جريدة الرؤية العمانية:
2024-10-04@21:47:02 GMT

نُصرة واجبة

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

نُصرة واجبة

 

محمد بن رامس الرواس

مع تزايد جرائم الاحتلال الإسرائيلي المدعوم دوليًا على إخواننا في قطاع غزة، نصبح كمسلمين أمام خيار وحيد لا ثاني له؛ ألا وهو نصرتهم وتقديم العون لهم، ومن أجل ذلك لا بُد وأن نتفاعل مع بعدين الأول ديني بالدعاء والإنفاق، والثاني اقتصادي بمقاطعة الشركات والعلامات التجارية الداعمة لدولة الكيان الغاصب.

وقفت مع صديق لي خارج المسجد نتجاذب أطراف الحديث عن موضوع خطبة الجمعة التي تدعو لنصرة إخواننا في فلسطين وبالتحديد في قطاع غزة، فقال لي هل يمكن أن تكون كل هذا الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة الداعية للعون والنصرة لإخواننا المسلمين، ونحن لا نزال في هذا الموقف المتأخر من البذل والعطاء! إذاً المشكلة تكمن فينا نحن، ونحن من يجب أن نقدم لأنفسنا جرعات من التغذية القرآنية في النصرة قبل أن ننصرهم بأقل سبل النصرة الغذاء والدواء، قلت له: برغم أننا درسنا معظم ما سمعناه اليوم من الآيات والأحاديث الداعية لنصرة إخواننا في المناهج خلال سنوات الدراسة، إلا أنني والله كأني أسمع بعضها لأول مرة.

مضيت نحو مركبتي ولا تزال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي وردت بالخطبة وسمعناها جميعًا في أنحاء السلطنة تتردد بأُذني حول ضرورة نصرة المسلمين لبعضهم البعض، وأن ذلك أهم المبادئ والفضائل التي رسخها القرآن الكريم بنفوسنا وحثنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام عليها، فنصرة أهل الأقصى واجبة خاصة لإخواننا بقطاع غزة جراء ما يعانونه من قصف وحصار يفرض علينا أن ننصرهم ومن النصرة الإنفاق بالمال والوقوف بجانبهم ودرء الخطر عنهم من أجل وصول الغذاء والدواء.

ما أشد حاجة إخواننا أهل قطاع غزة للعون اليوم من ذي قبل فقد وصل بهم الحال إلى أبعد مما يمكننا توقعه من نفاد للطعام والدواء وانتشار غير مسبوق للجوع وتفشي الأمراض وبحجم ما أصابهم من عسر وجب علينا عونهم ونصرتهم وإسنادهم بالمال عبر إرسال المعونات بصفة مستمرة ومستدامة خاصة بمدينة رفح، إن لدينا معشر المسلمين من أدوات القوة الشيء الكثير ومن أدوات النصرة الشيء الكثير نستطيع من خلالها أن نقدم العون.

إن لم ننصر إخواننا بالأقصى بالمال عبر إرسال المعونات العاجلة لهم وبالدعاء لهم بالنصر، وعبر مقاطعة العلامات التجارية الداعمة للكيان الإسرائيلي والتي تسانده بأموالها، فماذا بقي لنا من ثوابت ديننا الإسلامي الحنيف وهل ننتظر إثمًا وعارا تسجله صحائفنا ويدونه التاريخ عن تقاعسنا عن نصرة ودعم إخواننا بفلسطين؟

إن المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الشركات التي تدعم الكيان الإسرائيلي هي الشق الثاني من العون؛ حيث ستتعرض إسرائيل لانقطاع أحد أهم مواردها المالية التي تشتري من خلالها السلاح وتستأجر من خلاله المرتزقة للقتال في صفوفهم، وبالمقابل ستتجنب بلداننا ومجتمعاتنا آثار سموم أغذية هذه المنتجات التي تدخل بيوتنا بينما ستنمو منتجاتنا المحلية وستتوفر مزيد من فرص الصناعات الوطنية التي نعتبرها من الأمن الغذائي الذي نحتاجه في قادم الوقت.

ومن الآثار الحسنة للمقاطعة الاقتصادية أنها ذات تأثير فعال وفوائد عديدة فقطع إحدى قنوات التمويل للكيان الإسرائيلي سيضعفه بلا شك، وهو تعبير ووسيلة شرعية من أجل حدوث عزلة لاقتصاد دولة الاحتلال، لذا يجب أن تكون هذه المقاطعة جماعية متحدة وبنية النصرة لأهل فلسطين، ولقد قال الشيخ أحمد الخليلي- أطال الله عمره- في إحدى تغريداته "إن المقاطعة من أمضى الأسلحة وأنجحها في إخضاع العدو".

