معضلة نتنياهو بغزة.. شراء مزيد من الوقت على أمل تدمير حماس
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
يعاني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من معضلة كيفية شراء مزيد من الوقت للحرب في غزة على أمل تدمير حركة "حماس"؛ إذ يرزخ تحت وطأة ضغوط داخلية لتحقيق أهداف الحرب وخارجية لتقليل الخسائر بين المدنيين وتخفيف معاناة سكان القطاع.
ذلك الطرح قدمه رافائيل كوهين، وهو محلل في مؤسسة "راند" البحثية، عبر تحليل في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد"، في ظل حرب إسرائيلية مدمرة متواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويُصر نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة، على أمل تحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها استعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع، وتدمير القدرات العسكرية لـ"حماس"، بعد أن شنت في 7 أكتوبر الماضي هجمات على قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة.
وقال كوهين إن "إسرائيل تواجه قيودا حقيقية فيما يتصل بمدى قدرتها على التراجع عن عملياتها العسكرية، وخاصة إذا ظلت ملتزمة بتفكيك حماس بالكامل. ولم تنجح في استئصال الحرحة إلا جزئيا من معاقلها في مدينة خان يونس ومخيمات اللاجئين القريبة من وسط القطاع، فيما بدأت للتو القتال في رفح (في أقصى الجنوب)".
وتابع: "وحتى وفقا للتقديرات الإسرائيلية الخاصة، فإن أغلبية مقاتلي حماس ما زالوا طلقاء. وفي مواجهة خصم بهذا الحجم، قد لا تكون الضربات الجوية والغارات الدقيقة كافية، وقد جربت الولايات المتحدة النهج الأخير في أفغانستان وفشلت فشلا ذريعا، فحركة طالبان تدير أفغانستان الآن".
وحتى الإثنين، قتل جيش الاحتلال في غزة 29 ألفا و92 فلسطينيا وأصاب 69 ألفا و28، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا للسلطات الفلسطينية.
اقرأ أيضاً
ارتباك بين الجيش الإسرائيلي ونتنياهو.. هل تجمدت مفاوضات تبادل الأسرى واحتلال رفح؟
مشاكل داخلية
و"من شأن تقليص العملية العسكرية أيضا أن يخلق مشاكل سياسية داخلية، وقد انتقد أعضاء مجلس الوزراء رئيس الأركان هرتسي هاليفي لتراجعه عن استخدام القوة الجوية، بينما فقدت إسرائيل أكثر من 230 جنديا في غزة حتى الآن (منذ بدء العمليات البرية في 27 أكتوبر الماضي)"، كما زاد كوهين.
وأردف: "وعلى أساس إجمالي عدد السكان، فإن هذا العدد أكثر مما خسرته الولايات المتحدة خلال حربي العراق وأفغانستان مجتمعتين. ومن ثم، ترى إسرائيل في القوة الجوية وسيلة لتقليل خسائرها على الأرض، وبالتالي من الصعب ترويج احتمال تقليصها".
واعتبر أنه "أيا كانت الهيئة التي قد تبدو عليها المرحلة التالية من حرب غزة، فلن تجعل أحدا سعيدا".
وبيَّن أن "المؤسسة العسكرية الإسرائيلية غير قادرة على الحد من استخدامها للقوة النارية بالقدر الكافي لاسترضاء منتقديها في الخارج، كما أنها غير قادرة على استرضاء منتقديها في الداخل الذين يدعون إلى إلحاق هزيمة حاسمة بحماس، وفي الوقت نفسه تقليل الخسائر العسكرية الإسرائيلية والاستمرار في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بغزة".
اقرأ أيضاً
كاتب إسرائيلي يرجح قرارا من مجلس الأمن بإقامة دولة فلسطين
دعم دولي
كوهين قال إنه "إذا كانت إسرائيل تنوي شراء الوقت الذي تحتاجه لحل مشكلة مقاتلي الفصائل الفلسطينية، فيتعين عليها أيضا أن تبدأ في معالجة مشكلة الـ3.5 مليون نسمة (سكان القطاع)".
ورأى أنه "للقيام بذلك، ستحتاج إسرائيل أولا إلى إدراك حقيقة أنها مسؤولة عن أكثر من مليوني مدني في غزة".
وأضاف أنه "على النقيض من بعض الأصوات في اليمين المتشدد في إسرائيل، لا يمكن طرد سكان غزة ببساطة، فالولايات المتحدة وأوروبا وجيران إسرائيل العرب، بل وحتى بعض الأعضاء اليمينيين في الائتلاف الحاكم بإسرائيل، يعارضون فكرة تهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة".
