مستشار شيخ الأزهر: الحوار بين الأديان عنصر أساسي في بناء تواصل بين أتباع الأديان
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
قالت أ.د نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين بالأزهر، إن الحوار بين الأديان والحضارات من المسائل شديدة الأهمية، لمن يأملون في بناء تواصل حقيقي وتفاهم مشترك وجاد بين أتباع الأديان، لتحقيق الأمن والسلام للعالم، خاصة في ظل ما يعيشه عالمنا الآن من حروب وصراعات يسقط على إثرها يوميا الآلاف من الضحايا الأبرياء ما بين قتيل وجريح.
وأكدت رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين، أن الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، كان ولا يزال سباقًا على طريق الحوار، وخير مثال على ذلك العلاقات بين الأزهر والفاتيكان؛ التي توجتها توقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي تعد علامة فارقة في تاريخ الحوار بين الأديان، بمبادئها التي أرست الأسس السليمة والقواعد الواضحة نحو خارطة لتحقيق السلام العالمي والتعايش المشترك، فكان للأزهر بتلك الخطوة إسهاما بارزا على طريق عودة حقيقية للحوار القوي والفعال بين الشرق والغرب.
وأضافت الدكتورة نهلة الصعيدي، أن الأزهر فعّل الكثير من المبادرات الحوارية الفاعلة شرقًا وغربًا، فقد شارك في جميع جولات الحوار بين الشرق والغرب، بداية من روما، ووصولا إلى الحوار بين الشرق والغرب في العاصمة البحرينية، مع تواصله الدائم والمستمر مع جميع الفاعلين في المجتمع الدولي، وقادة وزعماء الأديان حول العالم، للتعريف بحقيقة الدين الإسلامي، وما فيه من سماحة ووسطية، وإزالة ما طاله من تشوهات وإدعاءات روجتها جماعات التطرف والتشدد زورا وبهتانا، بجانب جهوده الملموسة في تحقيق حوار حقيقي وبناء بين شقي الوطن المصري، والتي تعززت بعد إنشاء بيت العائلة المصرية، والذي كانت له اليد الطولى في إرساء روح المحبة والتسامح، وحل معظم الخلافات والنزاعات التي ظهرت بينهما، فأعطى بذلك نموذجًا عمليا يحتذى به في تحقيق الحوار البناء القائم على أهمية تعزيز الوعي بالأمن الفكري والسلام المجتمعي.
وأكدت الصعيدي أننا في أشد الحاجة إلى تكثيف الجهود بين المنظمات والقوى العالمية الفاعلة لتفعيل الحوار، تفعيلا قويا، يسهم في إنهاء الصراعات والحروب في عالمنا، وإرساء دعائم السلام والتسامح والتعايش المشترك، وقدمت مجموعة من التوصيات منها: ضرورة تكاتف الجهود بين جميع الهيئات والمنظمات الدولية الفاعلة، وزعماء الأديان، وصناع القرار العالمي، من أجل بناء حوار حقيقي وفاعل بين أطراف النزاعات الدائرة حاليا في العالم، لوضع حد لتلك الصراعات، وتكثيف ورش العمل والمبادرات الهادفة إلى تدريب الأجيال الشابة والناشئة على كيفية خلق عالم متفاهم متناغم متكامل، عبر حوار بناء فيما بينهم يسهم في رأب الفجوة ما بين الجميع، وبناء قاعدة مشتركة ينطلق من خلالها السلام والأمن للعالم أجمع، وتعزيز الأعمال الأكاديمية والبحثية التي تهتم بالبحث في أسباب الصراع وتضع الحلول اللازمة، والاعتماد الإيجابي والبناء على وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وتجنيدها بشكل فعال، في تحقيق التواصل بين الجميع، وإزالة ما بينهم من حواجز، بشكل إيجابي يحافظ على خصوصية كل طرف، مع تعريفهم بما بينهم من مشتركات وأهداف إنسانية، جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الدولية" أهمية حوار الأديان والحضارات" لمجمع البحوث الإسلامية ومركز نور سلطان كازاخستان.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مستشار شيخ الأزهر أتباع الأديان د نهلة الصعيدي مجمع البحوث الاسلامية مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين الحوار بین ما بین
إقرأ أيضاً:
18000 مشارك يجتمعون في فعاليات «ديهاد» اليوم
رحّب السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة ورئيس «ديساب»، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي، بأعضاء المجلس الاستشاري العلمي العالمي لديهاد ديساب، المشاركين في الاجتماع السنوي للمجلس، الذي عقد أمس في مركز دبي التجاري العالمي، وشكّل محطة مفصلية لرسم ملامح مستقبل العمل الإنساني.
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويتوقع مشاركة أكثر من 18000 مشارك يمثلون 160 دولة.
وضم الاجتماع ممثلين عن نخبة من المنظمات الدولية المرموقة، لمناقشة الموضوع الرئيسي لدورة العام المقبل، بما يعكس توجهاً استباقياً لمعالجة التحديات الإنسانية المستقبلية.
تركزت المناقشات على قضايا رئيسية، شملت توسيع نطاق المبادرات الفاعلة في مناطق النزاعات، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، ومواكبة التحولات المتسارعة في المشهد الإنساني العالمي.
كما قدّم أعضاء المجلس مجموعة من المقترحات المتعلقة بالموضوعات المطروحة، بهدف التصدي للتحديات الإنسانية الملحة وتعزيز الحوار العالمي في العمل الإنساني.
كما نُظمت ورشة عمل تمهيدية تحت شعار: «الأخلاقيات في ميدان العمل الإنساني: تعزيز القيم والمبادئ الإنسانية في ظل الانقسامات العالمية»، وجمعت نخبة من الخبراء وصناع القرار والمتخصصين في المجال الإنساني لمناقشة التحديات الأخلاقية.
وأوضحت ساجدة الشوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): يظل العمل التوعوي في صميم مهمة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومن الضروري أن نستمر في إبراز وتعزيز جهود جميع الجهات الإنسانية الفاعلة التي تقدم المساعدات المنقذة للحياة في أحلك الظروف. وتناولت النقاشات كيفية مساهمة الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات، إلى جانب التزامها الراسخ بالابتكار، في تعزيز مكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال العمل الإنساني، وأكد المشاركون أن هذا النموذج لا يقتصر على تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، بل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الصمود والاستقرار في المناطق المتأثرة بالأزمات.
وتركزت مواضيع ورشة العمل على ريادة دولة الإمارات في الدبلوماسية الإنسانية، وأهمية القيادة الفاعلة خلال فترات الأزمات المتعددة، والدعوة للاستثمار في تحقيق العدالة المناخية، فضلاً عن أهمية المبادئ الإنسانية الأساسية، وأهمية التفاوض الإنساني المرتكز إلى القانون الدولي.