سرايا - أكّد ضباط ومسؤولون صهاينة سابقون أنّ الانتصار على حماس في حرب غزة لم يعد ممكنًا، وأنّه لم يعد من خيار سوى القبول بصفقة لتبادل الأسرى يحدد شروطها يحيى السنوار رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة.

وقال كبير الباحثين في جامعة "تل أبيب"، المُستشرِق ميخائيل ميلشتاين، إنّ الاحتلال وصل إلى مفترق طرق بشأن سلوكه في قطاع غزة، ومسألة القضاء على حماس بات أمرًا بعيدًا.



وأوضح مقال له في صحيفة (معاريف) العبريّة أنه “من غير المعروف كيف لهجوم على رفح أنْ يؤدي إلى انهيار حماس بشكل عام؟”.

وأضاف: “السؤال الرئيسي الآن، هل تريدون الدفع بصفقة لإطلاق سراح المحتجزين، أمْ تفضلون الاستمرار إجراء هجومٍ؟ والذي لا أرى كيف ستؤدي إلى القضاء على حماس”.

وفي سياق متابعتها لمجريات العدوان ضدّ قطاع غزة وتداعياتها وتبعاتها، نقلت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن اللواء احتياط يتسحاق بريك قوله إنّه رغم تدمير 1100 فتحة نفق، فإنّ ثمة آلاف الأنفاق الإضافيّة ومئات الكيلومترات منها، وفي ظلّ عدم حلّ هذه المعضلة، فلن يتحقق الانتصار على حماس، طبقًا لأقواله.


وفي ردّه على طرح مقدم البرنامج بأنّ السيطرة على الحدود ومحور فيلادلفيا يمكن أنْ تحقق الانتصار في الحرب، قال بريك: “لا يمكن الانتصار في الحرب، يتحتِّم علينا أنْ نُواجِه الحقيقة، وأنْ نقولها، ونكف عن قصص نحن ونحن ونحن (..) برأيي، من الصعب جدًا اليوم تقويض حماس، والأسهل هو استعادة المخطوفين”، على حدّ تعبيره.


من ناحيتها نقلت قناة (كان 11) العبرية الرسميّة عن رئيس جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) سابقًا تامير باردو، تأكيده أنّه لم يعد هناك خيار أمام "إسرائيل" إلّا القبول بعقد صفقةٍ لتبادل الأسرى يُحدِّد السنوار شروطها وموعد الإفراج عن الأسرى، مضيفًا “إذا أنهينا الحرب بـ 136 رون آراد (في إشارةٍ إلى اسم مُساعد طيارٍ مفقودٍ منذ 36 عامًا في لبنان) أوْ بـ 136 تابوتًا، فإنّ "إسرائيل"، للمرّة الأولى منذ إقامتها، ستخسر الحرب”، كما قال.

وأضاف باردو، الذي كان وصف جهاز الموساد بعصابة قتلٍ منظّمٍ، أنّ ما يجِب على "إسرائيل" الحرص عليه هو تصحيح ذلك الفعل الفظيع بتخلّي الدولة عن مواطنيها وبخيانتها لهم، مضيفًا أنّ “السنوار بعيدًا عن أيّ ضغطٍ، ونحن اليوم بعيدون جدًا عن حسم المعركة البريّة، وإذا قررت الحكومة ورئيسها التخلّي عن المخطوفين فليقل ذلك علنًا أمام الجمهور”.

من ناحيته، قال إليئور ليفي، وهو محرر الشؤون الفلسطينيّة في قناة كان 11، إنّ ما يحدث اليوم هو نوع من الغوص في الوحل بقطاع غزّة وليس التموضع فيه، وهو يُذكِّر بغوص الأمريكيين في الوحل العراقيّ، معتبرًا ذلك بداية حرب استنزافٍ في قطاع غزة.

من جهتها، قالت ميراف سبيرسكي، وهي شقيقة أسير قتل في غزة، إنّ الحكومة تكذب عليهم وتخلّت عن ذويهم وضحّت بهم، مشيرةً إلى أنّها تقصد أشخاصًا محددين في الحكومة وهم مَنْ يقولون: “فقط القتال.. فقط القتال”.


ونقلت وسائل إعلام تصاعد تفاعلات أهالي الأسرى أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن ذلك ما قاله متظاهر أمام منزل نتنياهو في قساريا “في كلّ مدينةٍ ستلجأ إليها يا بنيامين سنكون هناك.. عليك أنْ ترتجف هذه اللحظة، ولن تساعدك الحبوب المهدئة”، وقال والد أحد الرهائن: “فقط مقبرة سنُطلِق على اسمك يا نتنياهو”.


