جورجيا تحذر من خطر العدوان على دول أوروبية أخرى إذا انتصر بوتين في أوكرانيا
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
عواصم " وكالات": تعهدت يوليا نافالنايا أرملة المعارض أليكسي نافالني، مواصلة النضال ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يقوم به زوجها الراحل ودعت أنصاره الى الانضمام اليها، بعد ثلاثة أيام من وفاة المعارض في السجن في ظروف غامضة.
وقالت في مقطع مصور نشر اليوم الاثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي "قبل ثلاثة أيام، قتل زوجي أليكسي نافالني.
وشددت "سأواصل عمل أليكسي نافالني. سأواصل ذلك من أجل بلادنا، معكم. أدعوكم جميعا الى الوقوف الى جانبي (...) ليس مخجلا أن نفعل القليل، بل من المخزي ألا نفعل شيئا، من المخزي أن ندع أنفسنا نخاف".
ومضت تقول وقد اغرورقت عيناها بالدموع، "يجب أن نوحد صفوفنا لنوجه ضربة مشتركة لبوتين ولاصدقائه والقتلة الذين يريدون شل بلادنا".
ووعدت بالكشف عن هوية "الذي نفذ هذه الجريمة" وفي أي ظروف.
وكان المعارض الروسي والخصم الأول للرئيس فلاديمير بوتين قد توفي الجمعة الماضية عن عمر يناهز 47 عاماً، في سجن الدائرة القطبية الشمالية في منطقة يامال حيث كان يمضي حكماً بالسجن 19 عاماً، ما أثار موجة تنديد دولية واسعة.
لليوم الثالث على التوالي، يحاول اقارب نافالني اليوم الإثنين الوصول إلى جثمانه لكن بدون نتيجة، حسبما أفاد فريقه، متهماً الكرملين بمقتله وبالسعي لإخفاء أثره.
وقالت المتحدثة باسم فريق نافالني كيرا إيارميش إن والدته ليودميلا نافالنايا "لم يُسمح لها" بدخول المشرحة حيث قد تكون وضعت في سالخارد، العاصمة الإقليمية، على بعد حوالى خمسين كيلومترا من السجن الذي توفي فيه نافالني رسميا.
واوضح الفريق أنّ والدته "لم يسمح لها" بالدخول إلى المشرحة التي يعتقد أنه فيها.
ولدى سؤاله عن الأمر، أكتفى الكرملين بالقول إن التحقيق في وفاة أليكسي نافالني "متواصل" ولم يسمح حتى الآن بالتوصل الى "نتائج".
وأضافت إيارميش أن لجنة التحقيق المكلفة في روسيا التحقيقات الجنائية قالت إنه "تمّ تمديد" فترة التحقيق في وفاته في السجن بدون تحديد مهلة.
وقالت "لا نعرف كم سيستغرق هذا الأمر من الوقت. سبب الوفاة لا يزال غير محدّد. إنهم يكذبون ويحاولون كسب الوقت ولا يخفون ذلك حتى".
اشار إيفغيني سميرنوف، المحامي في منظمة بيرفي أوتديل غير الحكومية إلى أنه يمكن للمحققين قانونياً الاحتفاظ بجثة الشخص الذي يتوفى في السجن لمدة تصل إلى 30 يوماً.
واضاف أنه حتى بعد هذه الفترة، يمكن للسلطات أن تقرر فتح تحقيق جنائي وإجراء "المزيد من المراوغة" والاحتفاظ بالجثمان "للمدة التي تريدها".
واوضح المحامي أنه "من السهل جداً ايجاد أسباب قانونية للاحتفاظ بالرفات لعدة أشهر، أو حتى لفترة أطول".
توجهت والدة المعارض ومحاميه السبت الماضي إلى مجمع السجون رقم 3 الذي تحيط به اجراءات أمنية مشددة والواقع في منطقة نائية على بعد ألفي كيلومتر من موسكو.
وأفادت مصلحة السجون الروسية بأنّ أليكسي نافالني توفي "بعدما شعر بوعكة بعد نزهة وفقد الوعي بشكل شبه فوري".
وكان نافالني قد سُجن منذ عودته إلى روسيا مطلع العام 2021، وتدهورت حالته الصحية منذ أشهر. خلال فترة سجنه أمضى حوالى 300 يوم في السجن التأديبي حيث الظروف قاسية.
