استديو قناة لبنانية يتحول لساحة معركة على الهواء مباشرة.. وئام وهاب ينتصر لحذائه ويضرب الصحفي سيمون أبو فاضل والجمهور يشترك بالعراك.. هل كان أبو فاضل يلعب الدور المنوط به باستفزاز وهاب؟.. لماذا حولت القوى المحسوبة على الولايات المتحدة الاشكال الى خطاب سيا
تاريخ النشر: 21st, July 2023 GMT
بيروت ـ “راي اليوم” ـ نور علي: من جديد يتحول استديو قناة “ام تي في” اللبنانية الى ساحة معركة وتضارب بين ضيوف برنامج “صار الوقت” الذي يقدمه الإعلامي اللبناني المحلي “مارسيل غانم. وهذه المرة جرى التضارب المصحوب بالشتائم والسباب والفوضى داخل الحلقة التي بثت على الهواء مساء الخميس بين رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب والاعلامي المحسوب على قوى 14 اذار في لبنان “سيمون أبو فاضل”.
ويبدو ان “أبو فاضل” نجح في تأدية الدور المنوط به باستفزاز الوزير السابق وئام وهاب، ما حدا بالاخير الى ضربه على الهواء بكأس الماء الموضوع امامه، لينتقل المشهد الى التضارب بين الاثنين ومن ثم اشتراك جمهور الحلقة المؤيد لكل طرف بالعراك، ليتحول الاستديو الى ساحة معركة وفوضى لعدة دقائق قبل ان تقطع القناة بث الحلقة . وانتقل الاشكال الى خارج مبنى القناة حسب ما انتشر من مقاطع فيديو بثها نشطاء على مواقع التواصل ما أدى الى تدخل قوة من الجيش اللبناني لفض الاشتباك. وحول مضمون الاستفزاز الذي أوصل الحوار الى لحظة التضارب، فان أبو فاضل كان يهدد السياسيين اللبنانيين بالعقوبات الامريكية في حال تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، لكن وهاب اعترض على توصيف أبو فاضل وقلل من فاعلية العقوبات الامريكية مستخدمة عبارة ” العقوبات وحذائي واحد”، ليرد أبو فاضل “انت وحذائك تصطفل” مع العقوبات الامريكية ما في مراجل. الجملة استفزت وهاب الذي حذر أبو فاضل من استخدام قلة الادب، وطلب منه ان يصمت، لكن أبو فاضل رد على وهاب بالمثل . وهناك ضرب وهاب أبو فاضل بكأس الماء على وجهه لينطلق العراك بالأيدي بين الاثنين ثم يشترك الجمهور بالمعركة.
pic.twitter.com/FMvBkzkJYc
— Baher Esmail (@EsmailBaher) July 20, 2023
المعركة انتقلت الى وسائل التواصل الاجتماعي وتوزعت الآراء، بداية اطلقت القوى المحسوبة على الولايات المتحدة والسفارة الامريكية في لبنان ببيانات وتغريدات عبر توتير تتضامن مع الصحفي سيمون أبو فاضل. وسرعان ما تم اسقاط الاشكال على واقع البلاد السياسي ضمن سردية مكررة تتحدث عن فائض القوة، محور المقاومة الذي يهيمن على لبنان ويتعامل مع الرأي الاخر بالقمع، وصيغت الحملة على نهج الحملات السابقة في كل مناسبة، لتطال حزب الله وغلبة فريق لبناني على الاخر وفرض رأيه بالقوة، هي حملة شكلا مضموما ليست مستغربة كونها جربت مرارا، وتحولت كليشهات جاهزة في العمل السياسي والإعلامي عند فريق لبناني جاهز لتحوير أي اشكال مهما كان الى ما يخدم خطابه السياسي المنسوخ عن خطاب الولايات المتحدة الامريكية ورؤية سفارتها للوضع في لبنان. اما الفريق الاخر في معركة وسائل التواصل، فاعتبر ان سيمون أبو فاضل كان من الوقاحة السياسية لدرجة التهديد بالعصى الامريكية والدفاع عن سياسية العقوبات والتهويل التي تمارسها الولايات المتحدة لفرض اجندتها في لبنان. واعتبر البعض ان سيمون كان موضوعا في الحلقة للعب دور الاستفزاز لوئام وهاب وقد نجح في لعب هذا الدور واستطاع إيصال الأمور الى لحظة الصدام والاشكال على الهواء. اما التعليقات الأخرى فضبت جام غضبها على البرنامج الذي يسعى