قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن لله سبحانه وتعالى صفات كمال، وجمال، وجلال، وتحقق هذه الصفات أسس الإيمان من حب ورجاء وخوف، فالعبد يحب الله لصفات كماله، ويرجوه لصفات جماله، ويخافه لصفات جلاله، والعبد يتخلق بصفات الجمال، ويعلم أن الله يحب أن يرى منه في خلقه وسلوكه تلك الصفات، كما يتعلق بصفات الجلال.

 

الرفق صفة جمال من صفات ربنا سبحانه وتعالى

وتابع علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: المؤمن بالعلم، والحلم، والعقل، والعمل، والرفق، واللين، والصبر يحظى الفضائل، ويصل إلى ربه سالما إن شاء الله، فهم أهله ورجاله وأقاربه، فعن النبي ﷺ : « العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيمه، والرفق والده، واللين أخوه، والصبر أمير جنوده» [أبو الشيخ في كتاب الثواب وفضائل الأعمال من حديث أنس بسند ضعيف ورواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي الدرداء وأبي هريرة وكلاهما ضعيف] وترى في الحديث –مع ذكرنا لضعف سنده على أن الحديث الضعيف يؤخذ به ففي فضائل الأعمال بالشروط المعروفة عند المحدثين- أن أقرب صلة للمؤمن في كل هذه الأخلاق هي الرفق واللين، حيث ذكر فيه أن الرفق والده، واللين أخوه.

فئة من المذنبين لا يقبل الله منهم الاستغفار.. علي جمعة يكشف عنها

وأضاف: الرفق صفة جمال من صفات ربنا سبحانه وتعالى، أخبر بذلك النبي ﷺ وهو يعلم السيدة عائشة ويحثها على التخلق بها، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله ﷺ : «يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ،ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» [رواه مسلم].

وشدد علي جمعة أنه قد يظن بعض الناس عن طريق الخطأ أنه الله يعطي على العنف أجرا وثوبا، وأن العنف محمودا في شريعة الإسلام، وإنما العنف المذكور في الحديث هو الشدة في مواجهة المعتدين، وذلك على نحو قوله تعالى : ﴿مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا﴾ ، وقوله سبحانه : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً﴾ . وقوله سبحانه : ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا﴾.

وقال علي جمعة: كان بعضهم يقول : دلوني على عمل لا أزال عاملاً لله تعالى. فقيل له : انو الخير، فانك لا تزال عاملاً وإن لم تعمل، فالنية تعمل وإن عدم العمل، فانه من نوى أن يصلى بالليل فنام، كتب له ثواب ما نوى أن يفعله .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هيئة كبار العلماء الأزهر علی جمعة

إقرأ أيضاً:

هل يجوز تمييز الابنة في العطية؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أهمية فهم الفتاوى الدينية المتعلقة بتصرفات المورثين في أموالهم أثناء حياتهم، لافتا إلى أنه من الفتاوى المهمة التي يجب أن ننتبه إليها هي حكم تصرف الأب أو الأم في أموالهما أثناء حياتهما، سواء كان ذلك بإعطاء أموال لبناتهما أو أبنائهما أو غيرهم.

وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء، أن دار الإفتاء المصرية انحازت إلى الرأي الذي يؤكد جواز هذا التصرف، مشيراً إلى أن هذا التصرف ليس وصية بل هو هبة أو عطية، وهو عمل مشروع في الشريعة الإسلامية.

وأضاف: "الوصية تكون لغير الورثة فقط، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: 'لا وصية لوارث'، أما التصرف في المال أثناء الحياة فيعد هبة أو عطية وليست وصية، وهي مشروعة تماماً".

كما تحدث الجندي عن بعض ما فعله الصحابة رضي الله عنهم في هذا الأمر، مشيراً إلى أن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه أعطى هدية لابنته عائشة رضي الله عنها، وكان ذلك أثناء حياته وليس بعد وفاته.

وذكر الجندي أن هذه العطايا كانت أمراً شائعاً بين الصحابة، مثلما فعل عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن عوف، حيث فضلا بعض أبنائهما في حياتهما دون أن ينكر عليهما أحد من الصحابة.

وأضاف: "فكرة تخصيص الأب أو الأم لأحد الأبناء في العطية ليست جديدة، بل هي موجودة في السنة النبوية الشريفة وسيرة الصحابة الكرام، وقد كان الصحابة يفضلون بعض أبنائهم في الهدايا أو العطايا دون أن يتعرضوا لانتقاد أو اعتراض من أحد".

وتابع: "المهم هنا هو أن هذه العطايا لا علاقة لها بالميراث، بل هي تصرفات حرة من الأب أو الأم، ولم يكن هناك أي تدخل ديني أو قانوني في مثل هذه القرارات طالما كانت تُمثل مصلحة الأبناء وتُسعدهم في حياتهم".

مقالات مشابهة

  • دعاء عظيم ليوم الجمعة.. كن موقنا بالإجابة
  • الإيمان والعلم
  • هل الحزن درجة من درجات الوصول إلى الله؟ الشيخ خالد الجندي يجيب
  • جمعة: "رسول الله ربّانا على القوة والمبادئ السامية"
  • متى يبدأ تأثير سورة البقرة على قارئها؟.. علي جمعة يجيب
  • هل الزكاة تزيد المال؟.. بـ3 شروط لا يعرفها الكثيرون
  • الإفتاء: لا حرج في تركيب طرف صناعي إذا ولد الشخص بعِلة
  • عملت خير مع ناس وردوه شر؟.. عالم بالأوقاف: أنتى بتعملى لله
  • هل يجوز تمييز الابنة في العطية؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • علي جمعة يحذر من أمور تصيب من يفعلها بالبلاء والوباء