سواليف:
2025-01-22@06:59:55 GMT

معرفة الله تعالى – مفتاح السعادة الأوّل

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

معرفة الله تعالى – #مفتاح_السعادة الأوّل –  #ماجد_دودين

” الله” هذا الاسم الكريم عَلَمٌ على الذات المقدّسة التي نؤمن بها ونعمل لها، ونعرف أنّ منها حياتنا وإليها مصيرنا …

الله تبارك وتعالى أهل الحمد والمجد، وأهل التقوى والمغفرة، لا نُحصي عليه ثناءً، ولا نبلغ حقه توقيراً وإجلالاً.

لو أنّ البشر منذ كُتب لهم تاريخ، وإلى أنْ تهمد لهم على ظهر الأرض حركة ـــــــ نسوا الله وكفروا به، ما خدش ذلك شيئاً من جلاله، ولا نقص ذرة من سلطانه، ولا كفّ شعاعاً من ضيائه، ولا غضّ بريقاً من كبريائه، فهو سبحانه أغنى بحوله وَطَوْلِه، وأعظم بذاته وصفاته، وأوسع في ملكوته وجبروته منْ أنْ ينال منه وهمُ واهمٍ، أو جهلُ جاهل!

مقالات ذات صلة “سوق البورصة”???? 2024/02/18

ولئن كنا في عصرٍ عكف على هواه، وذُهل عنْ أُخْراه، وتنكًّرَ لربه فإنّ ضيْر ذلك وضرره يقع على أمّ رأسه، ولن يضرّ الله شيئا.

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد”

إنّ سرّ الفوز والنجاح والفلاح والسعادة يكمن في التعرف على قَدَرِ الله وقُدْرته …

“إنّ العالم وما فيه من سكون وحركة، أثرٌ لقدرة الله سبحانه وتعالى … وليست لشيء مّا، قدرة ذاتية يستمدها من طبيعته المجردة. فإذا رأيت البذور تشق التربة وتنمو رويداً رويداً لتستوي على سوقها فذلك بقدرة الله …

وإذا رأيت الأمواج تلطم الشُّطآن، رائحة غادية لا تهدأ حتى تثور، فذلك بقدرة الله …

وإذا رأيت القاطرات أو الطائرات تنهب الفضاء وتطوي الأبعاد وتحمل الأثقال فذلك بقدرة الله

وإذا رأيت البشر يموج بعضهم في بعض، وينفعلون بالحب والبغض والفرح والحزن، وينطلقون عاملين، أو يهدؤون نائمين، فذلك بقدرة الله …

انتهى أحد الأعراب من صلاته ورفع أكفَّ الضراعة في خضوع وخشوع وتذلّلٍ كي يناجي مولاه ويدعوه ويرجوه : ” روى أنس بن مالك – أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّ بأعرابيٍّ وهو يدعو في صلاتِه وهو يقولُ: يا مَن لا تراه العيونُ …ولا تُخالِطُه الظُّنونُ… ولا يصِفُه الواصفونَ … ولا تُغيِّرُه الحوادثُ ولا يَخشَى الدَّوائرَ… يعلِمُ مثاقيلَ الجِبالِ ومكاييلَ البِحارِ وعَدَدَ قَطْرِ الأمطارِ وعَدَدَ وَرَقِ الأشجارِ وعَدَدَ ما أظلَم عليه اللَّيلُ وأشرَق عليه النَّهارُ لا تُواري منه سماءٌ سماءً ولا أرضٌ أرضًا ولا بحرٌ ما في قَعْرِه ولا جَبَلٌ ما في وَعْرِه اجعَلْ خيرَ عُمُري آخِرَه وخيرَ عمَلي خَواتِمَه وخيرَ أيَّامي يومَ ألقاكَ فيه. فوكَّل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالأعرابيِّ رجُلًا فقال إذا صلَّى فائتِني به فلمَّا صلَّى أتاه وقد كان أُهدِيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَهَبٌ مِن بعضِ المعادِنِ فلمَّا أتاه الأعرابيُّ وهَب له الذَّهبَ وقال ممَّن أنتَ يا أعرابيُّ قال: مِن بني عامرِ بنِ صَعْصَعةَ يا رسولَ اللهِ. قال: هل تدري لِمَ وهَبْتُ لكَ الذَّهبَ؟ قال: للرَّحِمِ بَيْنَنا وبَيْنَكَ يا رسولَ اللهِ فقال: إنَّ للرَّحِمِ حقًّا ولكِنْ وهَبْتُ لكَ الذَّهبَ لِحُسْنِ ثنائِكَ على اللهِ عزَّ وجلَّ ((الراوي: أنس بن مالك | المحدث: الطبراني | المصدر: المعجم الأوسط.

