قال الدكتور أشرف عكة خبير العلاقات الدولية إن الرأي الاستشاري الذي ستصدره محكمة العدل الدولية سيكون له بعد قانوني وأخلاقي يؤثر بالضرورة على مسار الأحداث وعلى التطورات الفلسطينية وحماية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

 

وأضاف «عكة» خلال مداخلته على قناة «القاهرة الإخبارية» أن رأي المحكمة الدولية سيبحث في ماهية الاحتلال وأبعاده القانونية خاصة أن هذا الاحتلال مارس جرائم متعمدة تخالف القواعد الآرة للقانون الدولي.

 

وأشار إلى أن هذا الاحتلال سيرضخ عاجلا أم آجلا رغم ما يكابر به قادته العسكريون والسياسيون، وأن صلف العدو وعنجهيته لن تفيده ولا إنكاره للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن الـ 15 مليون نسمة من الشعب الفلسطيني على مستوى العالم سيناضلون ويقاومون من أجل حقوقهم المشروعة.


وأوضح أن النضال الفلسطيني والقضية الفلسطينية أصبحت في قلب الأمن العالمي وهي التي ستؤسس للسلام العالمي أو انهيار منظومة الأخلاق والقيم الإنسانية، معتقدا أن العالم الآن يبحث عن مسارات التعدد ومسارات للتعاون.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

علي الفاتح يكتب: ويسألونك عن الدولة الوطنية

الدفاع عن كرامة وحرية الدولة الوطنية العربية الحديثة وحماية استقلالها كان أحد أهم أهداف حرب أكتوبر المجيدة، لذلك هبَّت معظم الدول لمساندة مصر ضد العدو الصهيونى بصور وأشكال مختلفة.

ولأن عقل الدولة الوطنية الحديثة فى مصر أدرك مبكراً أنه لا مجال للنمو والاستقرار فى ظل بقاء أراضٍ عربية تحت الاحتلال الصهيونى، سارع الرئيس الراحل محمد أنور السادات إلى البناء على الانتصار العكسرى العظيم فى السادس من أكتوبر، بالمضى فى مسار السلام، وكانت كل الأراضى العربية المحتلة على أجندة التفاوض فى مبادرته.

رفض العرب مجتمعين الطرح المصرى، وفى الوقت ذاته لم يقدموا خياراً بديلاً لدعم القضية الفلسطينية، فتوحش الاحتلال وتجبَّر ليصل إلى ما وصلنا إليه اليوم.

كان من الطبيعى أن تنشأ حركات مقاومة وطنية تصد عدوان المحتل الذى مد أذرعه إلى لبنان، وكان من الطبيعى أيضاً أن تملأ إيران، الجمهورية الإسلامية الناشئة وقتها، الفراغ الذى خلَّفه العرب.

قد يكون من حقك البكاء على ما فات فهذا شأن يخصك، لكن المؤكد أنه ليس من حقك الاعتراض على الواقع الذى جد، وليس أمامك سوى محاولة احتوائه حتى لا تكون خسارتك مضاعفة.

جرائم الاحتلال الصهيونى طوال العقود الماضية جعلت عدم الاستقرار السمة الرئيسية للشرق الأوسط، وعطلت أغلب مسارات التنمية، وبات من الصعب الحديث عن خطط مستقبلية للتعاون الاقتصادى المشترك بين الأطراف العربية.

فى الوقت نفسه تباينت مواقف تلك الأطراف، ليس فقط إزاء الاحتلال الصهيونى (العدو المشترك) وإنما تجاه قضايا المنطقة المختلفة على مدار العقود الماضية، وصولاً إلى قضايا السودان وليبيا والصومال وأمن البحر الأحمر.

وسط كل ذلك بقى الموقف المصرى ثابتاً، يحافظ على السلام، ليس خوفاً من الكيان الصهيونى، أو احتراماً فقط لاتفاقية كامب ديفيد، وإنما دفعاً لشبح حرب إقليمية لم يغادر المنطقة يوماً، ولا يقوى على خوض غمارها أحد باستثناء مصر التى تملك أقوى جيوش الشرق الأوسط وأكثر شعوبها خبرة وعزماً، ويعلم العدو الصهيونى قبل غيره أنه أضعف من مجرد التفكير فى دخول مواجهة مع الجيش المصرى.

