خلافات وشُكوك لم تعد مكتومة .. لُغز تصريح الوزير االمصري سامح شكري حول شرعية حماس بعد بيان هنية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
سرايا - يبدو أن التصريح القوي الذي أثار عاصفة من الاحتجاج والجدل على المستوى الإعلامي العربي لوزير الخارجية المصري سامح شكري بخصوص شرعية حركة حماس كان بمثابة إطار يرد على تفاصيل خلاف لم تعد مكتومة بين الوسيط المصري وبين قيادات سياسية في حركة حماس مردها على الأرجح ضغوط مصرية تحاول إجبار الحركة على قبول ما عُرض في القاهرة من تفاصيل صفقة لتبادل الأسرى.
والأرجح وفقا لمصادر مطلعة أن تصريحات شكري التي أثارت استياء بالغا في الشارعين المصري والعربي بخصوص شرعية حركة حماس ومغادرتها للإجماع الفلسطيني بقيت في مواصفة ترد ضمنا على تصريح قبل ثلاثة أيام أصدره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية حيث أكد في تصريحه أن حركة حماس أوقفت وقررت ايقاف كل المفاوضات والاتصالات الجارية بشأن صفقة تبادل مع العدو الاسرائيلي متمسكة بخيارها بأن تنسحب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة كاملا وان يتم وقف إطلاق النار فورا و بصورة نهائية وليس فقط في وقت تبادل الأسرى والرهائن.
هل يعني ذلك شيئا محدّدًا؟.
الجواب نعم على الأرجح لأن نقطة الخلاف الرئيسية بين ممثلي حركة حماس ووفدها في القاهرة والسلطات المصرية كانت تلك التي تتمحور حول إصرار الوفد الحمساوي على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة وعلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار.
وهما نقطتان أثارهما الوسطاء المصريون بطريقة تدعو حركة حماس الي تليين موقفها مما يعني بان الوسيط المصري إستهجن خلال الاتصالات ان تصر قيادة حركة حماس على إنسحاب القوات الاسرائيلية بصورة كاملة من القطاع.
وبالتالي تصريحات هنية عكست الإيحاء ضمنا بضغوط مصرية وفي هذه الجزئية تم تفريغها دبلوماسيا بالتصريح الشهير للوزير شكري والذي قال فيه إن حماس خارج الإجماع الفلسطيني وإن الجهات التي موّلتها وعزّزتها ينبغي أن تُحاسب.
أغلب التقدير أن الوزير شكري قال ذلك على الأرجح ردًّا على تمسك وفد حماس بالقاهرة بعدم الإستسلام للضغوط المصرية في جزئيتي الوقف الشامل والنهائي لإطلاق النار ثم انسحاب القوات الاسرائيلية بصورة متكاملة من أرض القطاع.
وبالتالي تحاول القيادة المصرية هنا أو المؤسسة المصرية عبر تصريح الوزير شكري لفت نظر حماس إلى أنها في طريقها إلى خسارة صديق مصري محتمل وأن مصر في حال رفض ضغوطها ومقترحاتها يمكن أن تؤسس ردة فعل.
لكن حماس في المقابل تُدرك أن الاستسلام لما يريده الإسرائيليون خصوصا في الجزئيات العسكرية تحديدا في الأزمة الحالية يعني قبول الخروج من المعادلة السياسية تماما ويعني التقدم بصفقة تخدم اليمين الإسرائيلي على حساب الشعب الفلسطيني لا بل قد يشكل في النهاية السياسية لفصائل المقاومة.
وبالتالي وبكل هدوء واتّزان مالت فصائل المقاومة لإعلان موقفها كثوابت حتى تلتزم فيها لاحقا دون تفعيل الخلاف مع الوسطاء فيما قررت المؤسسة المصرية الرد.
وقال الوزير شكري ما قاله مثيرا عاصفة من الاعتراض خصوصا وأن المفارقة تتجلّى في تصريح الوزير المصري لأن حماس التي يعتبرها خارج الإجماع الوطني الفلسطيني بمعنى أنها لا تملك الشرعية تتعامل معها مصر رسميا وأمنيا منذ سنوات باعتبارها ورقة ضغط إسرائيلية.
داخل صفوف المقاومة نُوقشت تصريحات الوزير من حيث دوافعها ونتائجها ودلالاتها المُلغّزة الأعمق.
وتم التأكيد على أن قرار فصائل المقاومة الاستمرار في ثوابتها وموقفها وعدم الخضوع لما تريده رسالة الوزير شكري من صيغة أقرب للاستسلام للشروط الإسرائيلية العسكرية في القطاع.
