دليلك الإنساني لاكتشاف الحقيقة
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بعد كل هذه الحشود والمضخات الإعلامية المسخرة للتضليل والتلفيق والتشويش والتشويه يتعين على كل إنسان التوقف قليلا في محطات الحياد، والاستعانة بمفاتيح الوعي لكي يتعرف بنفسه على الحقيقة. واليك بعض المفاتيح الذكية المجردة من الميول والأهواء:
عندما ترى عصابات داعش والنصرة يذبحون المسيحيين في سوريا والعراق، وترى الكنائس المسيحية تفتح أبوابها لإيواء المسلمين وتسمح لهم برفع الأذان بمكبرات الصوت فلا تنجرف وراء التحريض الديني، وينبغي ان تدرك أن لا فرق بين المسلم والمسيحي في مواجهة أعداء الإنسانية.. وعندما ترى المقاومة في لبنان تبعث السلاح إلى غزة وتصطف مع المقاومة الفلسطينية في خندق واحد، بينما تكرس الأنظمة العربية (في مصر والأردن) جهودها لاحكام طوق الحصار على غزة، فلا تنجرف وراء التحريض الطائفي، وينبغي ان تدرك أن لا فرق بين السني والشيعي في خطوط المواجهة مع العدو. . وعندما ترى النظام المصري يردم الانفاق التي يتنفس منها سكان غزة، ويغرقها بمياه البحر، ويضع جواسيسه في خدمة الكيان المحتل. وترى جمهورية جنوب أفريقيا وبوليفيا وبلجيكا وفنزويلا تقف بقوة ضد حملات التطهير العرقي، فلا تنجرف وراء أحاديث السيسي عن النخوة العربية، وينبغي ان تدرك ان لا فرق بين الشعوب والامم في المعايير الانسانية. . وعندما ترى المظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني تجتاح شوارع اليابان وتكساس ولندن، وترى الجموع العربية الغفيرة تصفق لنجاح صفقة الصلح بين المطربة أنغام والمطربة أصالة، فلا تنجرف وراء شعارات التضامن العربي، وينبغي ان تدرك أن الإنسان هو الانسان حيثما كان. . وعندما ترى العاملون في الفضائيات الماليزية والإندونيسية والسنغافورية يتحدثون بحرقة عن ضحايا القتل والتشريد والتجويع في غزة، وترى القنوات العربية تتهكم على الشهداء وتسخر منهم، فلا تنجرف وراء اكاذيب الشرف المهني، وينبغي ان تدرك ان الأبواق الإعلامية الرخيصة لا ضمير لها. وان القرود المشاكسة تتراقص على طبول الذين يدفعون لها اكثر. .
كلمة أخيرة: ذهبنا إلى المسجد لنشتكي لربنا من الذين تهاونوا مع الغزاة وتعاونوا مع الأرهاب الدولي، فوجدناهم يصلون في الصفوف الأولى. . .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
"الحقيقة" الأمريكية
يُتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من بعض الأصوات في بلاده بأنه يقود، منذ ظهر على الساحة السياسية، انقلاباً على كثير من قيم بلاده بممارسات تخاصم ما استقر منها طويلاً مثل الديمقراطية والحرية.
ويصحّ ذلك أيضاً على نهج ترامب في تعامله الحالي مع بقية دول العالم القائم على افتعال الخلافات، وتوسيع رقعها، واللجوء إلى ما يمكن وصفه بالصدمات في التصريحات، من دون تهيّب لردود الفعل.في هذا الشأن، وعلى المستوى الداخلي، يثبت دونالد ترامب عدم صبره على الخلاف في الرأي، ناهيك عن السياسة، وضيقه تحديداً بالإعلام، وسعيه لإسكاته بأكثر مما يفعل بعض المسؤولين في الدول المحسوبة على "العالم الثالث".
وهذا المسلك تحديداً يمثل مفارقة في أداء ترامب الذي يقود "بلد الحريات"، أو البلد الذي يهاجم بعض النظم السياسية في العالم بحجة الدفاع عن الحريات، خاصة حرية الصحافة، أو يضغط لإطلاق سراح أسماء بعينها بزعم أنهم معتقلو رأي في بعض الدول.
منذ جاء ترامب رئيساً لأول مرة في 2017 لم تسلم الصحافة من هجماته، إما على ممثليها في مؤتمراته والتدخل فيما يطرحونه من أسئلة، أو وصف المخالفين له في الرأي بالتضليل أو الكذب.
في الولاية الرئاسية الثانية، لا يبدو ترامب شخصاً متفرداً في موقفه من الصحافة، فهناك ملامح لتوجّه إدارته نحو تعديل ملفات الإعلام الأمريكي، بحيث تبدأ مرحلة جديدة للتحكم في خطاب وسائل الإعلام، وصولاً إلى احتكار الحقيقة أو صناعتها على هوى الإدارة الأمريكية قبل تسويقها للداخل والخارج.
قبل ساعات، جدد ترامب هجومه على بعض وسائل الإعلام التي يرى أنها تكتب أخباراً سيئة عنه، ومن قلب وزارة العدل، حاول نزع الشرعية عن هذه الوسائل، مدعياً أنها تضطهده وتخدم خصومه.
وهذا استمرار لحملة ترامب منذ بداية ولايته الرئاسية الثانية مطلع العام على وسائل إعلام رئيسية مثل وكالة أسوشيتد برس، والحد من قدرة بعضها على تغطية أخبار البيت الأبيض.
وقبل هذا الهجوم الجديد من ترامب، أعلنت مستشارته كاري ليك التوجه لإلغاء العقود العامة مع وكالات الأنباء العالمية الثلاث، وكالة الصحافة الفرنسية، وأسوشيتد برس، ورويترز. وبرّرت الصحافية السابقة المقربة من ترامب والمستشارة الخاصة للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي هذا التوجه بالقول إن الولايات المتحدة يجب "ألّا تدفع بعد الآن لشركات الإعلام الخارجية لتبلغنا بالأخبار".
وذكرت كاري ليك أن الوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، وهي هيئة عامة تشرف على عدد من وسائل الإعلام الموجهة للخارج، تدفع عشرات ملايين الدولارات مقابل عقود غير ضرورية مع وكالات أنباء، وأنها تدخلت لإلغائها.
وتتناغم خطوة كاري ليك مع فكر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك المقرب أيضاً من ترامب، والذي اقترح نهاية العام الماضي التوقف عن تمويل محطتي إذاعة صوت أمريكا، وأوروبا الحرة، وهما تابعتان للوكالة الأمريكية للإعلام العالمي، بل دعا إلى إغلاقهما.