صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-24@00:44:08 GMT

«ود زينب» رسول الحياة

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

«ود زينب» رسول الحياة

أمل محمد الحسن

منذ اشتعال الحرب منتصف أبريل العام الماضي، غابت الأخبار المفرحة حتى أنني كنت أتفادى صفحات التواصل الاجتماعي التي باتت تحمل رائحة الموت! الصور، الفيديوهات التي أُرهقت إطاراتها بكم البؤس والدمار الذي تحمله.

الكراهية والتمثيل بالجثث. مع احتشاد صفحات الفيسبوك ومنصة )تويتر( التي تحولت لـ (X) دون سابق إنذار بلغة عنصرية بغيضة، إلى جانب الألفاظ النابئة والفجور في الاختلافات حد الوصف بالعهر وسب الأمهات!

وسط كل ذلك القبح؛ طل فيديو زواج (مؤمن ود زينب) البسيط تصاحبه أصوات الزغاريد والضحك والقفشات وهو يقول للموجودين في الزفة عقبال (العزابة) ويضحك الجميع.

مشهد زواج “مؤمن” و”ثويبة” صورة الحياة ضد الموت! صورة الجمال ضد القبح. جسّد هذا الحدث البسيط معاني كبيرة تشمل إقبال الشباب وإصرارهم على الحياة والاستمرار يتحدون العنف والقنابل والدانات والموت المجاني.

(مؤمن) أكثر الأشخاص الذين كان من  المتوقع أن يبتعدوا عن الحب والحياة لأنه شهد انعدام الدواء والرعاية الطبية وافترش أرض مستشفى “النو” شاهداً على الألم والمعاناة ورفيقاً للموت المجاني الذي يهبط ويحمل الناس على غفلةِ وضيقِ ذات اليد!

زواج “مؤمن” هو انتصار جديد يضيفه هذا الشاب النحيل ذو الشعر المجدول إلى انتصاراته الفردية التي فاقت انتصارات الجيوش المتقاتلة! انتصار فرد واحد يعمل على بث الحياة مقابل كل الأيدي التي تعمل على الموت، والدعوة والتهليل له!

سبق أن صنع “ود زينب” صورة أسطورية هو وعجلته التي كان يقودها وهو يشرع ذراعاه سامحاً للهواء أن يقاومه بلطف! عندما كان يتنقل وسط الحرب برصاصها وموتها وانفجاراتها وطائراتها المرعبة. يبحث عن شريط دواء ينقذ به حياة شخص ويعين به الطواقم الطبية المتناقصة يوما بعد يوم!

لم يكن “ود زينب” يحتاج لحدث جديد يصنع منه بطل؛ مجرد انطلاقه في حياته بالطريقة التي يؤمن بها، ينقل نماذج بطولية كل يوم.

صورة “مؤمن” في الزواج بذلك المزيج العجيب؛ “الراستا” والجلباب تحدثنا عن جيل الثورة الذي أثبت شجاعته وإصراره ومحبته الصادقة للوطن التي برهن عليها منذ اعتصام القيادة ثم عمل لجان المقاومة التي كانت تحرس الدقيق وتمنع التهريب وتعمل على النظافة والتعليم وتطوير الأحياء.

جيل رفض الخنوع الذي عاشه من قبلهم تحت ظل النظام “الديكتاتوري” وقرر ألا يسير بجانب الحائط، حملوا أكفانهم في المواكب وركضوا بصدور عارية تجاه العسف والبمبان والرصاص، يسقط شهيداً يخرج خلفه مائة ثائر!

في داخل مشهد الزواج صورة الغد، الذي نتمناه خالياً من الزيف والبهارج والتكليف الذي يثقل على الكاهل ويجعل الشباب يعزفون عن الزواج! بساطة (بلح)، (هتاف ثوري) و(مديح).

لم يحتاج لصناعة الصورة الأسطورية في خياله سوى أن يضع كفه على كفها، ويعلن فوزه بحبها، يتوجها أميرة المشاوير الصعبة المرهقة وتتوجه أميرها، وأي أمير ذاك الذي يمنح روحه رخيصة فداء الوطن والناس!

تلك الهالة التي تحيط بوجه النحيل “الراستا” هي التي منحتني أملاً جديداً؛ لا أعرف من أين يأتي بتلك الطاقة لكني على يقين بأن من يمنح يحصل على سعادة هانئة تنزل على القلب مثل الماء البارد في نهار صيف حار قائظ.

