الجوع يحاصر أهالي غزة في "ملاذهم الأخير" (فيديو)
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أعربت مؤسسات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء وضع النازحين في مدينة رفح في ظل التقارير عن نية إسرائيل اجتياح المدينة التي تجمّع فيها أكثر من نصف سكان قطاع غزة بعد الدمار بشمال القطاع.
إقرأ المزيد هبوط حوالي 600 طائرة مساعدات إنسانية لغزة في مصر منذ بدء التصعيدوأشارت المؤسسات إلى أنها حذرت من الأوضاع الكارثية للسكان النازحين في جميع مناطق قطاع غزة، حيث يعانون الجوع وانعدام الأمن الغذائي، في وقت نفذت فيه معظم السلع الغذائية الأساسية من الأسواق كاللحوم والدواجن والبيض والخضار بمختلف أنواعها والسكر وغاز الطهي والوقود، بينما ارتفعت أسعار السلع المتوفرة إلى ما يزيد عن 500% من سعرها الطبيعي، وهو ما يثقل كاهل النازحين في الحصول على أدنى احتياجاتهم الأساسية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي فلسطينيات ينسجن من الصوف المتوفر الملابس لأطفالهن الذين يعانون البرد الشديد في "ملاذهم الأخير" في رفح.
كذلك أظهرت مشاهد نازحين في رفح مجبرون على الوقوف في طوابير لساعات طويلة في ظل الأجواء الباردة، للحصول على الخبز الذي أصبح نادرا جراء الحصار الإسرائيلي.
من جانبه، أوضح مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية "أوتشا"، في الأراضي الفلسطينية أن "300 ألف شخص في الشمال ليس لديهم أي فكرة عن كيفية تدبيرهم سبل عيشهم. ما تمكنا من نقله إلى الشمال ليس كافيا على الإطلاق".
وفي وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من أن ما يقرب من 40% من سكان غزة معرضون "لخطر مجاعة وشيك".
ولا تصل المساعدات الغذائية إلى جميع أنحاء القطاع الساحلي، حيث يضطر الناس إلى اللجوء إلى إمدادات غذائية بديلة، بينما منعت الاحتجاجات الإسرائيلية عند المعابر المؤدية إلى غزة شاحنات المساعدات من الدخول في الأسابيع الأخيرة.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة رفح قطاع غزة مساعدات إنسانية
إقرأ أيضاً:
الجوع والعطش والقتل.. ثالوث يُلاحق آلاف المواطنين شمالي القطاع
غزة - خاص صفا يُطارد كابوس الجوع والعطش والموت آلاف المواطنين شمالي قطاع غزة، في ظل شح المواد الغذائية ومنع إدخال المساعدات، جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي المشدد على المحافظة منذ 49 يومًا، وانعدام المقومات الأساسية للحياة. ويعاني المواطنون شمالي القطاع ظروفًا إنسانية مأساوية وأوضاعًا كارثية، تتفاقم يومًا بعد يوم، مع استمرار الإبادة والقصف والتدمير، وسياسة التطهير العرقي بحقهم. ولم تكتف قوات الاحتلال بعمليات القتل والقصف والتدمير والإبادة في محافظة الشمال، بل تعمدت تعميق أزمة المجاعة والعطش وتشديد الحصار على سكانها، الذين يُواجهون خطر الموت بكل لحظة إما جوعًا أو قصفًا، دون أن يُحرك العالم ساكنًا. وتستخدم سلطات الاحتلال سياسة التجويع كسلاح للقتل والحرب ضد الفلسطينيين في القطاع، بهدف تنفيذ مخطط التهجير القسري والتطهير العرقي، ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومع استمرار العملية العسكرية شمالي القطاع، يتفاقم تدهور الأوضاع الإنسانية، حتى أصبح خطر المجاعة وسوء التغذية يهدد حياة ومستقبل سكانه، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا من المرضى والأطفال والنساء. هذا الوضع المأساوي، دفع منظمات دولية وأممية، وخبراء في الأمن الغذائي العالمي للتحذير من "احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق بشمالي غزة، فيما يواصل