طائرات انتحارية إيرانية في الشمال السوري المحرر.. دلالات وأبعاد
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
لُوحظ تزايد استخدام طائرات الدرون الانتحارية الإيرانية في مناطق الشمال السوري المحرر وتحديدا على خطوط القتال في ريفي حلب وإدلب، لتُسفر عن مقتل عسكريين ومدنيين، وتُحيل مناطق التماس إلى قلق ورعب وسط المدنيين، بعد أن ضاقت رقعة الشمال السوري المحرر بخمسة ملايين ساكن فيه.
تطورٌ إيراني لافت يتزامن مع استخدام الجيش الصهيوني لنفس التكتيك في ملاحقة الفلسطينيين، والذي أدرجته منظمات حقوقية في إطار الإبادة الجماعية، كما يترافق استخدامه مع التصعيد الحاصل بين إيران وبين القوات الأمريكية والإسرائيلية؛ من استهداف لقادة الحرس الثوري الإيراني، أو لقادة مليشياتها الطائفية في سوريا والعراق، وهو ما يستدعي التوقف عند هذا التكتيك الإيراني الجديد، والتعرف على دلالاته وأبعاده في السياق الداخلي السوري والإقليمي والدولي.
تكثيف الضربات الأمريكية والإسرائيلية المستهدفة لقادة الحرس الثوري الإيراني أرسل رسائل ضعف عن الاحتلال الإيراني في سوريا، وبالتالي كان لا بد من تعويض هذا الضعف من اللحاظ الإيراني، بإدخال أسلحة جديدة تعيد الثقة للاحتلال الإيراني في سوريا، وتُبدد كل ما يعتري هذا الضعف الذي ستستغله القوى الثورية في الشمال السوري المحرر، تكثيف الضربات الأمريكية والإسرائيلية المستهدفة لقادة الحرس الثوري الإيراني أرسل رسائل ضعف عن الاحتلال الإيراني في سوريا، وبالتالي كان لا بد من تعويض هذا الضعف من اللحاظ الإيراني، بإدخال أسلحة جديدة تعيد الثقة للاحتلال الإيراني في سوريا، وتُبدد كل ما يعتري هذا الضعف الذي ستستغله القوى الثورية في الشمال السوريلا سيما مع حديث أجنبي عن سحب بعض قادة الحرس الثوري الإيراني وأركانه من محاور القتال في الشمال السوري المحرر، الذي تزايد فيه استخدام الطائرات الانتحارية، وذلك لحرمان الثوار في الشمال المحرر من استغلال هذه الفجوة في ضرب مواقع الاحتلال الإيراني، وبالتالي توسيع رقعة الشمال السوري المحرر، مما قد يخلق حالة شبيهة بواقع أحجار الدومينيو على مناطق سورية محتلة من قبل المحتلين الروسي والإيراني، لا سيما مع انشغالات إيران وأذرعها الطائفية في القصف شبه اليومي الإسرائيلي والأمريكي.
تُحسن إيران استغلال اللحظات حتى إن كانت معادية لها، فمع التصعيد الحاصل بين تركيا ومليشيات قسد، عززت طهران مواقعها وتحالفها مع قوات قسد الكردية، لمواجهة تركيا وتعزيز قوات الأسد، ومما يساعد إيران في ذلك، علاقاتها القوية القديمة مع قادة قسد حيث تحظى معهم بعلاقات وطيدة عززتها في السنوات الماضية، بينما ظلت تركيا على العقيدة العسكرية القديمة في محاربة قسد.
العقيدة العسكرية الإيرانية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام هي نفسها العقيدة العسكرية التي سنّها وطبقها قاسم سليماني، والذي يسهر اليوم خليفته من بعده إسماعيل قاآني على تنفيذها وتطويرها، وتكمن بتوسيع الحضور الإيراني في المنطقة بشكل عام، عدديا وجغرافيا ونوعيا، ولذا فمثل هذه الطائرات الانتحارية تأتي كجزء أساسي من هذه العقيدة، حيث يوفر مطار أبو الضهور في محافظة إدلب قاعدة أساسية في عملية التصنيع والإعداد لهذه الطائرات، ولعل تزايد استخدامها يؤشر إلى استراتيجية الاستنزاف التي ستعتمدها قوات المحتل الإيراني بحق الشمال المحرر، وهي رسالة لأصحاب الشأن في المحرر، وتركيا أيضا.
استخدام الطائرات الانتحارية الإيرانية في الشمال السوري المحرر، ينبغي أن يُقرأ أبعد من الحدث السوري، بكونه رسائل إلى دول الجوار وتحديدا في الأردن وما بعده، خصوصا مع التسخين الإقليمي والدولي، والذي إيران جزء منه
استخدام الطائرات الانتحارية الإيرانية في الشمال السوري المحرر، ينبغي أن يُقرأ أبعد من الحدث السوري، بكونه رسائل إلى دول الجوار وتحديدا في الأردن وما بعده، خصوصا مع التسخين الإقليمي والدولي، والذي إيران جزء منه، فبدون دعم القوى الثورية السورية لمواجهة الاحتلال الإيراني في سوريا، ستدفع الدول العربية ثمنا باهظا لهذا التخلي، بأن تكون الهدف التالي في حال سقطت الثورة السورية كاملة -لا سمح الله-.
هذا التحليل يعززه السعي الإيراني المتواصل إلى إضعاف الدول العربية المجاورة لسوريا وعلى رأسها الأردن، إن كان من حيث حرب الأفيون التي تشنها عليها، ومن ورائها الدول العربية الأخرى المستهدفة من تجارة الكبتاغون، حيث يُستخدم الأردن كدولة ترانزيت، أو من خلال تهديدها اليوم ولأول مرة بقطع أنابيب النفط العراقي عنها، كل ذلك يؤكد أن الأردن غدا في عين العاصفة الإيرانية.
