ليلة النصف من شعبان.. اعرف فضلها وأحب الأعمال فيها
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أيام قليلة وتحل علينا ليلة النصف من شعبان والتي تعد من الليالي الفاضلة التي جعلها الله من الأيام المباركة التي يعيشها المسلمون في كل عام، ويرجون فيها أن يتجاوز الله عن سيئاتهم، ويغفر لهم ما تقدم من ذنوبهم، كما يطلبون فيها أن يجعل الله أيامهم مباركة تقوم على الطاعة والصلاح ، ودعا الإسلام من خلال الوحي إلى اغتنام جميع الطرق والوسائل التي تقرب العبد من ربه، وكان من بين تلك الوسائل ليلة النصف من شعبان.
تمتاز ليلة النصف من شهر شعبان بأن لها أهمية تربو عن فضل وأهمية باقي ليالي شهر شعبان، بل إن أهمية تلك الليلة تفوق أهمية معظم ليالي الأشهر الأخرى، حتى أن بعض العلماء من جعل لليلة النصف من شعبان أهمية ربما توازي أهمية ليلة القدر.
وقد ورد في ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ حيث أشارت تلك الأحاديث إلى استحباب إحياء تلك الليلة، والإكثار من الفضائل والعبادات والطاعات فيها طلبا للأجر والثواب من الله، منها:
روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل يصلي، فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض، فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع إلي رأسه من السجود وفرغ من صلاته، قال: يا عائشة -أو يا حميراء- أظننت أن النبي قد خاس بك؟ قلت: لا والله، يا رسول الله، ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك، فقال: أتدرين أي ليلة هذه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذه ليلة النصف من شعبان، إن الله -عز وجل- يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم).
وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك، أو مشاحن).
وذهب جمهور الفقهاء إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان؛ حيث يتعرض المؤمن في هذه الليلة لرحمات الله سبحانه وتعالى، وتغفر بها ذنوبه إن قامها بحقها، كما نقل عن ابن تيمية أن جماعة من السلف كانوا يقومون ليلة النصف من شعبان في كل عام دليلا على أفضليتها.
صيام ليلة النصف من شعبان
كما يستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في شهر شعبان؛ لما روي من حديث عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها- أنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان).
أما تخصيص صيام يوم النصف من شعبان عن صيام باقي أيامه وإفراده بذلك، فقد اختلف فيه العلماء إلى عدة فرق وآراء، وفيما يلي بيان رأي كل فريق على حدة:
يرى فريق من العلماء أنه لا يشرع تخصيص يوم النصف من شعبان بصيام دون بقية أيام الشهر، وأن ذلك الأمر لم يرد فيه نص عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ما ورد في هذا الباب من الأحاديث لا يرقى لدرجة الاحتجاج به.
ذهب جماعة من أهل العلم إلى كراهة الصيام بعد انتصاف شعبان حتى دخول شهر رمضان، بما في ذلك يوم النصف من شعبان، وهو قول جمهور الشافعية والطحاوي وغيرهم.
خص ابن حزم الظاهري النهي عن صيام النصف من شعبان بما يأتي بعده من الأيام؛ أي بالسادس عشر من شعبان؛ مما يعني أن صيام النصف من شعبان جائز مباح عنده، وقد قال بذلك الكثير من العلماء قديما وحديثا.
دعاء ليلة النصف من شعبان
أشارت دار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة لها إلى نص دعاء ليلة النصف من شعبان، قائلا: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك في أم الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات..
وأكملت: إنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾، إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم".
وأفادت دار الإفتاء أن تلاوة هذا الدعاء وتخصيص ليلة النصف من شعبان به أمر حسن لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ: ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾، رواه الترمذي.
ونبهت دار الإفتاء: أن أصل الألفاظ المستعملة في هذا الدعاء وارد عن بعض الصحابة والسلف؛ فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أنه قال وهو يطوف بالبيت: "اللهم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنبا فامحه؛ فإنك تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب، فاجعله سعادة ومغفرة".
وتابعت أنه روى عن ابن مسعود - رضي الله عنه- قال: "ما دعا عبد قط بهذه الدعوات إلا وسع الله له في معيشته: يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول، لا إله إلا أنت، ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، ومأمن الخائفين، إن كنت كتبتني في أم الكتاب شقيا، فامح عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدا، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروما مقترا علي رزقي، فامح حرماني، ويسر رزقي، وأثبتني عندك سعيدا، موفقا للخير؛ فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾".
ونوهت أن بقية الدعاء من عند قولهم: "إلهي بالتجلي الأعظم" إلى نهايته، زادها الشيخ ماء العينين الشنقيطي كما ذكر ذلك الإمام الرائد محمد زكي إبراهيم في رسالته "ليلة النصف من شعبان في ميزان الإنصاف العلمي".
أعمال ليلة النصف من شعبان
كشف الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، عن أعمال ليلة النصف من شعبان.
و قال " جمعة " عبر فيديو له على صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك " إن خالد بن مهران ولقمان بن عامر من علماء الشام كان يحيون ليلة النصف من شعبان بالمنزل متعبدين إلى الله ومجتهدين في العبادة بكثرة الذكر وتلاوة القرآن وأداء الصلاة جماعة.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن الإمام الشافعي يقول: " كل ما لم تسن فيه الجماعة تجوز فيه الجماعة"؛ ومن هنا كان جائزا أداء الصلاة جماعة ليلة النصف من شعبان في المنزل، كما يستحب أيضا الاكثار من مجالس الصلاة على النبي والصدقة والذبح لله.
وأوضح أنه يستحب في ليلة النصف من شعبان ترديد الدعاء الوارد عن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لافتا: وإن الأثر الوراد فيه ضعيف ولكن يمكن أن نعمل به.
