جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-18@22:33:31 GMT

الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب

 

تشو شيوان **

يعاني العالم الكثير من الاضطرابات سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية، وأن تجد نقطة قوة واستقرار يدفع العالم نحو استقرار مطلوب وضروري أمر أجده إيجابي وهذا ما تفعله الصين في هذا التوقيت الحرج خصوصًا وأن هناك الكثير من المحاولات للزج بالصين نحو عدم الاستقرار ولكن الصين متمسكة بمبادئها وبحكمتها في التعامل مع جميع القضايا العالمية.

لقد ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي كلمة رئيسية بعنوان "العمل بثبات كقوة استقرار في عالم مضطرب"، وذلك خلال جلسة "الصين في العالم" التي عُقدت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد هذه الأيام في ألمانيا وقد قال خلال الكلمة: "إن العالم مليء بالاضطرابات وإن البشرية تواجه تحديات متعددة"، وقد شدد على "أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الصين، باعتبارها دولة رئيسية مسؤولة، ستحافظ دائما على استمرارية سياساتها الرئيسية واستقرارها، وستظل ملتزمة بكونها قوة استقرار في عالم مضطرب".

وقد يشغل بال الكثيرين حول العالم حول علاقات الصين بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى جانب آخر علاقات الصين بروسيا، وكيف توازن الصين بين علاقاتها بين الدولتين خصوصًا وأن الصراع الروسي الأوكراني يدلي بضلاله على الكثير من العلاقات الدولية، وقد تم الزج بالصين في الكثير من المواقف والمواضع لتنحاز لجانب على جانب آخر، ولكن كان للصين رأي آخر يدعم الاستقرار العالمي ويخلق نوع من التوازن وتقارب الرؤى مع جميع الأطراف، وقد أوضح وانغ يي بأن الصين ستعمل مع الولايات المتحدة على تنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها رئيسا الدولتين ودفع العلاقات الصينية-الأمريكية على الطريق الصحيح القائم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وأيضًا ستدفع الصين من أجل التنمية المستقرة للعلاقات مع روسيا، ومن خلال هذه التصريحات تؤكد الصين مرة أخرى بأنها على مسافة واحدة من الجميع وبأنها تنظر للأمور من منطلق متوازن وحكيم.

رغم كل الضغوط التي تُمارس ضد الصين وحثها على التدخل في القضايا الدولية، إلّا أن الصين لديها رؤية خاصة في هذا الجانب حيث أن الصين لا تريد بتاتًا التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، بل أنها تريد تعزيز الاستقرار في العالم بأكمله وتجدها تدعم الاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك، وأيضًا تعزز شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الأوروبية.

في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال اليوم الأخير من مؤتمر ميونخ للأمن، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنه يتعين على الصين أن تلعب دورًا في إبقاء البحر الأحمر آمنًا لحركة التجارة لأن "السفن الصينية معرضة للخطر هي الأخرى"، وأوضحت أنها أبلغت وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماع ثنائي يوم السبت أن على بكين "المساعدة في التأثير على الحوثيين لإبقاء البحر الأحمر مفتوحًا"، وهذا ما كنت أتحدث عنه عن الضغوطات التي تُمارس للضغط على الصين لتدخُل في القضايا العالمية، في حين أن تدخُّل الصين دائمًا ما يكون إيجابيًا وداعيًا لتغليب الحوار على أي وسيلة من وسائل العنف والحرب، وقد شدد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون على أن التصعيد المستمر و"الأعمال العسكرية لبعض الدول ضد اليمن" أدت إلى تفاقم الوضع في منطقة البحر الأحمر.

الصين تدعم في قراراتها ونهجها سلطة الأمم المتحدة والتي لم تعطي أي حق لأي دولة في إقامة عمليات عسكرية في البحر الأحمر ولا في أي دولة من دول الشرق الأوسط في حين أن هناك دول تنتهك القانون الدولي بذرائع وأسباب ومصالح أنانية وهذا ما لا تجده في السياسات الصينية لا تجاه القضايا الساخنة ولا حتى في توجهاتها العالمية.

