ثمّنت النائبة الدكتورة عايدة نصيف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ عضو البرلمان الدولي إعلان مصر تقدمها بمذكرة لمحكمة العدل الدولية حول ممارسات الكيان الصهيوني في قطاع غزة ومحاولاتها لتهجير الفلسطينيين قسريًا من أراضيهم، مؤكدة على أن مشاركة مصر في الرأي الاستشاري فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية على أراضي فلسطين، يؤكد دعمها الكامل للقضية  ومحاولاتها للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أراضيه.

وأوضحت عضو مجلس الشيوخ في بيان لها منذ قليل، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تحت قيادة الصهيوني بنيامين نتنياهو يحاول تحدي العالم وفرض سيطرته من خلال سياسات وممارسات قمعية تمثل جرائم حرب، كونه ينتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي بمجازر دموية مستمرة تحتاج إلى الردع والتكاتف من الجميع لوقفها.

وأشارت نصيف إلى أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في غزة تُنذر بكارثة، حيث توسع رقعة الصراع ومن ثم تهديد الأمن  في المنطقة بشكل كامل، لافتة إلى أن جهود مصر تجاه دعم الأشقاء في فلسطين يشهد لها الجميع، فمصر قدمت مبادرات عدة ومازالت تُقدم من أجل وقف إطلاق النار وإبرام صفقات تبادل للأسرى والمحتجزين وحماية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967، وكذلك مشاركتها في تقدم قوافل مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية تصل إلى أكثر من 80% من حجم المساعدات التي مرت إلى غزة، في حين تحاول قوات نتنياهو عن عمد عرقلة هذه الجهود مرتكبة جرائم بحق الإنسانية.

وتابعت: نتطلع من خلال مشاركة مصر التي تتحمل المسئولية دائمًا في محكمة العدل الدولية لضمان تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الذي عانى لفترة طويلة جدًا وانسحاب إسرائيل بشكل فوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك مدينة القدس، وتعويض الشعب الفلسطيني عن الأضرار التي لحقت به، وحماية المنطقة العربية من أية صراعات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ البرلمان البرلمان الدولي محكمة العدل الدولية مصر

إقرأ أيضاً:

هل يستطيع نتنياهو البقاء دون حرب؟

لقد ارتبط اسم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، منذ فترة طويلة بموقف متشدد بشأن القضايا الأمنية، حيث كان يستغل في كثير من الأحيان العمليات العسكرية لتعزيز مكانته السياسية. مع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان بإمكانه البقاء سياسيا دون حرب مسألة متعددة الأوجه. ويتوقف بقاء نتنياهو السياسي على المشهد السياسي الحالي، واعتماده على الصراع كأداة لتعزيز السلطة، والتحديات الكبيرة التي يواجهها في الحفاظ على السلطة دون اللجوء إلى العمل العسكري.

المشهد السياسي لنتنياهو

كان البقاء السياسي لنتنياهو إنجازا كبيرا، نظرا للتحديات العديدة التي واجهها، بما في ذلك اتهامات الفساد والمعارضة من داخل ائتلافه. وترجع قدرته على الحفاظ على السلطة إلى حد كبير إلى مهارته في التعامل مع النظام السياسي المعقد في إسرائيل والاستفادة من العوامل الخارجية لصالحه. لقد وفر الصراع المستمر مع حماس لنتنياهو نقطة تجمع، مما سمح له بتعزيز الدعم من خلال تأطير نفسه كقائد قوي في أوقات الأزمات.

كانت الحرب تاريخيا أداة لنتنياهو لحشد الدعم الشعبي والحفاظ على قاعدته السياسية. في أوقات الصراع، غالبا ما يتجمع الإسرائيليون خلف قادتهم، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التجمع حول العلم". ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تعزيز شعبية نتنياهو مؤقتا وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مثل اتهامات الفساد والتحديات الاقتصادية
مع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى أن اعتماد نتنياهو على الحرب قد لا يكون فعالا كما كان من قبل. إن وقف إطلاق النار مع حماس، على الرغم من اعتباره في البداية خطوة استراتيجية، تعرض لانتقادات لأنه أعطى حماس فرصة لإعادة تنظيم نفسها. وقد أدى ذلك إلى وضع أعطى نتنياهو الأولوية للبقاء السياسي على مصالح الأمن القومي.

دور الحرب في سياسة نتنياهو

كانت الحرب تاريخيا أداة لنتنياهو لحشد الدعم الشعبي والحفاظ على قاعدته السياسية. في أوقات الصراع، غالبا ما يتجمع الإسرائيليون خلف قادتهم، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التجمع حول العلم". ويمكن أن يؤدي هذا التأثير إلى تعزيز شعبية نتنياهو مؤقتا وصرف الانتباه عن القضايا الداخلية مثل اتهامات الفساد والتحديات الاقتصادية.

ومع ذلك، فإن الطبيعة المطولة للصراع الحالي والضغوط الاقتصادية الذي يفرضها على إسرائيل بدأت بالتسبب في تآكل هذا الدعم. لقد ضربت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي بشدة، مع تراجع سوق الأسهم وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي. وعلاوة على ذلك، أثارت الأزمة الإنسانية في غزة انتقادات دولية، مما زاد من تعقيد موقف نتنياهو.

