ندوة بإعلام الداخلة تطالب بتكثيف حملات رفع الوعي بمخاطر الزيادة السكانية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
واصل مركز اعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، تنفيذ فعاليات الحملة الاعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات برعاية رئيس الهيئة الدكتور ضياء رشوان ، وتوجيهات ومتابعة رئيس قطاع الاعلام الداخلي الدكتور أحمد يحيى، بهدف تنمية الأسرة المصرية تحت شعار " أسرتك ثروتك ".
ونظم مركز اعلام الداخلة اليوم ندوة تثقيفية تحت عنوان " الاعلام ودوره في التوعية بمخاطر الزيادة السكانية ودعم مشروعات التنمية" ، بمدرسة موط الثانوية للبنات.
وشارك في الندوة موجه أول الصحافة بإدارة التربية والتعليم بالداخلة محمد عمر، والشيخ محمد بهلول الخطيب والداعية بإدارة أوقاف الداخلة، والدكتورة هدير عصام من وحدة طب الأسرة بالداخلة، وحضرها لفيف من طالبات المدرسة وأعضاء هيئة التدريس فيها ، وعدد من أولياء الأمور والقيادات التنفيذية بالمركز.
وأوصى الحاضرين في الندوة بضرورة وجود حملات إعلامية مكثفة لرفع الوعي وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول تنظيم الأسرة.
كان مدير مركز اعلام الداخلة محسن محمد افتتح الندوة، مؤكدا على دور وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في رفع الوعي بالمخاطر الناتجة عن الزيادة غير المحسوبة للسكان وتأثيرها على حياة المواطنين .
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق أطلقت الهيئة العامة للاستعلامات حملتها التوعوية التي تهدف لتنمية الأسرة المصرية من خلال التوعية بمخاطر الزيادة السكانية وتجنب تداعياتها من أجل حياة أفضل.
وأكد موجه أول الصحافة بإدارة التربية والتعليم بالداخلة محمد عمر، على أهمية أن تتبنى وسائل الاعلام المختلفة توجها يهدف الى توعية المجتمع بمخاطر الزيادة السكانية وتوضيح آثارها المختلفة على حياة المواطنين خصوصا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.
ودعا وسائل الاعلام الى إبراز الآثار الاقتصادية السلبية للظاهرة التي تبدو في التأثير السلبي على معدلات التنمية لاسيما في ظل عدم التوازن بين معدلات النمو الاقتصادي والنمو السكاني بما ينعكس سلبا على المستويات المعيشية للمواطن.
وقال: تبذل الدولة جهودا مضنية في سبيل الارتقاء بالمستوى المعيشي للأفراد وتحقيق التنمية، ويتعين على وسائل الاعلام إبراز هذه الجهود وتسليط الضوء عليها وفي الوقت ذاته التوعية ببعض المظاهر السلبية التي تقلل من المردود الإيجابي لهذه الجهود وأبرزها الزيادة السكانية.
وأشاد بدور مراكز الاعلام المنتشرة في المحافظات والتابعة للهيئة العامة للاستعلامات ، في مواجهة الزيادة السكانية من خلال التوعية والتثقيف المتواصل شأن قضايا أخرى عديدة تصدى الاعلام الحكومي وفي مقدمته هيئة الاستعلامات لمواجهتها.
ودعا إلى تكثيف الحملات الاعلامية الهادفة الى كشف مخاطر الزيادة السكانية وتأثيرها السلبي على جهود الدولة التنموية.
وأكد على دور الإعلام بمختلف وسائله التقليدية والحديثة في دعم ومساندة جهود وخطط الدولة التنموية من أجل تعريف المواطن بهذه الجهود وقطع الطريق على الاعلام المعادي الرامي الى التقليل من هذه الجهود.
كما تحدث خلال الندوة عن أسباب الزيادة السكانية ، والنتائج المترتبة على خلل الزيادة السكانية .
واستعرض الشيخ محمد بهلول، في حديثه خلال الندوة، الصحة الإنجابية وتنظيم النسل من الناحية الشرعية، بينما تحدثت الدكتورة هدير عصام الجوانب الطبية للصحة الإنجابية.
وشهدت الندوة تفاعلا واسعا من قبل الحضور مع الموضوع الذي شهد نقاشا وتساؤلات عديدة أبرزت وجود إهتماما بظاهرة الزيادة السكانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أحمد يحيى ء هيئة التدريس الاقتصادي الاعلامية الاستعلام الاسر الاجتماعى تساؤلات تحت شعار تكثيف الحملات صحة الطلاب للسكان للإستعلامات وسائل الاعلام
إقرأ أيضاً:
وسائل التواصل الاجتماعي وبناء الوعي المأزوم والمشوه!
