الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أبو ظبي-سانا
نظمت الأمانة السورية للتنمية بالتعاون مع كرسي اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي والقانون المقارن جامعة روما يونيتيما سابينزا – إيطاليا على هامش المؤتمر العالمي لتعليم الثقافة والفنون الذي نظمته اليونيسكو مؤخراً بمركز أبو ظبي الوطني للمعارض جلسة حوار تفاعلية بعنوان (دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.
وقال عضو مجلس أمناء الأمانة فارس كلاس خلال الجلسة: “إن مناقشة دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم هي مناقشة وثيقة الصلة بمؤتمر اليونيسكو وبالمجتمعات التي نأتي منها ونخدمها وتحديداً في عالم سريع التغير، حيث يشكل العصر الرقمي والعولمة فرصاً وتحديات”، مضيفاً “: إن أهمية حماية التراث الثقافي غير المادي أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وتمتد مسؤوليتنا الجماعية إلى ما هو أبعد من الحفاظ على المعرفة، إلى ضمان نقل المعرفة والمهارات والممارسات التي تحدد روح المجتمعات، ويصبح التعليم حجر الزاوية في هذا المسعى”.
وتساءل كلاس عن إمكانية تحسين الأساليب التعليمية لحماية التراث الثقافي غير المادي بشكل فعال، مبيناً أن هذا السؤال يقع في قلب جلسة الحوار والإجابة عنه تساهم بتقديم رؤى حول النماذج التعليمية المبتكرة التي تسد الفجوة بين التقليد والحداثة”.
وقال كلاس: “إن أحد الجوانب الحاسمة هو الفهم الدقيق لحقيقة أن السياقات المختلفة تتطلب أساليب مختلفة، وإننا نتطلع في مثل هذه الحوارات التفاعلية إلى معرفة وجهات النظر الفريدة التي يشكلها تاريخ البلدان وتقاليد شعوبها وتحدياتهم المعاصرة، مع مشاركة الأمثلة العملية للمبادرات التعليمية التي تتكيف مع الاحتياجات المحددة لهذه المناطق، والتركيز على أهمية الإستراتيجيات الخاصة بالسياق”.
وأضاف كلاس: “في بعض أنحاء العالم، لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير الصراعات والحروب والنزوح على التراث الثقافي غير المادي، علاوة على ذلك، هناك تحديات حقيقية وخطيرة تواجهها المجتمعات التي تعاني من العقوبات الاقتصادية والفجوة الرقمية، في عصر يتم فيه توزيع الوصول إلى المعلومات بشكل غير متساو”.
وأكد كلاس أهمية الوعي للمسؤولية الجماعية التي نتحملها ومن خلال فهم وجهات النظر والخبرات المتنوعة المشتركة في مثل هذه الجلسات التفاعلية فإننا نمهد الطريق لنهج أكثر شمولاً واستنارة ومرونة تجاه التراث الثقافي غير المادي في التعليم، ومعاً يمكننا المساهمة في مستقبل لا يتم فيه الحفاظ على ثراء تراثنا المشترك فحسب، بل يزدهر في قلوب وعقول الأجيال القادمة.
يذكر أن مؤتمر اليونيسكو جمع وزراء الثقافة والتعليم من جميع أنحاء العالم بهدف اعتماد إطار اليونيسكو لتعليم الثقافة والفنون والعمل على توحيد وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة والمنظمات الحكومية الدولية وشبكات اليونيسكو والشركاء في مجال الثقافة والتعليم لتبادل الممارسات والأفكار المبتكرة، فضلاً عن تعزيز التحالف العالمي لتعليم الثقافة والفنون.
واعتمدت الدول الأعضاء في اليونيسكو بالإجماع إطاراً عالمياً جديداً لتعليم الثقافة والفنون وقُطعت عدة التزامات، كان من بينها الالتزام بتعزيز أولوية تعليم الثقافة والفنون في أثناء تدريب المعلمين، والتركيز بقدر أكبر على الثقافات المحلية وثقافات الشعوب الأصلية في التعليم، وتحسين الاعتراف بالمهارات الفنية والثقافية في الأوساط المهنية.
رشا محفوض
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
رفيق شلغوم يكتب: تعريف "كيسنجر" الدقيق وتصريح "عمرو موسى" المهم وعلاقتهما بالأمن القومي الجزائري!
الجزائر الآن _ إذا كان المفكر والكاتب ووزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق الشهير "هنري كيسنجر" عرف الديبلوماسية الخارجية بتعريف بسيط ودقيق وهي "فن ضبط الأولويات".
فإنني أسمج لنفسي بأن أستعير منه هذا التعريف، لأقول بأن تعريف "السياسية الداخلية" في هذه المرحلة بعدد من البلدان الافريقية والعربية بما فيها "الجزائر" هي أيضا "فن ضبط الأولويات".
أقول هذا الكلام وأنا أتابع باهتمام تحركات وتصريحات عدد من وزراء حكومة "نذير العرباوي".
ولاحظت بأن هناك "رغبة" لدى عدد من وزراء قطاعات "القوة الناعمة" في تحريك ما يمكن تحريكه، للعب الدور المطلوب في مثل هكذا ظروف وحالات
لاحظت وزراء يتحركون وآخرون يتفرجون !!
