب 50 سنة.. دعوى خلع وطلب طاعة
  • هشام العناني: الحكومة الجديدة محملة بآمال الشعب المصري في تخطي العقبات
  • رشان اوشي: سيدي الرئيس .. إليك الطريق !
  • رضا الشعب والملف الاقتصادي.. أمين تنظيم مستقبل وطن يوضح أبرز التحديات أمام الحكومة الجديدة
  • مصر: الشعب بين غشم النظام وخرس النخبة
  • «عمال مصر» يطالب الحكومة المرتقبة باتخاذ قرارات جريئة وسليمة من أجل المواطن