عربي21:
2024-09-26@17:50:58 GMT

نيو غزة في صحراء سيناء: غوانتانامو إسرائيلية

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

يمكن أن نتذكر ذكرى لعلها تنفع المؤمنين هي؛ كيف استبشر الإعلاميون الناصريون، والمصريون عموما، عندما أعلن السيسي رفضه تهجير أهل غزة إلى سيناء من غير أن يستحلف "أبيه" نتنياهو: قل والله والله لن أهجّر أهل غزة إلى سيناء، كما استحلف أبيه أحمد، وأملوا أن يكون غضبه لأهل غزة، فغزة أرض مصرية، أو كانت أرضا مصرية، ولا يزال نصف رفح الثاني في سيناء.



وتحدث إعلاميون عرب عن الأمن القومي المصري، ثم صرح الزبد عن المحض أنها غضبة لسيناء، وهو أيضا خير، وعلت نبرة بعض القوميين المصريين والناصريين متذكرين العدو الإسرائيلي، الذي خاضوا ضده حروبا ثلاثة، بل إنَّ مظاهرة وقعت في مصر مستغلة تصريحات "أبيه" السيسي "الوطنية" الغيورة فزعة لغزة، واعتقل بعض المشاركين فيها، لكن الإعلاميين والخبراء الذين يجهرون بنشيد "أمن مصر القومي"، يبالغون، ويضللون السامعين والشاهدين، فقد فرّط الرجل في أمن مصر القومي ببيع تيران وصنافير، وأصول شركات مصر الوطنية الكبرى، ونيل مصر، وأهم من هذا وذاك وذياك: أنه وضع معدة المصري الجائع تحت مطرقة الجوع.

الرجل هو حارس الأمن القومي الإسرائيلي، وليس الأمن القومي المصري، أو هو حارس أمن النظام المصري، وقد كرر مرتين في خطاب ليكودي شهير له في الأمم المتحدة قوله: أن نحافظ على أمن المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن المواطن الإسرائيلي!

أكدت السلطات المصرية مرات عدة على لسان رئيسها ووزير خارجيتها و"ضياء رشوانها" رفضها تهجير أهل غزة "والقبول بقتلهم في غزة"، مع الاستبسال في ردم الأنفاق بين الرفحين، وقال الرئيس الذي لا يفكُّ يديه المعقودتين على بطنه: خذوهم إن شئتم إلى صحراء النقب، إلا أن تسريب خبر إنشاء مخيم للنازحين من غزة في سيناء (الذي سربه موقع مؤسسة سيناء، وقد يكون التسريب مخابراتيا، مسنودا بصور الأقمار الصناعية) يفيد أن القوم يأتمرون بأهل غزة في وضح النهار، ويهيئون معتقلا جديدا في مصر الجديدة، الخالية من شحوم الديون وكولسترول القروض، لاستقبال نحو مائة ألف من أهلها.

هذه ليست سابقة، فقد جرى إخراج منظمة التحرير بقيادة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات من لبنان إلى تونس باكيا، بعد رفض فكرة استئجار جزيرة يونانية للإقامة المؤقتة، يرافقه ثلاثة من كبار القادة الفلسطينيين وأعضاء مكتبه ومكتب الإعلام الفلسطيني والحرس الخاص، على متن السفينة اليونانية التي أبحرت بحراسة وحدات بحرية أمريكية وفرنسية ويونانية، في 30 آب/ أغسطس 1982.

يقولون: إن التاريخ يكرر نفسه، لكنه في بلادنا يعلك نفسه.

ستكون فرصة كبيرة للرئيس "المكسيسي" الظهور بمظهر البطل المخلص الذي أعفى مصر من ديونها الكثيرة (من غير المتوقع أن يتحسن معاش المصري، فجوعه غاية) وأنقذ أهل غزة من الإرهابيين، وخلصهم من المجاعة، وحقق النهاية السعيدة، وأتى بمعجزة إخراج الفلسطينيين من غزة إلى مكان المساعدات، بدلا من إدخال المساعدات إليهم! وآوى النازحين المساكين، ربما يصفهم إعلامه بالأشقاء تفضلا، لقد باع قطعة أرض مصرية جرداء لإسرائيل بثمن مغر أيضا، وباع قناة السويس لصالح قناة بن غوريون بين البحرين؛ الأبيض والأحمر.

