تتسارع وتيرة الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة في العديد من بلدان العالم، ومن بينها بلدان عربية، وقد شهدت هذه البلدان في السنوات الأخيرة استثمارات متزايدة، مما يجعل المنطقة العربية سوقا واعدة.

وتابعت حلقة برنامج سيناريوهات 2023/7/20 آفاق الطاقة المتجددة في المنطقة العربية وكذلك أبرز التحديات التي تواجهها، إذ يمثل الاستثمار في الطاقة المتجددة مجالا فعالا من حيث التكلفة، خاصة أن مصادرها موجودة في كل البلدان، وكل ما تحتاجه هو توفير الإمكانيات اللازمة لاستغلالها.

وتشهد صناعة الطاقة تغيرا جذريا مع تسارع التحول التدريجي نحو مصادر الطاقة المتجددة كبديل لمصادر الطاقة التقليدية المكلفة والملوثة، وقد أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الاستثمار في مصادر هذا النوع من الطاقة فعال من حيث التكلفة ويوفر النمو الاقتصادي والوظائف وأهداف التنمية المستدامة.

وأشار التقرير إلى أن هناك أسبابا تجعل تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة أمرا مرشحا خلال العقود المقبلة، حيث ترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن 90% من كهرباء العالم ينبغي أن توّلد من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، وأن مصادر هذه الطاقة متوفرة في جميع البلدان.

وتقول الوكالة الدولية إن توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح كان خيارا أقل تكلفة خلال الأعوام الماضية.

من جهة أخرى، أشارت دراسة أميركية إلى أنه بحلول عام 2029 ستكون الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة في أميركا هي الأرخص في العالم.

وتساهم الطاقة المتجددة أيضا في حماية البيئة وصحة الإنسان من انبعاثات الغازات الضارة، كما أن التحول إلى الطاقة المتجددة سيؤدي أيضا إلى زيادة عامة في الوظائف بما يعادل 3 أضعاف في الوظائف المستحدثة بقطاع الوقود الأحفوري، حسب توقعات الوكالة.

ولهذه الأسباب أيضا تتجه دول عربية إلى رفع استثماراتها في إنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، حيث خطت بعض الدول خطوات مهمة في محاولة لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز، والتقليل كذلك من مستويات الانبعاث الكربونية.

مجهودات الدول العربية

وتبدو جهود بعض الدول العربية واضحة للتحول نحو استخدام الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية، إذ تعتزم السعودية -وهي أكبر مصدّر للنفط إلى العالم- استثمار أكثر من 266 مليار دولار في قطاع الطاقة النظيفة، مما يعد أكبر استثمار معلن في المنطقة العربية حتى الآن.

كما تخطط المملكة لبناء واحدة من أكبر محطات توليد الهيدروجين الأخضر في العالم تعمل بسعة تزيد على 4 غيغاواتات من الطاقة الشمسية والرياح، ومن المتوقع البدء في تشغيل تلك المحطة بحلول عام 2025.

وعن الأسباب التي تجعل مجال الطاقة المتجددة أمرا حتميا، أوضح عميد الكلية الجامعية الوطنية للتكنولوجيا أحمد سلامة أن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري ومخرجات القمم والمؤتمرات التي تعقدها الدول بشأن المناخ أجمعت على ضرورة تقليل الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.

وأشار سلامة إلى أن درجة حرارة الأرض منذ بدء الثورة الصناعية ارتفعت بنسبة 1.1 درجة لغاية الآن، ولو استمرت الدول بنفس الوتيرة فإن من المحتمل أن ترتفع مرة أخرى بمقدار درجتين، مما يعني ذوبان القطب المتجمد الشمالي وارتفاع منسوب المياه في البحار وغرق العديد من المدن الساحلية أو اختفاءها.

وعن تجربة السعودية في هذا المجال، أشار الأستاذ المشارك في هندسة الطاقة حسين باصي إلى أن المملكة ستعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 50% بحلول عام 2030، مشيرا إلى أنه تم توقيع اتفاقية تخص 3 مشاريع ضخمة تتعلق بالطاقة المتجددة بمجموع 4550 ميغاواتا من الطاقة الشمسية.

أما في المغرب فأشار وزير الطاقة المغربي السابق عزيز رباح إلى أن الدول غير المنتجة للطاقة الأحفورية مطالبة بتنويع مصادر الطاقة لديها لتحقيق الأمن الطاقي، مشيرا إلى أن المغرب في مرحلة تنزيل إستراتيجية للانتقال من استعمال الطاقة المتجددة في مختلف المجالات كالنقل والصناعة وكذلك الفلاحة.

وأضاف رباح أن المغرب انتقل من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة إلى تعميم هذا المجال في قطاعات مختلفة، مشيرا إلى أن هذه الإستراتيجية تتطلب مؤسسات وتشريعات وكذلك تحفيزات ضريبية ومنظومة مالية متكاملة لتحقيق ذلك.