ولم يعلّق فلاديمير بوتين على وفاة نافالني التي تأتي قبل شهر من الانتخابات الرئاسية ويفترض أن تشهد بقاء الرئيس الروسي في السلطة لولاية جديدة مدتها ست سنوات.
موجة تنديد دولية
من جهة ثانية، أثارت وفاة نافالني موجة تنديد واسعة في روسيا والغرب.
وقالت الناطقة باسم الحكومة الألمانية اليوم الاثنين، إن وزارة الخارجية الألمانية استدعت سفير روسيا لدى ألمانيا إثر وفاة المعارض، ودعت داعية إلى "إلى الإفراج عن كلّ السجناء السياسيين في روسيا".
وقال الكرملين "في هذه الظروف، وفي غياب المعلومات، نعتقد أنه لا يجوز على الاطلاق الإدلاء بتصريحات بغضية" فيما اتهمت الدول الغربية النظام الروسي بالمسؤولية عن وفاة نافالني.
في روسيا، تم قمع المحاولات الخجولة لتوجيه تحية لذكرى المعارض الراحل، في أوج حملة تضييق وقمع تقوم بها السلطات منذ تدخلها في أوكرانيا.
في نهاية الأسبوع اعتقلت الشرطة الروسية في عشرات المدن مئات الأشخاص الذين قدموا لوضع الزهور واضاءة الشموع تكريما لنافالني أمام نصب ذكرى ضحايا القمع في الحقبة الستالينية.
وكان نافالني ممثل المعارضة الأبرز في روسيا حيث اكتسب شعبية كبرى لا سيما في صفوف جيل الشباب بفضل تحقيقاته حول الفساد في ظل نظام فلاديمير بوتين.
وبوفاته حرمت المعارضة من زعيمها الأبرز قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية التي دعا إلى تنظيم تظاهرات في كلّ أرجاء روسيا خلالها.
جورجيا تحذر من خطر العدوان على دول أوروبية أخرى
من جهة اخرى، حذرت رئيسة جورجيا سالومي زورابيتشفيلي من خطر العدوان الروسي على دول أوروبية أخرى إذا خسرت أوكرانيا الحرب.
وقالت زورابيتشفيلي البالغة من العمر 71 عاما لوكالة الأنباء الألمانية، في مقابلة على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، إن "هذه هي طبيعة روسيا، وهي أنها لا تتوقف إذا لم يتم إيقافها، ويتعين على الأوروبيين أن يشعروا بالقلق." وقالت زورابيتشفيلي: "إن أوكرانيا تقاتل اليوم فعلا للدفاع عن الأمن الأوروبي، والأوكرانيون يضحون بأرواحهم من أجل الأوروبيين الآخرين".
وأضافت "لا يوجد فرق بين دول البلطيق وبولندا وباقي دول الاتحاد الأوروبي، فخيار فلاديمير بوتين، إذا ذهب أبعد من ذلك وإذا لم يتم هزيمته في أوكرانيا، يمكن أن يكون أي شيء".
وشددت على أن المناقشات حول الأسلحة الروسية التي يمكن استخدامها ضد الأقمار الصناعية في الفضاء أظهرت أن الجغرافيا لم تعد تلعب دورا.
وقالت رئيسة جورجبا إنني "أعتقد أن الأمر واضح للغاية، فدعم أوكرانيا اليوم سيكون أسهل بكثير من خوض حرب أكبر غدا." وأضافت "لذلك إذا كنا لا نريد أن نجد أنفسنا في مؤتمر ميونخ القادم أو في غضون سنوات قليلة في وضع أكثر خطورة، أعتقد أنه يجب اتخاذ القرار الآن." ورحبت زورابيتشفيلي بحزمة الدعم الجديدة التي أعدها الاتحاد الأوروبي بقيمة 50 مليار يورو (54 مليار دولار أمريكي) لأوكرانيا ــ وعبرت عن "ثقتها" في أن الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي سوف يرفعون الحظر الذي يفرضونه على تقديم مزيد من مليارات الدولارات ضمن المساعدات لأوكرانيا.
وينظر إلى زورابيتشفيلي، التي لا تتمتع إلا بحد أدنى من السلطات وتشغل منصبا شرفيا إلى حد كبير، على أنها مؤيدة للغرب في بلد يخضع لنفوذ روسي قوي. واتهمت زورابيتشفيلي الحكومة مرارا بأنها موالية لروسيا.
