الصين.. قوة استقرار في عالم مضطرب
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
تشو شيوان **
يعاني العالم الكثير من الاضطرابات سواء السياسية أو الاقتصادية أو حتى الأمنية، وأن تجد نقطة قوة واستقرار يدفع العالم نحو استقرار مطلوب وضروري أمر أجده إيجابي وهذا ما تفعله الصين في هذا التوقيت الحرج خصوصًا وأن هناك الكثير من المحاولات للزج بالصين نحو عدم الاستقرار ولكن الصين متمسكة بمبادئها وبحكمتها في التعامل مع جميع القضايا العالمية.
لقد ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي كلمة رئيسية بعنوان "العمل بثبات كقوة استقرار في عالم مضطرب"، وذلك خلال جلسة "الصين في العالم" التي عُقدت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن المنعقد هذه الأيام في ألمانيا وقد قال خلال الكلمة: "إن العالم مليء بالاضطرابات وإن البشرية تواجه تحديات متعددة"، وقد شدد على "أنه بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، فإن الصين، باعتبارها دولة رئيسية مسؤولة، ستحافظ دائما على استمرارية سياساتها الرئيسية واستقرارها، وستظل ملتزمة بكونها قوة استقرار في عالم مضطرب".
وقد يشغل بال الكثيرين حول العالم حول علاقات الصين بالولايات المتحدة الأمريكية وعلى جانب آخر علاقات الصين بروسيا، وكيف توازن الصين بين علاقاتها بين الدولتين خصوصًا وأن الصراع الروسي الأوكراني يدلي بضلاله على الكثير من العلاقات الدولية، وقد تم الزج بالصين في الكثير من المواقف والمواضع لتنحاز لجانب على جانب آخر، ولكن كان للصين رأي آخر يدعم الاستقرار العالمي ويخلق نوع من التوازن وتقارب الرؤى مع جميع الأطراف، وقد أوضح وانغ يي بأن الصين ستعمل مع الولايات المتحدة على تنفيذ التفاهمات المشتركة التي توصل إليها رئيسا الدولتين ودفع العلاقات الصينية-الأمريكية على الطريق الصحيح القائم على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وأيضًا ستدفع الصين من أجل التنمية المستقرة للعلاقات مع روسيا، ومن خلال هذه التصريحات تؤكد الصين مرة أخرى بأنها على مسافة واحدة من الجميع وبأنها تنظر للأمور من منطلق متوازن وحكيم.
رغم كل الضغوط التي تُمارس ضد الصين وحثها على التدخل في القضايا الدولية، إلّا أن الصين لديها رؤية خاصة في هذا الجانب حيث أن الصين لا تريد بتاتًا التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، بل أنها تريد تعزيز الاستقرار في العالم بأكمله وتجدها تدعم الاستقرار في منطقة آسيا والباسيفيك، وأيضًا تعزز شراكاتها الاستراتيجية مع الدول الأوروبية.
في تصريحات لوكالة "رويترز" خلال اليوم الأخير من مؤتمر ميونخ للأمن، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إنه يتعين على الصين أن تلعب دورًا في إبقاء البحر الأحمر آمنًا لحركة التجارة لأن "السفن الصينية معرضة للخطر هي الأخرى"، وأوضحت أنها أبلغت وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال اجتماع ثنائي يوم السبت أن على بكين "المساعدة في التأثير على الحوثيين لإبقاء البحر الأحمر مفتوحًا"، وهذا ما كنت أتحدث عنه عن الضغوطات التي تُمارس للضغط على الصين لتدخُل في القضايا العالمية، في حين أن تدخُّل الصين دائمًا ما يكون إيجابيًا وداعيًا لتغليب الحوار على أي وسيلة من وسائل العنف والحرب، وقد شدد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون على أن التصعيد المستمر و"الأعمال العسكرية لبعض الدول ضد اليمن" أدت إلى تفاقم الوضع في منطقة البحر الأحمر.
الصين تدعم في قراراتها ونهجها سلطة الأمم المتحدة والتي لم تعطي أي حق لأي دولة في إقامة عمليات عسكرية في البحر الأحمر ولا في أي دولة من دول الشرق الأوسط في حين أن هناك دول تنتهك القانون الدولي بذرائع وأسباب ومصالح أنانية وهذا ما لا تجده في السياسات الصينية لا تجاه القضايا الساخنة ولا حتى في توجهاتها العالمية.
إنَّ مساعي الصين وحكمتها في إدارة مواقفها العالمية وقدرتها السياسية والدبلوماسية في التعامل مع جميع دول العالم بحيادية وبمنطقية يخلق توازن حقيقي للعالم، ويحل الكثير من الإشكاليات، وأن تجد دولة عظمى كالصين تمارس دورها العالمي بمزيد من الحكمة والمسؤولية لهو أمر إيجابي يعطي العالم فرصًا للتلاقي والحوار وحل للخلافات بدلًا من الحروب والقتل والتي تعارضها الصين وبشدة، وفي كل مناسبة تؤكد الصين مرة أخرى أنها دولة ترعى السلام وتعزز العولمة والحوكمة العالمية وتدعم القوانين الدولية وتعزز وجود نظام عالمي متعدد الأطراف يُسمع فيه صوت الدول الصغيرة والضعيفة وترفض الهيمنة والاستقواء من أي دولة وترفض التدخلات الخارجية تحت أي مسمى أو ظرف، وهذا بأكمله بات عملة نادرة في وقت يسود العالم الاضراب والنزاع وعدم الاستقرار. فيمكننا القول إن الصين دائما تكون قوة استقرار بثبات في عالم مضطرب.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصين تستكمل الهيكل الرئيسي لأطول جسر في العالم
أنهت الصين، يوم الجمعة، العمل على الهيكل الرئيسي لجسر "هواجيانغ جراند كانيون" في مقاطعة قويتشو بجنوب غرب البلاد، والمقرر أن يحمل لقب أطول جسر على مستوى العالم. ويمثل هذا الإنجاز خطوة هامة في مشروع يُعد إنجاز هندسي ضخم، ويعكس تفوق الصين في تطوير البنية التحتية.
