«جولات العَبْرات في الإمارات.. رحلات سياحية على جناح التراث»
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
تشجع أجواء فصل الشتاء الرائعة في دولة الإمارات على استخدام وسائل النقل البحري لا سيما التراثية منها، وتتمثل في «العَبْرات»، أو «العبّارات» كما تسمى أحياناً، والتي تعد أقدم وسائل النقل البحري وأكثرها تعلقاً بتراث دولة الإمارات.
وقد حجزت «العَبْرات» موقعها المهم بين وسائل النقل البحري في الدولة نظراً للمتعة التي تمنحها لركابها أثناء الرحلة البحرية، لتكون جولة لا تنسى في تفاصيل الماضي الجميل.
وتحرص الهيئات المعنية بوسائل النقل البحري في الدولة على الاعتناء بهذا النوع من وسائل النقل والارتقاء بالخدمات المقدمة به وإدخال أحدث الوسائل التقنية على هذه العَبْرات، والمزج بدقة بين تقديم وسائل نقل بمواصفات عصرية وفق أعلى درجات الأمن والسلامة، مع المحافظة على الطابع التراثي الأصيل في تصميمها والإبقاء على هُويّتها التاريخية الأصيلة.
ويزداد الإقبال على العَبْرات التراثية بالتزامن مع الدورة الرابعة من حملة "أجمل شتاء في العالم "التي تحمل هذا العام شعار «قصص لا تنسى» وتحفل ببرامج متنوعة وخطة مترعة بالأحداث والفعاليات التي تستهدف تنشيط السياحة الداخلية في مختلف أنحاء دولة الإمارات، واجتذاب السياح من كل العالم للاستمتاع بشتاء الإمارات، ومقوّمات الجذب التي توفرها الدولة لزوارها، وتجمع بين الاستمتاع بالمناخ المميز، وزيارة أهم المعالم الترفيهية والثقافية والطبيعية، وممارسة الأنشطة البيئية والرياضية والترفيهية المتنوعة.
تجربة ممتعةحرصت إمارة أبوظبي على دعم خط النقل بالعَبْرات، حيث تتولى «أبوظبي البحرية»، الجهة المسؤولة عن إدارة وتنظيم الممرات المائية والمنظومة البحرية في الإمارة والتابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، مسؤولية إدارة عمليات العَبْرات البحرية وخدماتها في جميع الممرات المائية في الإمارة، وتقديم تجربة ممتعة للسياح والزوار المحليين، إذ تسير عمليات النقل بها في أبوظبي وفق خطين رئيسيين، وهما خدمة النقل البحري إلى جزيرة دلما التي تربط بين جزيرة دلما وميناء جبل الظنة في منطقة الظفرة، وخدمة النقل البحري العام إلى جزيرة العالية التي تربط بين جزيرتي العالية والسعديات.
وعززت «أبوظبي البحرية» النقل بالعَبْرات بإنشاء محطات لها، ورفع مهارات الموظفين وقدراتهم، وتطبيق أحدث الحلول الرقمية والمؤتمتة ضمن خدمات العبرات البحرية في الإمارة، والعمل على التحسين المستمر للخدمات وضمان أعلى مستويات الكفاءة الخاصة بالعبرات، وإثراء تجربة المستخدمين عبر توظيف الابتكار والحلول الرقمية المتطورة ومنها خدمة الحجز الرقمي للتذاكر، والربط مع الخدمات البحرية الأخرى.
كما دعمت «أبوظبي البحرية» خدمات العَبْرات بإضافة «عَبْرات» حديثة أسهمت في تحسين خدمات النقل البحري بجزيرة العالية وجزيرة دلما، وزيادة الطاقة الاستيعابية لأسطول نقل الركاب بنحو 70%، إلى جانب زيادة الطاقة الاستيعابية لنقل السيارات بنحو 40%. كما أسهم تصميمها المتطور واستخدامها لأحدث الحلول التقنية في رفع مستوى السلامة، وتقليص زمن الرحلة، وترشيد استهلاك الوقود، وتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 25%، ومن ثم توفير تجربة نقل بحري أفضل للمتعاملين.
إطلالات خلابة
ويحظى النقل البحري في دبي بإقبال كبير، حيث ينقل سنوياً أكثر من 14 مليون راكب على متن وسائل النقل البحري، أغلبهم من السياح الذين يلجؤون إلى هذا النوع من وسائل النقل للاستمتاع بتجربة سياحية مميزة، لا سيما مع ربط رحلات العبرات ببعض المناطق التراثية، مثل ربط منطقة ديرة القديمة ومنطقة برّ دبي والتنزّه في جولات سياحية في منطقة المرسى والمارينا ومنطقة الغبيبة.