وبالتالي الاستعداد للمجازفة بإما غياب الوسيط المصري تماما بعد الآن والانتقال إلى مرحلة اشتباك ضد المقاومة من جهة السلطات المصرية بالتالي أو البقاء في الموقف الحالي على أمل أن تضغط أطراف أخرى مثل الولايات المتحدة وقطر على مصر لبقاء وساطتها.
رأي اليوم
إقرأ أيضاً : غزة: 136 مريضا بمستشفى ناصر دون مساعدات إنسانيةإقرأ أيضاً : فريق قانوني: الفلسطينيون يعانون عقابا جماعيا والمستوطنون دون عقابإقرأ أيضاً : قاضي قضاة فلسطين يحذر من منع الاحتلال دخول المصلين للأقصى في رمضان
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: القاهرة رئيس القوات غزة القاهرة غزة قيادة القوات القوات مصر الشعب مصر مصر قيادة فلسطين مصر رمضان القاهرة غزة الاحتلال الشعب رئيس القوات القطاع الوزیر شکری حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
حماس: بحثنا مع حركة فتح تشكيل هيئة لإدارة غزة واللقاءات إيجابية
أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء اليوم الاثنين، أنها بحثت مع حركة فتح خلال الأيام الأخيرة، تشكيل هيئة لإدارة قطاع غزة ومتابعة احتياجاتها، في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام.
وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان خلال مؤتمر صحفي، إننا "بحثنا مع وفد فتح في القاهرة تشكيل هيئة لمتابعة الأوضاع في غزة، إلى حين تشكيل حكومة وطنية".
وأضاف حمدان أن "اللقاءات كانت إيجابية، وستواصل حماس لقاءاتها مع حركة فتح وكافة أبناء شعبنا للوصول إلى أفضل الصيغ التي تخدم شعبنا"، مشيرا إلى أن "حماس" تتعامل بإيجابية مع أي مقترحات تضمن وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال من غزة، وعودة النازحين، وكسر الحصار وإعادة الإعمار، وإنجاز صفقة تبادل أسرى حقيقية.
ولفت إلى أن الاحتلال يواصل حربه الوحشية المتواصلة منذ أكثر من عام على المنظومة الصحية في غزة، إلى جانب محاصرته شمال القطاع بهدف تهجير أهله، موضحا أن هناك أكثر من مئة ألف فلسطيني في الشمال دون مقومات للحياة.
وحمّل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، داعيا إلى إجبار الاحتلال على وقف استهداف القطاع الصحي.
وذكر أن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية، والتي كان آخرها على البيرة، تصعيد خطير يستوجب التصدي لهذه الجرائم، داعيا الفلسطينيين إلى مواجهة هذه الجرائم بكل السبل، وردع استباحة المستوطنين لجميع مناطق الضفة بوسائل المقاومة كافة.
وتابع قائلا: "إن مرورَ 107 أعوام على وعد بلفور المشؤوم، في ظل معركة طوفان الأقصى المستمرة، يؤكّد أنَّ كلّ محاولات تصفية قضيتنا وتهجير وإبادة شعبنا لم تفلح، وأنَّ الإرهاب والعدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً مهما بلغ في إجرامه وقوّته لن يتمكّن من كسر إرادة شعبنا العظيم ومقاومتنا الباسلة في تحقيق تطلعاتنا في الحريّة والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، ويحمّل بريطانيا المسؤولية".
ولفت إلى أنه "رغم استمرار الجريمة بحق شعبنا، فقد تلقّى العدو الصهيوني ضرباتٍ مُوجعةً من مقاومتنا المظفرة في قطاع غزَّة على مدار شهر أكتوبر الماضي فقط، حيث مُني خلالها بخسائرَ مؤلمة في جنودِه وضبَّاطِه وآلياتِه العسكرية".
وأردف قائلا: "كما يعيش أركانُ حربِ الاحتلال صراعاتٍ داخليةَ وتفكّكاً في جبهته الداخلية وتخبّطاً وخوفاً من أرقام وفاتورة وحجم الخسائر في صفوف جيشهم المذعور، في ظل تَبَاعُدِ المجرمِ نتنياهو عن تحقيقِ أيّ من أهدافه على في غزَّة، سوى ارتكابه المزيد من الإبادة الجماعية بحقّ المدنيين العزل من أبناء شعبنا".
وتطرق إلى فضيحة التسريبات من مكتب نتنياهو، مؤكدا أنها "تشير إلى تسريب مواد، وبعضها تم التلاعب به، واستخدمت كذرائع لأخذ قرارات أو تبرير قرارات في إطار جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا".
وشدد على أن "انكشاف خيوط هذه الجريمة، يؤكّد أنَّ ما جرى من عدوان كان عن سبق إصرار، ويرتبط بسياسة حكومة نتنياهو بإبادة شعبنا".