صحيفة الاتحاد:
2025-04-16@11:00:01 GMT

«طريق مريم».. سيرة السيدة العذراء

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

الشارقة (الاتحاد)
توثق الكاتبة كاميل هيلمنسكي في كتابها الصادر حديثاً عن دار روايات «طريق مريم.. ماري حبيبة الله»، بترجمة تهاني فجر إلى «العربية»، سيرة سيدة نساء العالمين، ابنة عمران وحنّة، وأم عيسى المسيح، مريم العذراء الناصرية، عليها السلام، حيث تضع في مسار واحد مصادر متنوعة وروافد متعددة تشمل معلومات تاريخية علمية، وآيات قرآنية، ونصوصاً من الأسفار والمزامير وأناجيل الحواريين، والحكمة الإلهية والطرائق الصوفية، تتخللها أشعار مثنوية ومولوية، وقصائد رومية وتبريزية عن المحبة والعرفان، وصور ورسومات ورسائل، وترانيم وأناشيد بعضها مصحوب بالنوتات الموسيقية، وتجارب روحية وأخرى تأملية.


وتؤكد كاميل هيلمنسكي في مقدمة كتابها، أنه رحلة تصحب قارئها في تجربة كشفية نورانية إلى حياة السيدة مريم، بدلاً من مجرد القراءة عنها، فتبدأ من اسمها بالقول: «تعدد أسمائها يشير إلى قصة عالمية: اسم ماري من أصل لاتيني ويوناني، وماريا يحمل معنى سيدة البحر واشتهر أيضاً بأنه يحمل معنى نجمة البحر أو ستيلا ماريس نور الهدى الساطع».
وتشكل رؤيا القديس يوحنا لامرأة حامل مضيئة، على رأسها إكليل من اثني عشر كوكباً، تمهيداً لهذه الرحلة، فتشير هليمنسكي إلى اعتقاد الكثيرين بأنها تمثيل للأم مريم، إذ تقول: «يمكن للمرء أن يشهد مقاطع من حياتها على أنها اثنا عشر نجماً من البركة»، وتتعمق في دلالات العدد 12 التي ظهرت من بئر مريم لتغذي قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة، وعدد أبناء إسماعيل، وعدد أقمار الأشهر القمرية والشمسية، وعدد الأبراج السماوية.
وتوضح المؤلفة: «قمنا بتقسيم رحلة حياتها إلى اثني عشر فصلاً أو محطة أو مقاماً، تتناسب مع الاثني عشر نجماً النعمة والبركة التي تحيطها على شكل هالة من نور، سنفتتح بدءاً من لحظة فرح أمها حنة بولادتها، كل مقام مع ما يناظره من آيات قرآنية».
وتستهل هيلمنسكي فصول كتابها بنجم البركة الأولى «هدية الحَبَل بمريم لآنا العاقر»، وتروي فيه قصة آنا أو «حنة» التي قالت «ربّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّراً فتقبّل منّي إنّك أنت السّميع العليم»، كما جاء في الآية الـ35 من سورة «آل عمران»، إلى نجم البركة الثانية «داخل الهيكل»، حيث أوفت حنة بوعدها ونذرت ابنتها مريم لخدمة قدس الأقداس.
وينتقل السرد إلى «بشارة الكلمة»، حيث تنزّل الروح الأمين جبرائيل بصحبة جمع من الملائكة على الشابة مريم «إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الّله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم»، كما جاء في الآية 45 من سورة آل عمران، وفي الآيات 17 - 21 من سورة مريم (فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً * قالت إنّي أعوذ بالرّحمن منك إن كنت تقيّاً * قال إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكيّاً * قالت أنّى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أكُ بغيّاً * قال كذلك قال ربّك هو عليّ هيّن ولنجعله آية للنّاس ورحمة منّا وكان أمراً مقضياً).
وتصحبنا هيلمنسكي إلى نجم البركة الرابعة لتروي لنا قصة أليصبات، قريبة مريم، التي هتفت بأعلى صوتها مخاطبة مريم: «مباركة أنت في النّساء ومبارك ابنك ثمرة بطنك»، وفقاً للإصحاح الأول من إنجيل لوقا، وصارت كلماتها تسبيحة معروفة، «ويقال إن (نشيد مريم) هو أول ترنيمة غنتها المجتمعات المسيحية، وما تزال جزءاً من ليتورجيا الساعات (الخدمة الإلهية) التي يتلوها القساوسة المسيحيون غالباً للعذراء.
وفي نجم البركة السادسة «ولادة يسوع المسيح»، يتعرف القارئ على تفاصيل الروايات القرآنية والإنجيلية عن ولادة سيدنا عيسى، ويشهد «تقديم الرضيع في الهيكل: أربعون يوماً من الحب»، في نجم البركة السادسة، و«رحلة إلى مصر»، و«ضياع يسوع والعثور عليه.. دعوة الحبيبة»، و«معجزة الغذاء الروحي والحياة الجديدة»، و«العودة إلى الله: الموت والقيامة»، و«رحلات التبشير».
وصولاً إلى نجم البركة الثانية عشرة، «سكينة الروح»، وفيه تصل القصة إلى نهايتها، حيث تقول هيلمنسكي: «إن الحبيبة مريم مثال لكل البشر، مثال على تقبّل الروح كلياً لله، ومثال على الحب الذي تشعر فيه كل نفس حين تعرف الله، عسى أن نسير كلنا على خطاها ونقتدي بمثالها الجميل وكيانها القوي، ونخلص في العبادة كما أخلصت هي لله قبل أن تغمرها نعمه، بأناشيد المدح مع الورود والطيور والجبال وكل المخلوقات: (اسجد واقترب)».

