جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@14:40:10 GMT

الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب

 

تشو شيوان **

يعاني العالم الكثير من الاضطرابات سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية، وأن تجد نقطة قوة واستقرار يدفع العالم نحو استقرار مطلوب وضروري أمر أجده إيجابي وهذا ما تفعله الصين في هذا التوقيت الحرج خصوصًا وأن هناك الكثير من المحاولات للزج بالصين نحو عدم الاستقرار ولكن الصين متمسكة بمبادئها وبحكمتها في التعامل مع جميع القضايا العالمية.

لقد ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي كلمة رئيسية بعنوان "العمل بثبات كقوة استقرار في عالم مضطرب"، وذلك خلال جلسة "الصين في العالم" التي عُقدت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد هذه الأيام في ألمانيا وقد قال خلال الكلمة: "إن العالم مليء بالاضطرابات وإن البشرية تواجه تحديات متعددة"، وقد شدد على "أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الصين، باعتبارها دولة رئيسية مسؤولة، ستحافظ دائما على استمرارية سياساتها الرئيسية واستقرارها، وستظل ملتزمة بكونها قوة استقرار في عالم مضطرب".

وقد يشغل بال الكثيرين حول العالم حول علاقات الصين بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى جانب آخر علاقات الصين بروسيا، وكيف توازن الصين بين علاقاتها بين الدولتين خصوصًا وأن الصراع الروسي الأوكراني يدلي بضلاله على الكثير من العلاقات الدولية، وقد تم الزج بالصين في الكثير من المواقف والمواضع لتنحاز لجانب على جانب آخر، ولكن كان للصين رأي آخر يدعم الاستقرار العالمي ويخلق نوع من التوازن وتقارب الرؤى مع جميع الأطراف، وقد أوضح وانغ يي بأن الصين ستعمل مع الولايات المتحدة على تنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها رئيسا الدولتين ودفع العلاقات الصينية-الأمريكية على الطريق الصحيح القائم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وأيضًا ستدفع الصين من أجل التنمية المستقرة للعلاقات مع روسيا، ومن خلال هذه التصريحات تؤكد الصين مرة أخرى بأنها على مسافة واحدة من الجميع وبأنها تنظر للأمور من منطلق متوازن وحكيم.

رغم كل الضغوط التي تُمارس ضد الصين وحثها على التدخل في القضايا الدولية، إلّا أن الصين لديها رؤية خاصة في هذا الجانب حيث أن الصين لا تريد بتاتًا التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، بل أنها تريد تعزيز الاستقرار في العالم بأكمله وتجدها تدعم الاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك، وأيضًا تعزز شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الأوروبية.

في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال اليوم الأخير من مؤتمر ميونخ للأمن، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنه يتعين على الصين أن تلعب دورًا في إبقاء البحر الأحمر آمنًا لحركة التجارة لأن "السفن الصينية معرضة للخطر هي الأخرى"، وأوضحت أنها أبلغت وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماع ثنائي يوم السبت أن على بكين "المساعدة في التأثير على الحوثيين لإبقاء البحر الأحمر مفتوحًا"، وهذا ما كنت أتحدث عنه عن الضغوطات التي تُمارس للضغط على الصين لتدخُل في القضايا العالمية، في حين أن تدخُّل الصين دائمًا ما يكون إيجابيًا وداعيًا لتغليب الحوار على أي وسيلة من وسائل العنف والحرب، وقد شدد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون على أن التصعيد المستمر و"الأعمال العسكرية لبعض الدول ضد اليمن" أدت إلى تفاقم الوضع في منطقة البحر الأحمر.

الصين تدعم في قراراتها ونهجها سلطة الأمم المتحدة والتي لم تعطي أي حق لأي دولة في إقامة عمليات عسكرية في البحر الأحمر ولا في أي دولة من دول الشرق الأوسط في حين أن هناك دول تنتهك القانون الدولي بذرائع وأسباب ومصالح أنانية وهذا ما لا تجده في السياسات الصينية لا تجاه القضايا الساخنة ولا حتى في توجهاتها العالمية.