في حين قالت قريبة أحد الأسرى الإسرائيليين “تحولّت توسلاتنا من تحرير ذوينا إلى المطالبة بإنقاذ حياتهم، نحن نطالب بعقد مؤتمرٍ دوليٍّ بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة و "إسرائيل" لتسوية الأمور والوصول إلى حلٍّ”.


إلى ذلك، قالت المؤرّخة "الإسرائيليّة" ، عيديت زارطال، في مقالٍ نشرته بصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ “النصر المطلق على حماس، وهو الشعار الذي أطلقه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ليس إلّا عملية بناءٍ كلاميٍّ، عبثيٍّ، غيرُ واقعيٌّ ولا يمُتّ للواقع بصلةٍ، وهو عمليًا شعار لرجلٍ “عبقريٍّ” يعمل في الدعاية دون ضميرٍ، والذي يعود ويُكرّر المُنتج الذي صنعه، وهذا الكذب أجوف وفارغ تمامًا مثل نتنياهو”، على حدّ وصفها.


وشدّدّت المؤرِّخة على أنّه “مع مرور السنوات، تحولّت غزّة لحقل تجاربٍ "إسرائيليٍّ " في كيفية وآلية تطبيق الاحتلال والسيطرة على المدنيين، كما تحوّل القطاع إلى مختبرٍ لتطوير أدوات الاستخبارات والتعقّب وإنتاج القنابل الذكيّة والحمقاء، والتي تقوم "إسرائيل" بإلقائها على السُكّان لقتلهم دون تفرقةٍ”، طبقًا لأقوالها.
إقرأ أيضاً : القسام: قنصنا جنديين واشتبكنا مع قوة صهيونية راحت بين قتيل وجريح غرب خانيونسإقرأ أيضاً : "إسرائيل" تصدر لائحة اتهام ضد شقيقة صالح العاروريإقرأ أيضاً : والد عروس رفح الشهيدة: ابنتي حافظة لكتاب الله و "ما لحقت تفرح"


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: غزة رئيس الاحتلال غزة اليوم رئيس الدولة اليوم الحكومة اليوم الحكومة الحكومة رئيس الاحتلال قطر رئيس الاحتلال القطاع قطر لبنان اليوم الحكومة الدولة الله غزة الاحتلال رئيس الوزراء القطاع على حماس

إقرأ أيضاً:

رئيس الشاباك يعلن استقالته.. إسرائيل ترفض مقترح هدنة لخمس سنوات

رفضت الحكومة الإسرائيلية مقترحًا يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة خمس سنوات مقابل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس”، وفق ما كشفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية.

ونقلت الوسائل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “تل أبيب رفضت المقترح بشكل قاطع”، مشددًا على أن الحكومة لن توافق على أي هدنة تتيح لحركة “حماس” إعادة بناء قدراتها العسكرية واستئناف القتال ضد إسرائيل بقوة أكبر.

وأضاف المسؤول أن “إسرائيل امتنعت عن شن حرب شاملة عقب انهيار وقف إطلاق النار السابق، بهدف منح المفاوضات فرصة أكبر لإطلاق سراح الرهائن”، مؤكدًا أن العمليات العسكرية الجارية تتميز بأنها “محدودة” نتيجة لهذا التوجه.

وكان الوسطاء قد طرحوا مقترح الهدنة الأسبوع الماضي، قبيل سفر وفد حركة “حماس” إلى العاصمة المصرية القاهرة.

وأعلن مسؤول مصري في تصريحات صحفية أن الحركة أبدت استعدادها للموافقة على صفقة تبادل شاملة، مشيرًا إلى قبولها بالمقترح المطروح.

في السياق، أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”، مساء الاثنين، بأن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، سيلتقي فريق التفاوض الإسرائيلي في القاهرة لمناقشة جهود إحياء وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

ويأتي الاجتماع مع الوفد الإسرائيلي، الذي يترأسه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في أعقاب زيارة وفد من حركة “حماس” إلى مصر قبل عدة أيام، لبحث سبل التهدئة والتوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع، بحسب تقرير القناة المصرية.

وأفادت وكالة “رويترز” بأن المحادثات الجارية في القاهرة بشأن غزة تشهد تقدمًا كبيرًا.

وذكرت مصادر أمنية أن الأطراف المتفاوضة اتفقت على عدد من القضايا، من بينها التوافق على وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، فيما لا تزال بعض النقاط العالقة قائمة، وعلى رأسها مسألة تسليح حركة “حماس”.

وتأتي هذه التطورات في ظل جهود وساطة إقليمية ودولية مستمرة منذ شهور، تهدف إلى إنهاء التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، وتصاعدت حدة العمليات العسكرية عقب انهيار اتفاق التهدئة السابق، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية وقطرية وأطراف أخرى.