الاحتلال عمليات الإبادة". وقالت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي: "هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي". أوضاع كارثية القائمة بأعمال مدير الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بقطاع غزة إيناس حمدان تقول إن الظروف في شمالي القطاع كارثية، وتزداد سوءًا يوميًا. وتوضح حمدان في حديث لوكالة "صفا"، أن شمالي القطاع ما زال يتعرض لعمليات عسكرية مكثفة وحصار، حيث يُمنع إدخال المساعدات الانسانية والغذاء، والدعم الصحي اللازم لإنقاذ حياة المرضى والمصابين. وتضيف "نحن على أعتاب فصل الشتاء، وهذا يزيد معاناة السكان الذين يضطرون للنزوح بشكل مستمر، بفعل الهجمات الإسرائيلية المستمرة على شمالي القطاع". وحسب حمدان، فإن معدلات سوء التغذية تضاعفت لـ ١٠ مرات، فيما ارتفعت معدلات انعدام الأمن الغذائي لمستويات كارثية في القطاع. وتشير إلى أن المساعدات التي تدخل القطاع وصلت خلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لأقل مستوى لها بمعدل ٣٠ شاحنه فقط يوميًا، مضيفة أن "الوضع على الأرض أصبح لا يُطاق". وتؤكد أن أزمة انعدام الأمن الغذائي تتفاقم في القطاع، خصوصًا مع نقص كميات الطحين التي تدخل للقطاع. وتتابع "إنه أمر يائس ومحبط للسكان، وكذلك للعاملين في المجال الإنساني على الأرض، كل من يعمل هنا يخاطر بحياته، إنهم يحاولون القيام بكل ما في وسعهم لخدمة المواطنين والنازحين". جوع وحصار ووفقًا لحمدان، فإن التقارير الصادرة عن المؤسسات الأممية تحذر من مجاعة وشكية إن لم تكن بالفعل قد حدثت في مناطق شمالي القطاع. وتشدد على ضرورة السماح بتدفق المساعدات الانسانية والمواد الغذائية وضمان وصولها بأمان لكافه النازحين. وبدأت أعراض سوء التغذية وملامح المجاعة تظهر على العديد من الأطفال وكبار السن الذين توافدوا لمستشفيي كمال عدوان والعودة شمالي القطاع، في ظل عدم السماح بإدخال الطعام إلى المحافظة المحاصرة، مما يُهدد حياة عشرات آلاف المواطنين. المتحدثة باسم وكالة "أونروا" لويز ووتريدج، وصفت قبل أيام، الوضع في شمال القطاع بأنه كارثي. وأشارت إلى أن الشهر الماضي شهد وقوع 64 هجومًا على المدارس التي تحولت إلى ملاجئ بمعدل هجومين يوميًا، مما أدى إلى استشهاد الكثيرين منهم أطفال. وأوضحت ووتريدج أن الوصول الإنساني إلى المناطق المحاصرة في الشمال لا يزال محدودًا للغاية منذ أكثر من شهر. وحذرت من المجاعة الوشيكة في شمالي القطاع والتحديات المرتبطة باقتراب فصل الشتاء، مضيفة أن أماكن الإيواء غير كافية على الإطلاق لحماية الناس من العوامل الجوية. وحسب المفوض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، فإن "السكان في شمالي غزة يعيشون تحت حصار مشدد، يهربون من أجل حياتهم في دوائر مفرغة وحُرموا من المساعدات الإنسانية لأكثر من 40 يومًا حتى الآن". وأضاف أن "عملية إيصال القليل من المساعدات التي يُسمح بدخولها أصبحت معقدة للغاية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك بسبب الطرق غير الآمنة". ومنذ الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يتعرض أهالي شمالي قطاع غزة للقصف والإبادة والتدمير المتعمد، ويُتركون بلا طعام ولا ماء ولا علاج، مع استمرار الحصار واستهداف المستشفيات وخروجها عن الخدمة، وكذلك قصف مراكز الايواء. ولا تتوقف الطواقم الطبية والمنظمات الدولية والأممية عن إطلاق مناشدتها العاجلة لإنقاذ شمالي القطاع قبل فوات الأوان، والضغط على الاحتلال لإدخال الوفود الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود والطعام لمحافظة الشمال.