اعلانتمت عملية رفع العارضة الفولاذية الأخيرة، التي تزن 215 طنًا، بدقة عالية إلى مكانها بعد ظهر الجمعة، مما يربط الأجزاء الرئيسية للجسر. يبلغ ارتفاع الجسر المعلق 625 مترًا من سطحه إلى سطح نهر بيبان الذي يعبره، أي ما يقارب ضعف ارتفاع برج إيفل.
ويمتد الجسر على طول 2,890 مترًا، مع مسافة رئيسية تصل إلى 1,420 مترًا، ليكون أكبر جسر يُبنى في منطقة جبلية.
Relatedمسابقة القفز من جسر عال للغوص في مياه الدرين الأبيض في كوسوفوانهيار جسر في الصين يخلف 11 قتيلا على الأقل و 60 مفقودا وسط عواصف وفيضاناتشاهد: لحظة تدمير أوكرانيا جسرا حيويا في كورسك الروسية بصواريخ غربية تكنولوجيا متقدمة وتحديات هندسيةوو تشاومينغ، كبير المهندسين المشاركين في المشروع، أشار إلى أن استكمال رفع العوارض الفولاذية تطلب استخدام أكبر نظام رفع بالكابلات في العالم. وقال: "النظام يضم تقنيات متقدمة للنقل والرفع والمراقبة الذكية، مما مكّننا من التغلب على تحديات تقنية معقدة مثل الأوزان الثقيلة".
بدأ العمل على الجسر في كانون الثاني/يناير 2022، كجزء من مشروع طريق سريع يربط بين منطقتي ليوزهي وأنلونغ في المقاطعة. ومن المتوقع أن يُفتتح الجسر أمام حركة المرور في وقت لاحق من هذا العام.
وتشتهر مقاطعة قويتشو بتضاريسها الجبلية التي تغطي 92.5% من مساحتها، مما جعل بناء الجسور ضرورة للتغلب على التحديات الجغرافية. وساهمت هذه البنية التحتية المتطورة في تحويل المناطق الجبلية النائية التي كانت معزولة في السابق، حيث بلغت شبكة الطرق في المقاطعة أكثر من 220,000 كيلومتر.
ووفقاً لمسؤول في إدارة النقل بالمقاطعة، فإن الطرق السريعة والجسور ساهمت بشكل كبير في تقريب قويتشو من المقاطعات المجاورة والمراكز الاقتصادية الرئيسية، مما أدى إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة في المقاطعة.
ويمثل "هواجيانغ جراند كانيون" رمزاً جديداً لتطور البنية التحتية في الصين، ودليلاً على قدرة الهندسة الحديثة على تحقيق إنجازات غير مسبوقة حتى وسط أصعب الظروف الجغرافية.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ثلاثة مغامرين يقفزون من جسر كافور في روما احتفالًا برأس السنة الجديدة! انهيار جسر في البرازيل يُسفر عن قتيلين وعشرات المفقودين تحدٍ مذهل للطيران.. استعراض مقلوب تحت الجسر الأعلى في أوروبا جسورهندسة العمارةالصينبنى تحتيةالبنية التحتية للطرقجغرافيااعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. الجيش الإسرائيلي يرصد صاروخاً قادماً من اليمن وقطر تعلن بدء تنفيذ الاتفاق غداً الساعة 8:30 صباحاً يعرض الآنNext مقتل قاضيين في المحكمة العليا بطهران إثر هجوم مسلح والمهاجم ينتحر يعرض الآنNext هجوم روسي بالطائرات المسيرة والصواريخ يوقع 4 قتلى في كييف يعرض الآنNext الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يحضر جلسة محكمة للطعن في توقيفه يعرض الآنNext بعد 15 شهراً من الحرب على غزة.. الحكومة الإسرائيلية تصدق على اتفاق وقف إطلاق النار اعلانالاكثر قراءة كاليفورنيا: إجلاء المئات إثر اندلاع حريق في أحد أكبر مصانع تخزين البطاريات في العالم بعد عقد من الاكتشافات.. غايا تكشف أسراراً تعيد رسم تاريخ درب التبانة وتغير مفهوم الكون الحوثيون يرحبون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة ويتعهدون بوقف عملياتهم العسكرية مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز دراسة جديدة: السمنة تزيد من خطر مضاعفات السرطان لدى الأطفال اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةإطلاق ناراحتجاجاتالصراع الإسرائيلي الفلسطيني حيواناتأبحاث طبيةحركة حماسفلاديمير بوتينغزةمحكمةالصحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025