إن الآيات عديدة والأحاديث كثيرة، وخلاصتها قول النبي صلى الله عليه وسلم "وكونوا عباد الله إخوانا"، لذلك إن البعد الديني للنصرة هو عون إخواننا، والاقتصادي مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للكيان الإسرائيلي؛ فالنصرة واجبة وتجلب للمسلمين دفع الضرر عن بعضهم البعض.

ختامًا.. لقد أنعم الله علينا بسلطان حكيم- حفظه الله ورعاه- وحكومة واعية وعلماء أجلاء، مما مكنّا من اتخاذ مواقف ثابتة، وقد تيسّرت لنا سبل المعونة والإنفاق في سبيل الله نصرة لإخواننا في فلسطين عبر مؤسسات حكومية على رأسها الهيئة العمانية للأعمال الخيرية، وغيرها العديد من مؤسسات المجتمع المدني، وتوفرت لدينا كذلك سبيل اختيار المقاطعة للتعبير عن تضامننا مع أهل غزة في النكبة التي أصابتهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما هي وحدة إيغوز التي تعرضت لـمقتلة كبيرة على يد حزب الله؟

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، بمقتل 8 ضباط وجنود من وحدة "إيغوز" الخاصة، في المعارك ضد حزب الله في جنوب لبنان.

وجاء اعتراف الاحتلال بـ"المقتلة" الكبيرة في صفوف قواته، بعد يوم واحد فقط من إعلانه رسميا الدخول بريا بشكل محدود جنوب لبنان.

وحدة "إيغوز" إحدى وحدات ألوية الكوماندوز في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتم تدريب جنودها على "حروب العصابات".

واللافت أن الوحدة التي ظهرت لأول مرة عام 1956، وتم حلّها عدة مرات، أعيد تشكيلها عام 1995 بهدف وحيد هو "القضاء على حزب الله".



وفي صفحة "إيغوز" بموقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، كُتب شعار بخط عريض "أتبع أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى يتم قتلهم".

وقبل عقود، شارك عناصر الوحدة في معارك "خلف الخطوط" بكل من سوريا، ومصر، كما خاضت الوحدة قتالا عنيفا ضد الفدائيين في سبعينات القرن الماضي على مقربة من الحدود السورية مع فلسطين المحتلة.

وبعد تشكيلها عام 1995 بهدف قتال حزب الله فقط، أُدمجت الوحدة تحت مظلة "لواء غولاني" حتى عام 2015، حيث تتبع الآن إلى "الفرقة 98" والتي تضم أيضا وحدتي "دوفديفان" و"ماجلان".

ووفق قوانين الوحدة الحديثة، يخضع كافة العناصر لتدريبات "كوماندوز" مكثفة لمدة 16 شهرا، قبل أن يخضعوا إلى تدريب آخر لمدة شهرين، أي ما مجموعه سنة ونصف.

وفي السنة والنصف الأخرى، يخضع عناصر "إيغوز" إلى تدريبات مكثفة في حرب العصابات، وقتال الشوارع، ويتم تدريبهم في مناطق جبلية، وتضاريس مماثلة لما هي عليه في الحدود اللبنانية الفلسطينية.

وبرغم تدريباتها المكثفة، تعرضت وحدة "إيغوز" إلى خسائر فادحة في حرب "تموز 2006"، حيث اعترف بمقتل 20 ضابطا وجنديا على الأقل أمام حزب الله.

وفي الحرب الحالية، وبعد يوم واحد فقط من التوغل البري، اعترفت الوحدة بمقتل 8 ضباط وجنود في معارك شرسة مع عناصر حزب الله.

مقالات مشابهة

  • حزب الله ينكل بقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في الجنوب اللبناني
  • بري: ننتظر إخواننا في المعارضة ليقترحوا والجوّ منيح!
  • بيان جديد لحزب الله عن العبوات التي استهدفت الجيش الاسرائيلي.. هذا ما جاء فيه
  • المقاومة اللبنانية : عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المواجهات البطولية التي خاضها مقاتلو المقاومة اليوم بلغ 17 ضابطاً وجندياً
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • ما هي وحدة إيغوز التي تعرضت لـمقتلة كبيرة على يد حزب الله؟
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل العملية العسكرية التي استهدفت العمق الإسرائيلي
  • تضامن عالمي مع غزة.. من الجندي الأميركي بوشنيل إلى حراك الجامعات
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بحجم الخسائر الهائلة التي تعرض لها سلاح الجو نتيجة الهجوم الإيراني ويصفه ’’بالمدمر’’ (تفاصيل)
  • الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الأمة الإسلامية