شبكة انباء العراق:
2025-01-20@04:08:48 GMT

جائحة النفاق العربي

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

ظهر النفاق واضحاً جلياً في ديار العرب وفي سلوكهم، حتى اضحى انتشاره وتعمقه في أيامنا هذه أشبه بجائحة فاضحة أصابت الغالبية العظمى منهم. فالمصريون والأردنيون يعلمون علم اليقين بتداعيات الحصار الذي فرضه السيسي وملك الأردن على القطاع لانهم على مرمى حجر منه، ويعلمون كيف قطع زعماؤهم الماء والكهرباء والغذاء، واغلقوا منافذهم ومعابرهم بوجه الجياع.

ربما يقول قائل: ان الشعوب مغلوبة على أمرها، لكن حقيقة الأمر انها شعوب منافقة باستثناء القلة القليلة منهم. .
شعوب تصلى وتصوم وتحج وتعتمر وتبكي خشوعا وتضرعاً ثم تصفق للعملاء وتنتصر للمتواطئين، وتغض الطرف عن جرائم التجويع والقتل والترويع. شعوب لا تنصر مظلوماً، ولا ترد ظالماً. تمرح مع القطعان وتبيت في أحضان الشيطان، وترقص مع القرود والسعادين. .
اما اخطر أعراض هذه الجائحة فتتمثل بجوقة المطبلين والمزمرين الذين أعادوا إلى الأذهان ما كان يتشدق به شاعر البلاط المصري عام 965 م. بقوله:
ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
وكأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ
وكأنّما أنصاركَ الانصارُ
فما تردده قنواتهم هذه الايام أشد عهرا ونفاقا مما كان يتغنى به ذلك الشاعر الكذاب. .
انظروا كيف يتحدث الإعلام المصري الآن عن جهاد السيسي وضراوته في مواجهة نتنياهو، في الوقت الذي يعلم سكان كوكب الأرض كلهم ان السيسي يشترك مع الصهاينة في تنفيذ مخططاتهم التوسعية والعدوانية في المنطقة، ويعلمون انه الداعم الأقوى لكتلة الليكود، وهو الذي يشدد الحصار على اهلنا في غزة، ويمعن في ابتزازهم وتعذيبهم، ويمارس ضدهم ابشع أساليب الضغط، لكنه اصبح اشهر أبطال منصات التواصل في كتابات الداعمين له. .
خرجت الجماهير الكروية عن بكرة أبيها في الأردن لاستقبال فريقهم الكروي، بينما كانت الراجمات الصهيونية تصب حممها فوق رؤوس المحاصرين في رفح على بعد بضعة أمتار منهم. .
توغل الاسرائيليون الآن بكل وحشية بين خيام النازحين إلى رفح، وفعلوا الأفاعيل أمام انظار الجيش المصري، وعلى مرأى ومسمع العرب. فلم تهتز شواربهم، ولم تنعقد قمتهم، ولم نسمع أصوات خطبائهم الذين ظلوا حتى الآن يكيلون الشتائم واللعنات لقادة المقاومة. .
شيء آخر: لا تندهشوا من وقوف الشعب العربي موقف المتفرج، ولا تتعجبوا من سكوته إزاء هذا المجازر، ولا تستغربوا من تخلفه عن نصرة أشقاءه. . فكل القصة وما فيها انه شعب خانع يدين بالولاء المطلق للحكام والزعماء ولا يستطيع الخروج عن طاعتهم، شعب فقد مروءته وفقد عروبته. .
قالت غزة: (لو أن لنا معجزة من الله كمعجزة أهل الكهف ننام طويلاً ونستيقظ على أمة غير هذه الأمة). فعذرا غزة لو كان العذر ينفع. لو كان الأسف ينفع. فنحن نأسف والقلب موجوع والعين تدمع. وبحق من خلق كل شيئ لن ولن ولن ننسى ما يحدث كل يوم. حسبنا الله ونعم الوكيل في المنافقين الذين خذلوكم. .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

فيروس جديد.. قلق عالمي في ظل تعافي العالم من جائحة كورونا

في ظل الذاكرة الجماعية لتأثير جائحة كورونا ظهر فيروس جديد HMPV (فيروس الالتهاب التنفسي البشري من النوع "HMPV") هو فيروس تنفسي يُعد من الفيروسات الموسمية التي تؤثر عادة على الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، رغم أنه موجود منذ عام 2001، فإن التقارير الحديثة عن زيادة انتشاره في بعض المناطق، مثل الصين، قد أثارت القلق.