وتتعدد أنواع العبرات العاملة في دبي، وتتضمن عبرات ذات محرك يعمل بالبترول، والكهربائية والمكيفة، وتسير العبرات المشغلة بالبترول في خور دبي بين منطقتي برّ دبي وديرة، أما الكهربائية فتسير رحلاتها في بحيرة برج خليفة والممر المائي في القرية العالمية.
وتنقل التراثية الركاب إلى 4 محطات رئيسية في الخور هي السبخة والسوق القديم وسوق الذهب وبر دبي، وتشرف هيئة الطرق والمواصلات في دبي على ترخيص التراثية والمشغلين كما تشرف على تنفيذ اشتراطات الأمن والسلامة.
وتتولّى إدارة النقل البحري في مؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، توفير خدمات نقل ركاب جماعية، حيث تخدم أكبر المناطق السياحية والمشاريع ذات الإطلالة الخلاّبة في الإمارة، وتتركز خدمات النقل البحري في منطقة خور دبي والقناة المائية ومرسى دبي، وتوفير رحلات سياحية لجزر العالم والفنادق الموجودة في نخلة جميرا، وربطها مع الخدمات والفنادق والوجهات السياحية الموجودة في القناة المائية، حيث تنتشر 53 محطة ومرفأ للنقل البحري موزعة في خور دبي وقناة دبي المائية وممتدة على طول ساحل الإمارة.
وتتميز العَبْرات باحتوائها على وسائل الراحة والأمان، فضلاً عن دخولها ميدان النقل المستدام المحافظ على البيئة بتصميم عَبْرات تعمل بالطاقة الشمسية لتصبح بذلك خضراء بلا انبعاثات، حيث وصلت نسبة الخضراء في دبي إلى نحو 50 في المئة من إجمالي المملوكة للهيئة. كما تحتوي على مستلزمات الإسعافات الأولية، وطفايات للحريق، مع الالتزام بقواعد سلامة الأطفال.
وتستثمر الهيئة في وسائل صديقة للبيئة، حيث تمتلك 17 وسيلة بحرية كهربائية وتتمتع بمستوى منخفض جداً من الضجيج وتوفر تجربة تنقل سياحية مميزة ومريحة للسياح والزوار خلال جولاتهم. وخدماتها، كذلك، تصل إلى المتعاملين في الوقت المحدد ولديها قنوات لتلقي طلبات السياح واحتياجاتهم واقتراحاتهم.
وفي العام الماضي دشنت الهيئة، التشغيل التجريبي لأول عَبْرة كهربائية ذاتية القيادة، تتسع لثمانية ركاب، صُنعها موظفو الهيئة في ورشة القرهود للصيانة البحرية، وروعي في تصميمها وتصنيعها الحفاظ على الهُويّة التراثية للعبرة، وانطلقت الرحلة الأولى على خور دبي، من محطة الجدّاف إلى محطة الفستيفال سيتي. وتتميز بعدم انبعاثات كربونية، وانخفاض كلف التشغيل والصيانة بنسبة 30%، وانعدام الضجيج مقارنة بالعبرات التي تعمل بالديزل، كما زودت بنظام تحكم ذاتي القيادة، وأربع بطاريات ليثيوم، قادرة على تشغيل العبرة لمدة سبع ساعات.
ولتعزيز النقل البحري بين إمارات الدولة استأنفت هيئة الطرق والمواصلات بدبي، في أغسطس العام الماضي، تشغيل خط النقل البحري عبر "فيري دبي"، بين دبي والشارقة، بواقع 8 رحلات في أيام الأسبوع و6 رحلات في أيام نهاية الأسبوع.
وينطلق الخط بين محطتي الغبيبة للنقل البحري في دبي ومحطة مربى الأحياء المائية في الشارقة، وتعد هذه الخدمة الوحيدة للنقل البحري بين دبي والإمارات الأخرى.
إقبال واسع
وتعدّ تجربة ركوب العبرات من التجارب المميزة في قناة القصباء بالشارقة، حيث تحرص القناة على توفير كل سبل ووسائل الراحة التي تجعل من ركوب العبرات تجربة لا تنسى، لجميع أفراد الأسرة.