طهران تدرك تماما أنها تمارس عملية جراحة الأعصاب مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل عبر المواجهة في سوريا والعراق، فهي تدرك تماما حاجتها للبقاء في دمشق، بوابة التشيع إلى العالم العربي كما وصفها من قبل روحاني، والارتكازة الاستراتيجية في عقيدة الحرس الثوري الإيراني، ولذا يتم التغاضي عن الخسائر الجانبية التي تطال قادة الحرس، وهو ما يُفسر مطالبتها لمليشياتها بوقف عملياتها العسكرية ضد الأهداف الأمريكية لتمرير هذه المرحلة، وتمرير العاصفة، وهو تكتيك أتقنته إيران في سوريا وغير سوريا، ما دامت نقاط الاتفاق بينها وبين المصالح الأمريكية والإسرائيلية أكثر من نقاط الافتراق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية سوريا إدلب إيران سوريا إدلب مسي رات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمریکیة والإسرائیلیة الحرس الثوری الإیرانی الطائرات الانتحاریة الاحتلال الإیرانی الإیرانی فی سوریا الإیرانیة فی هذا الضعف
إقرأ أيضاً:
محلل: التحالف بين لندن وأنقرة لم يمنع دعم الأكراد في الشمال السوري
قال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوري محمد عمر إنه بعد مرور ما يزيد عن شهر منذ سقوط نظام الأسد، مازالت الاشتباكات مستمرة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وبعض القوات المدعومة من النظام التركي، حيث تعتبر تركيا أن القوات الكردية تسعى للانفصال عن سوريا وتشكيل منطقة حكم ذاتي وهذا ما يهدد الأمن القومي التركي بسبب العداء بين النظام الحاكم هناك والأكراد واعتبارهم جماعات إرهابية.
وأضاف أن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قد أكد أنه سيترك مجالا للتفاوض مع قوات "قسد" وأن حكومته لديها الحق في استخدام الوسائل كافة لاستعادة وحدة الأراضي السورية.
وتابع المحلل، أنه بهذا الصدد أوضح الشرع في تصريحات لوسائل إعلام تركية أنهم سيتركون مجالا للتفاوض مع قوات قسد، ويمتلكون الحق في استخدام الوسائل كافة لاستعادة وحدة أراضينا، ولن يسمحوا على الإطلاق بوجود سلاح خارج سلطة الدولة أو بتقسيم سوريا".
وأضاف أن حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب تستغل مسألة داعش لخدمة مصلحتها الخاصة، ولا يمكن أن نقبل بوجود مجموعات المقاتلين الأجانب في سوريا، كما أكدت تركيا بدورها مؤخرًا على استمرار تحركاتها ضد الأكراد، وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين، إنه نقل مجددا توقعات تركيا من العراق بشأن تصنيف حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية" رسميا، وذلك بعد أن صنفته بغداد "منظمة محظورة" العام الماضي.
وقال فيدان: "أود أن أؤكد بقوة على هذه الحقيقة: حزب العمال الكردستاني يستهدف تركيا والعراق وسوريا. ومن أجل مستقبل منطقتنا وازدهار شعوبنا، يتعين علينا أن نخوض معركة مشتركة ضد الإرهاب".
ونقلت صحيفة "أيدينليك" التركية في مقال لها، نقلًا عن مصادر، أنباء عن وجود دعم استخباراتي بريطاني لـ "قسد" في سوريا. وأشارت الى أن هذا الدعم تأكد بعد الكمين الذي نصبته قسد لعناصر من الجيش الوطني خلال معارك ريف حلب، والذي أُسر فيه عدد من العناصر بينهم جنديان تركيان.
وبحسب الصحيفة التركية، اعتمدت أنقرة على بريطانيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني منذ عام 2016، وتصاعدت التوترات بين تركيا والولايات المتحدة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان، والتي يُزعم أن واشنطن وحلفاؤها هم من يقفون وراءها. وأشار المحلل السياسي، إلى أن ذلك أدى إلى نشوء "تحالف" غير عادي أددطحدث تقارب بين أنقرة ولندن في السنوات الأخيرة وتعزيز العلاقات بين البلدين، موضحا أنه في ظل التصعيد الأخير للتوترات، زادت العديد من دول التحالف الدولي، وعلى رأسهم بريطانيا، من دعمها لقوات سوريا الديمقراطية على الرغم من التحالف المعلن بين لندن وأنقرة، ولم يقتصر هذا الدعم على المساعدات العسكرية والمالية، بل امتد إلى التنسيق الأمني والاستخباراتي المكثف بين الاستخبارات البريطانية وقوات سوريا الديمقراطية، والذي كان يجري في سرية تامة.
واستطرد أن وسائل الإعلام تداولت مؤخرًا أنباءًا عن اعتقال قوات سوريا الديمقراطية أربعة عناصر من الجيش الوطني السوري تابعين لفصيل العمشات في ريف حلب، وتبين أن اثنين من المعتقلين مواطنين أتراك، وتمت هذه العملية بدعم وإشراف مباشر من المخابرات البريطانية، علاوة على ذلك، أظهرت مقاطع فيديو متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء من الجيش الوطني السوري المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية وهم يتعرضون للإذلال من خلال إجبارهم على الصراخ وهم معصوبي الأعين.
كما أشارت وسائل إعلام الى ظهور كريستوفر لي، القائد الثاني لشركة "Aegis Forces" العسكرية البريطانية الخاصة، في أربيل بالتزامن مع زيارة قائد "قسد" مظلوم عبدي ولقائه برئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، حيث تؤكد بعض المصادر وجود تعاون بين الشركة العسكرية البريطانية وقوات سوريا الديمقراطية.