تركيا ثالث أكبر مصدر للدراما في العالم ونمو مذهل في الطلب
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
فرضت الدراما التركية نفسها كرقم صعب في السوق العالمية، بعدما حلّت في المركز الثالث -خلف أميركا وبريطانيا- ضمن لائحة أكبر مصدري المسلسلات التلفزيونية، مسجلةً زيادة مذهلة في الطلب خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا إيكونوميست" البريطانية، فإن الطلب العالمي على العروض التركية نما بنسبة 184% بين عامي 2020 و2023، مقارنة بنسبة 73% على الأعمال الدرامية الكورية، وفقًا لشركة "باروت آناليتيكس" للبيانات.
وعام 2023، كانت إسبانيا والسعودية ومصر أكبر 3 مستوردين للمسلسلات التركية، إذ تقدر غرفة تجارة إسطنبول عائدات تصدير الدراما التركية بنحو 600 مليون دولار عام 2022، بينما يتوقع محللون أن يتجاوز إجمالي المبيعات المليارات قريبًا.
وفي النصف الأول من 2023، كانت المسلسلات الثلاث الأكثر مشاهدة -في إسبانيا- مسلسلات تركية وفقًا لشركة "غلانس" للبيانات.
وتشير "ذا إيكونوميست" إلى أن المسلسلات -التي تُبث أسبوعيًا في تركيا بحلقات تصل مدتها إلى 3 ساعات- تقسم إلى حلقات أقصر ويتم بثها لفترات أطول في بلدان أخرى.
ويرجع أوزليم أوزسومبول، رئيس المبيعات في شركة "ماد" للتوزيع، السبب في أن الدراما التركية جديرة بالاهتمام لأنها تمزج بين الرومانسية والانتقام "فهم يتباهون بالمناظر الطبيعية الساحرة والأزياء الفاخرة والممثلين الوسيمين. ومعظمها قصص حب. أما مسلسلات الخيال العلمي فنادرًا ما يتم إنتاجها".
ويضيف "يقدر الجمهور العربي المسلسلات التركية التي تصور المسلمين كأبطال، وليسوا إرهابيين أو سائقي سيارات أجرة كما تفعل هوليود في كثير من الأحيان. وتقوم هيئات مراقبة وسائل الإعلام التركية بطمس زجاجات وأكواب الخمور، كما تمنع المشاهد الجنسية".
وعام 2023، فاز مسلسل "أسرار عائلية" بجائزة "إيمي" لأفضل مسلسل تلفزيوني، وتتناول قصته حياة عدد من المحامين الذين يتنافسون ويقعون في الحب.
الدراما التركية في 170 دولةمن جانبه، قال باتوهان مومجو نائب وزير الثقافة والسياحة التركي إن المسلسلات التركية تبث في أكثر من 170 دولة حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا والشرق الأقصى وأميركا اللاتينية، وتصل إلى ما يقرب من 750 مليون شخص.
وجاءت تصريحات مومجو على هامش زيارته لمهرجان برلين السينمائي الدولي الـ74 (برلينالي) الذي يقام في العاصمة الألمانية الفترة من 15ـ 25 فبراير/شباط الجاري، حيث يقع الجناح التركي أيضًا.
وأضاف مومجو "فزنا سابقًا بالعديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة الدب الذهبي، الجائزة الكبرى في برلين. وتشارك الأفلام السينمائية المدعومة من الوزارة في أهم المهرجانات السينمائية الدولية في العالم مثل برلين وكان والبندقية وتورونتو وطوكيو، مما يساهم في الترويج للسينما التركية".
وتابع "نقدم أفلامًا تركية لممثلي القطاع الأجنبي في جناح تركيا الذي افتتح في المهرجان، ونستضيف الإنتاج المشترك ومفاوضات التعاون الأخرى لصانعي الأفلام لدينا. هذه المفاوضات ضرورية لتطوير إنتاجات مشتركة جديدة والتعاون. نقدم مسلسلاتنا للعالم أجمع، كما أن المبيعات الأجنبية لأفلامنا تتم هنا، وهو أمر مهم جدًا بالنسبة لنا".
ولفت مومجو الانتباه إلى التغيير التشريعي الذي تم إجراؤه في تركيا لزيادة عدد مشاهدي السينما، قائلا إنهم أدخلوا نوعين جديدين من التذاكر المخفضة "فقد فتحنا الطريق أمام المؤسسات الخاصة لشراء تذاكر مخفضة. ونعتقد أن هذه اللائحة ستساهم بشكل كبير إلى عدد المشاهدين عام 2024".
وأردف "بدأ قطاع السينما لدينا هذا العام بشكل جيد للغاية، فاعتبارًا من فبراير/شباط 2024، ارتفع عدد المشاهدين بنسبة 34% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ونتوقع أن نتجاوز 40 مليون مشاهد مع زيادة بنسبة 30% مقارنة بالعام السابق".
"قيامة أرطغرل"عام 2012، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسلسل "القرن العظيم" المعروف في العالم العربي باسم "حريم السلطان" لأنه خصص الكثير من الوقت لمؤامرات القصر بدلاً من التركيز على فتوحات السلطان سليمان القانوني.
وردا على ذلك، قامت هيئة الإذاعة الحكومية بإخراج دراما تاريخية خاصة بها، بعنوان "قيامة أرطغرل" والتي تدور حول أرطغرل المحارب التركي والد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية في القرن الـ13 الذي يكافح للدفاع عن قبيلته وتوسيع أراضيه.