إنَّ مساعي الصين وحكمتها في إدارة مواقفها العالمية وقدرتها السياسية والدبلوماسية في التعامل مع جميع دول العالم بحيادية وبمنطقية يخلق توازن حقيقي للعالم، ويحل الكثير من الإشكاليات، وأن تجد دولة عظمى كالصين تمارس دورها العالمي بمزيد من الحكمة والمسؤولية لهو أمر إيجابي يعطي العالم فرصًا للتلاقي والحوار وحل للخلافات بدلًا من الحروب والقتل والتي تعارضها الصين وبشدة، وفي كل مناسبة تؤكد الصين مرة أخرى أنها دولة ترعى السلام وتعزز العولمة والحوكمة العالمية وتدعم القوانين الدولية وتعزز وجود نظام عالمي متعدد الأطراف يُسمع فيه صوت الدول الصغيرة والضعيفة وترفض الهيمنة والاستقواء من أي دولة وترفض التدخلات الخارجية تحت أي مسمى أو ظرف، وهذا بأكمله بات عملة نادرة في وقت يسود العالم الاضراب والنزاع وعدم الاستقرار. فيمكننا القول إن الصين دائما تكون قوة استقرار بثبات في عالم مضطرب.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فيديو | الإمارات.. انطلاق حملة أجمل شتاء في العالم بنسختها الجديدة

أبوظبي: «الخليج»
أعلن عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس الإمارات للسياحة، إطلاق النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى المزارع والمشاريع الزراعية بالإمارات السبع، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة لتطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
جاء ذلك خلال حفل نظمته وزارة الاقتصاد بمتحف مصفوت في عجمان بحضور رؤساء ومجموعة من المديرين العامين للهيئات السياحية المحلية بالدولة؛ حيث تمتد النسخة الجديدة للحملة من 16 ديسمبر الجاري ولمدة 6 أسابيع، وستسهم في إبراز المعالم السياحية البيئية والمناطق الخضراء والتجارب الشتوية التي تتميز بها دولة الإمارات، وكذلك سياحة المزارع والمحميات الطبيعية والمناظر الساحرة والخلابة، كما تدعم الحملة تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، وتعزز الموقع الريادي لدولة الإمارات على خريطة السفر والسياحة العالمية.
وقال عبدالله بن طوق المري، إن النسخة الخامسة للحملة تعزز المسيرة التنموية المستدامة للسياحة الإماراتية، من خلال تسليط الضوء على الوجهات السياحية الخضراء والبيئية، إضافة إلى التنوع الكبير في الأنشطة السياحية التي تشمل السياحة المستدامة والصحراوية والشاطئية والجبلية؛ إذ تأتي هذه النسخة تماشياً مع التوجهات المستقبلية للدولة التي ترتكز على توطين الاستدامة والابتكار في السياحة الإماراتية، وكذلك البرنامج الوطني «ازرع في الإمارات».
وتابع: «أولت دولة الإمارات بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة الخضراء والبيئية باعتبارهما ركائز أساسية في تعزيز استدامة السياحة الإماراتية والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ودعم تنافسية الوجهات السياحية بالإمارات السبع».
وأضاف: «يأتي انطلاق النسخة الخامسة من منطقة مصفوت تأكيداً على البيئة الزراعية الخصبة والمناظر الطبيعية الخلابة والجبال الشاهقة التي تتمتع بها إمارة عجمان ودولة الإمارات وترسيخ مكانتهما كوجهتين للسياحة البيئية والخضراء».