ما أعذبها من كلمات نطق بها وجدان هذا الأعرابي المؤمن؛ الذي لم يدرس في كلية ولا يحملُ شهادة الدكتوراه في آداب اللغة العربية! ولكنه يحمل بين جنبيه القلب الذي ينبض بالإيمان … القلب الذي يخشى الله … ويعرف قَدَرَ الله وقُدْرة الله” ولمن خاف مقام ربه جنتان “.

فإذا عرفنا الله أنتجت المعرفــــــــــــــــــــــــــــة الخوف والتقوى التي عرّفها الإمام علي رضي الله عنه بقوله” التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل”

التقوى: أن يُطاع الله فلا يُعْصى، وأن يُذكر فلا يُنْسى، وأن يُشكر فلا يُكْفر … والتقوى هي أعلى دروب النجاة وأرفع مسلك من مسالكها:

لا تأمنِ الموتَ في طرفٍ ولا نفسِ

ولو تمنّعت بالحُجّاب والحرسِ

واعلم بأنّ سهام الموت قاصدة

لكلّ مــــــُـــــدّرع منّـــا ومتّــــرسِ

ترجوا السلامة ولم تسْلك مسالكها

إنّ السفينة لا تمشي على اليَبَسِ

لقد سمع هذه الموعظة الموجزة أحد الأتقياء وهو الخليفة” هارون الرشيد” الذي كان يحجّ عاما ويغزو عاما ــــ سمعها من الشاعر أبي العتاهية فخرّ مغشياً عليه خوفاً من الله سبحانه.

إنّ من عرفوا الله خافوه … فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا في غاية العمل مع غاية الخوف، بينما جمعنا في هذا الزمان بين التقصير بل التفريط والأمن…

نعم … لقد عرفوا الله … عرفوا أنه أجود الأجودين، وأكرم الأكرمين، أعطى عبده قبل أنْ يسأله فوق ما يؤمّله، يشكر القليل من العمل المُخْلص وينميه، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه، لا يُشغله سمع عن سمع، ولا تُغلطه كثرة المسائل، ولا يتبرّم بإلحاحِ المُلحّين، بل يحب الملحّين في الدعاء، ويُحب أن يُسْأل، ويغضب إذا لم يُسأل:

الله يغضب إنْ تركت سؤاله وبُنَيْ آدم حين يُسْأل يغضب

لا تسألن بني آدم حاجــــــــــــــة وسل الذي أبوابه لا تُحْجــــب

الله سبحانه يستر عبده حيث لا يستر العبد نفسه، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه … وينزل جل في عُلاه نزولاً يليق بجلاله وكماله ليستجيب لعبده ويُعطيه ويغفر له:” ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول:” من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له “.

من عرف الله خافه ومن خافه أحبّه!

وكيف لا تُحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلاّ هو؟!

ولا يُجيب الدعوات، ويُقيل العثرات، ويغفر الخطيئات، ويستر العورات، ويكشف الكُرُبات، ويغيث اللهفات، ويُنيل الطلبات سواه!

الله … أحقّ من شُكِر، وأحقّ من ذُكِر، وأحقّ من عُبِد، وأحق من حُمِد ، وأنصر من ابتغى، وأرأف من ملك، وأجْودُ من سُئل، وأوسع من أعطى، وأرحم من استُرحم ، وأكرم من قُصد ، وأعزُ من التُجئ إليه، وأكفى من توكّل عليه، أرحم بعبده من الوالدة بولدها، وأرحم بك منك بنفسك، وأشدّ فرحاُ بتوبة عبده التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها… قال صلى الله عليه وسلم: ” للهُ أشدُّ فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرضٍ فلاةٍ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيسَ منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلِّها وقد أيس من راحلته … فبينما هو كذلك إذْ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: ” اللهمّ أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح ” . رواه مسلم

الله … هو الملكُ لا شريك له … والفرد لا ندّ له … كل شيء هالكُ إلا وجهه، لن يُطاع إلاّ بإذنه، ولن يُعصى إلا بعلمه، يُطاع فيشكر وبتوفيقه ونعمته أُطيع، ويُعْصى فيعفو ويغفر …

