سباق العواجيز .. 4 سيناريوهات مجنونة حال غياب ترامب أو بايدين فجأة عن سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024| تحليل مفصل
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أصبح جميع المتابعين للانتخابات الرئاسية الأمريكية يتساءل على وجه التحديد، ماذا يحدث إذا مات المرشح الرئاسي لحزب سياسي كبير، أو يصبح عاجزا، أو ينسحب من السباق لأي سبب كان، وهو الأمر الأكثر توقعا في انتخابات 2024، عن أي انتخابات سابقة، وذلك كون أن عمر كلا المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين سيبلغ 81 و78 عاما على التوالي في يوم الانتخابات، وهذا يجعل الرئيس بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب أقدم متسابقين للحزب في تاريخ الولايات المتحدة إلى حد بعيد، وقد تجاوز كلاهما متوسط العمر المتوقع للرجال في هذا البلد.
والملفت للنظر أيضا، أن كليهما ارتكب زلات وأخطاء تثير الشكوك حول ما إذا كانا على وعى كامل كما كانا من قبل، فبينما أعلن طبيب بايدن أنه يتمتع بصحة جيدة ونشاط، إلا أنه يبدو ويتصرف بشكل أضعف مما كان عليه قبل أربع سنوات، وهو تراجع واضح أبرزه المستشار الخاص روبرت ك.هور في تقريره الأخير عن سوء تعامل الرئيس مع المواد السرية، وحتى قبل تقييم المحقق الخاص، كان معظم الناخبين يقولون إن عمر بايدن ولياقته البدنية هما أكبر مخاوفهم بشأن منحه فترة ولاية ثانية، وكذلك ترامب، فعلى الرغم من أنه أكثر نشاطًا من بايدن، إلا أنه أصغر منه ببضع سنوات فقط، ويميل إلى الابتعاد عن العقلانية لفترة طويلة، هذا بجانب أن هناك باب سحري آخر محتمل لترامب، وهو كونه متهم بـ 91 تهمة جناية، ومن المسموح قانوناً القيام بحملة انتخابية لمنصب الرئيس من السجن، ولكن إذا وصل الأمر إلى ذلك، فمن المؤكد أن الجمهوريين سوف يفكرون في البدائل المتاحة لهم أيضاً.
4 سيناريوهات تنظمها القواعد والقوانين الانتخابية
وللإجابة على تلك التفاصيل، قامت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بدراسة القواعد والقوانين الأمريكية المنظمة لاحتمالات غياب أي مرشح رئاسي في جميع مراحل الانتخابات، بداية من الترشح، وصولا إلى يوم التنصيب الرسمي، وبناء على ذلك فقد وضعت الصحيفة 4 سيناريوهات لتلك الاحتمالات، وحتى يوم التنصيب، وإليك كيف من المفترض أن تسير الأمور في ظل سيناريوهات مختلفة، ومن سيكون أصحاب القرار الرئيسيين:
1 ... إذا كانت هناك كارثة من الآن وحتى مؤتمرات الحزب
"العودة إلى القائمة" .. هو السبيل الطبيعي في حال غياب أي مرشح من الآن وحتى بدء المؤتمرات الخاصة بكل حزب، حتى ولو امتلك كلا المرشحين عدد كاف من المندوبين للمطالبة بترشيحاتهما بحلول منتصف مارس، حيث أنه لا يعد ترشيحا رسميا، والذي يشترط أن تجتمع أحزابهم هذا الصيف لحضور مؤتمراتهم، واختيار كل حزب لمرشحه، حيث سيبدأ الجمهوريون في 15 يوليو في ميلووكي، ويبدأ الديمقراطيون في 19 أغسطس في شيكاغو.
وإذًا ماذا يحدث إذا لم يصل المرشح المفترض، باختياره أو غير ذلك، إلى هذا الحد؟، فالواقع يقول أن هناك ما يقرب من 2400 مندوب جمهوري و4000 مندوب ديمقراطي يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص معلمين أو أعضاء في النقابات العمالية أو مسيحيين إنجيليين أو نشطاء في مجال الحق في الحياة، ولكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو درجة معينة من النشاط نيابة عن حزبهم السياسي، حتى لو كانوا غير معروفين بشكل عام للجمهور، ويصل معظمهم إلى المؤتمر متعهدين بدعم مرشح محدد، ولكن القواعد الحالية لكلا الحزبين تنص على أن مندوبي المؤتمر الذين تعهدوا لشخص لم يعد يترشح يصبحون وكلاء أحرارا، وهكذا ستبدأ مغازلة محمومة للمندوبين الذين يمكن الاستيلاء عليهم.