وسيُعزى إليه فضل بعث القضية الفلسطينية من الموت السريري وإقامة مونديال سياسي طويل. المخطط هو دفع مقاتلي القسام بسلاحي النار والجوع كما حدث في الباغوز السورية؛ إلى مخيم أبو سالم الذي قيل إنه بمساحة 13 كم مربع، المخيم ليس بأبهة وفخامة قصور السيسي والمدينة الإدارية، لكن أسواره عالية، وأسلاكه شائكة ويشبه السجون المفتوحة في بعض بلدان الكاريبي، سيكون بخيام مصفوفة، وبطاقات تموين، وجند وحرس، وشرائح الكترونية، وربما عربيات خضار، سيضاف معتقل جديد إلى صروح المعتقلات التي بناها الرئيس "المكسيسي"، سيكون بمثابة غوانتانامو إسرائيلي.

لقد توعد أبو تفليقة الأمريكي بمنع حماس من النصر، لن يسمح بانتصار مجموعة من المقاتلين على عاشر أقوى جيش في العالم، وأقوى جيش في الشرق الأوسط، فمده بأسلحة أقوى جيش في العالم و خبرات مخابراته ومخابرات عدة دول أوروبية.

وقد تمّ شق طريق معبد مزفت وسط القطاع لفصل الشمال عن الجنوب، وفلحت أرض غزة بالجرافات، وجرفت قبور أهلها، بحثا عن أنفاق من جهة، وتدميرا للذكريات والمقدسات من جهة ثانية، فغزة ليست أفغانستان وليست فيتنام حتى يتركها المحتلون، وهي أهم منهما بكثير، فهي وعد ديني، ومهبط المسيح الموعود، وفيها ستجري معركة إرماجدون الحاسمة، أم المعارك المسيحية المنتظرة.

وقد صرح وزير خارجية مصر الجسيم، "أبيه" سامح، بتصريحين "جسيمين" في منتدى ميونيخ للأمن، مُظهرا مروءة متأخرة في القول الأول: ليس لدينا نية لتقديم مناطق آمنة للنازحين، لكن إذا فرض علينا الأمر الواقع سنتعامل مع الوضع وسنقدم الدعم الإنساني.

أما قوله الثاني، فذمَّ فيه حماس ردا على سؤال من الحسناء تسبي ليفني وتوددا إليها، فادعى أن حــركة حماس خارج الإجماع الفلسطيني ويجب محاسبة من عمل على تعزيز قوتها بغزة، حتى صار تصريحه (وهو يدعو الحركة كل يوم للمفاوضات في القاهرة) الأعلى في تويتر تداولا! وأغلب الظن أنه يقصد بالإجماع الفلسطيني سلطة بلدية رام الله لصاحبها أبي مازن "ليمتد".

لقد شحّ السلاح في غزة وندر الغذاء، وكان الطعام أقوى سلاح حورب به الإنسان، وإسرائيل مدعومة من أمريكا والدول العربية، وليس من أمل سوى معجزة من السماء.

سيجري العمل بالخطة الموضوعة، وهي تهجير مائة ألف، هم المقاتلون وأسرهم، بدفع أهل غزة لطرد المقاتلين إلى مستعمرة العقاب الجديدة، وهم ينتظرون نفاد ذخيرة أسلحة المقاتلين، ومؤونتهم القليلة.

المعركة طويلة، ربما تطول سنة، ستتخللها احتجاجات وتصريحات حادة لقادة دول أوربية مثل أيرلندا وبلجيكا والبرازيل، وقمم مثل قمة أفريقية، التي انتقدت إسرائيل ودعت إلى تحقيقات دولية في المجازر، يعمد بعدها إلى إنشاء مسلسل سياسي درامي طويل، هو الجزء الثاني من أوسلو لإعلان دولة فلسطينية، منزوعة الشوك بلا حسك، تؤكل نيئة عند الطلب، قد يكون رئيسها واحدا من عائلة الملوك الجدد (حفتر، حميدتي، مظلوم عبدي) لسحق أول وآخر ربيع عربي. سيصحب رئيسها حرس الشرف، وستكون إمارة إماراتية أكثر منها فلسطينية..

