مصراوي:
2025-02-16@18:26:17 GMT

فورين أفيرز: غزة ونهاية النظام المبني على القواعد

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

فورين أفيرز: غزة ونهاية النظام المبني على القواعد

كتب- محمد صفوت:

أكدت الأمينة العام لمنظمة العفو الدولية السابق، أنييس كالامارد، في مقاله بمجلة "فورين أفيرز" أن الحرب في غزة اتسمت بنمط جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي. وتسرد في مقالها، عددًا من الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في مقاله بمجلة "فورين أفيرز" بدءا من قتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف وتهجيرهم قسريًا وتركهم دون أدنى مقومات الحياة الأساسية.

تسلط كالامارد، في مقاله بـ "فورين أفيرز" الضوء على دعم واشنطن والدول الغربية لإسرائيل وحجب المساعدات عن الأونروا، ورفض تأييد جنوب أفريقيا في دعوتها بمحكمة العدل الدولية رغم استمرار المذابح.

يقول الأمين العام السابق لمنظمة العفو الدولية، في مقاله، إن التواطؤ الدبلوماسي اليوم في أزمة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية الكارثية في غزة هو تتويج لسنوات من تآكل سيادة القانون الدولي والنظام العالمي لحقوق الإنسان.

وترى أن هذا التفكك بدأ بعد أحداث 11 من سبتمبر، عندما شرعت الولايات المتحدة فيما اسمته "الحرب على الإرهاب"، وهي الحملة التي ساهمت في تطبيع فكرة مفادها أن كل شيء مباح في ملاحقة الإرهابيين.

ولمواصلة حربها في غزة، تستعير إسرائيل الروح والاستراتيجية والتكتيكات من هذا الإطار، وتفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة.

وتقول، إن الأمر يبدو كما لو أن الدروس الأخلاقية المستفادة من الحرب العالمية الثانية تم نسيانها ومعها مقولة "لن يتكرر الأمر أبدًا" . ويشير هذا التفكك، الذي يتجلى بوضوح في تدمير غزة ورد فعل الغرب عليه، إلى نهاية النظام القائم على القواعد وبداية عصر جديد.

عصر العالمية وحقوق الإنسان

تقول الكاتب، إن العالمية هي المبدأ الذي يُقر بأننا جميعًا نتمتع بحقوق الإنسان بغض بغض النظر عن هويتنا أو المكان الذي نعيش فيه، وتقع في قلب النظام الدولي لحقوق الإنسان.

لقد كانت أساس اتفاقية الإبادة الجماعية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اللذين تم اعتمادهما في عام 1948، واستمرت في توفير المعلومات لوسائل جديدة للمساءلة على مر السنين، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، التي أنشئت في عام 2002.

وعلى مدى عقود من الزمن، ظلت هذه البنية التحتية القانونية متماسكة، وساعدت في ضمان وفاء الدول بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، حيث حددت حركات ومنظمات حقوق الإنسان على مستوى العالم وعززت أعظم إنجازات حقوق الإنسان في القرن العشرين.

فشل في تحقيق مبدأ المساواة

يرى الكاتب أن منتقدي هذا النظام لديهم حججهم حيث أن القرن العشرين زاخر بالأمثلة على الفشل في الحفاظ على المساواة في الكرامة بين الجميع.

ويشهد هذا القرن المليئ بالحروب على أن النظام الدولي يضرب بجذوره في عدم المساواة والتمييز المنهجي أكثر من عالميته.

ولسبب وجيه، يمكن للمرء أن يزعم أن العالمية لم تطبق قط على الفلسطينيين، ويستشهد بوصف الباحث الأمريكي الفلسطيني إدوارد سعيد، عن الفلسطينيين بوصفهم "كانوا منذ 1948 ضحايا الضحايا ولاجئي اللاجئين".

الحرب على الإرهاب والدفاع عن النفس

ويرى الكاتب أن العديد من الانتهاكات ارتكبت باسم الحرب على الإرهاب أو مبدأ "الدفاع عن النفس" الذي تتذرع به إسرائيل في حربها الانتقامية على غزة.

ويؤكد الكاتب أن التعريف الفضفاض لـ "التهديد الإرهابي" جعل السلطات تلاحق أي شخص في أي وقت.

ويقول إن الخسائر الهائلة التي لحقت بالمدنيين في غزة والتي ارتُكبت باسم الدفاع عن النفس ومكافحة الإرهاب هي نتيجة منطقية لهذا الإطار، الذي أدى إلى انحراف وتفكيك القانون الدولي، ومعه مبدأ العالمية.

يسرد الكاتب، بعض الوقائع التي ارتكب فيها الجيش الأمريكي انتهاكات وقتل الآلاف بغاراته في أفغانستان والعراق وباكستان والصومال وسوريا، ويقول: "من المؤكد أن الجيش الأمريكي سيدعي أنه اتخذ الخطوات اللازمة لحماية المدنيين. لكنه لم يقدم سوى القليل من التوضيح حول كيفية التمييز بين المدنيين والمقاتلين، ولماذا قُتل هذا العدد الكبير من المدنيين".

ويقول الكاتب إن المنظمة التي كان يترأسها (العفو الدولية) وثقت حالات مماثلة في العشرين عامًا الماضية.

النكبة

يرى الكاتب، أن الحرب في غزة لها جذور تاريخية أعمق من مصطلح "الحرب على الإرهاب" حيث أجبرت إسرائيل أكثر من 750 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم في 1948 فيما يعرف بـ "النكبة".

ويؤكد أن النكبة أيضًا مظهر من مظاهر تآكل القانون الدولي، حيث لم يتم احترام سوى القليل من القيود التي فرضها نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، أو لم يتم احترامها على الإطلاق: ليس تلك الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، أو في حقوق الإنسان الدولية أو حتى بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، كما تقول جنوب أفريقيا.

حجج الغرب ودعم واشنطن لإسرائيل

يقول الكاتب، إن الحكومات الغربية سارعت لإدانة هجمات السابع من أكتوبر ودعم إسرائيل دعم مطلق، لكن كان عليها تغيير لهجتها بعدما أصبح من الواضع أن القصف الإسرائيلي لغزة يقتل آلاف المدنيين.

ويضيف: "كان ينبغي لجميع الحكومات، وخاصة تلك التي تتمتع بنفوذ على إسرائيل، أن تدين بشكل لا لبس فيه وعلنا تصرفات إسرائيل غير القانونية وتدعو إلى وقف إطلاق النار، وإعادة جميع الرهائن، والمحاسبة على جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات على كلا الجانبين".

يواصل الكاتب، في سرد وقائع دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في حربها الانتقامية، حيث عرقلت أكثر من مرة قرارات بمجلس الأمن وبعد أكثر من شهرين أيدت قرارًا بمجلس الأمن يسمح بدخول المساعدات لكنه لا يدعو لوقف إطلاق النار، ولم تفكر الولايات المتحدة علنًا قط في وقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل.

وبعد أيام من جلسة بمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل تدعوها لاتخاذ تدابير مؤقتة لمنع الإبادة الجماعية، علقت واشنطن وحكومات غربية تمويل الأونروا التي تعد شريان الحياة للملايين في غزة.

ويؤكد الكاتب، أن مكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى وتأثيرها على إسرائيل يعني أن واشنطن في وضع فريد يسمح لها بتغيير الواقع على الأرض في غزة، حيث تستطيع الولايات المتحدة، أكثر من أي دولة أخرى، أن تمنع حليفتها الوثيقة من الاستمرار في ارتكاب الفظائع. لكنها اختارت حتى الآن ألا تفعل ذلك.

عصر جديد

يؤكد الكاتب أن النظام القائم على القواعد والذي حكم الشؤون الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في طريقه إلى الزوال.

ويقول إن الصمت على الانتهاكات والتجاهل الواضح للقانون الدولي في الحرب بغزة، بمثابة إسدال الستار على القانون الدولي المزعوم.