أخبار ذات صلة «نيويورك أبوظبي» تصدر كتاباً عن الموائل الطبيعية بدولة الإمارات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مريم العذراء عيسى عليه السلام الكتاب

إقرأ أيضاً:

مريم الصادق والمؤتمر الوطن في الميزان

أكدت الدكتورة مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي السوداني للعلاقات الخارجية و الاتصال في برنامج " بلا قيود BBC " (على ضرورة الحوار مع كل الأطراف العسكرية والمدنية بل وحتى مع المؤتمر الوطني رغم تحفظاتها على ماضيه( و السؤال هل حزب المؤتمر الوطني يمثل الإسلامين و يجب التعامل معه باعتبارها الكتلة الصلبة في الأحزاب الإسلامية؟ ام هو حزب سياسي من صنع الدولة و تغذى من شراينها و انتهى دوره بسقوط النظام مثله مثل الاتحاد الاشتراكي السابق؟ فالحوار السياسي الذي تريده مريم هل يجرى فقط مع المؤتمر الوطني أم المقصود حوارا مع الإسلاميين الذين يمثلون القاعدة العريضة التي تضم كل المجموعات الإسلامية المتفرقة على عدة تنظيمات ؟
الغريب في الأمر أن الرائج في الشارع السياسي من خلال مصطلح "الكيزان و الفلول" إشارة للمؤتمر الوطني، و من خلال الذكر المتكرر لقياداته " على كرتي – أحمد هارون – براهيم محمود" رغم أن الحركة الإسلامية انقسمت إلي شقين فيما يسمى " المفاصلة 1999م" حيث ظلت مجموعة في السلطة بقيادة البشير و على عثمان تقود الحزب و الدولة، و هذه المجموعة فتحت بابا للمشاركة على هامش السلطة لعدد من القوى السياسية و الحركات.. و من هؤلاء تم الإستقطاب للدخول في حزب المؤتمر الوطني، و الذين ظلوا في أحزابهم أيضا كانوا مساندين له، باعتباره حزب الدولة و ينفق من ميزانيتها و على الداعمين له من القوى الأخرى.. المال كان محمور الكسب في التجمعات الشعبية..
خرجت مجموعة عراب الحركة الدكتور حسن الترابي من السلطة، و بعد استفتاء الجنوب، تم قبول المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الترابي في تحالف " قوى الاجماع الوطني" و خرج منه بعد " خطاب الوثبة" الذي دعا للحوار الوطني، قبلت بعض الأحزاب المشاركة في الحوار، و أخرى رفضت الحوار.. ثم بدأ يحدث تشقق داخل المؤتمر الوطني و خرجت أصوات داعية للإصلاح.. و لآن حزب المؤتمر الوطني كان يتغذى من مالية الدولة في المركز و الأقاليم، توسعت المجموعات الملتفه حوله من إدارات أهلية و طرق صوفية و نقابات و إعلاميين و منظمات مختلفة الأنواع، إلي جانب تعدد القوات خارج القوات المسلحة، و كل الذين كانوا يبحثون عن مصالحهم الخاصة أو مصالح مناطقهم، و غيرهم كانوا يلتفون حوله.. أن فقدأن المؤتمر الوطني للسلطة و ميزانية الدولة بالضرورة سوف يؤدي إلي تحجيم الحزب و تقليص عضويته.. لكن ستظل الحركة " الإسلامية" المؤسسة له تحتفظ بمكوناتها الباقية، و لكن بحجمها الطبيعي كحزب سياسي، و ليس حزب يسخر لنفسه إمكانيات الدولة..
يظل السؤال: لماذا بعد الثورة و سقوط نظام الإنقاذ، أصرت القوى السياسية أن تتعامل مع المؤتمر الوطني بذات التعامل السابق أنه مسيطر على الدولة رغم التغيير و السقوط؟
هناك سببان يتعلقان بالقوى السياسية المناهضة للإسلاميين، و البعض الآخر المتطلع للسلطة؛ الأول الحزب الشيوعي، و يتركز الصراع بينه و الإسلاميين في الإختلافات الإيديولوجية، و الجانب الأخر أن الزملاء لم يغفروا للإسلاميين حادثة معهد المعلمين التي و التي بموجبها تم حل الحزب الشيوعي و طرد نوابه من البرلمان في 1965م، و كان الزملاء يعتقدون أن محاصرة الإسلاميين سوف تفتح لهم طريقا مع الجماهير دون تأثيرات سالبة يمكن أن يقوم بها الإسلاميين.. لكن الحزب الشيوعي في صراعه مع الإسلاميين التزم أن يكون صراعا سياسيا داخليا ليس له أية علاقة بالخارج و الأجندة الخارجية..