وتسعى إسرائيل إلى استعادة جميع الأسرى المحتجزين لدى حماس منذ سنوات، بمن فيهم جنود ومدنيون أُسروا خلال الحروب والاشتباكات المختلفة، في المقابل، تطالب حركة “حماس” بوقف كامل للعمليات العسكرية، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، والإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

هذا وارتفع عدد ضحايا الحرب على غزة منذ 7 أكتوبر إلى 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

إسرائيل تعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بالأسلحة قادمة من مصر

أفادت مصادر عبرية اليوم الاثنين أن الجيش الإسرائيلي تمكن من إسقاط طائرة مسيرة كانت قد اخترقت الحدود المصرية الإسرائيلية، محملة ببنادق وذخائر. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه تم اعتراض الطائرة المسيرة أثناء محاولتها عبور الحدود، ليتم العثور على الأسلحة داخل الطائرة بعد إسقاطها.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن إسقاط طائرة مسيرة مشابهة حاولت تهريب أسلحة وذخيرة من مصر إلى الأراضي الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن حوادث مماثلة قد تكررت في الآونة الأخيرة. وأضاف البيان أن الجيش قد شن غارات جوية على قطاع غزة استهدفت أفرادًا حاولوا استرجاع مسيرات عبرت إلى داخل القطاع.

وفي سياق متصل، كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في فبراير الماضي عن إسقاط طائرة مسيرة أخرى كانت في طريقها من مصر إلى إسرائيل. هذه الحوادث تأتي في وقت تتزايد فيه محاولات تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة إلى قطاع غزة، مما يعكس تصاعد التوترات الأمنية على الحدود الجنوبية لإسرائيل.

رئيس “الشاباك” الإسرائيلي يعلن استقالته: نحن مسؤولون عن إخفاق 7 أكتوبر

أعلن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، استقالته من منصبه، على أن تدخل حيّز التنفيذ في 15 يونيو المقبل، وذلك في أعقاب الإخفاقات الأمنية التي سبقت هجوم حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وخلال كلمة ألقاها في فعالية لإحياء ذكرى قتلى الجهاز، قال بار: “بعد سنوات من العمل على جبهات متعددة، انهارت السماء في ليلة واحدة على الجبهة الجنوبية، فشلت جميع الأنظمة، ولم يصدر الشاباك تحذيرًا مسبقًا، أمام ضخامة الحدث وفداحة نتائجه، لا بد من الانحناء بتواضع أمام الضحايا والمصابين والمختطفين وعائلاتهم”.

وأوضح أن استقالته تأتي التزامًا بـ”المسؤولية الشخصية والمؤسسية”، مؤكدًا أن تحمّل المسؤولية يمثل “جزءًا من القدوة القيادية التي نؤمن بها، ولا يمكننا الاستمرار في القيادة من دونها”.

وتأتي هذه الاستقالة في ظل تصاعد الانتقادات الموجهة إلى قيادات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، على خلفية الفشل في منع الهجوم الذي شنته “حماس”، والذي أسفر عن مقتل وخطف المئات من الإسرائيليين، واعتُبر أكبر إخفاق أمني منذ عقود.

وكان بار قد قدّم، يوم الإثنين، إفادة خطية من ثماني صفحات إلى المحكمة العليا، اتهم فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة إقالته في مارس الماضي، مدعيًا أن تلك المحاولة لم تكن مدفوعة باعتبارات مهنية، بل جاءت إثر رفضه تنفيذ تعليمات بالتجسس على متظاهرين وتعطيل محاكمة نتنياهو في قضايا فساد، وأكد أن نتنياهو كان يتوقع “ولاءً شخصيًا” لم يتحقق.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يثير غضب الإسرائيلي بتصريح إنتقامي
  • نتنياهو: النصر على حماس أهم من استعادة الأسرى
  • الرئيس السابق للشاباك يحذر من أزمة وجودية لـ “إسرائيل” في ظل حكم نتنياهو
  • نتنياهو: هزيمة حماس أهم من إطلاق سراح الرهائن الـ59
  • عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو: أعاد تعريف أولويات الحرب
  • رئيس الشاباك السابق يحذر من حكومة نتنياهو.. نواجه أزمة وجودية
  • نتنياهو يمثُل أمام المحكمة للمرة الـ27 بتهم فساد
  • إعلام إسرائيلي: أهالي الأسرى ناقمون وبعضهم يدعو للهجرة
  • رئيس الشاباك يعلن استقالته.. إسرائيل ترفض مقترح هدنة لخمس سنوات
  • رئيس مجموعة ضغط يحذر من خطر نتنياهو على مستقبل إسرائيل