رئيس الموساد السابق: الخيار قبول صفقةٍ يُحدِّد السنوار شُروطها وموعدها
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
سرايا - أكّد ضباط ومسؤولون صهاينة سابقون أنّ الانتصار على حماس في حرب غزة لم يعد ممكنًا، وأنّه لم يعد من خيار سوى القبول بصفقة لتبادل الأسرى يحدد شروطها يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة.
وقال كبير الباحثين في جامعة "تل أبيب"، المُستشرِق ميخائيل ميلشتاين، إنّ الاحتلال وصل إلى مفترق طرق بشأن سلوكه في قطاع غزة، ومسألة القضاء على حماس بات أمرًا بعيدًا.
وأوضح مقال له في صحيفة (معاريف) العبريّة أنه “من غير المعروف كيف لهجوم على رفح أنْ يؤدي إلى انهيار حماس بشكل عام؟”.
وأضاف: “السؤال الرئيسي الآن، هل تريدون الدفع بصفقة لإطلاق سراح المحتجزين، أمْ تفضلون الاستمرار إجراء هجومٍ؟ والذي لا أرى كيف ستؤدي إلى القضاء على حماس”.
وفي سياق متابعتها لمجريات العدوان ضدّ قطاع غزة وتداعياتها وتبعاتها، نقلت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن اللواء احتياط يتسحاق بريك قوله إنّه رغم تدمير 1100 فتحة نفق، فإنّ ثمة آلاف الأنفاق الإضافيّة ومئات الكيلومترات منها، وفي ظلّ عدم حلّ هذه المعضلة، فلن يتحقق الانتصار على حماس، طبقًا لأقواله.
وفي ردّه على طرح مقدم البرنامج بأنّ السيطرة على الحدود ومحور فيلادلفيا يمكن أنْ تحقق الانتصار في الحرب، قال بريك: “لا يمكن الانتصار في الحرب، يتحتِّم علينا أنْ نُواجِه الحقيقة، وأنْ نقولها، ونكف عن قصص نحن ونحن ونحن (..) برأيي، من الصعب جدًا اليوم تقويض حماس، والأسهل هو استعادة المخطوفين”، على حدّ تعبيره.
من ناحيتها نقلت قناة (كان 11) العبرية الرسميّة عن رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) سابقًا تامير باردو، تأكيده أنّه لم يعد هناك خيار أمام "إسرائيل" إلّا القبول بعقد صفقةٍ لتبادل الأسرى يُحدِّد السنوار شروطها وموعد الإفراج عن الأسرى، مضيفًا “إذا أنهينا الحرب بـ 136 رون آراد (في إشارةٍ إلى اسم مُساعد طيارٍ مفقودٍ منذ 36 عامًا في لبنان) أوْ بـ 136 تابوتًا، فإنّ "إسرائيل"، للمرّة الأولى منذ إقامتها، ستخسر الحرب”، كما قال.
وأضاف باردو، الذي كان وصف جهاز الموساد بعصابة قتلٍ منظّمٍ، أنّ ما يجِب على "إسرائيل" الحرص عليه هو تصحيح ذلك الفعل الفظيع بتخلّي الدولة عن مواطنيها وبخيانتها لهم، مضيفًا أنّ “السنوار بعيدًا عن أيّ ضغطٍ، ونحن اليوم بعيدون جدًا عن حسم المعركة البريّة، وإذا قررت الحكومة ورئيسها التخلّي عن المخطوفين فليقل ذلك علنًا أمام الجمهور”.
من ناحيته، قال إليئور ليفي، وهو محرر الشؤون الفلسطينيّة في قناة كان 11، إنّ ما يحدث اليوم هو نوع من الغوص في الوحل بقطاع غزّة وليس التموضع فيه، وهو يُذكِّر بغوص الأمريكيين في الوحل العراقيّ، معتبرًا ذلك بداية حرب استنزافٍ في قطاع غزة.
من جهتها، قالت ميراف سبيرسكي، وهي شقيقة أسير قتل في غزة، إنّ الحكومة تكذب عليهم وتخلّت عن ذويهم وضحّت بهم، مشيرةً إلى أنّها تقصد أشخاصًا محددين في الحكومة وهم مَنْ يقولون: “فقط القتال.. فقط القتال”.
ونقلت وسائل إعلام تصاعد تفاعلات أهالي الأسرى أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن ذلك ما قاله متظاهر أمام منزل نتنياهو في قساريا “في كلّ مدينةٍ ستلجأ إليها يا بنيامين سنكون هناك.. عليك أنْ ترتجف هذه اللحظة، ولن تساعدك الحبوب المهدئة”، وقال والد أحد الرهائن: “فقط مقبرة سنُطلِق على اسمك يا نتنياهو”.
في حين قالت قريبة أحد الأسرى الإسرائيليين “تحولّت توسلاتنا من تحرير ذوينا إلى المطالبة بإنقاذ حياتهم، نحن نطالب بعقد مؤتمرٍ دوليٍّ بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة و "إسرائيل" لتسوية الأمور والوصول إلى حلٍّ”.