ويؤكد أن المبررات الواهية التي يقدمها الغرب تنذر بتغير العصور، مشيرًا إلى أن العواقب المترتبة على التخلي الواضح للغاية عن القانون الدولي والإنساني في غزة، تؤكد أن نهاية النظام القائم على القواعد ستجلب أيضًا غضبًا منتشرًا وملموسًا في جميع في جميع أنحاء العالم.

إنقاذ النظام العالمي

في نهاية المقال، يقدم الكاتب خريطة طريق للخروج من هذه الأزمة وتجنب السيناريو الأسوأ، تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج الفوري عن جميع الرهائن المدنيين المتبقين الذين تحتجزهم حماس وجميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل بشكل غير قانوني، وبرفع الحصار عن غزة.

ويجب التنفيذ الكامل للتدابير المؤقتة التي اتخذتها محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية في غزة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: ليالي سعودية مصرية مسلسلات رمضان 2024 سعر الفائدة أسعار الذهب سعر الدولار مخالفات البناء الطقس فانتازي طوفان الأقصى رمضان 2024 الحرب في السودان الحرب في غزة غزة مجلة فورين أفيرز القانون الدولي جرائم الحرب طوفان الأقصى المزيد الحرب على الإرهاب الإبادة الجماعیة الولایات المتحدة القانون الدولی حقوق الإنسان على القواعد فورین أفیرز الکاتب أن فی مقاله أکثر من جمیع ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي يتحدث عن أسباب خشية النظام المصري من فكرة التهجير إلى سيناء

أكد الكاتب الإسرائيلي شاحر كلايمن، أن مصر تخشى الدخول في حالة حرب مع "إسرائيل"؛ كون كل هزيمة في حرب مآلها إسقاط النظام، موضحا أن "خوفها الأشد من نقل الغزيين إلى سيناء، هو تحول شبه الجزيرة إلى مربض مناوشات مع إسرائيل تفجر مثل هذه الحرب".

وقال كلايمن في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"؛ إن "رفض الهجرة من قطاع غزة، هو مبدأ مصري صلب بالضبط، مثل الحفاظ على السلام وعدم التدخل في أي حرب، وهذا هو ما قاله إبراهيم عيسى، المقدم التلفزيوني المصري المعروف بالقرب من النظام الحالي".

وأضاف الكاتب أنه "يحتمل أن يبدو هذا القول للإسرائيليين غريبا بعض الشيء، ففي كل بضعة أيام ينشر شريط آخر لمسيرة عسكرية في بلاد النيل، ويمكن للمرء حقا أن يسمع طبول الحرب، فضلا عن ذلك، قيل غير مرة؛ إن مصر هي جيش توجد له دولة وليست دولة يوجد لها جيش، فهل هذه الدولة بالذات تتحفظ على الحرب؟ كي نفهم المنطق يجب أن نفهم المبنى الهرمي للمجتمع المصري".

الجنرالات يسيطرون في الدولة
وذكر الكاتب أنه "منذ ثورة الضباط الأحرار في 1952، التي أطاحت بالملكية، تسيطر في مصر النخبة العسكرية، في أحداث الربيع العربي أيضا كان من أطاح بحسني مبارك هم الضباط الكبار، وفي بداية الأسبوع، أحيوا في القاهرة 14 سنة على الخطاب الدراماتيكي لنائب الرئيس، عمر سليمان، الذي أعلن فيه عن نقل الصلاحيات السلطوية من مبارك إلى المجلس العسكري الأعلى".

إظهار أخبار متعلقة


وأشار إلى أنه "في مصر، الجيش ليس مجرد منظمة عسكرية؛ فالجنرالات يسيطرون على مئات المخابز ومشاريع البناء والفنادق. حسب التقديرات، فإن ثلث الاقتصاد المصري يوجد تحت سيطرتهم، من هنا يمكن أن نفهم لماذا يعد التهديد الأكبر على الحكام في مصر واليوم عبد الفتاح السيسي، ليس الإخوان المسلمين، ولا حتى المتظاهرين الذين يحتجون بجموعهم، فهؤلاء وأولئك قابلون للقمع".