فى الواقع لم تفعل دول الإقليم ما يتعين عليها فعله من أجل تقوية وتعزيز مقومات الدولة الوطنية الحديثة، ليكون لديها ما تواجه به التحديات السياسية والأمنية التى أوجدها المحتل الصهيونى.

ومن ثم لم تجد ما تطرحه من آليات من شأنها أن تفرض على العدو الاستجابة لما عرضته من مبادرات تحت عنوان «الأرض مقابل السلام» ولأنها تعمل فرادى لم تستطع صياغة موقف استراتيجى موحد يوقف عدوان المحتل الغاشم على الشعب الفلسطينى طوال عام منصرم، وبالتبعية جرائمه ضد الشعب اللبنانى التى خلَّفت ضحايا بالآلاف خلال الأيام الأخيرة.

ما يشكل تهديداً حقيقياً على الدولة الوطنية العربية الحديثة ومخططاتها بشأن المستقبل هو استمرار احتلال الكيان الصهيونى للأراضى العربية فى فلسطين وسوريا ولبنان، وليست فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية كما يدّعى البعض.

بل وتُعد مواجهة مخططات الكيان الصهيونى فى غزة والضفة الغربية ولبنان دفاعاً عن استقلال الدولة الوطنية العربية، وعدم هزيمة فصائل المقاومة، ولا أقول انتصارها، يحمى دول المنطقة من غرور قادة الكيان الصهيونى ورغبتهم فى تغيير خريطة الشرق الأوسط على نحو يفرض هيمنة الكيان على باقى الإقليم.

وظنى أن هذه اللحظة هى الأنسب لاحتواء إيران حتى لا تعود إلى مقعد المصارع على النفوذ، خاصة فى ظل ما أعلنته دول الخليج العربى من موقف محايد تجاه صراع طهران العسكرى المحتمل مع الكيان الصهيونى.

بل إن تحالفاً بين «القاهرة والرياض وأنقرة وطهران» من شأنه نزع فتيل حرب مرتقبة وتحجيم الدعم الغربى لجرائم الإبادة فى المنطقة، وقد يكون شرطاً لنجاح مساعى ما يسمى بالتحالف الدولى من أجل إقامة دولة فلسطينية والذى أعلنت المملكة السعودية عن تشكيله مؤخراً بين عدد من الدول العربية والأوروبية، إذ يلزم لنجاح هذا التحالف أولاً وجود تعاون استراتيجى بين دول الإقليم الكبيرة.

مقالات مشابهة

  • علي الفاتح يكتب: ويسألونك عن الدولة الوطنية
  • أستاذ علاقات دولية: فكرة إنهاء الصراع الدائر بالمنطقة هذا العام مستبعدة
  • خبير علاقات دولية: مصر حذرت منذ عام من اتساع رقعة الصراع في المنطقة
  • خبير اقتصادي لـ"صفا": مماطلة  الاحتلال بقبول "الشيكل" يقيّد الإيداع في البنوك الفلسطينية
  • خبير اقتصادي لصفا: مماطلة  الاحتلال بقبول "الشيكل" يدفع لتقييد الإيداع في البنوك الفلسطينية
  • 33 مسيرة ووقفة حاشدة بالمحويت نصرةً للشعب الفلسطيني واللبناني
  • خبير علاقات دولية: تحركات مصر والإمارات هدفها تخفيف معاناة الفلسطينيين
  • أستاذ علاقات دولية: وضع المنطقة الحالي يستلزم وحدة الجهود المصرية الإماراتية
  • خبير علاقات دولية: أمريكا تتعامل مع أفعال إسرائيل كـ«البطة العرجاء»
  • وزير الخارجية: نثمن الموقف السلوفيني المؤيد للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني