مرشّحون مستقلّون يهدّدون بـقلب الموازين في الانتخابات الأميركية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
واشنطن"أ.ف.ب": لم ينتخب الأميركيون رئيساً مستقلاً منذ جورج واشنطن في العام 1789، لكنّ جمهوراً غير متحمّس لأيّ من المرشّحَين الأوفر حظاً، يبدو أكثر انفتاحاً على اختيار مرشح من ضمن مجموعة غنية من المستقلّين الذين يمكن أن يؤثّروا في موازين الانتخابات للعام 2024.
وأبدى الناخبون رأياً واضحاً في العديد من استطلاعات الرأي، مفاده أنّهم لا يحبّذون عودة المنافسة بين جو بايدن ودونالد ترامب، كما أبدوا استعداداً لإلقاء نظرة جادّة على العدد المتزايد من السياسيين الذين يفكّرون في خوض حملات انتخابية مستقلّة أو حملات تابعة لجهة ثالثة.
ورغم أنّ أيّاً من هؤلاء لا يملك فرصة كبيرة للفوز في الانتخابات في نوفمبر، إلّا أنّ محلّلين يقولون إنّ عدداً من "المفسِدين" يمكنهم أن يؤثروا على نتيجة انتخابات متقاربة، عبر ترجيح كفّة أيّ من المرشّحَين.
وفي هذا الإطار، يشير الديموقراطيون إلى مرشّحة حزب الخضر جيل ستاين التي أضرّت بالآفاق الانتخابية لهيلاري كلينتون في العام 2016.
وقد ترشّحت ستاين مجدّداً إلى جانب عدد من الطامحين، الذين يسعون إلى قلب نظام الحزبين رأساً على عقب، مثل الناشط في مجال العدالة العنصرية كورنيل ويست وروبرت ف. كينيدي جونيور، الذي يشكّل أكبر تهديد للوضع الراهن.
ويعتقد المستشار السياسي دوغلاس ماكينون، أحد المساعدين في البيت الأبيض خلال عهد ريغان، بأنّ ابن شقيق جون ف. كينيدي يعيد تشكيل السباق الانتخابي للعام 2024 كي يضمّ ثلاثة مرشّحين، مشيراً في الوقت ذاته إلى العديد من النقّاد الذي لم يمنحوا ترامب أيّ أمل في الفوز في انتخابات العام 2016.
وكتب ماكينون في مقال في صحيفة "ذا هيل"، "كلمات كينيدي وتحذيراته تلقى صدى الآن لدى الناخبين الشباب هنا في الولايات المتحدة... لدرجة أنّه يتقدّم على بايدن وترامب ضمن هذه الفئة السكانية".
بايدن متضرّر أكثر من ترامب
يرسم بايدن وترامب خطوط المعركة، على الرغم من أنّ استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجراها مركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة وكلية أمهرست في جامعة ماساتشوستس، أظهرت أن أكثر من نصف الناخبين غير راضٍ عن إعادة المشهد الانتخابي للعام 2020.
غير أنّ الآراء لا تزال متباينة بشأن أيّ من المرشّحين يعدّ أكثر عرضة للتهديد من قبل سليل السلالة الديموقراطية الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، والذي يحمل وجهات نظر تآمرية بشأن قضايا مثل اللقاحات ومعارضة تقديم المساعدات لأوكرانيا، التي تجذب مناصري ترامب.
ويتعادل بايدن وترامب في متوسّطات استطلاعات موقع ReaClearPolitics، ولكن عند دخول كينيدي في المعادلة حصل على 17 في المائة من الأصوات، بينما تقدّم ترامب بخمس نقاط مئوية.
من جهته، حذّر كايل كونديك وهو محلّل سياسي في جامعة فيرجينيا، من أنّ استطلاعات الرأي غالباً ما تبالغ في إظهار الدعم للمستقلّين الذين يميلون إلى إبداء طموحات كبيرة قبل أن يقلّصوها.
لكنّه أضاف أنّ "الاستطلاعات التي تشمل جميع مرشّحي الطرف الثالث المحتملين تُظهر عادة أنّ بايدن متضرّر منهم أكثر قليلاً من ترامب".
يميل المحافظون إلى الموافقة على هذا الرأي. وفي هذا السياق، يشير شارلي كوليان وهو ناشط سياسي يميني وكبير الاستراتيجيين في لجنة العمل السياسي "ريد باك"، إلى أنّ "كينيدي يشكّل تهديداً مشروعاً لبايدن لأنّه يركّز على القضايا التي تهمّ الناخبين الشباب".
ويضيف "لقد رأينا أنّ التركيز على قضايا مثل شفافية العمل الحكومي والمسؤولية المالية وزيادة الفرص الاقتصادية، يفوز في الانتخابات في جميع أنحاء البلاد".