بمعنى لاحظت هناك رغبات، ومحاولات، وطموحات وفي مرات قليلة "قرارات" لتحسيس الجبهة الوطنية بالأخطار الحقيقية التي تهدد البلاد.
وعلى رأس هذه التهديدات:
تهديد الأمن القومي للوطن.تهديد وحدته الترابية.تهديده من الداخل، وذلك بمحاولة ضربه عن طريق تشجيع ودعم الخطاب العنصري وترويج خطاب الكراهية بين مناطق وحتى ولايات الوطن الواحد.وحسب ما لاحظت،فإنه هناك تحركات جدية من طرف عدد من وزراء قطاعات القوى الناعمة للعب دورها على أكمل وجه، خاصة من طرف وزارتي الاتصال والرياضة حتى "الشباب" تحاول.
ورغم اتفاقي مع الشكل واختلافي في بعض نقاط "المضمون" (وليس كله).
أو بتعبير أصح كيفية تنفيذ "القول" حتى يصبح "فعل"، وذلك راجع لأسباب شرحتها لأحد الوزراء المحترمين كنت في مكتبه الأسبوع الفارط.. وهو مشكور على الدعوة وحفاوة الاستقبال.. (ولا أعتقد بأن المقال مناسب لنشرها وشرحها لعدد من الاعتبارات).
غير أنه، لا بد لي، أن أشيد بهذه المتابعة والجهد والمحاولة والطموح والارادة في وضع "قطاعات" تمثل القوى الناعمة، قاطرة للدفاع عن الوطن، جنبا إلى جنب مع وزارتي الدفاع والخارجية.
وهنا لا بد لي أن أستحضر إجابة الأمين العام الأسبق للجامعة العربية "عمرو موسى" خلال حوار أجراه منذ شهرين مع إحدى القنوات العربية عندما سئل عما يراه مناسبا لبناء الدول العربية؟
فقال "إن الدول تبنى من الداخل وليس من الخارج".
و أضاف أنه لا توجد "قوة عربية" بل توجد "قوة ثراء" وليست "قوة اقتصاد"
و أن ما يجري الآن ببعض الدول العربية هو "محاولات" لم تظهر نتائجها بعد.
ولذلك لا بد لي من طرح سؤال واضح وصريح على السيد المحترم وزير الثقافة والفنون : أين قطاع الثقافة والفنون من كل ما يحاك ضد الوطن ! ؟
أين دور القوة الناعمة للقطاع مما يحاك ضد بلدنا ؟.أين الانتاج السينمائي والتلفزيوني والمسرحي الذي يتحدث عن هذه التحديات؟لا يوجد.. لا فيلم.. ولا مسلسل تلفزيوني واحد !!لا يوجد.. لا فيلم ولا مسلسل سينمائي واحد!!لا يوجد حتى مسرحية واحدة !!
ولا ندوة واحدة، سمعت أن وزارة الثقافة والفنون نظمتها وجمعت المثقفين للحديث على هذا التحدي !!ولا ندوة واحدة، جمعت الفنانين لتحسيسهم بهذا التحدي..وتشرح لهم الدور الجديد المطلوب منهم !!.أسمع أغاني للأندية الرياضية والمنتخب الوطني.. ولم أسمع لحد الساعة أغنية واحدة تتغنى بالوطن صنعت الحدث!!
ولا ولا ولا.. بمعنى صفر إنتاج.. وكأن القطاع غير معني بكل هذه الأخطار والتحديات.
الرهان الحالي "داخلي" قبل أن يكون "خارجي"، لذلك وجب على كل "القطاعات" أن تضع في أولوياتها "الأمن القومي" و"الوحدة الوطنية"، قبل أي تحدي أو إنجاز، مهما كان.
ولا يجب أن يقتصر الدور على وزارات الدفاع والخارجية، الاتصال.
أخيرا لا بد من القول بأن العبرة بالنتائج، وأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، وهو حال وزارة الثقافة والفنون.. فحتى القطاعات الأخرى، وان كانت تمتلك "تصورات" فإن العبرة بتحويلها إلى "قرارات" وتطبيقها فوق أرض الواقع.
لذلك فأنا لا أتحدث ولا أرافع لكثرة الاجتماعات ولا الاحتفالات ولا الندوات كما قد يضن البعض، وإن كانت مطلوبة ومهمة.
لكن الأهم من كل هذا هو "التطبيق"، وهو ما سيسجله التاريخ ويحفظه الأرشيف.
رئيس الجمهورية "عبد المجيد تبون" لا يترك تقريبا أي مناسبة ليشرح ويوضح وينبه ويحسس ويؤكد على الأخطار والرهانات.
الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني الفريق أول "السعيد شنقريحة" رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، هو أيضا،و بالبدلة العسكرية لا يفوت أي فرصة ليشرح ويوضح وينبه ويحسس.
ومؤخرا مدير المخابرات الخارجية العميد "موساوي رشدي فتحي" ببدلة رسمية خرج أمام عدد من وسائل الاعلام الوطنية، هو الآخر ،حتى يشرح ويوضح و ينبه ويحسس.
وبالتالي السؤال هنا: ماذا ينتظر الدكتور المحترم "زوهير بللو" وزير الثقافة والفنون!؟
الكاتب: رفيق شلغوم - مؤسس ومدير صحيفة "الجزائر الآن" الالكترونية، وكاتب مقال "رأي" بعدد من الصحف العربية