جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-06@16:13:18 GMT

مخاطر التربية الغربية

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

مخاطر التربية الغربية

 

جابر حسين العماني

jaber.alomani14@gmail.com

 

التربية في زمن الآباء والأجداد كانت أسهل بكثير من التربية في زماننا الحاضر، لأسباب باتت معروفة للجميع، وهذا لا يعني الاعتراف والاستسلام والخضوع لكل ما هو سلبي على الساحة الاجتماعية والأسرية الحديثة، وإنما من باب التفاعل بأهمية المسؤولية الشرعية والاجتماعية والاسرية، ومحاربة المخاطر التي تحيط بزماننا الحاضر، والتي باتت تؤرق المجتمع وأفراده.

لذا أصبح من الواجب التصدي لتلك المخاطر بإخلاص ووفاء ومسؤولية مجتمعية ليتمكن المجتمع من الاستقرار والاطمئنان النفسي وتجنب المخاطر التي تعصف به والتي منها الآتي:

أولًا: فقدان القناعة: وقد قيل عنها: (اَلْقَنَاعَةُ كَنْزٌ لاَ يَفْنَى) وقيل في الأمثال الشعبية: "مد ارجولك على قد الحافك"، وهذا ما كان يسير عليه الآباء والأجداد، لذا كانوا يعيشون الاستقرار والاطمئنان والسعادة النفسية فيما بينهم، أما اليوم فهناك فروقات شاسعة بين ماضي الآباء والأجداد وحاضر الأبناء والأحفاد، حيث يهتم البعض اليوم بحب الموضة وصيحاتها، ومحاولة امتلاك كل ما هو قادم من الغرب بحلة جديدة، ولو كان ذلك على حساب الديون التي مع كل الأسف جعلت من البعض يكثرون من القروض البنكية للتباهي والتفاخر أمام أعين الناس، وليقال عنهم يملكون ما يملكه الأغنياء، وهم في الواقع عكس ذلك تماما، مما جعل من السجون تضج بأهل الديون الذين اثقلوا ظهورهم بالديون، من أجل ارضاء الناس والاهتمام بالسمعة والشهرة الزائفة.

ثانيًا: استحكام التكنولوجيا بالإنسان؛ فقد دخلت التكنولوجيا والوسائل المادية كالتلفزيون والهاتف والفيديو والكمبيوتر والانترنت والأفلام المختلفة والمتنوعة إلى الداخل الاجتماعي والأسري، وتحويل العالم البشري إلى قرية مصغرة غزت غرف النوم العربية والاسلامية، بشكل دائم ومستمر، مما جعل من الانسان العربي يستقبل العديد من الثقافات الغربية المختلفة والتي عادة ما تكون مخالفة للعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية والاسلامية، وهنا ليست دعوة لإهمال التكنلوجيا الحديثة فاستخدامها والاستفادة من ايجابياتها أصبح من أهم الأولويات، ولكن يجب استغلالها الاستغلال الأمثل الذي من خلاله يستطيع الانسان المزج بين الماضي والحاضر بما يتوافق مع العادات والتقاليد والقيم الانسانية والنبيلة والحذر كل الحذر من مخاطرها وسلبياتها.

ثالثًا: إضعاف الإسلام؛ فاليوم هناك محاولات عديدة يراد للإسلام أن يكون غريبًا لا ذكر له بين الأمم، وهم يعلمون جيدًا أن الآباء والأجداد كانوا يحرصون على أهمية الحفاظ على الإسلام وهو الأساس في زرع القيم والمبادئ التي لابد أن تتربى عليها الأجيال، وهذا ما لا يريده الغرب أن يتحقق في أجيالنا الحاضرة وفي بلداننا الإسلامية.

يقول بن جوريون وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي "نحن لا نخشى الاشتراكيات ولا الثوريات ولا الديمقراطيات في المنطقة، نحن فقط نخشى الإسلام هذا المارد الذي نام طويلًا وبدأ يتململ من جديد". ويضيف: "إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد".