تعرف على أعراض فيروس ماربورج.. عقب وفاة 8 حالات فى تنزانيا فيروس تنفسي انتشر وأثار الهلع.. الصين: يتراجع وليس بجديد الصحة العالمية تشتبه بتسبب فيروس ماربوغ بثماني وفيات في تنزانيا الإنفلونزا ونزلات البرد و"فيروس hMPV" الجديد: كيف تميز بينهما؟

 

ورغم أن HMPV يُعتبر من الفيروسات التي تسبّب حالات مرضية تتراوح بين الخفيفة والشديدة، بما في ذلك التهابات الجهاز التنفسي مثل الزكام والإنفلونزا، إلا أنه لم يُظهر حتى الآن تهديداً بمستوى جائحة كورونا، ومع ذلك، فإن التركيز الإعلامي وحالة التأهب العامة قد تسببت في تزايد القلق، خصوصاً في ظل استمرار العالم في التعافي من الجائحة الأخيرة.

وقال همام شققي استشاري أمراض الرئة، أن المخاوف من فيروس HMPV قد تكون مبالغًا فيها إلى حد ما، إذ يشير إلى أن هذا الفيروس ليس جديدًا، بل هو معروف منذ سنوات ويشبه في تأثيره نزلات البرد الموسمية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، ورغم انتشاره في بعض المناطق، خاصة الصين، بسبب الكثافة السكانية العالية، فإن الحالات الخطيرة لم تُسجل حتى الآن.

شققي يطمئن الجمهور مؤكدًا أن القلق المفرط قد يكون ناتجًا عن التضخيم الإعلامي الذي يُعيد إلى الأذهان ذكريات فترة جائحة كورونا، داعيًا إلى عدم الانجرار وراء الذعر. كما أوضح أن اتخاذ الإجراءات الوقائية البسيطة مثل غسل اليدين والتباعد الاجتماعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في الحد من انتشار الفيروس وحماية الصحة العامة.

دور الإعلام في التعامل مع الأخبار المتعلقة بالصحة العامة يعد بالغ الأهمية، كما أكدت محررة الشؤون الطبية في سكاي نيوز عربية، سلام الفيل. فمن الضروري أن يتحقق الإعلاميون من صحة المعلومات وأن ينقلوها بدقة دون تهويل، خاصة في قضايا حساسة مثل الأمراض المعدية. وفقًا للفيل، يجب على الإعلاميين أن يتحملوا مسؤولية تهدئة المخاوف العامة ونقل الصورة الحقيقية، مع الاعتماد على الأطباء والخبراء لضمان تقديم معلومات موثوقة.

من جانبه، شدد استشاري أمراض الرئة، همام شققي، على أن الوقاية من فيروس HMPV تتشابه إلى حد كبير مع الوقاية من نزلات البرد العادية، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، شرب السوائل، التغذية السليمة، والابتعاد عن التجمعات الكبيرة في حال المرض. ورغم أهمية الوعي بالحذر، أكد أن القلق المبالغ فيه ليس مبررًا، وأن الوقاية البسيطة هي الأساس في التعامل مع هذا الفيروس.

في النهاية، يبقى التوازن بين الحذر والوعي ضروريًا لمواجهة مثل هذه التحديات الصحية، بعيدًا عن الهلع أو التراخي، والتأكيد على أن الفيروسات جزء طبيعي من الحياة يتطلب منا الاستجابة الواعية والإيجابية.

 

مقالات مشابهة

  • الأهلي المصري ينفي وجود مفاوضات مع التعمري
  • الذايدي: سالم هو اللاعب العربي والآسيوي الوحيد الذي سجل في أهم 4 بطولات عالمية.. فيديو
  • أول أيام وقف إطلاق النار بغزة.. أبو عبيدة يحذر لإسرائيل وبوجه التحية لأنصار الله
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • وزيرة خارجية السنغال: نتطلع لمشاركة القطاع الخاص المصري في تنمية بلادنا
  • استمرار التسجيل بـ«تحدّي القراءة العربي».. 1903 مُشترك حتى الآن
  • أبرز المحطات في ذكري ميلاد صلاح ذو الفقار| ضابط الشرطة الذي أصبح دنجوان الفن المصري
  • فيروس جديد.. قلق عالمي في ظل تعافي العالم من جائحة كورونا
  • محمد موسى: الخريف العربي مؤامرة صهيوأمريكية أجهضها الشعب المصري