هذه إذا جرت الرياح بما تشتهي السفن في الرمل، ولا يعلم جنود ربك إلا هو.

twitter.com/OmarImaromar

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي غزة مصرية رفح الإسرائيلي مصر السيسي إسرائيل غزة رفح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة

إقرأ أيضاً:

الطوفان الذي هز عرش الاحتلال.. 365 يوم من الصمود

بعد أيام قليلة يمر عام كامل على انطلاق عملية طوفان الأقصى، تلك العملية التي هزت أركان الكيان الصهيوني وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي.

نستعرض أبرز ما حققته المقاومة الفلسطينية من مكاسب، وما واجهته من تحديات وعقبات، ونناقش فرص انتصارها وهزيمة الاحتلال في المستقبل.

ما اكتسبته فلسطين:

أولا: إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية

نجحت عملية طوفان الأقصى في كسر حالة الجمود التي كانت تعيشها القضية الفلسطينية، فعادت فلسطين لتتصدر عناوين الأخبار العالمية وتشغل الرأي العام الدولي. هذا الاهتمام المتجدد فتح الباب أمام نقاشات جادة حول حقوق الفلسطينيين وشرعية المقاومة، وفضح المشروع الصهيوني أو توقفه وتعطيله في هذه البقعة من الأرض.

ثانيا: توحيد الصف الفلسطيني

شكلت العملية نقطة تحول في مسار الانقسام الفلسطيني. فقد التحمت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، مما أظهر إمكانية تجاوز الخلافات الداخلية في سبيل القضية الأم.

ثالثا: كشف هشاشة منظومة الأمن الإسرائيلية:

أثبت طوفان الأقصى أن "جيش الاحتلال الذي لا يقهر" هو مجرد أسطورة. فقد تمكنت المقاومة من اختراق أكثر المناطق تحصينا وهي مركز التجسس في منطقة ريعيم وإلحاق خسائر فادحة بالعدو وأسر أكثر من 250 أسيرا، منهم شخصيات كبيرة داخل جيش الاحتلال، مما زعزع ثقة المجتمع الإسرائيلي بقدرات جيشه وأجهزته الأمنية.

رابعا: تعزيز الدعم الشعبي العربي والعالمي:

شهدت الساحة العربية والدولية موجة غير مسبوقة من التضامن مع الشعب الفلسطيني. تجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة التي عمت العواصم العالمية، وحملات المقاطعة التي استهدفت الشركات الداعمة للاحتلال.

خامسا: إحياء روح المقاومة في الأراضي المحتلة:

انتشرت شرارة المقاومة من غزة إلى الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948. هذا التصاعد في العمليات والمواجهات الشعبية أربك حسابات الاحتلال وأثبت أن المقاومة خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني، فليس معنى السكون في فترة زمنية أن القضية قد ماتت بل هي حالة هدوء ما قبل التسونامي الفلسطيني.

التحديات والعقبات:

أولا: العدوان الإسرائيلي الوحشي:

واجهت المقاومة والشعب الفلسطيني عدوانا إسرائيليا غير مسبوق في وحشيته. استهدف هذا العدوان المدنيين بشكل ممنهج، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في البنية السكنية والتحتية حتى قال بعض الخبراء إن الركام في غزة يحتاج أعواما لإزالته، وهذا يرجع الى الهجمة البربرية على غزة.

ثانيا: الحصار الخانق على غزة:

منذ عام 2006 شدد الاحتلال حصاره على قطاع غزة، فمن دخول الشاحنات المحملة بالطعام والاحتياجات الأساسية إلى حالة مماثلة من شِعب أبي طالب، مانعا دخول الغذاء والدواء والوقود. هذا الحصار فاقم من المعاناة الإنسانية وشكل تحديا كبيرا أمام صمود الشعب الفلسطيني.

ثالثا: التواطؤ الدولي مع الاحتلال:

واجهت المقاومة موقفا دوليا منحازا للاحتلال، خاصة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية. هذا الانحياز تجلى في الدعم العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل، وفي عرقلة أي جهود دولية لوقف العدوان.

رابعا: محاولات تشويه صورة المقاومة:

منذ اللحظة الأولى في الحرب شنّت وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية حملة تشويه ممنهجة ضد المقاومة الفلسطينية، محاولة نزع الشرعية عن نضالها وتصويرها كحركة إرهابية.

خامسا: استنزاف القدرات البشرية والمادية:

أدى العدوان المتواصل إلى استنزاف كبير في صفوف المقاومة، سواء على مستوى الكوادر البشرية أو الإمكانيات المادية والعسكرية.