لقد أصبح الانسان في عصرنا الحاضر وبسبب تأثيرات تلك العوامل الدخيلة على المجتمع وعدم استغلالها بالشكل المطلوب يعيش إرهاقا جسديا وأمراضا نفسية، أثرت سلبا على شخصيته الاسرية والاجتماعية، ففي السابق كان الآباء والأجداد يجلسون مع بعضهم البعض، يتسامرون ويتزاورون، ويتحدثون ويضحكون، ويصافحون بعضهم البعض، أما اليوم فقد أصبح البعض منا يعيش الانعزال عن العالم الواقعي والتفاعل الاجتماعي المباشر مع أفراد الأسرة والمجتمع، فلا يتحدث البعض مع أصدقائه وأقاربه وحتى أسرته إلا عن طريق المراسلات، وذلك من خلال برامج التواصل الاجتماعي لا أكثر، فيا ترى إلى أين يسير المجتمع؟ وماذا يراد من الأسرة التي باتت مفككة ومتمزقة بسبب تلك العوامل الدخيلة على المجتمع العربي والإسلامي؟

إنَّ المتتبع لتأريخ الأمم وما آلت عليه، يجد أن العلاقات التي كانت تربط البلاد الغربية بالشعوب الإسلامية، كانت مبنية على الحقد الدفين الذي تضمره الصدور الغربية تجاه أهل القبلة مع الخوف الشديد من قوة وتأثير الاسلام الحنيف، لذا كانوا ولا زالوا يريدون من الإسلام وأهله أن يكونوا ضعفاء، فصرفت لذلك الأموال الطائلة، وابتكرت الحيل والأساليب الاعلامية الغربية الهابطة وتم بثها عبر الإعلام بهدف اختراق الانسان العربي ومعتقداته، والتركيز على اضعاف القوة الإسلامية عن طريق محو الثقافة الأخلاقية المتجذرة لدى المجتمعات الاسلامية وذلك بإدخال المثلية والنسوية وغيرها من الأفكار السامة على المجتمعات العربية والاسلامية.

اليوم هناك مسؤولية عظيمة على كل فرد من أبناء المجتمع تجاه دينه ومعتقده وقيمه وتقاليده، ومن أهمها على الاطلاق: الحفاظ على القيم الدينية والأخلاقية، وعدم السماح باختراق الاسلام أو التأثير عليه، وهذا لا يكون إلا بالتعاون والتفاهم بين الجميع، ونشر الوعي الاجتماعي بحكمة ودراية وعقلانية، ومحاربة الأفكار الدخيلة والسعي الجاد لمقاطعتها وعدم الاعتراف بها.

ولكي نتمكن اليوم من المساهمة الفاعلة في حماية المجتمع من المخاطر الغربية المسمومة لابد من خلق الأدوار القوية والفاعلة، وذلك من خلال استغلال المساجد والنوادي والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة كالصحافة والإذاعة والتلفزيون والشبكات العنكبوتية، ودعوة المجتمعات العربية والإسلامية إلى التمسك بالقيم النبيلة والعادات والتقاليد العربية والإسلامية السليمة التي ورثناها من الآباء والأجداد وعدم التخلي عنها في أسوأ الظروف.

قال تعالى: "يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" (التوبة: 32- 33).

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ستة مخاطر لـ” السمنة ” تتصدرها السكري واضطرابات النوم

تحتفل القطاعات الصحية في جميع دول العالم في يوم 4 مارس 2025 ، بيوم السمنة العالمي ، تحت شعار “بناء مستقبل صحي: التصدي للسمنة من خلال الوقاية والرعاية ” ، وذلك بهدف تسليط الضوء على خطورة السمنة كأحد أكبر تحديات الصحة العامة في عصرنا، والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحتها.

وقال أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا لـ”المدينة”:

السمنة من أكبر المشاكل والتحديات التي تعاني منها جميع مجتمعات دول العالم ، إذ لا تتوقف معاناة المصاب بالسمنة إلى حد مرض السمنة بل تمتد لمضاعفات أخرى تشكل خطورة على جميع أعضاء الجسم ، كما تمهد لاكتساب أمراض أخرى ومنها السكري النوع الثاني المرتبط بالسمنة ، وهنا ندرك مدى الآثار السلبية التي سيعاني منها المصاب بالسمنة.

وتابع : هناك 6 مخاطر قد تترتب على المصابين بداء السكري وهي:⁃ زيادة فرصة الإصابة بسكري النمط الثاني المرتبط بالسمنة وغير المعتمد على الانسولين.