فإذا تنحى ترامب أو بايدن، فسيغتنم المتنافسون الآخرون الفرصة للقفز إلى السباق، فإذا انسحب بايدن، على سبيل المثال، فمن السهل أن نتخيل أن نائبة الرئيس هاريس ستعلن بسرعة ترشحها، إلى جانب حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم (الذي يقول كامارك إنه يدير بالفعل أفضل حملة بالوكالة رأيتها على الإطلاق)، وربما نجوم صاعدين آخرين، مثل الحاكمين جريتشن ويتمير من ميشيغان وجي بي بريتزكر من إلينوي.
وكذلك من شأن زوال ترامب أن يخلق فراغا كبيرا بشكل خاص في الحزب الجمهوري، الذي كان برنامجه الأحدث ينص ببساطة على أن الحزب سيدعم كل ما يريد ترامب أن يفعله، فليس هناك وريث واضح لجلب النظام والسلطة إلى ما سيتركه وراءه، فهل سيستمع المندوبون إلى إريك ترامب؟، خصوصا أن كبار الشخصيات في الحزب - حكام الولايات ورؤساء الولايات والمستوى الوطني والمشرعين - لا يتخذون القرارات بالطريقة التي كانوا يفعلون بها من قبل، ولكن من المهم في نهاية هذا التصور أن نشير إلى أن القواعد التي تحكم الاحتمالات يمكن أن تتغير في أي لحظة، فكل الأطراف تبدأ مؤتمراتها بالتصويت على قواعدها - وهو ما يعني أن كل هذه الإجراءات يمكن التخلص منها في حالة حدوث أزمة.
.
2.. إذا حدث غياب للمرشح بعد المؤتمر ولكن قبل الانتخابات
ووهنا نحن نتحدث عن الفترة الزمنية التي تلى اختيار كل حزب لمرشحه، وحتى الوصول إلى نوفمبر موعد إجراء الانتخابات، ففي تلك الحالة، فإن كلاً من الديمقراطيين والجمهوريين يضعون اختيار البديل بين أيدي لجانهم الوطنية، مما يعني – مفاجأة – أن الترشيح لن يذهب تلقائيًا إلى نائب الرئيس، وقد استخدمت هذه العملية مرة واحدة من قبل، في ظروف مختلفة في أغسطس 1972 - بعد أسابيع فقط من انعقاد المؤتمر الديمقراطي - انسحب المرشح لمنصب نائب الرئيس توماس إيجلتون بعد أن كشف أنه دخل المستشفى عدة مرات خلال الستينيات بسبب الإرهاق العصبي والاكتئاب.
واجتمعت اللجنة الوطنية الديمقراطية، التي كانت تضم 275 عضوا في ذلك الوقت، في واشنطن وصوتت لصالح استبداله بمرشح جديد، وهو سارجنت شرايفر، أول مدير لفيلق السلام وصهر عائلة كينيدي، والتساؤل الطبيعي لمن يقرأ تلك التفاصيل هو "من هم هؤلاء أعضاء اللجنة الوطنية؟"، والإجابة أنهم هم من المطلعين على الحزب، ومعظمهم منتخبون من قبل منظماتهم الحكومية، وتضم اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ما يقرب من 170 عضوًا، بما في ذلك رئيس الحزب، بالإضافة إلى عضو لجنة وعضوة لجنة، لكل ولاية وإقليم، أما اللجنة الوطنية الديمقراطية فهي أكبر بكثير، حيث تضم 453 عضوا.
3 .. إذا حلت كارثة برئيس منتخب قبل انعقاد المجمع الانتخابي
المتابع للانتخابات الرئاسية الأمريكية يعلم أن التصويت لا يكون للرؤساء بشكل مباشر في نوفمبر، ولكن التصويت يكون لاختيار قوائم الناخبين والمعروف بـ"المجمع الانتخابي"، وكما هو منصوص عليه في المادة الثانية، القسم الأول من دستور الولايات المتحدة، يبلغ إجمالي عدد الناخبين 538، بواقع واحد لكل عضو في مجلس الشيوخ وعضو في مجلس النواب الأمريكي، بالإضافة إلى ثلاثة لمقاطعة كولومبيا، وتختلف كيفية اختيارهم، ولكن يتم اختيارهم عمومًا في مؤتمرات الدولة الحزبية، وبعد بعض التمهيدات، يجتمعون في ولاياتهم في أول ثلاثاء بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر لهذا العام، وتحديدا في 17 ديسمبر وينتخبون الرئيس ونائب الرئيس.
ولكن من الملفت أن هذا الناخب المفوض من ولايته من الطبيعي أن يصوت بنفس رغبة ولايته، وبالفعل نادرا ما يصوت خلاف ذلك، وفي الواقع، فإن 29 ولاية بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا تطالبهم باتباع رغبات الناخبين في ولايتهم، ولكن هذا لا يعني أنهم لن يفعلوا ذلك في ظل ظروف استثنائية، فقد تسعى المجالس التشريعية في الولايات أيضًا إلى التدخل، بل ومخالفة إرادة ناخبيها، من خلال تسمية قوائم الناخبين الخاصة بها مرة أخرى، وهو سيناريو قد يفتح باب الفوضة، ولا ينبغي لنا أن نقلل من احتمالات حدوث انهيار عصبي بعد الانتخابات بهذا السيناريو، وفي 2020، أدت الأكاذيب والمعلومات المضللة حول نتيجة الانتخابات إلى هجوم على مبنى الكابيتول في الوقت الذي انعقد فيه الكونجرس للتصديق على مجاميع المجمع الانتخابي في يناير، ولكن في حدوث سيناريو غياب مرشح أو تغير رغبة الولاية، فهل سيفعلون ذلك مرة أخرى، وتحدث الوضى؟.
4 ... إذا حدث شيء ما بين تصويت الهيئة الانتخابية ويوم التنصيب
وهذا أمر سهل، أو ينبغي أن يكون كذلك، فبموجب التعديل الخامس والعشرين للدستور ، يحصل نائب الرئيس المنتخب على الوظيفة، ثم يقدم إلى الكونجرس مرشحًا لمنصب نائب الرئيس، والذي يتولى منصبه بعد حصوله على أغلبية أصوات المجلسين.
ولكن لخلاصة تبين أن تغيير القادة في ظروف غير متوقعة، أياً كانت القواعد، سوف يكون أمراً صعباً ومؤلماً لكلا الطرفين، وليس لدى أي منهما بديل واضح ينتظره، وفي الوقت الحالي، قاموا بتضييق خياراتهم الأكثر ترجيحًا لتقتصر على المرشحين الرئاسيين الذين سيخدمون في الثمانينات من العمر.
و"مسألة العمر" ليست جديدة في السياسة الرئاسية، فقد طاردت هذه الفكرة ريجان، رغم أنه لم يكن قد بلغ السبعين من عمره عندما تم تنصيبه للمرة الأولى، وقد تم تشخيص إصابة ريغان بمرض الزهايمر بعد أن كان خارج منصبه، ولكن لا تزال هناك تكهنات بأنه كانت تظهر عليه علامات المرض عندما كان رئيسًا في عام 1995، وكذلك عندما بلغ المرشح الجمهوري بوب دول عيد ميلاده الثاني والسبعين، تساءلت مجلة تايم على غلافها: "هل أصبح دول أكبر من أن يتمكن من تولي هذا المنصب؟"
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اللجنة الوطنیة نائب الرئیس مرشح ا من قبل
إقرأ أيضاً:
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
هيمنت نتائج الانتخابات الأميركية على مناقشات القمة الثالثة للمرأة العالمية، في مقر صحيفة واشنطن بوست وسط العاصمة الأميركية، وسط مشاركة كبيرة من شخصيات نسائية في مقدمتها الرئيسة المشتركة للمؤتمر الوطني الجمهوري لورا ترامب، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وغيرهن.
لورا ترامب أكدت في جلسة نقاشية خصصت للحديث عن الانتخابات، أن الجمهوريين حققوا إنجازا تاريخيا، دونالد ترامب فاز مجددا لأن الناخبين رأوا نجاحه في الفترة الأولى، وهو ما سنراه يتحقق مرة أخرى في هذه الفترة الثانية.