إنَّ مساعي الصين وحكمتها في إدارة مواقفها العالمية وقدرتها السياسية والدبلوماسية في التعامل مع جميع دول العالم بحيادية وبمنطقية يخلق توازن حقيقي للعالم، ويحل الكثير من الإشكاليات، وأن تجد دولة عظمى كالصين تمارس دورها العالمي بمزيد من الحكمة والمسؤولية لهو أمر إيجابي يعطي العالم فرصًا للتلاقي والحوار وحل للخلافات بدلًا من الحروب والقتل والتي تعارضها الصين وبشدة، وفي كل مناسبة تؤكد الصين مرة أخرى أنها دولة ترعى السلام وتعزز العولمة والحوكمة العالمية وتدعم القوانين الدولية وتعزز وجود نظام عالمي متعدد الأطراف يُسمع فيه صوت الدول الصغيرة والضعيفة وترفض الهيمنة والاستقواء من أي دولة وترفض التدخلات الخارجية تحت أي مسمى أو ظرف، وهذا بأكمله بات عملة نادرة في وقت يسود العالم الاضراب والنزاع وعدم الاستقرار. فيمكننا القول إن الصين دائما تكون قوة استقرار بثبات في عالم مضطرب.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

48 عالمًا من جامعة طنطا ضمن قائمة ستانفورد المعلنة لأفضل 2% من علماء العالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حققت جامعة طنطا إنجازاً علمياً متميزاً هذا العام، حيث شهدت زيادة كبيرة في عدد علمائها الذين تم إدراجهم ضمن قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء على مستوى العالم لعام 2024 بظهور 48 عالما من علماء الجامعة في قائمة هذا العام بنسبة زيادة 26% عن العام الماضي، وتعكس هذه الزيادة مجموعة من السياسات التحفيزية والاجراءاتالتي قامت بها الجامعة لتحقيق ذلك التقدم الملحوظ في مجال البحث العلمي، وتأكيد مكانتها البارزة على الساحة الأكاديمية الدولية.

هنأ الدكتور محمد حسين القائم بأعمال رئيس الجامعة، قائمة العلماء المدرجين ضمن قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء على مستوى العالم لعام 2024، موضحاً أنه وفقًا للبيانات، أدرج عدد كبير من العلماء من مختلف التخصصات في جامعة طنطا ضمن هذه القائمة المرموقة، مما يعكس التنوع والثراء البحثي في الجامعة، حيث تضمنت القائمة علماء في مجالات مثل علوم الأرض والبيئة، والطب، والهندسة، والكيمياء، وعلوم الحاسوب، والطاقة.

أضاف د. محمد حسين أن الجامعة تعبر عن فخرها بهذا الإنجاز، وتتقدم بخالص الشكر لجميع العلماء والباحثين الذين ساهموا في رفع اسم جامعة طنطا عاليًا في المحافل الدولية، وتعزيز مكانتها الريادية بين مثيلتها من الجامعات وتؤكد الجامعة على استمرارها في دعم وتشجيع البحث العلمي والابتكار، وتعزيز مكانتها كواحدة من المؤسسات الأكاديمية الرائدة على مستوى العالم.

أوضح الدكتور حاتم أمين، أن هذا الإنجاز يأتي نتيجة جهود مستمرة لتعزيز البحث العلمي في الجامعة، بما في ذلك دعم العلماء والباحثين وتوفير البيئة المناسبة لإجراء البحوث العلمية الرائدة، مشيراً إلى أن هذه النتائج تعكس التزام الجامعة بالتميز الأكاديمي والبحثي، ودورها الريادي في دعم التنمية العلمية على المستويين المحلي والعالمي.

مقالات مشابهة

  • في أول أيام فصل الخريف فلكياً.. أمطار الخريف تشمل 12 دولة عربية
  • غرف دبي تستعرض آفاق تعزيز الشراكات العالمية خلال “لقاء السلك الدبلوماسي”
  • 48 عالمًا من جامعة طنطا ضمن قائمة ستانفورد المعلنة لأفضل 2% من علماء العالم
  • «الصحة العالمية» تعلن خلو الأردن من مرض الجذام كأول دولة في العالم
  • رجال أعمال: "استثمر في الإمارات" تعكس قدرات الدولة على المنافسة العالمية
  • جامعة الزقازيق ضمن قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم
  • جامعة القاهرة تتصدر قائمة ستانفورد لأفضل 2% من علماء العالم
  • استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري: تفاصيل أسعار اليوم 18 سبتمبر 2024
  • جامعة القاهرة تتصدر الجامعات المصرية في قائمة ستانفورد
  • السفارة الصينية تحتفل بذكرى العلاقات بين الصين واليمن