إيرادات قوية

أولت دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة اهتماماً كبيراً بتطوير السياحة الخضراء والبيئية باعتبارهما ركائز أساسية في تعزيز استدامة السياحة الإماراتية، والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، ودعم تنافسية الوجهات السياحية بالإمارات.
ونجحت حملة أجمل شتاء في العالم في تحقيق إيرادات قوية خلال نسختها الرابعة، حيث وصل إجمالي الإيرادات الفندقية في الدولة إلى قرابة مليار درهم، وذلك خلال الفترة من 9 يناير حتى 20 فبراير لعام 2024، كما وصلت المواد الإعلامية والتسويقية للحملة من خلال المواقع الإخبارية وقنوات التواصل الاجتماعي إلى قرابة 600 مليون شخص حول العالم.
وتستهدف النسخة الخامسة للحملة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات والسياح القادمين من باقي دول العالم، حيث ستتضمن نشر العديد من المواد الإعلامية والتسويقية عبر وسائل الإعلام المختلفة وقنوات التواصل الاجتماعي، للترويج لأهدافها والتعريف بأبرز الأماكن السياحية لفصل الشتاء في الدولة، وتسليط الضوء على التجارب السياحية الفريدة والأنشطة الترفيهية وأفضل المغامرات.

وجهات فريدة

دعت وزارة الاقتصاد الجمهور إلى التفاعل مع الحملة الجديدة ومشاركة قصصهم وتجاربهم السياحية في الإمارات، وإبراز ما تتمتع به الدولة من معالم سياحية تجمع بين عراقة التاريخ الإماراتي وحداثة البنى التحتية والخدمات العصرية التي تنافس أهم الدول على مستوى العالم، وتجلى ذلك في وجهاتها السياحية الفاخرة، وهندستها المعمارية المذهلة واحتضانها للمعالم السياحية المتميزة، وتقديمها خيارات متنوعة للإقامة والزيارة والسياحة على امتداد التنوع الجغرافي بين الصحارى والجبال والشواطئ المميزة، فضلاً عن موروثها الثقافي الذي يقدم رسالة إنسانية جسدتها قيم التسامح والتعايش التي تنعم بها وتدعو إليها دولة الإمارات.

محطة مهمة

أكد مسؤولون في حكومة دولة الإمارات والجهات الاتحادية والمحلية، أن النسخة الخامسة من الحملة من شأنها تعزيز النمو المتصاعد الذي يشهده قطاع السياحة، والذي يمثل واحداً من القطاعات الرئيسية في نمو الاقتصاد الوطني المستدام، وأشاروا إلى أن الحملة تمثل محطة نوعية مهمة لمضاعفة جاذبية الإمارات السياحية، وتنشيط هذا القطاع في جميع إمارات ومناطق الدولة.
وقال صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «تُبرز حملة أجمل شتاء في العالم جهود دولة الإمارات في مجال البيئة والاستدامة لتوفير مستقبل أفضل يضمن جودة الحياة، بما يُسهم في ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية مُستدامة، ونستلهم هذه الجهود من رؤية والدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي أسهمت في تحقيق المسؤولية البيئية والازدهار الاقتصادي.

نسخة متميزة 

قال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري: «في ظل النتائج المبشرة لهذه الحملة خلال الدورة الماضية، فإننا نتطلع إلى نسخة جديدة متميزة خلال هذا الشتاء لنواصل تحقيق النجاحات تلو الأخرى، وكذلك التمكن من تقديم تجارب استثنائية وفريدة للمواطنين والمقيمين والزوار ليستمتعوا بأفضل ما يمكن أن تقدمه الإمارات لهم. وإننا ندعو الجميع للاستمتاع بالتجارب الاستثنائية التي تزخر بها دبي في هذا الموسم، وزيارة متنزهاتها وحدائقها الخلابة، وكذلك محمياتها الطبيعية، إلى جانب سياحة المغامرات في الهواء الطلق».