كما تعمل الإمارات أيضا على التحول نحو الطاقة النظيفة، وتهدف إلى توليد 50% من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2050، وقد دشنت عام 2013 محطة شمس للطاقة الشمسية المركزة، وتلتها محطات أخرى.

وافتتحت قطر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي محطة للطاقة الشمسية، كما أعلنت عن مشروع لإنشاء محطتين إضافيتين في مدينتي مسيعيد ورأس لفان الصناعيتين، ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الكهرباء من المحطتين نهاية العام المقبل.

وأطلق الأردن مؤخرا محطة للطاقة الشمسية كأكبر محطة من نوعها في المملكة بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ميغاوات، وفي مصر دشن مشروع بنبان للطاقة الشمسية أواخر عام 2019.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة فی للطاقة الشمسیة الکهرباء من بحلول عام من الطاقة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أفضل 10 مواقع لتخزين الطاقة الشمسية والرياح في البحر الأحمر

توصلت دراسة بحثية جديدة أجرتها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست» لأفضل 10 مواقع مقترحة لتخزين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في البحر الأحمر. 

وتسهم تلك المواقع في تسريع تحول السعودية نحو استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز إدارة الموارد المائية، والأمن الغذائي في البلاد بما يتماشى مع «رؤية 2030».

وبينما تتمتع السعودية بقدرات هائلة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، اهتمت الدراسة بتحديد كيفية الاستفادة من الانتقال إلى هذه المصادر المتجددة لدعم إدارة المياه في البلاد، مما يحقق ما لا يقل عن نصف قدرتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة، ويتطلّب ذلك تغييرات كبيرة بقطاع الطاقة، الذي كان مسؤولاً عن نحو نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المملكة عام 2022.

من جانبه، عدّ قائد الدراسة البروفيسور يوشيهيدي وادا، الطاقة المتجددة «ضرورية لمستقبل السعودية المستدام»، مبيناً أن التحدي الرئيس يتمثل في كيفية تخزين الطاقة لاستخدامها في فترات الطلب المرتفع. وأوضح أن استهلاك الكهرباء في المملكة يزداد بشكل ملحوظ بين فصلي الشتاء والصيف في بعض السنوات، مما يستدعي الحاجة إلى بنية تحتية قادرة على تخزين الطاقة المستخرجة من مصادر الرياح والشمس خلال الأشهر الباردة، واستخدامها في الأشهر الحارة.

وبحسب وادا، تعد البطاريات من الحلول التي تستثمر فيها المملكة، ولكنها تخزن الطاقة في دورات يومية فقط. أما لتخزينها على مدى دورات موسمية أطول، يجري النظر في تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ الموسمي. مضيفاً: «هنا يمكن تخزين المياه المحلاة في خزانات في الجبال المرتفعة، وإطلاقها عند الطلب لتوليد الطاقة وإمداد المياه». وتشير الدراسة إلى أن مواقع التخزين للطاقة الكهرومائية بالضخ الموسمي ليست رخيصة، حيث تبلغ تكلفة كل منها نحو 10 مليارات دولار أميركي. وترى أنه من الضروري إجراء تقييم دقيق للموقع المقترح عند الحكم على الجدوى ولأغراض التقييم، منوّهة إلى أن العلماء أخذوا في الحسبان عدة عوامل منها تبخر المياه المخزنة، وملوحة المياه، وجدوى بناء محطات الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح في مكان قريب.

وبيّن العالم جوليان هانت أن هذه المواقع تتطلب استثمارات ضخمة في البداية؛ لذا من الضروري تقدير قيمتها بدقة قدر الإمكان، لافتاً إلى أن الدراسة تأخذ إدارة المياه في الحسبان عند التصميم؛ مما يمنح تقديراً أكثر شمولية لكيفية دعم المشاريع واسعة النطاق لاعتماد الطاقة المتجددة في السعودية.

مقالات مشابهة

  • محمد الخياط: مصر تنتج أكثر من 7500 ميجا وات من الطاقة المتجددة
  • أكبر مشروع في العالم.. الإمارات تعزز مكانتها في قطاع الطاقة الشمسية
  • السوداني يصدر توجيها بشأن مشاريع الطاقة الشمسية
  • الإمارات تعزز مكانتها في قطاع الطاقة الشمسية
  • المشاط تلتقي ممثلي شركة "فورتيسيكو" للطاقة لبحث تطورات استثمارات الشركة في مصر
  • وزير الكهرباء يتابع موقف تسليم الأراضي لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية والرياح
  • وزير الكهرباء يتابع موقف تسليم الأراضي لإقامة مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
  • بأكبر مشروع في العالم.. الإمارات تعيد صياغة مفهوم الطاقة الموثوقة (فيديو)
  • أفضل 10 مواقع لتخزين الطاقة الشمسية والرياح في البحر الأحمر
  • العراق يلجأ للطاقة الشمسية في مواجهة أزمة الكهرباء