فرص انتصار المقاومة وهزيمة الاحتلال:

أولا: تنامي الوعي العالمي:

شهدت الحرب الأخيرة على غزة تزايدا ملحوظا في الوعي بحقيقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أصقاع الأرض. هذا الوعي المتنامي يشكل فرصة ذهبية للمقاومة لكسب المزيد من التأييد الدولي وفضح ممارسات الاحتلال.

ثانيا: تصدع الجبهة الداخلية الإسرائيلية:

لطالما أظهر الإعلام قوة الاحتلال التي لا تقهر وتماسك المجتمع الداخلي، فأظهرت الأحداث الأخيرة هشاشة التماسك الداخلي في المجتمع الإسرائيلي. الانقسامات السياسية والاجتماعية المتزايدة تضعف قدرة إسرائيل على مواصلة احتلالها على المدى الطويل.

ثالثا: تطور قدرات المقاومة:

أثبتت المقاومة أنها تملك القدرة على تطور قدرتها العسكرية والسياسية واساليب التكتيك والاستراتيجيات، ورغم بعض الخسائر إلا أن هذا التطور المستمر يجعل من الصعب على الاحتلال التنبؤ بخطواتها القادمة أو احتوائها.

رابعا: تعزيز التضامن الدولي والعربي والإسلامي:

يجب على المقاومة الاستفادة من حالة التضامن المتزايدة العالم عامة والعالمين العربي والإسلامي خاصة. هذا التضامن يجب الدفع به إلى أن يترجم إلى دعم سياسي واقتصادي أكبر للقضية الفلسطينية.

خامسا: تغيرات في النظام العالمي:

أصبحت التحولات الجيوسياسية العالمية تدفع الى تصغير حجم الهيمنة الأمريكية مما يفتح آفاقا جديدة للقضية الفلسطينية، وينعكس على الدعم الدولي اللامشروط لإسرائيل.

سادسا: استمرار الصمود الشعبي:

يشكل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه وحقوقه عاملا حاسما في إطالة أمد المقاومة وإرهاق الاحتلال.

سابعا: تزايد الضغوط الاقتصادية على إسرائيل:

أخفق الاقتصاد الداخلي للاحتلال على مدار ما يقرب من العام الآن في النهوض مما خسره في الشهور الماضية منذ بداية الطوفان، كما تحقق حركات المقاطعة العالمية والدعوة الى سحب الاستثمارات ضغطا اقتصاديا متزايدا على إسرائيل، مما قد يدفعها للتراجع عن سياساتها القمعية والمدمرة لشعب فلسطين.

رغم التحديات الهائلة، تظل فرص انتصار المقاومة الفلسطينية قائمة. يتطلب تحقيق هذا الانتصار استراتيجية شاملة تجمع بين الصمود الميداني، والعمل الدبلوماسي، وكسب التأييد الشعبي العالمي.

إن عاما على طوفان الأقصى قد أثبت أن إرادة الشعب الفلسطيني لا تلين، وأن المقاومة قادرة على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلا بالأمس.

لقد أعاد طوفان الأقصى رسم خريطة الصراع، وفتح صفحة جديدة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. وبينما يستمر الصراع، يبقى الأمل في تحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني حيا، مدفوعا بإرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ومقاومة تواصل الكفاح رغم كل الصعاب.

مقالات مشابهة

  • وزارة الدفاع الإماراتية تُعلن طبيعة الحادث الذي أدى إلى مقتل 4 جنود
  • صحيفة إسرائيلية تحذر: الهجوم البري على لبنان سيكون “فخ الموت” الذي أعده حزب الله
  • محافظ شمال سيناء يوزع العصائر على التلاميذ خلال عودتهم من المدرسة
  • محافظ شمال سيناء يوزّع الهدايا على تلاميذ مدرسة نجع شيبانه في رفح
  • بشأن وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل.. ما الذي قد يحصل غداً؟
  • محافظ شمال سيناء يتفقد أقسام مستشفى نخل المركزي
  • وزير خارجية مصر: ملف البحر الأحمر مرتبط بشكل مباشر بالأمن القومي المصري
  • الطوفان الذي هز عرش الاحتلال.. 365 يوم من الصمود
  • "خطورة الشائعات على الأمن القومي المصري" رسالة ماجستير لابن سوهاج
  • كان ربيع ١٩٧١موعدًا لاستعادة سيناء كاملة