تكشف وسائل التواصل الاجتماعي، كما أراها على الأقل، عن خطاب مأزوم وسلبي بات يسود منشورات هذه التطبيقات، وهو خطاب تختلط فيه الكثير من المشاعر، مشاعر الإحباط والغضب والتشاؤم من كل شيء في هذه الحياة، تقريبا، حتى من اللحظات التي تحتاج أن نشعر معها بالفرح والفخر، وكأن هذه الوسائل وُجدت لهذا النوع من الخطابات التي يعاد فيها تدوير الإحباط على هيئة منشورات وتغريدات وعذابات تصف الواقع المعاش وكأنه سلسلة من الخيبات والانتكاسات.
وتجاوز انتشار هذا الخطاب المأزوم تغريدات تطبيقات مثل «تويتر» تغيب فيها هُوية الكثيرين بين الواقع الحقيقي والافتراضي إلى تطبيقات أخرى مثل «الواتس آب» حيث يلتقي الناس بشكل أقرب ما يكون إلى الواقع الحقيقي في مجموعات قد تبدو عامة ولكنها مغلقة يعرف فيها كل عضو الآخر كما في الواقع الحقيقي، أو في مجموعات «وظيفية» يفترض بأعضائها أن يكونوا على قدر متقارب من الوعي والقدرة على فهم الأحداث وحركة المجتمع والدولة، وعلى مستوى من الثقافة والمعرفة.
تكفي ساعة واحدة في تصفح نماذج مما تطرحه هذه المواقع لتعتقد بكثير من الاطمئنان أن الناس جميعا قد غرقوا في بحر من الإحباط واليأس وصاروا عند حافة الهاوية التي لا رجعة منها. لكن الصورة التي تُرسم هناك لا تنتمي إلى الحقيقة وإلى الواقع الذي يعيشه المجتمع الذي يمارس حياته وتقدمه ويبني قوته وصلابته، ولا تنتمي إلى واقع هؤلاء الناس بصفتهم الفردية، الذين يعيشون حياتهم بطولها وعرضها منفصلين عن واقع خطابهم الإلكتروني.. ومن ينظر من النافذة يرى الحياة مختلفة تماما عن صورتها التي ترسم في مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن، لا بد أن نتفق بدءا أن الحياة ليست مثالية، ولم تكن كذلك في يوم من الأيام، فهناك تحديات، وتحديات كبرى في بعض الأحيان، وهناك أخطاء، ولكن، أيضا، هناك حركة للمجتمع بكل مؤسساته وحركة للدولة في عملية البناء والبحث عن مخارج مستدامة لكل التحديات التي تواجه المجتمع أو تواجه الأفراد، وهذه العملية قد ينتج عنها تحديات جديدة وهذه طبيعة الأشياء.
والمعيار الحقيقي لفهم الحقيقة يتمثل في الإجابة عن مثل هذا السؤال: هل نتقدم أو نتأخر؟ الحقيقة التي يراها المنصفون أننا، في سلطنة عمان، نتقدم وبشكل متسارع رغم كل التحديات التي لا ننكرها، والحقيقة الأخرى أن القيادة، في قمة الهرم، مدركة لهذه التحديات ولطبيعتها وتتحدث عنها ولا تنكرها بل وتدعو الجميع للدخول في نقاش مفتوح حولها سواء في وسائل الإعلام من صحف وتلفزيونات وإذاعات أو في المنتديات الحوارية المفتوحة كما كان الأمر في ملتقى «معا نتقدم»..
ومن بين أكبر وأخطر التحديات التي نواجهها في عُمان تحدي الباحثين عن عمل والمسرحين من أعمالهم والتحديات المعيشية المرتبطة بهؤلاء وهي تحديات لا تنكرها الحكومة ولا تقفز فوقها.. وطرحها في كل المنابر دليل على ذلك.
أما الحياة فهي تسير في روتينها الطبيعي: هناك من يبني وهناك من يعمل وهناك من يتعلم ومن يحقق نجاحا صغيرا أو كبيرا كل يوم، وهناك أيضا من يُحلم بغد أفضل.. وفي وسط هذا المشهد المتحرك يبرز سؤال طبيعي، بل أساسي لفهم ما يحدث ويحتاج أن نتأمله بدقة: لماذا كل هذا الشعور بالسلبية رغم أن الواقع، مع ما فيه من تحديات كما ذكرنا أعلاه، لا يسوغ هذه الحالة الجمعية في وسائل التواصل الاجتماعي؟
الفرضية التي يمكن الانطلاق منها هي أننا لا نعيش إحباطا «واقعيا» بقدر ما نعيش إحباطا مُصنّعا، تشكل عبر تراكم الصور والانطباعات والمقارنات في بيئة افتراضية تُعيد إنتاج نفسها كل لحظة. وفي بيئة تمجد «النضال اللغوي» الذي يملأ الدنيا صخبا بالكلمات والصدامات دون رؤية أو حل!
غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي شكل المزاج العام، ما كان في السابق يُقال في جلسات مغلقة أو يهمس به بين الأصدقاء، أصبح اليوم منشورا يتداوله الآلاف، وكلما زادت حدة الشكوى، زادت التفاعلات وكلما كان الخطاب مناكفا نظر إليه المتابعون على أنه صوت الحق والقوة. ولا تهتم خوارزميات هذه المنصات بالحلول، بل تُضخّم المحتوى الذي يُحرّك المشاعر، ولو كانت مشاعر غضب أو سخط.
وهكذا، وجد الناس أنفسهم في دوامة من المقارنات، ليس فقط على مستوى الرأي، بل حتى على مستوى نمط الحياة.. فهناك من ينشر تفاصيل حياة مثالية مصنوعة، مليئة بالسفر والتسوق والسيارات الجديدة، دون كشف الخلفية الحقيقية لهذه الحياة أو واقعها المادي، وهناك من يرى تلك الصور ويتفاعل معها ويبدأ بالشعور بأن حياته مسحوقة لا تستحق الفخر أو الرضا، وأنه لا يعيش كما يعيش الناس.. وهنا تبدأ أزمة الشعور بالنقص والتي تخرج على هيئة خطاب يائس وناقم إلى درجة أنه لا يرى الحقيقة الساطعة.
يسمي علماء النفس هذا الأثر بـ«التعرض المفرط للمثالية الرقمية» وهو أحد أهم مسببات الشعور بالإحباط خاصة عند الشباب، لأنه يضعهم في مواجهة يومية مع «واقع غير واقعي»، واقع محسّن بالفلاتر، ومحكوم بزوايا التصوير، ولا يعكس حياة حقيقية، بل وهما اجتماعيا.. والغريب أن البعض يعرف وهم هذا الواقع ولكنه يتأثر به.. وتبدأ الطبقية النفسية في التشكّل، وتولد المشاعر المتناقضة والأمراض الاجتماعية، ويترسّخ الانطباع بأننا نعيش في قاع لا مفر منه.
هذا المحتوى الذي يعتقد البعض أنه مثالي يدفع الكثيرين إلى الشعور بالإحباط والتشاؤم وانعدام القيمة الاجتماعية وهو شعور خطير لأن باعثه مستمر في رسالته اليومية ما دام التعرض لخطابات وسائل التواصل الاجتماعي مستمرة، ولا يتوقف الأمر عند الأفراد فقط، ولكنه ينعكس على الصورة الجماعية للمجتمع؛ فتصبح اللغة السائدة هي لغة التذمّر، ويتحول الانطباع الجمعي إلى مشهد مكتئب، حتى لو لم يكن كذلك في الواقع، ثم تبدأ الشكوى في فقد وظيفتها بوصفها أداة للتعبير، وتتحول إلى هُوية شخصية، فيشتكي الناس لأنهم لا يعرفون كيف يكونون دون شكوى.. وهذا أمر خطِر جدا.
لدينا في عُمان الكثير من المشروعات العملاقة التي تكشف عن مسار متقدم في الإصلاح الاقتصادي وبناء اقتصاد جديد قائم على فكرة الاستدامة وهناك اهتمام بمشاريع الشباب وبتمكينهم وهناك اهتمام بالتعليم.. هناك حركة طبيعية لدولة حقيقية، وهناك تطور لمجتمع قوي، وكل هذا يستحق أن يبرز وأن نضعه في سياقه الحقيقي ونتحدث عنه. رغم ذلك رأيت وسمعت، شخصيا، الكثير من الناس وهم على مستوى عال من التعليم يقللون من شأن الكثير من المشاريع التي تنجزها الدولة وهي مشاريع استراتيجية وفارقة في مسيرة الدولة.
هذا الإحباط المصنّع لا يقل خطرا عن التزييف الإعلامي، لأنه يقتل في الناس الرغبة في المبادرة، ويستنزف طاقتهم النفسية، لذلك نحن في حاجة ماسة لاستعادة علاقتنا بالواقع، لا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بل عبر النظر إلى أنفسنا، وأسرنا، وجيراننا، وزملائنا، ومَن يعملون بصمت من حولنا.
وفي اعتقادي أن بناء الوعي هو خط الدفاع الأول الذي نحتاج له، وأن نكون منتبهين لما نستهلكه رقميا، ولما نردده من عبارات، وأن نتعلم التمييز بين من يُعبّر عن ألم حقيقي نتيجة واقعه المر، ومن يُكرر خطابا مستنسخا.. والحياة أعمق من أن تختزلها شاشة، وأجمل من أن نراها فقط بعين الإحباط.