الشارقة (الاتحاد)
تواصلت مساء أمس الأول فعاليات الدورة السابعة من مهرجان المسرح الثنائي، بالمركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، في حضور عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وأحمد بورحيمة، مدير المهرجان، حيث شهدت قاعة الأنشطة بالمركز وقائع اليوم الختامي لملتقى الشارقة التاسع عشر للمسرح العربي الذي جاء تحت عنوان «المسرح والمستقبل».

وبدأت فعاليات اليوم الأخير للملتقى الذي أدار جلساته المسرحي الإماراتي عبدالله راشد، بمداخلة تحت عنوان «التمثل المأساوي للمستقبل في المسرح العربي»، قدمها الناقد المصري رضا عطيَّة الذي استهل حديثه مشيراً إلى أن المستقبل يبقى شاغلاً رئيساً للفكر الإنساني بوجه عام والفن بوجه خاص، و«محاولة المسرح ارتياد ذلك المنتظر الغامض هي مغامرة فنيَّة واستباق فلسفي بوسائل جماليَّة».
وركز عطيَّة في مداخلته على تحليل نصين مسرحيين مصريين، الأول «باسم الأب» للكاتب محمد أبو السعود، والثاني «موسيقى هادئة» لعماد مطاوع، مبرزاً أن النصين يظهران مستقبل العالم في صورة تكون فيها السيطرة على العالم في يد القوى المركزيَّة، مع تضاعف الإحساس «بتناهي هذا العالم - مهما اتسع وامتدت أرجاؤه - في الصغر، وإتاحته للسيطرة من قِبَل قوى مهيمنة على مقاليد الأمور»، مضيفاً أن من «الظواهر المأساويَّة للمستقبل التي تظهر بقراءة هذين النصين، الممارسات التخريبيَّة بحق الطبيعة الحيَّة، وكذلك الإرث الحضاري الإنساني بخاصة في الدول الفقيرة».

من العروض الفنية في مهرجان دبا الحصن للمسرح

وفي مداخلتها المعنونة «مستقبل المسرح العربي في مواجهة تمظهرات الراهن الفنيَّة»، دعت الباحثة الأردنيَّة نجوى قندنجي إلى مقاربة أكثر فاعليَّة لوضعيَّة المسرح العربي، في علاقته بجمهوره بصفة أساسيَّة، وفي هذا الاتجاه نادت قندنجي بضرورة أن يجدد المسرحيون العرب مناهجهم ووسائلهم الإنتاجيَّة، وموضوعات وأساليب عروضهم، وأن يوظفوا المستحدثات التكنولوجيَّة، وأن يعمقوا تواصلهم مع فئات المجتمع المختلفة، وكذلك انفتاحهم على الآخر.
 من جهته، قرأ الباحث المغربي يوسف أمفزع في مداخلته «مفارقات المسرح المغربي من الاستيعاب إلى المجاوزة»، تحولات الفرجة في المسرح المغربي في العقود الأخيرة، وذلك استناداً إلى تجارب مخرجين شباب، مثل المخرج الواعد أحمد أمين الساهل، الذي تميز مسرحه بتناول موضوعات غير مألوفة، ثم المخرج رضا التسولي، الذي أحدث نقلة في توظيف تقنيات «الفيديو مابينغ» وفي مواكبته المسرحيَّة والكوريغرافيَّة للتراث الأمازيغي في الجنوب المغربي.
وفي ختام الملتقى، قدمت علياء الزعابي مساعدة المنسقة العامة للمهرجان، شهادات الشكر والمشاركة لمقدمي مداخلات الملتقى.
وفي برنامج العروض شهد جمهور الليلة الثالثة، المسرحيَّة الكويتيَّة «أصل الحكاية» تأليف وإخراج فيصل العبيد، وأداء سماح ومحمد البغلي. وتناول العرض جانباً من يوميات كاتب روائي وزوجته/ أو بطلة رواياته. الكاتب مصاب بمرض «اضطراب الهويَّة التفارقي»، إذ يعاني من خلل في التذكر، ويعيش بوجوه عدة، وخلال العرض سيكون على المرأة أن تمر بتحولات عدة بسبب الحالات النفسيَّة المتعددة التي يختبرها الكاتب. وأدارت الندوة النقديَّة حول العرض الباحثة التونسيَّة إيمان الصامت. وشهد برنامج اليوم الثالث أيضاً ورشة تدريبيَّة بعنوان «تقنيات الإخراج المسرحي» أشرفت عليها الفنانة المصريَّة منار زين.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مهرجان المسرح الثنائي المركز الثقافي مدينة دبا الحصن