وتقود الرئيسة زورابيتشفيلي حملة من أجل انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في أسرع وقت ممكن، لكنها لم تقترح جدولا زمنيا محددا.
وقالت زورابيتشفيلي: "نعتقد أن مكاننا هناك (في حلف شمال الأطلسي) وبنفس الطريقة مكاننا في الاتحاد الأوروبي لأننا أوروبيون من أعماقنا و(كنا) كذلك لفترة طويلة جدا".
والجدير بالذكر أن جورجيا، الدولة الواقعة على البحر الأسود، أصبحت دولة مرشحة رسميا لعضوية الاتحاد الأوروبي منذ ديسمبر 2023 وتسعى جورجيا أيضا جاهدة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي منذ سنوات سنوات عديدة.
لندن: الشخصيات العامة تواجه ضغوطا كبيرة
في هذه الاثناء، أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، اليوم الإثنين، بأن الشخصيات العامة في روسيا مازالت تواجه ضغوطا كبيرة لإظهار الدعم العلني للحرب القائمة في أوكرانيا.
وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أنه ثمة تقارير أفادت هذا الأسبوع بأن نجم البوب الروسي، فيليب كيركوروف 56 عاما، قدم عرضا ثم زار الجنود الجرحى في أوكرانيا.
وثمة تقارير أفادت بأن الكرملين كان قد أدرج اسم كيركوروف على "القائمة السوداء"، عقب فضيحة عامة، بشأن حفلة "لشبه عراه" أقيمت بموسكو في ديسمبر الماضي، بحسب ما ورد في التقييم.
وأفاد موقع "ميدوزا" الروسي، بأنه في مطلع شهر فبراير الجاري، قامت الإدارة الرئاسية بتوزيع "قائمة سوداء" متجددة تضم 50 فنانا، على القائمين على الترويج للحفلات الموسيقية الروسية، ما أدى إلى منعهم فعليا من تقديم العروض والحفلات في روسيا.
وتضمنت القائمة معارضين علنيين للحرب التي تشنها روسيا، إلى جانب آخرين - مثل كيركوروف - ممن أثاروا غضب الكرملين لأسباب أخرى.
الجيش الروسي يشنّ هجوماً على الجبهة الجنوبية
وعلى الارض، أفاد الجيش الأوكراني اليوم الاثنين، عن إطلاق "نيران كثيفة" من قبل القوات الروسية قرب مدينة روبوتيني الواقعة في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا، والتي استُعيدت خلال الهجوم المضاد الذي شنّته كييف في الصيف.
وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني في هذه المنطقة دميترو ليخوفي، إنّ "الروس نفّذ عشر محاولات فاشلة على مواقع تابعة لقوات الدفاع (الأوكرانية) في منطقة روبوتيني"، مضيفاً أنّ "الوضع هناك متغيّر، العدو يُطلق نيراناً كثيفاً".
وأشار إلى أنّ الجيش الأوكراني صدّ هجمات نُفّذت "بعدد كبير من المركبات المدرّعة"، لكنّهم يهاجمون الآن "بمجموعات هجومية صغيرة بالإضافة إلى مركبات مدرّعة وطيران يعمل بنشاط".
من ناحيتها، أفادت قناة "ديبستايت" المقرّبة من الجيش الأوكراني، عبر تطبيق "تلجرام، بأنّ القوات الروسية تمكّنت من اختراق الدفاعات الأوكرانية في فيربوفي، الواقعة على بعد عدّة كيلومترات شرق روبوتيني.
وبحسب قناة "ريبار" المقرّبة من الجيش الروسي، فقد حصلت القوات الروسية على موطئ قدم لها في الضواحي الجنوبية لروبوتيني.
ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقّق من هذه المعلومات في ساحة المعركة.
وكانت أوكرانيا قد استعادت روبوتيني من القوات الروسية في أغسطس، الأمر الذي وصفته كييف بالنجاح الكبير في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.
وبدأت الهجمات على هذا الجزء من الجبهة الجنوبية خلال نهاية الأسبوع في وقت كان يستعيد الجيش الروسي مدينة أفدييفكا، الواقعة على بعد حوالى 150 كيلومتراً شمال شرق روبوتيني، وذلك بعد أربعة أشهر من الهجمات المتكرّرة.