وتضم قناة القصباء قناة مائية بعمق 5 أمتار وعرض 30 متراً وطول 1000 متر، حيث تمكن العبرات أو القوارب الزوار من القيام بجولة مميزة حول بحيرة الخان وقناة القصباء. وتتمتع جميع القوارب أو العبرات بكل مقاييس السلامة والأمن، ما يوفر أجواء متكاملة من الراحة والاستمتاع.
كما توفر إمارة عجمان خدمات النقل البحري بالعبرات، بين محطات الزوراء والراشدية والصفيا والمارينا. وتولي مؤسسة المواصلات العامة في عجمان اهتماماً كبيراً بالنقل البحري، لما له من دور فعال في إعادة رسم خريطة النقل المتكامل داخل الإمارة. كما تسعى لتطوير هذا القطاع المهم الذي يؤدي دوراً بارزاً في استقطاب فئات المجتمع من المقيمين والزوار.
إلى ذلك، أطلقت هيئة رأس الخيمة للمواصلات عام 2022 مشروع النقل البحري للركاب المتمثلة بالعَبْرة التراثية في خور رأس الخيمة والذي ينفّذ عبر أربع محطات رئيسية وهي (الكورنيش الأولى، والكورنيش الثانية، وهيلتون غاردن إن، ومنار مول)، ويهدف المشروع إلى توفير حلول نقل متنوعة تلبي احتياجات كافة شرائح المجتمع.
وزوّدت العبرة التراثية بكاميرات ذكية تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ومرتبطة بمركز التحكم والرقابة الذكي لضمان أعلى مستويات الأمن والسلامة للمستخدمين. كما أن الكاميرات تعمل على رصد سلوك السائقين خلال عمليات الإبحار.
كما جهّزت وفقاً لأعلى معايير السلامة المعتمدة وتشمل سائقين مؤهلين ومرخصين، ومعدات السلامة البحرية، وأنظمة التتبع الإلكترونية GPS، والكاميرات الذكية، وإرشادات السلامة للمستخدمين، والاشتراطات البيئية، واشتراطات القيادة الآمنة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي السياحة وسائل النقل البحری النقل البحری فی فی الإمارة الع ب رات خور دبی فی دبی
إقرأ أيضاً:
وسائل إعلام عبرية: اختفاء إسرائيلي في الإمارات والموساد يشارك في البحث وسط شكوك باختطافه
#سواليف
أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” بأن أجهزة الأمن الإماراتية بمشاركة جهاز #الاستخبارات الخارجية #الإسرائيلي ” #الموساد ” يبحثون عن #رجل_دين_إسرائيلي اختفت آثاره في #الإمارات، منذ عدة أيام.
وقالت الصحيفة اليوم السبت نقلا عن مصادر: “اختفاء رجل دين إسرائيلي في الإمارات والأجهزة الأمنية منشغلة منذ أيام بالبحث عنه”.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن “الموساد والأجهزة الأمنية في الإمارات العربية المتحدة تحقق في اختفاء مبعوث منظمة (حاباد) الدينية في #أبو_ظبي، والذي شوهد آخر مرة يوم الأربعاء الماضي، واختفى منذ ذلك الحين”.
مقالات ذات صلة الأردن في مواجهة المصير: هل يصبح عام 2025 عامًا مفصليًا؟ 2024/11/23كما نقل موقع “واللا” الإسرائيلي، عن مصادر مطلعة قولها، إن “الاشتباه لدى الأجهزة الأمنية هو أن يكون عملاء إيرانيون اختطفوا أو قتلوا رجل الدين الإسرائيلي في الإمارات”.
وأضاف الموقع أن “رجل الدين مفقود منذ يوم الأربعاء وبحسب المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل هناك دلائل تشير إلى أنه ربما كان تحت مراقبة من جهات إرهابية”.
وكانت عائلة رجل الدين قد لفتت إلى “انقطاع التواصل معه خلال الأيام الأخيرة”، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وذكرت الصحيفة أن “أجهزة الأمن الإسرائيلية تعمل على تحديد مكانه بالتنسيق مع السلطات الإماراتية”، ولم تُنشر حتى الآن تفاصيل إضافية حول ملابسات اختفائه.
وتعرف منظمة “حاباد” بأنها واحدة من أكثر المنظمات تشدداً في العالم، وقد تأسست أواخر القرن الثامن عشر في أوروبا الشرقية.
وترفض المنظمة فكرة التنازل عن الأرض مقابل السلام، وترى أن الحفاظ على حيازة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في حرب الأيام الستة (حرب 1967)، أمر ضروري “ليس فقط لمنع الهجوم، ولكن أيضا للحماية من #الإرهاب”.