الاتحاد الأوروبي يطلق رسميا مهمة «أسبيديس»العسكرية ضد الحوثيين
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
وسط استمرار هجمات جماعة الحوثي على الملاحة الدولية، تطلق أوروبا رسميا، اليوم (الإثنين)، خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مهمتها الدفاعية البحرية لتأمين الاستقرار في البحر الأحمر.
ونقلت «فرانس برس» عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي قوله: إن التكتل يهدف إلى إطلاق المهمة التي تعرف باسم «أسبيديس» (درع باليونانية) في غضون بضعة أسابيع، مستخدما 4 سفن على الأقل.
ويقود المهمة الأوروبية يوناني، بينما سيكون كبير الضباط المسؤولين عن الضبط العملياتي في البحر إيطالياً. وأوضح الاتحاد الأوروبي أن تفويض القوة الذي تم تحديده مبدئيا لعام واحد، يقتصر على حماية الملاحة المدنية في البحر الأحمر بحيث لا تنفذ أي هجمات على التراب اليمني.
وأفاد مسؤولون أوروبيون بأن 7 دول في الاتحاد الأوروبي مستعدة لتقديم السفن أو الطائرات، وتعهدت بلجيكا بالفعل بإرسال فرقاطة. ومن المتوقع أن تفعل ألمانيا الشيء نفسه.
وكانت بلدان الاتحاد الأوروبي الـ27 اتفقت على مهمة البحر الأحمر بعد مشاورات استمرت أسابيع في ظل تصاعد المخاوف من إمكانية تسبب هجمات الحوثيين بالإضرار باقتصاداتها ورفع معدلات التضخم. يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا تقودان ائتلافا بحريا تحت اسم «حارس الازدهار» في المنطقة ونفذتا ضربات ضد أهداف تابعة لمليشيات الحوثي في اليمن.
ووسط مخاوف من توسع الصراع في الشرق الأوسط، تبنت مليشيا الحوثي، (الإثنين)، استهداف سفينة بريطانية في خليج عدن وإسقاط طائرة مسيرة أمريكية بمحافظة الحديدة.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن المليشيات البحرية نفذت عمليةً عسكريةً نوعية، استهدفت سفينة RUBYMAR البريطانية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية. وزعم إصابة السفينة إصابة بالغة ما أدى إلى توقفها بشكل كامل وتعرضت لأضرار كبيرة وأنها معرضة الآن للغرق في خليج عدن.
وادعى سريع أن مليشيات الحوثي أسقطت طائرة أمريكية مسيرة من طراز (MQ9) بمحافظة الحديدة، وهو ما لم تعلق عليه واشنطن حتى كتابة هذه السطور. وتعرضت فجر اليوم سفينة مسجلة في بريطانيا لهجوم صاروخي بعد ساعات من إطلاق مليشيا الحوثي صاروخين باليستيين من محافظتي تعز وإب.
وقالت وكالة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) إنها تلقت تقريرا عن حادثة على بعد 35 ميلا بحريا جنوب المخا، مؤكدة أن السفينة تعرضت لأضرار.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
عملياتُ اليمن البحرية .. لا نهايةَ في الأفق
يمانيون../
زخمُ عمليات الإسناد اليمنية البحرية لقطاع غزة، وَما تحقّق من نتائجَ وتترك من آثار يتصدّر صفحات مراكز الدراسات والصحافة الإقليمية والدولية، صحيفة “ذا ناشيونال” قدمت حصادَ أكثر من عام من تصاعد هذه العمليات دون نهاية في الأفق مع حلول عام 2025م.
يصفُ تقريرُ الصحيفة عملية احتجاز السفينة جلاكسي ليدر بالهجوم الافتتاحي المُذهل، أرسل موجات صدمة عبر صناعة الشحن، قبيل أن يقعَ 297 هجوماً بحسب أرقام منظمة ACLED حتى تاريخ الـ 18 من نوفمبر الماضي، مع تنوّع السفن المستهدَفة بما فيها الحربية.
تنقُلُ الصحيفةُ عن خبراءَ ومختصين تأكيدَهم تطوُّر تكتيكات العمليات منذ بدئها وَعلى مدار عام من المواجهة دون هوادة مع أكثر الجيوش تطوراً في العالم..
كما تتوقَّفُ الصحيفةُ عند تطور الأسلحة المستخدَمة في العمليات باستمرار وتنوعها بداية من أجهزة الرصد والإشارات الإلكترونية من السفن نفسها وُصُـولًا إلى الطائرات بدون طيار والصواريخ..
في هذا السياق يؤكّـد الأميرال فاسيليوس جريباريس في البحرية اليونانية، أن “اليمنيين أثبتوا قدرتهم على تكييف التكنولوجيا للسماح لهم بتوجيه الصواريخ نحو أهدافهم باستخدام نظام التعريف التلقائي وَأَيْـضًا بأجهزة أُخرى تُساعد في توجيه أسلحتهم مباشرة إلى السفن المراد استهدافها”.
جوشوا هاتشينسون، المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية، يوضح لصحيفة ذا ناشيونال، أن “التكنولوجيا المُتَّبعة يمنيًّا في تحديدِ السفن تسمحُ بالاشتباك في المِيْلِ الأخير مع الهدف”.