يا ليت “البرهان” و”حميدتي” يشاهدون ذلك الفيديو، وينفذ إلى دواخلهم، يخبرهم حقيقة هذا الشعب الذي لا يستحق ما يفعلونه به، ليفهموا الفرق بين أن تمنح الحياة مقابل أن تأخذها!

بعد رؤيتي لذلك الفيديو القصير، الذي مزج فيه “ود زينب” صورة القديم بالحداثوي “راستا” و”عمامة”. وأبشر يا عريس يرافقها هتاف ثوري ملأني طاقة هائلة.

شعرت بفرح لأول مرة منذ اشتعال هذه الحرب العبثية المدمرة! بل منحني (أمل) و(يقين) بأن الحياة لن تنتهي في السودان سيأتي أبناء “مؤمن” و”ثويبة”.

بذور الرحمة والحب والإنسانية تكنس آثار العسكر، عسفهم وغضبهم وسلاحهم وتضع بدلا عنه قبلة حياة!

الوسومأمل محمد الحسن غرف الطوارئ ود زينب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: غرف الطوارئ ود زينب

إقرأ أيضاً:

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟، يتساءل كثير من المسلمين ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟، وكيف يمكن لنا تحصيل أعلى الدرجات في هذا اليوم المبارك؟، وهل هناك علامات محددة لساعة الاستجابة؟.

ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة؟

ومن السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجمالاً ما يلي:

1- قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره.. قال (صلى الله عليه وسلّم): «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء».

كما حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءة الآيات العشر الأواخر من سورة الكهف، وقال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْعَشْر الْأَوَاخِر مِنْ سُورَة الْكَهْف عُصِمَ مِنْ فِتْنَة الدَّجَّال».

2- قراءة سورة الدخان، ويس في الليل، من فعل ذلك غفر الله له ذنبه.

3- قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسر منها أثناء الصلاة.

4- الاغتسال وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.

5- الإكثار من الدعاء، سواء من الأدعية المأثورة في القرآن أو السنة.

6- التبكير في الخروج للصلاة في المسجد.

7- قراءة سورتي السجدة والإنسان..اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلّم-، ويرجع ذلك لأن هاتين السورتين تحدثتا عمّا كان، وما يكون من المبدأ والمعاد، وحشر الخلائق، وبعثهم من القبور، وليس كما يعتقد البعض أن ذلك لأجل السجدة، فقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ {الم . تَنْزِيلُ} [السَّجْدَةَ]، و{هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان]».

8- التبكير إلى الصلاة.. تهاون كثيرٌ من المسلمين في التبكير إلى الصلاة لدرجة أنّ بعضهم لا ينهض من فراشه، أو يغادر داره إلاّ بعد صعود الخطيب على المنبر، وبعضهم قبل بدء الخطيب خطبته بدقائق، وقد ورد في الحث على هذه النقطة عدة أحاديث منها: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأوّل فالأوّل، فإذا جلس الإمام طووا صحفهم وجلسوا يستمعون الذكر، ومثل المُهَجِّر (أي المبكّر) كمثل الذي يُهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشا، ثم دجاجة، ثم بيضة".

كما يستحب صلاة المسلم ركعتين تحية المسجد، حتّى وإن بدأت الخطبة: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يَخْطُبُ يوما في أصحابه فدَخَلَ رَجُلٌ فجلس فرآه النبي فقطع الخطبة فسأله أَصَلَّيْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا. قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ».

الإصغاء للخطيب والتدبّر فيما يقول: فعن أبي هريرة، فعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من اغتسل ثم أتى الجمعة، فصلَّى ما قدِّر له، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته، ثم يصلي معه، غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وفضل ثلاثة أيام»؛ رواه مسلم (857)، وعن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصت، والإمام يخطب، فقد لغوت»؛ رواه مسلم (934).

9- تحري ساعة الإجابة.. من سنن صلاة الجمعة تحري ساعة الإجابة، حيث فيه ساعة إجابة كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة».

10- الصلاة على النبي .. الإكثار من الصلاة على النبي من سنن يوم الجمعة بما ورد أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

مقالات مشابهة

  • وداعا للعزوبية.. 5 أبراج تلتقي شريك الحياة نهاية ديسمبر
  • الطلاق العاطفي.. عزلة داخل إطار اجتماعي
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • ترشيح مؤمن الجندي لجائزة "The Best" في 2024 من إيجي بودكاست
  • مؤمن الجندي يكتب: سفير جهنم
  • ماذا كان يفعل الرسول يوم الجمعة ؟
  • عندما تفقد المرأة قيمتها!!
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • مؤمن الجندي يكتب: بين الثواني والسراب.. موعد مع المجهول