كلما خفت بريقه و قلة نسبة المشاهدة لدى مقدمه يلجأ الى أسلوب الفضيحة عبر افتعال إشكالات تصبح خلال دقائق مثار اهتمام ومتابعة الرأي العام اللبناني، ويرى أصحاب هذا الرأي ان تكرار مشاهد العراك والشتائم والفوضى فيس البرنامج دليل على ان هذا أسلوب ونهج يتبعه البرنامج في البقاء في مقدمة المشاهدة في لبنان. ورغم تعدد الآراء يبقى لبنان الغارق بازماته هو من يدفع الثمن سواء في التوظيف السياسي او بالعمل السياسي بالوكالة عن دول وسفارات، او بالعمل الإعلامي الهابط الذي يستهدف رفع نسبة المشاهدة على حساب اوجاع اللبنانيين وقضاياهم الداهمة.المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟
لطالما كان حلم ربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ من خلال قناة مائية فكرة مغرية، إلا أن تحويل هذا الحلم إلى واقع أثبت أنه أصعب بكثير مما بدى على الخرائط. كان بناء قناة بنما تحديًا هندسيًا وإنسانيًا غير مسبوق، حيث واجه بناة القناة صعوبات جمّة بسبب الطبيعة القاسية، والأوبئة الفتاكة، والظروف المروعة التي أدت إلى وفاة الآلاف من العمال على مدى ثلاثة عقود.
فشل إقامة قناة بنماكان بناء قناة بنما يعني حرفيًا إعادة تشكيل الجغرافيا، إذ تطلب المشروع حفر ممر مائي بطول 51 ميلًا عبر البرزخ البنمي. لكن الطبيعة لم تكن سهلة المنال؛ فالغابات الموبوءة بالثعابين، والحرارة المرتفعة التي تجاوزت 80 درجة فهرنهايت، والأمطار الموسمية الغزيرة التي بلغت 105 بوصات سنويًا، شكلت عوائق هائلة.
ذكر أحد العمال، روفوس فوردي، كيف أن المطر لم يتوقف لأسابيع، مما اضطر العمال إلى ارتداء ملابسهم المبللة باستمرار. كانت الفيضانات المتكررة لنهر شاجرز تجعل العمل شبه مستحيل، حيث تحولت المناطق المحيطة إلى مستنقعات وبرك مليئة بالبعوض الحامل للأمراض.
قصور الثقافة تطلق دورة جديدة في فنون السينما ديسمبر المقبل مارسيل بروست.. ماذا تعرف عن ملحمته الأدبية البحث عن الزمن المفقود؟
كانت المخاطر في موقع البناء عديدة، من الصخور العملاقة التي تزن عشرات الأطنان إلى البعوض الذي نشر أمراضًا فتاكة مثل الملاريا والحمى الصفراء.
وفقا لتقارير تاريخية، توفي أكثر من 25,000 عامل أثناء بناء القناة. وصف العامل ألفريد دوتين الظروف قائلاً: “كان الموت رفيقنا الدائم. لن أنسى أبدًا قطارات القتلى التي كانت تُنقل يوميًا وكأنهم مجرد أخشاب.”
بدأت فرنسا بناء قناة بنما عام 1881 بقيادة الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس، الذي كان يسعى لتكرار نجاحه في بناء قناة السويس. لكن الطبيعة الجبلية والغابات الكثيفة في بنما كانت أصعب بكثير من الرمال المنبسطة في مصر.
تفشت الأوبئة بين العمال، مما أدى إلى وفاة ثلاثة أرباع المهندسين الفرنسيين في غضون ثلاثة أشهر فقط. خلال مواسم الأمطار في عامي 1882 و1883، قُدر عدد الوفيات اليومية بـ 30 إلى 40 عاملاً. وبحلول عام 1888، انهار المشروع الفرنسي بعد وفاة ما يقرب من 20,000 عامل وإفلاس الشركة.
بعد 16 عامًا من توقف المشروع الفرنسي، استأنفت الولايات المتحدة العمل على قناة بنما. ورغم محاولتهم التعلم من أخطاء الفرنسيين، واجه الأمريكيون نفس العقبات، خاصة الأوبئة.
في السنة الأولى، قتلت الحمى الصفراء والملاريا مئات العمال. مع تزايد الوفيات، بدأ كبير المهندسين جون فيندلي والاس يفكر في العودة للوطن، حتى أنه أحضر معه نعشًا معدنيًا تحسبًا لموته. في النهاية، استقال والاس وعاد إلى الولايات المتحدة تاركًا المشروع في وضع حرج.