يبقى طريق الباطنة الوسطي استراتيجيا ومهما، إذ أسهم طيلة نصف قرن في تنمية عُمان وتطورها، وتحديدا لولايات محافظتي شمال وجنوب الباطنة، وقد أسهم في ربط المحافظات جميعا من شمال سلطنة عُمان إلى جنوبها.
ونظرا لذلك الدور المهم والمحوري الذي كان لهذا الشريان الحيوي، أصبح اليوم يعاني من عدة صعوبات تقلل من كفاءته وأداء دوره المنتظر منه خاصة بعد افتتاح المنشآت والمرافق الاستراتيجية الحيوية كميناء ومصفاة صحار واستكمال مرافق المطار بصحار، إضافة إلى المدينة الرياضية الجديدة بالمصنعة وميناء السويق والمناطق الصناعية في كل ولايات المحافظة.
طريق الباطنة يحتاج إلى إعادة نظر في عدد من النقاط أولها رفع جودته، وتوسعته إلى 4 حارات وتجويد الإنارة فيه، وإنشاء حواجز خرسانية بدل الحديدية التي لم تعُد مجدية لتكلفة صيانتها بعد كل حادث، وإعادة النظر في مشروعات الجسور والأنفاق المبنية والتي تحت الإنشاء مثل التي تُنفّذ في ولايتي السويق والمصنعة والقادمة من جسور على أربع ولايات: المصنعة والسويق والخابورة وصحم، وأن تؤخذ في الاعتبار توسعة هذا الطريق الذي لم يعد قادرًا على استيعاب الحركة المرورية بحارتين من شناص إلى السيب لكثافة مستخدميه من السيارات اليومية عليه.
كنا نتمنى أن يكون لهذا الطريق نصيب من الأمل لسكّان المحافظتين خلال اللقاء الإعلامي الذي نظّمته وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أمس الأول في التطرُّق للحالة التي آل إليها خلال الفترة الأخيرة وتدهور حالته رغم ترميمه في أكثر من موقع.
الأمر الثاني، من الأهمية أيضًا إعادة النظر في طرق الخدمات الموازية للطرق الرئيسية وداخل الأحياء في مختلف الولايات التي أيضا تحتاج إلى استراتيجية لرفع مستواها؛ نظرا لما تمثله من أهمية اجتماعية واقتصادية، وفق رؤية عصرية تسهم في دعم البنية الأساسية وازدهارها، لا أن تكون كما هي حالتها اليوم تتطلب الصيانة الدورية وصعوبات في المسارات.
ندرك أن اختصاصات الطرق وتنفيذ مشروعاتها تتوزع بين أكثر من جهة حكومية لكنها تحتاج إلى أن تتوحّد رؤيتها خلال المرحلة المقبلة، خاصة أننا نسير بخطى ثابتة تتطلب التكاملية في الاختصاصات المتشابهة وغير المتشابهة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
خبراء: الكتابة للطفل تحتاج إلى فهم احتياجاته العاطفية
الرباط (الاتحاد)
أكد مختصون في أدب الطفل أن تطوير محتوى موجه للصغار، يتطلب الابتعاد عن الأساليب التقليدية، التي تنطلق من منظور الكبار، والاقتراب أكثر من احتياجات الطفل النفسية والعاطفية والتواصلية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «ضوء الكلمة.. وهج الألوان»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة، ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الكاتبة الإماراتية فاطمة العامري والكاتب المغربي مصطفى النحال، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.
واستعرض الكاتب مصطفى النحال التحديات التي تواجه محتوى أدب الطفل عربياً، مشيراً إلى أن الكثير من دور النشر لا تزال تتعامل مع الطفل كمتلقٍ من منظور الكبار، بدلاً من الإنصات الحقيقي لاحتياجاته.
وأوضح النحال أن هناك نقصاً في دور المستشارين المتخصصين، الذين يوجهون صناعة كتب الأطفال بناءً على المعرفة السيكولوجية، لافتاً إلى تجربة مغربية رائدة انطلقت من مدينة مكناس، عبر الاستماع إلى المربين والمعلمين للوصول إلى محتوى ملائم لعالم الطفل، وهي تجربة أثبتت نجاحها ورواجها.
وقدّم النحال لمحة تاريخية عن بدايات نشر كتب الأطفال في المغرب، مشيراً إلى مبادرة مبكرة قادها الكاتب محمد الأشعري، حين كان وزيراً للثقافة، الذي دعا الناشرين إلى تخصيص جزء من إنتاجهم الأدبي للأطفال، وأسفرت لاحقاً عن تقديم حلول مبتكرة لزيادة وصول الأطفال للكتاب، مثل إصدار نسخ ملونة ونسخ بالأسود والأبيض لتجاوز تحديات التكلفة وتحديات الأسعار المرتفعة.
من جانبها، تناولت الكاتبة فاطمة العامري تجربتها مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في تحكيم قصص كتبها الأطفال بأنفسهم، موضحة أن الأطفال يميلون إلى اختراع شخصيات ديناميكية تنطوي على حركة متتابعة وتفاعل مع الحواس، مستشهدة بقصة لطفل تخيل أن اليد تتحول إلى أخطبوط.
وأكدت العامري أن كتابة أدب الطفل تتطلب جهداً حقيقياً لفهم عالم الطفل الداخلي بعيداً عن الاستسهال، مشيرة إلى أن الطفل قادر على خلق عوالم سردية متكاملة، إذا أتيحت له المساحة المناسبة للتعبير.
كما تناولت تحديات صناعة كتب الأطفال من ناحية التكاليف المرتبطة بجودة الرسوم والورق والأغلفة، موضحة أن الاستثمار في هذه التفاصيل يصنع فارقاً كبيراً في جذب الطفل وتحفيزه على القراءة.