إلى ذلك، قالت المؤرّخة "الإسرائيليّة" ، عيديت زارطال، في مقالٍ نشرته بصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ “النصر المطلق على حماس، وهو الشعار الذي أطلقه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليس إلّا عملية بناءٍ كلاميٍّ، عبثيٍّ، غيرُ واقعيٌّ ولا يمُتّ للواقع بصلةٍ، وهو عمليًا شعار لرجلٍ “عبقريٍّ” يعمل في الدعاية دون ضميرٍ، والذي يعود ويُكرّر المُنتج الذي صنعه، وهذا الكذب أجوف وفارغ تمامًا مثل نتنياهو”، على حدّ وصفها.
وشدّدّت المؤرِّخة على أنّه “مع مرور السنوات، تحولّت غزّة لحقل تجاربٍ "إسرائيليٍّ " في كيفية وآلية تطبيق الاحتلال والسيطرة على المدنيين، كما تحوّل القطاع إلى مختبرٍ لتطوير أدوات الاستخبارات والتعقّب وإنتاج القنابل الذكيّة والحمقاء، والتي تقوم "إسرائيل" بإلقائها على السُكّان لقتلهم دون تفرقةٍ”، طبقًا لأقوالها.
إقرأ أيضاً : القسام: قنصنا جنديين واشتبكنا مع قوة صهيونية راحت بين قتيل وجريح غرب خانيونسإقرأ أيضاً : "إسرائيل" تصدر لائحة اتهام ضد شقيقة صالح العاروريإقرأ أيضاً : والد عروس رفح الشهيدة: ابنتي حافظة لكتاب الله و "ما لحقت تفرح"
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة رئيس الاحتلال غزة اليوم رئيس الدولة اليوم الحكومة اليوم الحكومة الحكومة رئيس الاحتلال قطر رئيس الاحتلال القطاع قطر لبنان اليوم الحكومة الدولة الله غزة الاحتلال رئيس الوزراء القطاع على حماس
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء إسرائيل السابق يدعو إلى نشر قوات مغربية بغزة لإنهاء الحرب
زنقة 20 | متابعة
عرض زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، خطة سياسية شاملة تهدف إلى إنهاء الحرب الحالية وإرساء نظام إقليمي جديد، من خلال خطوات تبدأ بصفقة شاملة لتحرير الرهائن في غزة.
ودعا لابيد، خلال مشاركته في مؤتمر “استراتيجية الأمل” الذي نظمه معهد “ميتفيم”، إلى عقد مؤتمر إقليمي في الرياض بمشاركة السعودية، الولايات المتحدة، إسرائيل، الإمارات، لبنان، والسلطة الفلسطينية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة في لبنان وغزة، وتشكيل تحالف إقليمي لمواجهة إيران.
وتشمل أبرز ملامح الخطة، إقرار تسوية في غزة، عبر تشكيل هيئة إدارية لإعادة إعمار غزة، تضم ممثلين من السعودية، مصر، دول اتفاقيات إبراهيم، الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إشراك السلطة الفلسطينية عبر ذراع رمزية مدنية منفصلة عن رام الله.
وتتضمن خطة لابيد أيضا التوصل لتسوية في لبنان، من خلال انسحاب حزب الله لمسافة 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية، ونشر وحدات من الجيش اللبناني، مدعومة بتدريب وإشراف من قوات غربية.
وتضمنا أيضا إنشاء تحالف إقليمي لمواجهة إيران، عبر العمل على وقف برنامج إيران النووي عبر الوسائل الدبلوماسية أو العسكرية، والتصدي لمحاولات إيران تعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط باستخدام الميليشيات التابعة لها.
ويطرح لابيد أيضا في خطته، مناقشة توسيع العلاقات مع دول اتفاقيات إبراهيم، بما في ذلك السعودية، عبر لجان مختصة لتطوير الاستثمارات والمشاريع المشتركة.
إضافة إلى إصدار بيان مشترك يدعو إلى خلق الظروف الملائمة لتحقيق انفصال مستقبلي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مع التزام إسرائيل بعدم ضم الضفة الغربية، ودعوة الفلسطينيين لمكافحة الإرهاب والتحريض.
وشدد لابيد على ضرورة الدمج بين المسار السياسي والعسكري، قائلاً: “لا يمكن تحقيق النصر بدون خطوات سياسية”.
ووصف فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية بأنه فرصة تاريخية لإسرائيل، مشيراً إلى أن الإدارة المقبلة “لا تخشى المبادرات الكبرى”.
وأضاف لابيد أن خطته تسعى لتقديم حلول شاملة للقضايا العالقة، بما في ذلك إنهاء الحرب في غزة، حيث دعا إلى وقف القتال لمدة 6 أشهر خلال فترة انتقالية، يتم فيها نشر قوات دولية من الإمارات، مصر، المغرب، وعناصر مدنية من السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار.
ووجه لابيد انتقادات حادة للحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتانياهو، متهماً إياها بإطالة أمد الحرب بسبب اعتبارات سياسية، وأوهام ضم الضفة الغربية وإعادة السيطرة على غزة.
وقال: “الحكومة ترفض أي تسوية تتضمن السلطة الفلسطينية، حتى في أبسط صورها، خوفاً من ردود فعل اليمين المتطرف”.
وأكد أن هذه المعارضة تحرم إسرائيل من فرصة استراتيجية لتعزيز أمنها واقتصادها ومكانتها الدولية.
وتأتي هذه الخطة في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات متصاعدة على الجبهات المختلفة، وتبدو دعوة لابيد محاولة لإعادة صياغة الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه القضايا الإقليمية والدولية.