القوى الأخرى: هي مجموعة الأحزاب الجديدة التي تاريخها النضالي قصير إلي جانب مجموعات القوميين، و هؤلاء يعتقدون أن إبعاد الإسلاميين من المسرح السياسي سوف يعزز موقفهم في السلطة، خاصة أن الأجيال الجديدة التي اسقطت "نظام الإنقاذ" سوف لن يترددوا في مساندة القوى التي لها موقف سالب من المؤتمر الوطني.. و أصبح المؤتمر الوطني كرت يستخدم بهدف البحث عن التأييد الشعبي، أيضا أصبح يستخدم كمبرر و شماعة تعلق عليها الأخطاء، فالذي يفشل في أداء مهامه في المؤسسة أو الوزارة لا يبحث عن السبب الذي أدى إلي الأخطاء، بل يحملها مباشرة " الكيزان و الفلول" لآن هناك قطاع واسع قد غيب عقله و اصبح يساند مثل هذه المقولات.. و هؤلاء يعرفون ضعف خبراتهم و تواضع مقدراتهم فهم محتاجين لمثل هذه الشماعات.. رغم أن المؤتمر الوطني فقد أهم عنصر كان فاعلا في أن يلتف الناس حوله. هو إمكانيات الدولة التي تصرف على الصرف التنظيم و عليهم..
في إبريل 1985م كانت القيادات الحزبية و النقابية واعية، و كانت تعرف أن سلطة الاتحاد الإشتراكي التي كان يسيطر عليها مرافيد الحزب الشيوعي، و بعض القوميين، قد تبدلت بعد مصالحة 1977م بين نميري و الجبهة الوطنية، حيث دخل حزب الأمة بموقف سالب مجمد غير فاعل، و الحركة الإسلامية موقف نشط تحولت من تنظيم صفوي إلي شعبي، لذلك جعلوا سقوط النظام هو سقوط لحزب الدولة " الاتحاد الاشتراكي" و أنتهى أمره.. المؤتمر الوطني التيار الإسلامي الذي كان فيه لم يكن بالحجم الكبير مقارنة بالمجموعات الأخرى المشاركة معه، لكن كان في يدهم القرار، و قيادة الأجهزة القمعية.. كانت المشكلة في القيادات السياسية للأحزاب بعد الثورة ذات الخبرات الضعيفة، خاصة في إدارة الأزمة لذلك كانت التحديات أكبر من قدراتهم.. القضية الأخرى كانوا يريدون أن يكونوا قريبين من الأمارات المعلنة الحرب ضد الإسلاميين، و مادام فقدوا السلطة، يجب أن لا يفقدوا تمويل الخارج لهم.. هذه هي الإشكالية التي يتمسكون بها " بالكيزان و الفلول" تغطية لضعف سياسي.. و غياب للعقل، فهم غير منتجين لا للفكر و لا للثقافة السياسية الديمقراطية.. لذلك تمسكوا بشعارات لكي يهتف وراءهم كل الذين عطلوا عقولهم.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • السيدة الجليلة.. نور عُمان
  • من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة
  • أسرة السيدة المتهمة بالتعدى على المواطنين فى أكتوبر: مريضة نفسية
  • برعاية أمير منطقة المدينة المنورة.. انطلاق أعمال الدورة الـ45 لندوة البركة للاقتصاد الإسلامي غدًا
  • برج العذراء.. حظك اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025: اضطرابات صحية
  • مريم الصادق والمؤتمر الوطن في الميزان
  • ننشر كلمة راعي أبرشية حمص خلال رتبة "الناهيرة" بكاتدرائية العذراء
  • قرأت مقالات ملهمة عن سيرة الفريق الفاتح عروة
  • زيارة رعوية مباركة من نيافة الأنبا ثاوفيلس لكنيسة السيدة العذراء بالعزية
  • الأنبا مرقس يترأس قداس أحد الشعانين بكنيسة السيدة العذراء والبابا يوحنا بولس الثاني