الانتاج لايكفي والرعاة غادروا المهنة.. القصة الكاملة لارتفاع أسعار اللحوم في العراق - عاجل
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة اطلاق سلسلة دعوات للتخلي عن شراء اللحوم مع قرب شهر رمضان الكريم بسبب ارتفاع اسعارها بشكل كبير من المستحيل على الفقراء والبسطاء شراءها وسط ضبابية حول اسباب الغلاء.
وقال الناشط علاء هادي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "اسعار اللحوم وصلت الى الذروة في غلاء فاحش لم يسجل طيلة سنوات"، لافتا الى ان "الاسعار متفاوتة لكنها تتراوح من 18-20 الف دينار وهناك اقل لكن جودته غير معروفة في ظل عدم وجود رقابة حقيقية على محال القصابة خاصة في الارياف والمناطق البعيدة".
واضاف، ان "حملة (خليها تخيس) هي دعوات بدأت تغزو منصات التواصل مؤخرا في مبادرة من أجل التخلي عن شراء اللحوم، كاداة احتجاجية على الغلاء وسط مطالبات بفتح الاستيراد وسحب البساط من قبل مافيات اللحوم في البلاد".
اما جبار علي تاجر مواشي واغنام فقد أكد في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "قلة المعروض وارتفاع اسعار الاعلاف هي الاسباب الرئيسية وراء ارتفاع اسعار اللحوم"، لافتا الى ان "50% من مربي الحيوانات انتقلوا الى مهن اخرى ما يعني بان المعروض بات محدودا قياسا بالطلب".
وأضاف، ان "المواشي والاغنام التي كانت تأتي تهريب من اقليم كردستان في السنوات الماضية كانت تخلق نوعا من التوازن في الاسعار رغم ان جودتها ليست عالية لكن فرض اجراءات منع التهريب دفع الى عدم قدرة المعروض في مجاراة الطلب العالي"، لافتا الى ان "اسعار الحوم قد تتجاوز 20-23 الف لكل كغم في رمضان".
اما قيس الزيدي صاحب محال لبيع اللحوم المستوردة فقد اشار في حديث لـ"بغداد اليوم"، الى ان "الحل بسيط جدا هناك مصادر عدة يمكن ان تدخل فيها الحكومة لاستيراد كميات كبيرة لسد الفجوة وخفض الاسعار"، لافتا الى ان "جزءا ليس بالقليل من اللحوم المتداولة عليها الكثير من علامات الاستفهام لان ضعاف النفوس يحاولون جلب اي شيء باسعار ادنى لتسويقه في الداخل".
واضاف، ان "سوق استيراد اللحوم المستوردة ليس صعب او معقد لكنه يمكن من خلال ادوات الحكومة جلب نوعيات محددة مستوفية للشروط وطرحها في الاسواق لاخماد الغلاء الفاحش حاليا".
اما عبدالله الدليمي مربي اغنام فقد اشار الى ان "اسعار الاعلاف ارتفعت في السنوات الاخيرة بنسبة 35% يرافقها موجات جفاف دفعته الى خفض مالديه من قطعان بنسبة تصل الى 50% ناهيك عن الامراض"، لافتا الى انه "ليس مسؤول عن تحديد الاسعار بل الامر مرتبط بالعرض والطلب".
واضاف، انه "لو وفرت الدولة الاعلاف ستنخفض الاسعار حتما لان الكلف ستقل في نهاية المطاف"، لافتا الى ان "تربية الاغنام باتت مهنة صعبة في ظل تحديات متعددة ابرزها تغيير نمط الحياة وقلة الدعم ومواسم الجفاف وزحف البشر على المناطق الزراعية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: لافتا الى ان بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
العراق بين القوتين المتصارعتين.. وسيط مع وقف التنفيذ- عاجل
بغداد اليوم - بغداد
كشف أستاذ العلوم السياسية، خالد العرداوي اليوم الإثنين، (10 آذار 2025)، عن الأسباب التي تحول دون قدرة العراق على لعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، رغم امتلاكه علاقات جيدة مع الطرفين.
وأوضح العرداوي، لـ"بغداد اليوم"، أن "العراق، حتى لو حاول طرح نفسه كوسيط، فإنه لا يمتلك مقومات القيام بهذا الدور، خاصة أن واشنطن تنظر إليه كبلد قريب جدا من المحور الإيراني، مما يجعله جزءا من الصراع بدلا من أن يكون جسرا للحل”.
وأضاف، أنه "رغم علاقات بغداد الجيدة مع طهران وواشنطن، إلا أن التأثير الحقيقي يأتي من الطرفين على العراق، وليس العكس”، مشيرا إلى أن “الصراع الإيراني-الأمريكي يجعل العراق أكبر المتضررين، حيث يُستخدم كأداة ضغط وساحة لتصفية الحسابات، كما حدث مؤخرا في ملف الغاز الإيراني والضغوط الأمريكية المرتبطة به”.
ولطالما وجد العراق نفسه في موقع حساس بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تجمعه علاقات استراتيجية وسياسية واقتصادية مع كلا الطرفين.
فمنذ 2003، تعزز النفوذ الإيراني في العراق بشكل واضح، سواء عبر الفصائل المسلحة أو من خلال العلاقات الاقتصادية، لا سيما في ملف الطاقة، حيث يعتمد العراق بشكل كبير على الغاز والكهرباء الإيرانيين.
في المقابل، تحافظ واشنطن على نفوذها في العراق من خلال الوجود العسكري، والدعم الأمني، والضغوط الاقتصادية، حيث تمارس تأثيرا كبيرا على الحكومة العراقية، خاصة في ما يتعلق بالملف المالي والعقوبات المفروضة على إيران.
هذا التوازن المعقد، وفقا لمراقبين، جعل من الصعب على العراق تبني دور الوسيط بين القوتين المتصارعتين، إذ ينظر إليه كطرف أقرب إلى طهران منه إلى واشنطن، مما يفقده القدرة على التأثير الفعلي في مسار الخلافات بينهما.