و"الأهم من ذلك أن الفلسطينيين لا يريدون المغادرة، وسيبقون في غزة في المستقبل المنظور.. وبالنسبة لإسرائيل، فإن تقديم المزيد من المساعدات (الإنسانية) للمدنيين في غزة هو أيضا أفضل وسيلة لتأمين الدعم الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة، لمهمتها المستمرة في تفكيك حماس".
وتسبب جيش الاحتلال في دمار هائل في غزة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني، أي أكثر من 85% من السكان، بحسب الأمم المتحدة.
وللمرة الأولى منذ إقامتها في عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً
اجتياح مرتقب لرفح.. نتنياهو يُغرق التطبيع والسلام في حمام دم
المصدر | رافائيل كوهين/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة نتنياهو إسرائيل حماس الأسرى أمريكا فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ترسل استدعاءات لتجنيد مزيد من الحريديم
أصدر الجيش الإسرائيلي استدعاءات لتجنيد مزيد من اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) -اليوم الأحد- لتعزيز صفوف قواته أثناء الحرب التي يشنها على قطاع غزة ولبنان، وهي خطوة قد تزيد تأجيج التوتر بين الإسرائيليين المتدينين والعلمانيين.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أعلنت -أول أمس الجمعة- أن 7 آلاف من الحريديم سيتلقون إخطارات تدريجيا بدءا من اليوم الأحد.
وذكر بيان من وزارة الدفاع أنها ستعمل مع شخصيات قيادية من الحريديم لضمان تمكن الجنود من المتزمتين دينيا من الحفاظ على الأسلوب المتدين لحياتهم أثناء الخدمة.
وقضت المحكمة العليا في يونيو/حزيران الماضي بأن وزارة الدفاع لم تعد قادرة على منح إعفاءات شاملة لطلاب المعاهد الدينية اليهودية من الخدمة العسكرية الإلزامية، وهو ترتيب قائم منذ قيام دولة إسرائيل في 1948 عندما كان عدد الحريديم ضئيلا.
وفي يوليو/تموز الماضي استدعى الجيش ألفا من اليهود المتدينين، وعارض الحزبان الدينيان المشاركان في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية تغير السياسة في هذا الصدد، مما فرض ضغوطا شديدة على الائتلاف اليميني.
رفض وضغوطوتقول شخصيات قيادية للحريديم -وهي مجموعة تزيد بسرعة- إن إجبار طلاب المعاهد الدينية على الخدمة جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين العلمانيين -ومنهم نساء- يهدد بمحو هويتهم كيهود متدينين.
وتواجه الحكومة ضغوطا متزايدة من جنود الاحتياط الإسرائيليين -الذين خدم الكثير منهم أغلب العام المنقضي- بهدف تجنيد الحريديم.
ولم تتضح بعد كيفية تعامل المتدينين مع هذه الاستدعاءات، إذ رفض عدد كبير منهم خلال الأشهر الماضية تسلمها أو الامتثال لها.
وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية -اليوم الأحد- أن بعض الحاخامات يحثون من تلقوا استدعاءات على رفض التنفيذ.
ولا يعارض المتدينون الحرب، ولكنهم يعتبرون أن مهمتهم هي دراسة التوراة للحفاظ على هوية شعب إسرائيل.
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.9 ملايين نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي (ذكر أو أنثى) فوق 18 عاما بالخدمة العسكرية، ولطالما أثار استثناء الحريديم من الخدمة جدلا طوال العقود الماضية.
وتدفع الأحزاب الدينية الشريكة في الحكومة إلى اعتماد قانون في الكنيست يسمح بإعفاءات واسعة لمتدينين يهود من الخدمة العسكرية، ولذلك تطلق عليه المعارضة اسم قانون التهرب.
وكان قرار وزير الدفاع المقال يوآف غالانت استدعاء 7 آلاف يهودي متدين إلى الخدمة العسكرية أحد الأسباب التي قادت نتنياهو لإقالته -وفق غالانت نفسه- في وقت سابق هذا الشهر.
ووجّه المعارضون -وعلى رأسهم يائير لبيد– في الأيام الماضية دعوات صريحة إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس لتوجيه أوامر استدعاء للمتدينين إلى الخدمة العسكرية بعد تسلمه مهام منصبه رسميا.