إقرأ أيضاً:

العالم العربي ولحظة الخطر الحقيقية

كان العالم يتابع جرائم الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وهي جرائم تجاوزت حدود الإبادة إلى ما يمكن وصفه بالاجتثاث، لكنه الآن مضطر إلى متابعة الجرائم في أكثر من موقع عربي؛ فبعد غزة وبيروت وجنين انتقل الأمر الآن إلى المدن اليمنية وإلى مدن سورية في محافظة درعا التي بات الاحتلال الإسرائيلي وبدعم أمريكي ينتهكها دون حسيب أو رقيب ودون أي اعتبار للقوانين والأنظمة الدولية الآخذة، مع الأسف الشديد، في السقوط المتتابع.. وقد يمتد الأمر إلى مواقع جديدة في هذه الأمة المنهكة والمستهدفة من داخلها وخارجها.

ولا يبدو أن الأمر يمكن أن يتوقف عند هذا الحد، فلا قوة وازنة في العالم، حتى الآن، تستطيع أن تمنع إسرائيل من عدوانها، رغم المقاومة ومحاولة الاستبسال في حدود الثبات على الأرض، ما يعني عمليا ومنطقيا أن هذه هي اللحظة الذهبية لاستكمال المشروع الصهيوني في المنطقة والتمدد شرقا وغربا وبناء الشرق الأوسط الجديد وفق الحدود التي يراها الاحتلال أما ما بقي فيعيش في فوضى وصراعات لا تنتهي في ظل غياب رؤية عربية واحدة تتفق على دلالة الخطر ومصدره وآليات مواجهته.

تدرك دولة الاحتلال، ومعها الغرب، أن الأمة العربية تعيش أصعب لحظاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والمعرفية، ونجحت المشاريع الصهيونية، وكذلك مشاريع الاستعمار القديمة، التي زرعت في شرايين الأمة منذ عقود طويلة، سواء كانت مشاريع تتعلق بالمذهبيات أو الأعراق أو التطرف الفكري أو زراعة «وهم» حول مصادر الخطر والتهديد الجديدة.

وأمام غياب المشاريع الفكرية وتآكل الوعي في ظل إهمال التعليم عبر عقود طويلة نجحت الكثير من المشاريع الصهيونية/ الاستعمارية حتى أصبحت اليوم في صدارة المشهد العربي ما جعل الأمة على مسافة بعيدة من خطر سير التاريخ، الأمر الذي سهل على الاحتلال تحقيق مآربه لنصل إلى المشهد الذي نعيش ألمه اليوم.. إبادة في غزة وانتهاكات لسيادة سوريا ترقى إلى احتلال جديد وهجمات فظيعة على اليمن قبيل ما يمكن تصوره لمحاولة تصفية مكونات أساسية في المجتمع اليمني وزيادة مآسيه إضافة إلى ما يعيشه منذ أكثر من عقد ونصف من الزمن.

النظر إلى العالم العربي عبر صورة بانورامية تمتد من العراق إلى المغرب العربي تبعث الأسى لكنها أيضا تبعث على الخوف من المستقبل القريب وما يخبئه من أحداث شديدة الخطر.

مقالات مشابهة

  • الحلقة 5.. اختيار فاطيما الساعاتي بطلة العرض المسرحي في "عايشة الدور"
  • العالم العربي ولحظة الخطر الحقيقية
  • المنتخب المغربي يواصل تحضيراته لمباراتي النيجر وتنزانيا قبل السفر إلى وجدة
  • إلهام شاهين رئيس لجنة تحكيم دورة مهرجان هوليوود للفيلم العربي الرابعة
  • تصفيات مونديال 2026: المنتخب المغربي يبدأ تحضيراته استعدادا لمباراتي النيجر وتنزانيا
  • حكم أمريكي لتطوير التحكيم المغربي
  • لقجع يكلف إسماعيل الفتح بقيادة مهمة تطوير التحكيم المغربي
  • لقجع يكلف الحكم المونديالي إسماعيل الفتح بمهمة تطوير التحكيم المغربي
  • عرض ترويجي من بنك عمان العربي على قرض "مركبتي"
  • إقبال جماهيري.. معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يواصل فعالياته الثقافية والفنية