وقال المتحدث دميترو ليخوفي إنّ "الروس يعيدون تجميع صفوفهم (في أفدييفكا) وقد حقّقوا أهدافهم التكتيكية"، مضيفاً أنّ "من المحتمل أن ينقلوا وحدات (من أفدييفكا) إلى قطاعات أخرى".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی الجیش الأوکرانی ألیکسی نافالنی فلادیمیر بوتین القوات الروسیة فی أوکرانیا فی منطقة فی روسیا فی السجن على بعد
إقرأ أيضاً:
بوتين يعلن عزم روسيا مواصلة برنامج صواريخ «أوريشنيك» فرط الصوتية في مواجهة تهديدات أوكرانيا
أكدت روسيا في خطوة تصعيدية جديدة عزمها على الاستمرار في برنامج تطوير صواريخها الباليستية فرط الصوتية «أوريشنيك».
وقد أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعليمات لتوسيع إنتاج هذه الصواريخ ومواصلة إجراء الاختبارات القتالية لها، وذلك في رد مباشر على استخدام أوكرانيا صواريخ غربية مثل «أتاكمز الأمريكية» و**«ستورم شادو» البريطانية** لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، حسب ما أوردته وكالة رويترز.
تحذيرات بوتين للعالم الغربيخلال اجتماع عبر التليفزيون مع القادة العسكريين، شدد بوتين على أهمية صواريخ «أوريشنيك» في الاستراتيجية الدفاعية الروسية، مؤكدًا أن الاختبارات القادمة ستُجرى في ظروف قتالية لتقييم الأداء الفعلي للصواريخ في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.
وقال بوتين إن روسيا استخدمت صواريخ «أوريشنيك» مؤخرًا في هجوم على منشأة عسكرية أوكرانية، مشيرًا إلى قدرة هذه الصواريخ على استهداف المنشآت العسكرية الغربية في حال استخدام أسلحة غربية ضد موسكو.
كما حمّل الدول الغربية المسؤولية عن تصعيد الحرب في أوكرانيا، موضحًا أن دعم الغرب كييف بأسلحة بعيدة المدى يشكل تهديدًا قد يؤدي إلى نزاع أوسع.
الضربة على دنيبرو ورسائل موسكوأفادت التقارير أن الضربة الأخيرة على مدينة دنيبرو في أوكرانيا تم تنفيذها باستخدام صواريخ أوريشنيك برؤوس حربية تقليدية.
ومع ذلك، أكدت روسيا أن هذه الصواريخ تتمتع بقدرة على حمل رؤوس نووية إذا استدعت الظروف ذلك، ما يعكس جاهزيتها لاستخدام أسلحة أكثر فتكًا في المستقبل إذا تطلب الأمر.
قدرات صواريخ أوريشنيكحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، تعد صواريخ «أوريشنيك» متطورة للغاية مقارنة بالصواريخ الروسية التقليدية. على الرغم من أن سرعتها ليست بنفس مستوى صواريخ «يارس 24» العابرة للقارات، التي يمكن أن تصل سرعتها إلى 19،000 ميل في الساعة، إلا أن أوريشنيك يتمتع بعدد من القدرات المتقدمة:
سرعة تفوق الصوت بـ10 مرات، أي ما يعادل نحو 12،000 كيلومتر/الساعة.مدى يصل إلى 5،000 كيلومتر، ما يجعله قادرًا على الوصول إلى معظم أوروبا.قدرة على حمل رؤوس نووية وفقًا لتحليلات عسكرية روسية.قدرات الصاروخ على ضرب الأهداف الأوروبيةتشير التقديرات العسكرية إلى أن صواريخ أوريشنيك قادرة على الوصول إلى أهداف رئيسية في أوروبا خلال دقائق قليلة:
برلين (2،317 كيلومترا): 11-12 دقيقة.روما (2،688 كيلومترا): 13-14 دقيقة.باريس (3،138 كيلومترا): 15-16 دقيقة.بروكسل (2،545 كيلومترا): 14-15 دقيقة.لندن (3،170 كيلومترا): 16-17 دقيقة.رسالة موسكويبعث استخدام صواريخ «أوريشنيك» رسالة قوية من موسكو حول استعدادها لتوسيع نطاق استخدامها للصواريخ المتطورة في الردع العسكري أو الهجوم.
ويظل السؤال الأهم: كيف سيواجه الغرب هذا التصعيد، وهل سيتمكن من تفادي الانزلاق نحو مواجهة أوسع قد تهدد الأمن الأوروبي والعالمي؟