عنت الوجوه لنور وجهه، وعجزت العقول عن إدراك كُنهه ــــــ وكل ما خطر ببالك الله بخلاف ذلك ـــــــ ودلّت الفِطر والأدلة كلها على امتناع مثله وشبهه …

أشرقت لنور وجهــــــه الظلمات، واستنارت له الأرض والسموات، وصلُحـــت عليه جميع المخلوقات…لا ينام ولا ينبغي أن ينام … “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ” يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور لو كشفه لأحرقت سَبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه “.

لقد تحدث أحد رواد الفضاء الروس واسمه” شونين” إلى مجلة ألمانية عن شعوره وهو في سفينة الفضاء لأول مرّة وقال:” رغم إني شيوعي مُلحدٌ إلاّ أنني صليت للرب حتى أعود من الرحلة بسلام” … كما سأل الملاح” تيتوف” وهو يطوف بسفينته حول الأرض ويرى مظاهر الكون الرائعة:” هذه الأرض – الكرة – المُعلّقة في الفضاء مَنْ يحملها؟ منْ يحملها وكل ما حولها فراغ فراغ ؟!” فيجيبه القرآن الكريم:” إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا” فاطر (41)

ويصوّر الإمام جعفر الصادق فطرة التدين في الإنسان في حوارٍ بينه وبين سائلٍ سأله عن الله عز وجل، وكان السائل ممن يعملون في البحر.

فقال الإمام للسائل: ألم تركب البحر؟ قال: نعم.

قال: هل حدث مرّة أن هاجت بكم الريح عاصفة؟ قال: نعم.

قال: وانقطع الأمل بالملاحين ووسائل النجاة؟ قال: نعم.

قال: فهل خطر ببالك وانقدح في نفسك أنّ هناك من يستطيع أن يُنجيك إن شاء؟ قال: نعم.

قال الإمام جعفر رضي الله عنه: فذلك هو الله.

” هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ” يونس 22

من الذي يفعل كل هذا؟! إنه الله جل وعلا وتقدس …

والعجب كل العجب أن يجْهل الإنسان عظمة الله وقدرة الله … العجب كل العجب أن يجهل الإنسان واجب الوجود ونور السماوات والأرض … الواحد الأحد … الفرد الصمد … الذي لا يشغله شاغل ولا يعجزه سائل …الذي جلّت قدرته وعظُمت حكمته …من لا تأخذه سِنة ولا نوم …

من لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار …

من وسع سمعه الأصوات … من بغير عمدٍ نراها رفع السماوات … من يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء …

من يكورُ النهار على الليل … ويكور الليل على النهار

من يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي

الذي خلق فسوى والذي قدّر فهدى والذي أخرج المرعى …

الذي على العرش استوى …الذي ليس كمثله شيء …

أَيُجهل الله؟! كلا والله … ولكن:

“وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمنه سبحانه وتعالى عمّا يشركون” الزمر 67 .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مفتاح السعادة ماجد دودين علیه وسل ى الله

إقرأ أيضاً:

هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها

لعل انتشار الأمراض الصعبة والمميتة بدرجة كبيرة وملفتة مؤخرًا هو ما يطرح السؤال عن هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟ خاصة من أولئك الذين يتعرضون لوعكات وأزمات صحية متلاحقة ومتكررة سواء أنفسهم أو ذويهم، لذا ينبغي الوقوف على حقيقة هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟ حيث قد يغلق أحد مداخل الشيطان.

ماذا يقول الله قبل الفجر؟.. بفضل 11 كلمة تقضى حاجتك وتغفر ذنوبكهل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمةهل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟

قال الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الابتلاءات ليست عقوبة وحياة الأنبياء - صلوات الله عليهم- كلها كانت مليئة بالمحن والابتلاءات، مشيرًا إلى المحن التي مر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأوضح "الأبيدي"، في إجابته عن سؤال: “هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله سبحانه وتعالى على العبد؟”، أن في ذكرى الإسراء والمعراج، نرى كيف توالت المحن على النبي صلى الله عليه وسلم.