وعرض المسلسل لأول مرة عام 2014 وسرعان ما حقق نجاحًا هائلاً في تركيا وخارجها، ووفق "نتفليكس" كان هذا العمل من أكثر المسلسلات غير الإنجليزية مشاهدة على المنصة بالولايات المتحدة عام 2018.
وفي مايو/أيار 2020، بينما كان معظم سكان العالم في حالة إغلاق بسبب "كوفيد-19" كان "قيامة أرطغرل" رابع أكثر المسلسلات التلفزيونية طلبًا على مستوى العالم، وفق "باروت آناليتيكس".
وذلك العام، أشاد بالمسلسل رئيسُ وزراء باكستان -آنذاك- عمران خان، لما يحمله من "قيم إسلامية" وتم نصب تمثال لأرطغرل في لاهور. وحققت دبلجة الحلقة التجريبية بالأوردية 153 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب.
ويعد مسلسل "حب أعمى" الرومانسي -الذي جرى بثه منذ عام 2015 حتى 2017- أحد أشهر المسلسلات التركية المدبلجة لعدة لغات، بما في ذلك العربية.
ويحكي قصة شابين من عالمين مختلفين يقعان في الحب رغم اعتراضات عائلتهما، حيث فاز المسلسل بالعديد من الجوائز والأوسمة، بما في ذلك جائزة "تيلينوفا" في حفل توزيع جوائز "إيمي" الدولي الـ45.
وعام 2019، عرض مسلسل "قيامة عثمان" الذي يعتبر تكملة "قيامة أرطغرل" حيث يتبع قصة عثمان نجل أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، ويصور نضالاته لتوحيد القبائل التركية وإقامة دولة قوية.
وحطمت الحلقة الأولى أرقاما قياسية، فاستقطبت 7.4 ملايين مشاهد، وأصبح المسلسل التلفزيوني الأكثر مشاهدة في تركيا آنذاك. ودوليا حقق نجاحا لافتا، إذ جرى تصدير المسلسل إلى أكثر من 30 دولة، بجانب دبلجته للعديد من اللغات.
ومن المسلسلات التركية التي حققت نجاحات أيضا "سيلا" الفائز بجائزة أفضل مسلسل درامي في حفل توزيع جوائز "إيمي" الدولي عام 2008، و"أسميتها فريحة" عام 2011، و"نور ومهند" من عام 2005 إلى 2007 الذي أصبح من أكثر الأعمال الدرامية التركية مشاهدة على الإطلاق، مع ما يقدر بنحو 85 مليون مشاهد في الشرق الأوسط.
وحاز هذا المسلسل على العديد من الجوائز المرموقة في تركيا وخارجها، بما في ذلك أفضل مسلسل درامي في حفل توزيع جوائز "غولدن باترفلاي" وحفل توزيع جوائز "سيول" الدولية الخامس للدراما.
أما مسلسل "على مر الزمن" فحاز جائزة أفضل مسلسل درامي في حفل توزيع جوائز سيول الدولية للدراما لعام 2011.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المسلسلات الترکیة فی حفل توزیع جوائز الدراما الترکیة قیامة أرطغرل بما فی ذلک فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
رئيس أندونيسا: الدول المشاركة في قمة «D-8» ثالث قوة اقتصادية في العالم
وجه رئيس جمهورية أندونيسا برابوو سوبيانتو، الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي على دعوته لحضوره قمة الدول الثماني وحسن الاستضافة في القاهرة، مشيرا إلى أن القمة تركز على التعاون المشترك بين جميع الدول المشاركة.
وأضاف، في كلمته خلال القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي عبر فضائية «إكسترا نيوز»: «الدول المشاركة في قمة الدول الثمانية ثالث قوة اقتصادية حول العالم»، مشيرا إلى أنه يجب أن يكون لدينا سلاسل امتداد شاملة.
وتابع: منظمة الثمانية النامية يجب أن تكون شاملة إذ إنها تركز على جنوب العالم، ولهذا يحب علينا الاستمرار في مناصرة ومناهضة كافة القيم التي لدينا تحت مظلة القوانين الدولية وكذلك في مناخ عام داعم للتعاون وتعزيز المشترك بين العلاقات الثنائية ودول الأعضاء فضلا عن التمكين الشامل من أجل إدراك التعاون بين الدول المشاركة لتحقيق الصالح العالم.
وأكد: «يجب علينا العمل مع بعضنا البعض والتكاتف لكي نتحد، فضلا عن نبذ الاختلافات، والنظر إلى الصالح لشعوبنا، وبالتالي نكون أقوياء، فبدون التعاون سنكون ضعفاء وبالتالي سوف نفنى».
وواصل: «أنا ملتزم إلتزاما كاملا، ودولتي بدعم قمة الثمانية للدول النامية على الدور البارز التي تلعبه، وندعو مزيد من الحضور لكي ينضموا إلينا، ويجب أن يكون هناك تعزيز لهذه الوحدة والعضوية لهذه المنظمة بالغة الأهمية».
واستطرد: «دعونا نعمل لصالح المستقبل، ونتعلم من الدروس المستفادة، ويجب علينا أن نتعلم من الأوضاع الجيوسياسية التي نشهدها الآن، والتغلب على التحديات حتى نستمر في المضي قدما، وعلينا المشاركة في دعمنا اللامحدود لفلسطين ولكن الأهم هو كيفيفة دعم فلسطين».