تحديات بلا حرب

إذا كان نتنياهو سيسلك طريقا بدون حرب، فسيواجه العديد من التحديات الكبيرة:

1- استقرار الائتلاف: إن حكومة نتنياهو متماسكة بفضل ائتلاف هش من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة. وكان هؤلاء الشركاء ينتقدون أي تنازلات قد تقدم لحماس أو للسلطة الفلسطينية، مما يجعل من الصعب على نتنياهو التفاوض على السلام دون المخاطرة بائتلافه.

2- أزمة المحتجزين: لا يزال وضع المحتجزين الإسرائيليين المستمر مع حماس دون حل، حيث تدعو العديد من عائلات المحتجزين إلى اتخاذ إجراءات أقوى لضمان إطلاق سراحهم. بدون حل عسكري، يجب على نتنياهو إيجاد طرق بديلة لمعالجة هذه القضية، والتي يمكن أن تزيد من الضغط على رأسماله السياسي.

3- الضغوط الاقتصادية: إن التكاليف الاقتصادية للحرب باهظة، وبدون الصراع، سوف يحتاج نتنياهو إلى معالجة هذه القضايا من خلال وسائل أخرى. ويشمل ذلك إدارة الميزانية واسترضاء الأحزاب الأرثوذكسية المتشددة التي تطالب بإعفاءات من الخدمة العسكرية.

4- الضغوط الدولية: كان للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، تأثير كبير في تشكيل تصرفات نتنياهو. وفي حين قدمت إدارة ترامب بعض الدعم، هناك أيضا ضغوط للانخراط في مفاوضات السلام، وهو ما قد يقوض موقف نتنياهو المتشدد.

تشير هذه التحولات إلى أن سياسات نتنياهو المتشددة أصبحت بعيدة بشكل متزايد عن التوافق مع الرأي العام العالمي، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا والأكثر ليبرالية
5- الإصلاحات القضائية والاحتجاجات العامة: أثارت الإصلاحات القضائية التي اقترحها نتنياهو احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء إسرائيل. ويرى كثيرون أن هذه الإصلاحات بمثابة محاولة لتقويض استقلال القضاء وتعزيز السلطة التنفيذية.

تزايد الانتقادات الدولية

شهدت مكانة نتنياهو الدولية تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة. وبحسب استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2024، أعربت أغلبية الأمريكيين (53 في المئة) عن ثقتهم الضئيلة أو المعدومة في قدرة نتنياهو على التعامل مع الشؤون العالمية بمسؤولية. ويمثل هذا زيادة بمقدار 11 نقطة في المعنويات السلبية منذ عام 2023. وهذا التراجع واضح بشكل خاص بين الشباب الأمريكيين والديمقراطيين، مما يعكس الانقسامات الأجيال والحزبية الأوسع في المواقف تجاه إسرائيل تحت قيادة نتنياهو. وهذا التشكك المتزايد لا يقتصر على نتنياهو نفسه بل يمتد إلى تصورات الحكومة الإسرائيلية ككل. فقد انخفضت الآراء الإيجابية تجاه الحكومة الإسرائيلية بين الأمريكيين من 47 في المئة في عام 2022 إلى 41 في المئة في عام 2024. وتشير هذه التحولات إلى أن سياسات نتنياهو المتشددة أصبحت بعيدة بشكل متزايد عن التوافق مع الرأي العام العالمي، وخاصة بين الفئات العمرية الأصغر سنا والأكثر ليبرالية.

إن قدرة نتنياهو على البقاء دون حرب غير مؤكدة ومليئة بالتحديات، وفي حين أنه تمكن من الحفاظ على السلطة من خلال مزيج من المناورات السياسية والعمل العسكري، فإن المشهد الحالي يشير إلى أن هذه الاستراتيجية قد لا تكون مستدامة. وفي نهاية المطاف، تشكل التكاليف الاقتصادية للحرب، والضغوط الدولية من أجل السلام، والتوترات السياسية الداخلية، عقبات كبيرة.

مقالات مشابهة

  • يزورها الأربعاء.. نتنياهو والمجر يتحديان مذكرة الاعتقال الدولية
  • نتنياهو يزور هنغاريا رغم مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه
  • برلمانية: إنشاء إسرائيل وكالة لتهجير الفلسطينيين انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • رغم مذكرة الجنائية الدولية..نتانياهو يسافر إلى المجر
  • رفعها السودان ضد الإمارات.. محكمة العدل الدولية تنظر في دعوى إبادة جماعية
  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ضد محاولات تهجير الشعب الفلسطيني
  • محكمة العدل الدولية تعلن موعدًا لجلسات دعوى السودان ضد الإمارات
  • هل يستطيع نتنياهو البقاء دون حرب؟
  • محكمة العدل الدولية ستنظر دعوى إبادة جماعية رفعها السودان ضد الإمارات
  • محكمة العدل الدولية تحسم أمرها في دعوى السودان ضد الإمارات