منصة ملهمة 

قال خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة: «تعد الحملة منصة عالمية ملهمة لتعزيز السياحة المستدامة في دولة الإمارات، وفي إمارة الشارقة، تواكب الحملة رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة؛ حيث نؤمن بأن هذه الحملة تُعد فرصة لتعزيز مكانة الشارقة كوجهة رائدة للسياحة البيئية والثقافية».
بدوره أعرب محمود خليل الهاشمي، مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان، عن اعتزازه بإطلاق النسخة الخامسة للحملة من إمارة عجمان، وتحديداً من منطقة مصفوت، التي تمتاز بجمالها الطبيعي وتنوعها البيئي الفريد.
وقال إن اختيار مصفوت لانطلاق هذه الحملة الوطنية يعكس مكانة عجمان كوجهة سياحية بارزة، تزخر بالمحميات الطبيعية والمقومات البيئية، إضافة إلى معالمها التي تجمع بين أصالة التراث والتاريخ الإماراتي.

موعد سنوي

أكد سعيد السماحي، مدير عام دائرة السياحة والآثار بالفجيرة، أن الحملة أصبحت موعداً سنوياً لملايين الزوار من داخل الدولة وخارجها، لاستكشاف الكنوز الطبيعية والتاريخية الفريدة التي تختزنها دولة الإمارات في جميع مناطقها، وما تمتلكه من مرافق عصرية تؤهلها لاجتذاب أعداد كبيرة من الراغبين في الاستمتاع بفعالياتها المختلفة.
وقال هيثم سلطان آل علي، مدير عام دائرة السياحة والآثار في أم القيوين: إن إطلاق النسخة الخامسة من الحملة يعكس الإنجازات البارزة التي حققتها الحملة على مدار السنوات السابقة، وأشار إلى أن الحملة تسلط الضوء على ما تتمتع به دولة الإمارات من تنوع سياحي فريد.
وأوضح أن إمارة أم القيوين تعد وجهة مثالية للسياحة البيئية بفضل ما تتمتع به من طبيعة غنية وتنوع بيئي مميز، ومن أبرز معالمها محمية أم القيوين للقرم، التي تعد موطناً لمساحات شاسعة من أشجار القرم.

برامج متنوعة

اعتبر راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة، أن الحملة رسخت نفسها خلال فترة قياسية كمساهم رئيسي في تحقيق استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات، من خلال برامجها المتنوعة وفعالياتها التي تستهدف مختلف الشرائح العمرية.
وقال: «تتضمن مشاركة هيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة في النسخة الخامسة من الحملة باقة متنوعة من البرامج والأنشطة والمهرجانات الرياضية والتراثية، بما يسهم في الارتقاء بالقطاع السياحي في الإمارة وجذب مزيد الزوار إلى منتجعاتها وفنادقها وأماكنها الأثرية الشهرية».

مقالات مشابهة

  • سفير الصين: العلاقات المصرية الصينية تشهد قفزة في التعاون الثقافي والتعليمي
  • محمود فوزي : لا توجد دولة في العالم لا تتلقى ملاحظات على حقوق الإنسان
  • القيادة المصرية : رسالة سلام في عالم مضطرب
  • الزناتى: العلاقات المصرية الصينية نموذج لتحقيق الكسب المشترك بين الدول
  • غدا .. سفير الصين بالقاهرة فى حوار مفتوح حول العلاقات الثنائية والرؤية الصينية لأحداث المنطقة بنقابة الصحفيين
  • ارتفاع أسعار خام البصرة وسط استقرار أسعار النفط العالمية
  • البروفيسور محمد إبراهيم خليل: عالمٌ مُلهمٌ، ورجلُ دولةٍ خالدُ الذكرى
  • فيديو | الإمارات.. انطلاق حملة أجمل شتاء في العالم بنسختها الجديدة
  • القصبي: كل أعضاء مجلس النواب يعملون من أجل استقرار وأمن وسلامة مصر
  • سعر الذهب اليوم الإثنين 16 ديسمبر 2024: استقرار بعد تراجع عيار 21