وأضافت أن ترامب في انتخابات عام 2016 كان مدركا لدور مواقع التواصل الاجتماعي، التي كان لها دور كبير في الحملة الانتخابية في عام 2024.
ووجهت ترامب حديثها لمن يشعرون بالقلق حيال نتائج الانتخابات، مشددة على أن الرئيس المنتخب "لن يكون في معركة انتقامية من أحد أو طرف ما، أؤكد لكم أنه سيعمل لصالح جميع الأميركيين، عندما يعود للبيت الأبيض سيركز توفير مزيد من المال للأميركيين، وأننا بلد آمن، ولن ينجر إلى حرب عالمية ثالثة، وسيكون الشخص الذي يعيد توحيد هذه الأمة وأعلم أن كثيرا منكم يظن أن ذلك غير ممكن الآن".
وفي المقابل، قالت نانسي بيلوسي إن أحد أهم أسباب خسارة الديمقراطيين في هذه الانتخابات ربما تعود إلى امتناع كثير من الناخبين عن التصويت، موضحة "ربما لو شارك هؤلاء في بعض المقاطعات لفازت كامالا هاريس، وفاز الديمقراطيون في النواب والشيوخ".
بيلوسي لفتت إلى أهمية الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في الانتخابات، قائلة "هناك عدة عوامل جديدة في هذه العملية من بينها وسائل التواصل الاجتماعي، كان يتعين علينا أن نتأكد من تشجيع الناخبين أكثر على المشاركة، وعندما ننظر إلى المؤشرات يمكن أن نرى انعكاس تأثير هذه العوامل على النتيجة".
وألقت الانتخابات بظلالها على جلسة "التغيير" بحضور كيليان كونواي، المستشارة الرئاسية في إدارة ترامب السابقة، ومينيون مور، رئيسة المؤتمر الوطني الديمقراطي، وميغان ماكين، الكاتبة السياسية، وصانعة محتوى بودكاست.
كونواي قالت إن الشعب الأميركي أعلن رفضه لكل الصفات غير الحقيقية التي أطلقها البعض على الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
كونواي وجهت رسالة للديمقراطيين قائلة "الشعب مل من محاضراتكم، الأميركيون يريدون أن نستمع إليهم وإلى قضاياهم، ونحن هنا في معركة للتغيير، هذه الانتخابات أوضحت مؤشرات ديمغرافية، وجغرافية، عن كيف فاز الرئيس دونالد ترامب باكتساح، وعلى الرغم من منافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس، لكنه خسر 7 بالمئة فقط من أصوات النساء، وهناك رسائل عدة أخرى يجب أن نهتم بها في الانتخابات على رأسها مواجهة خطط اقتصادية فاشلة".
أما مور فقالت إن "الديمقراطية هي حرية الاختيار، لذلك فعلى الجميع أن يعرف ما ومن يختار، لذلك فإن كان الناخب مرتاحا للغة المستخدمة في الخطاب في هذه الانتخابات، وهذه الطريقة في المنافسة، فيتعين أن يعرف أنه يُعد جيلا جديدا، وقد يكون بيننا الآن شباب أصغر سنا، ولنأمل في أن هؤلاء الشباب يحترمون الاختلاف بينهم، كل ما نحتاجه هو الاحترام".
وتناولت المناقشات عددا من القضايا المختلفة من بينها اقتصادية، واجتماعية، في مقدمتها حماية الأطفال من التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك استضافت جلسة "أصوات من أجل السلام" سيدة إسرائيلية، وأخرى فلسطينية، بالإضافة حلقات نقاشية حول قضايا أسرية، وتكنولوجية، ورياضية كذلك.
وتطرقت النقاشات خلال جلسات القمة إلى ترشيحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب لشغل مناصب في إدارته الجديدة، من بينها تلك التي أثارت جدلا مؤخرا، وكذلك اعتذار مات غايتز عن منصب وزير العدل، وقالت النائبة الجمهورية عن فلوريدا ماريا إلفيرا سالازار إن غايتز استقال من دورة مجلس النواب الحالية، وليس المقبلة، وانسحب من الترشح لمنصب وزير العدل لعدم إثارة الجدل بشكل أكبر حول تعيينه من قبل الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
سالازار أضافت خلال جلسة "حقبة جديدة في السلطة" أن "القانون هو القانون، وعلينا الالتزام به، وهذا ما يجعل هذا البلد قويا".