تعجرُف بشكل لا يُصدّق
من المرجّح أن تنضمّ إلى ستاين وويست مجموعة من المرشّحين الآخرين، الذين من المحتمل أن تكون من بينهم ليز تشيني المحافِظة المناهضة لترامب.
وفي هذه الأثناء، تعمل مجموعة "لا تصنيفات" التي تصف نفسها بأنّها وسطية، على وضع "بطاقة الوحدة" لإطلاقها في حال اختار الحزبان "مرشّحَين رئاسيَين مثيرَين للانقسام بشكل غير معقول"، وهي خطوة انتقدها الديموقراطيون باعتبارها تشكّل دفعة لصالح ترامب.
بحسب كونديك، فإنّ المشكلة بالنسبة إلى المرشّحين من خارج نظام الحزبين، تكمن في الحصول على التمويل والموارد اللازمة للظهور على أوراق الاقتراع، ناهيك عن الفوز.
ولكن نتيجة جيّدة لمرّشح بديل في عدد قليل من السباقات المتقاربة، يمكن أن تؤدي إلى تغيير الانتخابات.
وكانت ستاين قد فازت فقط بواحد في المئة من الأصوات في العام 2016، ولكنّ الحصّة التي حصلت عليها في عدد من الولايات المتأرجحة كانت أكبر من هامش فوز ترامب على كلينتون.
وقد توصّل تقرير إلى أنّ موسكو دفعت بحملات على وسائل التواصل الاجتماعي في سبيل دعم ستاين، ممّا دفع كلينتون إلى وصفها بأنّها "أحد الأصول الروسية".
وقالت ستاين لشبكة "نيوز نايشن" الشهر الماضي، "للناخبين الحق في اختيار من سيصوّتون له"، رافضة بغضب الاتهامات بأنّها رجّحت كفّة انتخابات العام 2016 لصالح ترامب.
وأضافت أنّ "محاولة قمع الناخبين من خلال مرشّحَين زومبي من حزبَين زومبي كانا يخدمان النخب الاقتصادية... أعتقد أنّ هذا أمر ينمّ عن تعجرف بشكل لا يُصدّق".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العام 2016
إقرأ أيضاً:
بايدن يهاجم ترامب في أول خطاب له منذ مغادرته السلطة
شن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن هجوما حادا على خلفه دونالد ترامب، الثلاثاء، في أول خطاب له منذ مغادرته البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير.
وألقى الرئيس السابق كلمة في مؤتمر عُقد في شيكاغو (شمالا) حول "الضمان الاجتماعي"، أي نظام التقاعد الأمريكي، قال فيها: "انظروا إلى ما حدث: لم يمر مئة يوم بعد، وتسببت هذه الإدارة الجديدة بالكثير من الأضرار والخراب".
واتهم بايدن (82 عاما)، إدارة ترامب بالتعرض لمؤسسة الضمان الاجتماعي، وهي الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن توزيع المعاشات التقاعدية وإعانات الإعاقة ويستفيد منها 68 مليون شخص.
وأوضح أنهم "يهاجمون الضمان الاجتماعي بفأس مع تسريح 7 آلاف موظف، بينهم أصحاب خبرة طويلة. ويعتزمون دفع آلاف آخرين إلى المغادرة".
وأضاف: "لماذا يريدون نهبه؟ من أجل منح تخفيضات ضريبية ضخمة لأصحاب المليارات".
وتخلل حديثه لحظات من عدم التركيز حتى إنه لم يكمل بعض الدعابات التي كان ينوي إطلاقها.
ولم يتردد ترامب الذي اعتاد السخرية من سلفه، في نشر مقاطع فيديو منها على منصته "تروث سوشال" من دون أن يرفقها بتعليق.
واعتبر الرئيس السابق "أن الضمان الاجتماعي يستحق الحماية لصالح الأمة بأكملها"، مشيرا إلى أن "الأمر لا يتعلق بالمعاشات التقاعدية فحسب، بل باحترام رابطة الثقة الجوهرية بين الدولة والشعب".
وفي شباط/ فبراير، عينت إدارة ترامب مؤقتا "خبيرا في مكافحة الاحتيال" رئيسا لهيئة الضمان الاجتماعي. ويؤكد الملياردير إيلون ماسك الذي كلفه ترامب بتقليص الإنفاق الحكومي، أن الكثير من عمليات الاحتيال تقوض عمل الضمان الاجتماعي، لا سيما مع ملايين المستفيدين الذين تزيد أعمارهم على الـ100 عام، من دون تقديم بيانات مفصلة وعامة.