وأكد الكاتب أن "التهديد الأكبر يوجد في صفوف الجنرالات، وإذا لم يواصل السيسي تضخم ميزانيات الجيش، فالقرار سيؤثر فورا على مصالحهم الاقتصادية والشخصية، عتاد أقل وقوات أقل يعني مال أقل وهكذا، ولهذا السبب، فإن الحرب تشكل خطرا، مشكوك أن تكون القيادة في القاهرة مستعدة لأن تأخذه".

وقال: "يكفي التذكير بأن هزائم الجيوش العربية أدت في الماضي إلى انقلابات وإلى تغييرات في الحكم، وفي سوريا وزير الدفاع حافظ الأسد صعد إلى الحكم بعد حرب الأيام الستة (نكسة 1967)، والمعركة تلك أيضا أدت إلى نهاية طريق الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وبعد ثلاث سنوات من ذلك، توفي وحل محله نائبه أنور السادات، باختصار، لا طريقا أكثر ضمانة لفقدان الحكم من حرب ضد إسرائيل".

مصالح وكراهية لاذعة
في المقابل، قال الكاتب؛ إنه "حتى نحو خمسة عقود على اتفاقات السلام، لم تلغ جنون الاضطهاد المصري. في بلاد النيل يوجد تخوف دائم في أوساط دوائر معنية من تطلعات التوسع الإسرائيلية".

وأوضح كلايمن أنه "في مناورات دورية، السيناريو هو اجتياح من الجيش الإسرائيلي، والأخطر من ذلك أنه على مدى عقود لم تبذل القيادة المصرية جهدا لتغيير مضامين تحريضية ضد إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة فقط طرأ بعض التغيير في المضامين، هكذا نشأ اتفاق سلام بارد يقوم على مصالح أمنية وسياسية فقط".

وأضاف: "إذا كان ثمة درس ينبغي استخلاصه من قصور 7 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023، فهو أنه لا تكفي المصالح للحفاظ على الاستقرار والهدوء في الشرق الأوسط".

إظهار أخبار متعلقة


وبين أنه "أحيانا الكراهية اللاذعة من شأنها أن تخرب على الاعتبارات العقلانية، صحيح حتى الآن يخيل أن هذا ليس الوضع في مصر، وصحيح أن السيسي أقرب إلى السلام من أسلافه، لكنه بعيدٌ سنوات ضوء عن مواقف أصولية على نمط الإخوان المسلمين، العكس هو الصحيح الرئيس المصري أدى بالذات إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل".

وختم أن "معارضته الحادة لخطة ترامب لإخلاء الفلسطينيين، ينبغي أن نعيدها إلى التهديد بأن تصبح شبه جزيرة سيناء عش إرهاب برعاية الغزيين، ولا يزال، إسرائيل تعلمت بالطريقة الأصعب بأنه يجب الاستعداد لكل سيناريو".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • قرقاش: نعيش لحظة مصيرية مهمة بالتحالف الغربي وطبيعة النظام الدولي
  • الدفاع الدولي 2025 يناقش الاضطرابات العالمية والاستعدادات الدفاعية
  • شل العالمية تشارك في مؤتمر مصر الدولي للطاقة «إيجبس 2025»
  • بوتين يسعى لنظام عالمي جديد يخدم مصالح روسيا
  • شاباس خبير قانوني يطارد نتنياهو مجرم الحرب (بورتريه)
  • غدا.. إطلاق وثيقة القاهرة لرفض التهجير للتأكيد على الشرعية الدولية
  • في وطن تطحنه الحرب ويسحقه الانهيار الاقتصادي .. الفريق القانوني يزف خبر الانتهاء من مراجعة مسودة القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي
  • شركات سياحة تتحدث عن نمو سريع للقطاع في سوريا بعد رحيل النظام
  • كاتب إسرائيلي يتحدث عن أسباب خشية النظام المصري من فكرة التهجير إلى سيناء