هاتشينسون، يشدِّدُ على أن استخدام هذه التكنولوجيا في الهجمات على السفن يجعل من الصعب للغاية على السفينة المُستهدفة اتِّخاذ إجراءات مراوغة، ويؤكّـد أن “السفن المرغوب في مهاجمتها هي ما تديره الولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” أَو السفن التابعة لها”.
ويُفصل أكثر بقوله “الحوثيون واضحون للغاية بشأن من يستهدفون وأي شخص يقع خارج هذا النطاق يُسمح له بالمرور عبر البحر الأحمر”.
تنقل الصحيفة مزاعم المجموعة الأُورُوبية المُنخرطة في حماية ملاحة العدوّ المُسماة “أسبايدس” حول نجاح “إيقاف تشغيل نظام التعريف الآلي في الحد من ضرب السفن” لكن المدير الإداري للاستخبارات وَالمخاطر في شركة أمبري البحرية يُكذب ذلك ويشدّد على “أن إيقاف تشغيل نظام تحديد الهُــويَّةِ التلقائي للسفن لا يعني أنها لن تكون مستهدَفة ولن تتعرض للإصابة”.
حرب المعلومات شكل آخر يراكم نجاح عمليات اليمن من جهة، ويظهر حرص ودقة القوات المسلحة على أن تكون البيئة البحرية آمنة أمام حركة الملاحة العالمية.
تورد الصحيفة نماذج تؤكّـد أن مختلف السفن تحت الرادار اليمني، في الأسابيع الماضية تلقى أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى شركات الشحن اليونانية، رسالة إلكترونية تحذر من أن إحدى سفن الشركة معرضة لخطر الهجوم وجاء في الرسالة أن السفينة رست في أحد موانئ فلسطين المحتلّة، وستكون مستهدفة بشكل مباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية في أية منطقة تراها مناسبة.
ويدحض مختصون دعوى نجاح القوة النارية لكافة الجيوش المشاركة في حماية ملاحة العدوّ في التأثير على القدرات اليمنية، يقول ستافروس كارامبيريديس -رئيس مجموعة أبحاث النقل البحري في كلية بليموث للأعمال “الضربات الجوية الشاملة للولايات المتحدة وَالتحالف لا تحدث تأثيرًا كَبيرًا على “الحوثيين”.
وتحشد الصحيفة جملة شواهد تؤكّـد فشل أمريكا وَتحالفها، تبدأ مع استمرار مشغلي السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أَو المملكة المتحدة أَو “إسرائيل” بإعادة توجيه سفنهم حول رأس الرجاء الصالح.
وهي رحلة تضيف ما لا يقل عن 30 % من الوقت الإضافي وحوالي مليون دولار من تكاليف الوقود الإضافية لكل تحويل، وفقاً لحسابات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
شاهد آخر لاستمرار تأثير عمليات اليمن على الجهات المُستهدفة هو أن أقساط التأمين تصل إلى 2% على قيمة السفينة لعبور واحد في البحر الأحمر، بحسب لويز نيفيل -الرئيس التنفيذي للمملكة المتحدة لشؤون النقل البحري والشحن والخدمات اللوجستية لدى شركة مارش..
نيلز هاوبت من شركة هاباغ لويد، أكّـد أن “أقساطَ التأمين ما تزال مرتفعةً للغاية” وإن شركته تتكبد “واحدًا إلى سبعةٍ في المِئة من القيمة المؤمَّنة على السفينة لكل رحلة، إذَا وجدت بالفعل شركة تأمين تقبَلُ المخاطر”.
وَوسط تقلب شهية شركات التأمين يؤكّـد هاوبت أن شركته والعديد من المنافسين ما يزالون “يتجنبون البحر الأحمر ولا يعتقدون أن هذه المشكلة ستحل على المدى القريب” وعلى قاعدة مصائب قوم عند قوم فوائد، يؤكّـد هاتشينسون “أن صناعة الشحن التجاري جيدة للغاية بفعل مكاسب ارتفاع رسوم النقل وأقساط التأمين على الجهات المُستهدفة”.
وضمن شواهد تداعيات العمليات تذكر الصحيفة أن البيانات الصادرة هذا الشهر عن “بنك أوف أمريكا” تظهر أن الوضعَ في البحر الأحمر أَدَّى إلى ارتفاعِ الأسعار بأكثرَ من الضعف خلال العام 2024 بالرغم من زيادة صافية بنسبة 10 % في الأسطول العالمي.
هاتشينسون -المدير الإداري للاستخبارات والمخاطر في شركة أمبري البحرية البريطانية- يصفُ الوضعَ في البحر الأحمر بالنسبة للسفن المدرَجة يمنيًّا على قائمة الاستهداف بجُمَلٍ مُقتضبة متوالية تؤكّـدُ ثباتَه ساخِناً.
يقول هاتشينسون: “إنها انفجاراتٌ، إنها صواريخُ، إنه درامي” وسيبقى كذلك حتى يتنفس الغزيون الصعداء، هكذا يؤكّـد اليمن عن طريق أجنحته ويدِه الطولى.
المسيرة – عبدُالحميد الغُرباني