⁃ عدم انتظام النفس أثناء النوم، إذ يعاني أغلبية الأشخاص من مشكلة انقطاع النفس أثناء فتره النوم والسبب في ذلك هو السمنة المفرطة التي تسبب ضغط الأنسجة الدهنية في الرقبه وضيق مجرى الهواء.

⁃ التأثير على القلب ، فقد تؤثر السمنة على رفع مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية ، وزيادة نسبة الدهون فى الدم تسبب ترسبها فى الشرايين مما يؤدي إلى الإصابة بتصلب الشرايين وفقدان مرونتها وإلى حدوث قصور فى الشرايين التاجية .

⁃ الإصابة بارتفاع ضغط الدم ، وذلك بسبب الحاجة الكبيرة للدم والأكسجين من أجل تغذية أجزاء الجسم المختلفة ، بجانب العبء الأكثر الذي يبذله الجسم لتحريك الدم داخله.

⁃ المشاكل النفسية ومنها ضعف الثقة بالنفس والعزلة الاجتماعية، وهو ما يؤدي إلى الاكتئاب.

⁃ أمراض عديدة أخرى مثل التهابات المفاصل ، أمراض الكبد الدهنية ، السكتة الدماغية ، وغيرها المرتبطة بالسمنة.وأضاف : السمنة هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم مفرط أو غير طبيعي للدهون، وهو ما يلحق أضرارًا بصحة الفرد ، وهذه الزيادة ناتجة عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم ، وأسبابها اتباع نظام غذائي غير صحي وقلة الحركة ، وهذا من أهم أسباب انتشار مرض السمنة بين الأطفال، والتي عادة ما تستمر إلى مرحلة البلوغ، فالعوامل الاجتماعية تؤدي إلى اكتساب عادات غذائية خاطئة في محيط الأسرة ، وهناك بعض الأمراض مثل كسل في نشاط الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ وغيرها ، قلة النوم ، وأيضًا العامل الوراثي له دور في بعض حالات السمنة.

وعن طرق العلاج والوقاية من السمنة ختم البروفيسور الأغا حديثه بقوله:

أهم طرق علاج السمنة تتمثل في اتباع نظام غذائي صحي وزيادة مستوى النشاط البدني ، التعديلات السلوكية وتغيير المفاهيم الغذائية والبدنية الخاطئة ، أدوية إنقاص الوزن تحت إشراف ومتابعة طبية ، وجراحة علاج السمنة حسب توجيهات الطبيب المعالج ، أما الوقاية من السمنة فتكون عبر الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن، وممارسة نشاط بدني بانتظام ، بينما عند الأطفال فيجب تشجيعهم على تناول خمس حصص يوميًا من الفواكه والخضار ، وتشجيعهم على الأكل بدون ملهيات، والحد من وقت مشاهدة الشاشة إلى أقل من ساعتين يوميًّا ، وتشجيعهم على نشاط حركي لا يقل عن ساعة في برنامجه اليومي ، وتشجيعهم على الابتعاد عن المشروبات الغازية والمحلاة واستبدالها بشرب الماء والعصائر الطازجة ، وشهر رمضان الآن فرصة لإنقاص الوزن وتصحيح نمط الحياة.

جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ الغربية: الأزهر منارة العلم وحصن الوسطية عبر العصور
  • بحضور محافظ الغربية.. مشيخة الأزهر تحتفل بذكرى مرور 1085 عاماً على تأسيس الجامع الشريف «صور»
  • توقف عن تناولها .. مرض خطير يصيبك بسبب السمبوسة
  • ستة مخاطر لـ” السمنة ” تتصدرها السكري واضطرابات النوم
  • من قيم المجتمع في رمضان
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • الأنبا مقار يترأس الاجتماع الدوري لمجمع كهنة الشرقية والعاشر من رمضان
  • السيب يواجه العربي الكويتي في ربع نهائي "كأس التحدي الآسيوي".. اليوم
  • مختار غباشي: القمة العربية اليوم الأخطر في تاريخ العالم العربي
  • دراسة علمية: إسرائيل تسعى لتعميق التجزئة والتنازع في فلسطين والعالم العربي