وتابع: “بدءًا من عام الحزن والفقد، حيث فقد زوجته خديجة وعمه أبي طالب، وواجه أذى المشركين، وصولًا إلى طائف، حيث تم رفض دعوته من أهلها، مما جعله يصل إلى مرحلة يشعر فيها بشيء من اليأس”.

وأضاف: “لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رغم كل هذا الألم، تجنب الانكسار ورفع شكواه إلى الله سبحانه وتعالى، وقال: 'اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي”.

وأشار إلى أنه في تلك اللحظة، جاء الملك من السماء ليطبق العذاب على أهل الطائف، لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض ذلك، وبدلاً من ذلك خرج من هذه المحنة إلى منحة كبيرة، ليملأ الأرض عدلاً وحكمة، وينشر نور الحضارة الإسلامية بعد أعوام من الابتلاءات.

وذكر قصة سيدنا يعقوب عليه السلام، الذي مر بفقد شديد عندما فقد ابنه يوسف عليه السلام، فقال لأبنائه: "لا تيأسوا من روح الله"، مضيفًا أن الابتلاءات ليست عقوبات من الله، بل هي اختبار وصبر يعقبها الفرج، فقد وعدنا الله عز وجل بأن لكل شدة مداً، وأنه لا يترك عباده، بل يستجيب لهم ويكشف عنهم السوء.

واستشهد بقول الله عز وجل: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"، مشيرًا إلى أن الله قريب من عباده، وأنه يستجيب لمن يدعوه. وأضاف: “حينما تمر بنا المحن، يجب أن نرفع أكف الدعاء إلى الله، كما يقول الشاعر: ”إذا سجدت فاخبره بأسرارك ولا تسمع من بجوارك'، فلنتوجه إلى الله بكل صراحة ونجاح في قلبنا، فهو أكبر من كل هم".

ثواب الصبر على الابتلاء

وأفاد بأن الصبر على الابتلاء دليل على قوة الإيمان ، حيث إن الصبر هو عنوان الإيمان، وعندما نذكر الصبر، نذكر نبي الله أيوب عليه السلام، الذي يُعد شيخ الصابرين، لافتًا إلى أن صبر سيدنا أيوب على المرض طويلًا حتى سمع بعض الناس يتحدثون عن خطأ ارتكبه، وأنه يُبتلى بسبب ذنب عظيم، ما دفعه إلى اللجوء إلى ربه بالدعاء قائلاً: 'إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجاب الله له ورفع عنه البلاء.

ونبه إلى أن المؤمن عندما يبتليه الله، يجب أن يتذكر ما قاله الخليل إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: “فإنهم عدو لي إلا رب العالمين الذي خلقني فهو يهدين والذي يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين'، هنا نرى أن الابتلاءات التي يمر بها الإنسان هي امتحانات من الله سبحانه وتعالى، وهو في كل حال يُختبر”.

وأبان أن القرآن الكريم يذكر في سورة التغابن: "لَا بُلْوِنَّكُمْ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَتَسْمَعُونَ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ"، لافتا إلى أن الصبر على المرض له جزاء عظيم عند الله، حيث يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

ولفت إلى أن الابتلاء هو نوع من الاصطفاء من الله، وابتلاء المؤمن يقربه إلى ربه، وأن الصبر على المرض أو أي بلاء، حتى وإن كان بسيطًا كالدور البرد أو تعب خفيف، هو اختبار لله وإشارة لعلامة الإيمان في قلب المؤمن.

وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"، مضيفا أن الاختبار الحقيقي يكمن في كيفية تعامل الإنسان مع البلاء، سواء كان في السراء أو في الضراء، فالصبر والشكر هما دليل الإيمان والتقوى.

مقالات مشابهة

  • خبير: البشت الذي ارتداه ولي العهد بالعلا زاد الطلب عليه بالعالم العربي.. فيديو
  • علي جمعة: الإيمان بالكتب السماوية هو الركن الثاني من أركان الإيمان
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد
  • صاحب السعادة فؤاد سراج الدين.. الباشا الذي جعل من 25 يناير عيدا
  • من كلّ بستان زهرة – 92-
  • هل المرض ابتلاء أم عقاب وغضب من الله؟ 10 حقائق عليك معرفتها
  • هل توجد ذنوب لا يغفرها الله؟.. احذر من 10 معاصي تغلق باب الرحمة
  • آفة المقارنات
  • دعاء مستحب بعد صلاة الفجر.. مفتاح البركة طول اليوم
  • غزة … النصر والفتح