الدعاء مستحب ليلة النصف من شعبان
و بين الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، أن سيدنا النبي ﷺ يرسم لنا وظائف ليلة النصف من شعبان؛ «فمن قام ليلها، وصام نهارها، غفر الله له، وأعطاه سؤله».
ونبه " جمعة" عبر منشور له على صفحته الرسمية بموقع " فيسبوك " أن المسألة يسيرة على من يسرها الله عليه، و أول وظائف ليلة النصف من شعبان " القيام" ، ويشمل القيام قراءة القرآن، مستندا إلى قوله -تعالى- : ﴿قم الليل إلا قليلا (2) نصفه أو انقص منه قليلا (3) أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا﴾، ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا﴾.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن من وظائف هذه الليلة: ذكر الله؛ لقوله - تعالى-: ﴿فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون﴾ ، لافتا: وعلمنا رسول الله ﷺ كيف نذكر ربنا، علمنا قول : "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"؛ نكررها ونعيدها.
وأردف أن أهل الله أطلقوا على هذه الخمسة "الباقيات الصالحات"؛ لأنها هي التي تبقى للإنسان بعد رحيله من هذا الدكان، فبعد رحيل السكان من الدكان، تبقى الباقيات الصالحات، نورا في القبر، وضياء يوم القيامة، وذكرا في الملأ الأعلى، مشيرا: أن رسول الله ﷺ كان يقول: «إني أستغفر الله في اليوم مائة مرة».
ووواصل أن من وظائف هذه الليلة: الدعاء، والمناجاة؛ عش مع ربك وناجه، وفي النهار صم، ففي القيام والصيام قربى إلى الله - سبحانه وتعالى- وإشارة إلى بداية جديدة لعام جديد، نستقبل فيه رمضان بالقيام والذكر والدعاء والصيام؛ فهذه وظائف ليلة النصف من شعبان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ليلة النصف من شعبان الدكتور علي جمعة دار الإفتاء ليلة النصف من شهر شعبان دعاء ليلة النصف من شعبان صيام ليلة النصف من شعبان عضو هیئة کبار العلماء لیلة النصف من شعبان صلى الله علیه وسلم فی لیلة النصف من رضی الله عنه رسول الله شهر شعبان إن کنت
إقرأ أيضاً:
هل الدعاء يرد القضاء فعلا؟ اعرف هذه الكلمات التي لا ترد
الدعاء ليس مجرد عبادة روحية، بل وسيلة ترد البلاء وتعدل القضاء، والله تعالى قد يُقدِّر البلاء ويُقدِّر معه الدعاء الذي يرفعه.
وقال شيخ الأزهر، في إجابته عن سؤال: هل الدعاء يرد القضاء؟ إن الدعاء والبلاء يتعارجان إلى يوم القيامة"، وأن مَثَلُ الدعاء كمَثَل الترس في الحرب؛ فكما يرد الترسُ السهامَ، يرد الدعاءُ البلاءَ، لافتاً إلى أن العلماء قالوا إن رد البلاء بالدعاء من جملة القضاء نفسه.
وأكد شيخ الأزهر، أن الإلحاح في الدعاء هو أمر مستحب، والعلاقة بين العبد وربه تبادلية في الدعاء، فكما يدعو الإنسان ربه، فإن الله يدعو عباده إلى الإيمان والطاعة.
هل حديث لا يرد القضاء إلا الدعاء صحيحوعن صحة حديث لا يرد القضاء إلا الدعاء، حيث قال النبي «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدعاء» والمقصود بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يَرُدُّ القَضَاءَ إلا الدُّعاء» هو القضاء المُعَلَّق وليس المُبرَم المَحتوم فالأخير لا يتغير أما الأول فيتغير بالدعاء.
فالقَضَاءُ الْمُبْرَمُ أي المحتوم فلا يَرُدُّهُ شَىْءٌ، لا دَعْوَةُ دَاعٍ وَلا صَدَقَةُ مُتَصَدِّقٍ ولا صِلَةُ رَحِمٍ، وَالْمُعَلَّقُ مَعْنَاهُ أَنَّهُ مُعَلَّقٌ في صُحُفِ الْمَلائِكَةِ الَّتي نَقَلُوهَا مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظ. مَثلًا يَكُونُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُم فُلانٌ إِنْ دَعَا بِكَذَا يُعْطَى كَذَا، وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لا يُعْطَى. وَهُمْ لا يَعْلَمُونَ مَاذَا سَيَكُونُ مِنْهُ. فَإِنْ دَعَا حَصَلَ ذَلِكَ. وَيَكُونُ دُعاؤُهُ رَدَّ القَضَاءَ الثَّانِيَ الْمُعَلَّقَ.
الدعاء الذي لا يرداللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهم على علم على العالمين اللهم لين لي صعوبتها وحزونتها واكفني شرها فانك الكافي المعافي والغالب القاهر اللهم صل على محمد وال محمد لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم.
اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم. لا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
اللهم الراحة اللهم الاطمئنان اللهم راحه البال اللهم الرضا اللهم الأمان اللهم السعادة، اللهم يا فاطر السماوات والأرض ويا عالم الغيب والشهادة، أسألك اللهم أن تشرح صدري وتغفر ذنبي، اللهم إني أسألك بأنك أنت الله مالك الملك وأنك على كل شيء قدير، أن تفرج الهموم والكروب، وأن تنشر السعادة في قلوبنا يا أرحم الراحمين، اللهم ألهمنا في أمرنا الصواب، ويسر لنا في كل مسألة جواب، يا فارج الغم اجعل لي من أمري فرجا ومخرجا. (دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد. اللهم إني أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام.