كاتب إسرائيلي: مصر تتحمل مسؤولية ما حدث في 7 أكتوبر وعليها حصد ما زرعته
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
إن منع تكرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، سوف يتطلب من إسرائيل أن تحافظ على سيطرتها على معبر رفح إلى الأبد، محملا مصر وتتحمل مصر مسؤولية جسيمة عن الأزمة الحالية، بعدما غضت الطرف عن تهريب الأفراد والمواد والمعرفة إلى غزة عبر سيناء.
هكذا دعا بنيامين أنتوني، المؤسس والرئيس التنفيذي والمحاضر الرئيسي لمنظمة "جنودنا يتحدثون" الإسرائيلية، وهو من قدامى المحاربين في حرب لبنان الثانية، وجندي احتياطي قتالي في جيش الاحتلال، في مقال بصيفحة "جيروزاليم بوست" العبرية، وترجمه "الخليج الجديد".
ويرى أنتوني، أن رفح هي المعقل الأخير المتبقي لحماس؛ ويجب تطهيرها من تلك المنطقة حتى تحقق إسرائيل أهدافها الحربية.
ويضيف: "إذا صدر الأمر، فسيعمل الجيش الإسرائيلي في منطقة يتواجد فيها حاليًا حوالي 1.2 مليون من سكان غزة، والذين وصلوا إلى هناك نتيجة للجهود الإسرائيلية الناجحة إلى حد كبير لإبعاد سكان غزة عن طريق الأذى، بينما يقاتل الجيش عدوًا وحشيًا".
ويتعجب من رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السماح لسكان غزة بالدخول إلى شبه جزيرة سيناء، وهي المساحة الشاسعة من الأراضي المتاخمة لقطاع غزة، بعد محاصرتهم بين الهجوم العسكري الإسرائيلي في خان يونس ومصر.
ويضيف: "تتحمل مصر مسؤولية جسيمة عن الأزمة التي تتكشف، بعدما غضت الطرف لسنوات عديدة، عن تهريب الأفراد والمواد والمعرفة إلى غزة عبر سيناء".
اقرأ أيضاً
كاتبة أمريكية: نازحو رفح لا إلى مصر ولا إلى ديارهم.. هل ستلقيهم إسرائيل في البحر؟
ومن الأراضي المصرية، عبر سيناء، حسب مزاعم أنتوني، عاد مقاتلو حماس إلى غزة بعد خضوعهم لتدريبات عسكرية في سوريا والعراق وإيران، ويقول: "ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، من أكثر أعمال العنف دموية ضد اليهود منذ المحرقة، جاء نتيجة التواطؤ المصري".
ويتابع: "تتذرع مصر الآن باحتمال حدوث اضطرابات إقليمية للمطالبة بعدم قيام الجيش الإسرائيلي بالعمل في رفح".
ويزيد: "بعد فشلها في الوفاء بالتزاماتها في الأراضي التي تخضع لسيادتها، تسعى مصر الآن إلى إملاء شروط الأنشطة في المناطق التي ليس لها سيادة عليها".
ويتساءل: "أين حكمة مصر بالماضي في منع ما يعبر من سيناء إلى غزة، كما هي الآن فيما يتعلق بما يعبر من غزة إلى سيناء".
ويلفت إلى أنه منذ بداية الحرب الأهلية السورية، تشير التقديرات إلى أن المناطق الحدودية مع تركيا استوعبت أكثر من 3.5 ملايين سوري، كما قبلت ألمانيا غير المتاخمة للحدود 1.2 مليون سوري.
ويضيف: "قد تم مناشدة كلا البلدين للقيام بذلك وتم الترحيب بهما بعد ذلك".
اقرأ أيضاً
الخارجية المصرية: هناك توتر في العلاقات مع إسرائيل
ويتابع: "في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وقعت مسؤولية استيعاب النازحين الأوكرانيين مرة أخرى على عاتق الدول المجاورة، بما في ذلك بولندا، والدول غير المتاخمة، مثل بريطانيا وأمريكا وإسرائيل"، متسائلا: "لماذا لا يحدث ذات الأمر مع مصر؟".
ويقول: "في ابتعاد عن المعايير الدولية، فإن الدول التي تحث عادة على استيعاب السكان لا تسند الآن أي مسؤولية عن استيعاب السكان في مصر، وتصر على أنه حيثما قد يسعى السكان النازحون الآخرون إلى الهجرة، لم تخطر على بال سكان غزة مثل هذه الفكرة على الإطلاق".
ويندد أنتوني، برفض مصر فتح حدودها فحسب، ونشرها حوالي 40 دبابة في المنطقة، على ما يبدو استعدادًا لقتل أي من سكان غزة، الذين تدّعي هي والعالم أنهم يهتمون بهم بشدة في حالة عبورهم إلى حدودها، وفق مزاعمه.
كما يستنكر ما أسماه "المحاولة اليائسة لمنع انتصار إسرئايل في حربها ضد حماس"، ويقول: "يسعى العالم الآن إلى تقييد إسرائيل باستخدام أساليب غير منطقية إلى حد مذهل، ويؤكدون أن السوريين قد يرغبون في الفرار من واقعهم الوحشي، وكذلك قد يفعل الأوكرانيون، لكن الفلسطينيين.. لا".
ويتابع: "الأمر الفريد من نوعه هو أن الفلسطينيين يريدون البقاء حيث هم، بعد أن أفقرهم نظام حماس الذي صوتوا لصالح وصوله إلى السلطة، وأزاحهم رد فعل إسرائيل المشروع على الهجوم الذي شنته ضدها".
ودعا الجيش الإسرائيلي إلى التقدم نحو رفح، ضاربا بعرض الحائط كل الدعوات في سبيل إعادة الأمن والأمان لدولة إسرائيل تعيد بأمان الإسرائيليين الذين يعيشون كمهجرين داخل بلدهم، بدءاً بأولئك القادمين من جنوب إسرائيل.
اقرأ أيضاً
ماذا ستفعل مصر إذا سيطرت إسرائيل على ممر صلاح الدين بغزة؟
ويضيف: "لتحقيق ذلك، يمكن، بل ويجب، إخراج حماس من رفح".
ويتابع: "بينما تتحمل مصر المسؤولية المركزية عن تهجير سكان غزة وهي مجهزة بشكل بارز لحل هذه القضية، فإن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق شعب غزة نفسه"، الذي يقول إن عليه التحرك نحو مصر.
ويزيد: "هناك العديد من الفوارق بين الأزمات في سوريا وأوكرانيا والأحداث التي تجري في غزة، والأكثر دلالة من ذلك هو أنه في حين أن السوريين لم ينتخبوا الرئيس بشار الأسد والأوكرانيين لم ينتخبوا الرئيس فلاديمير بوتين، فإن الناخبين في غزة أدلوا بأصواتهم عمداً لدعم النظام (حماس) الذي شن الحرب التي تورطوا فيها الآن".
ويستطرد أنتوني: "لقد أعطى سكان غزة تفويضا انتخابيا لنوايا الإبادة الجماعية المعروفة التي تقع في قلب ميثاق حماس، جرت محاولة الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر/تشرين الأول".
ويكمل: "عندما تم جر جنود الجيش الإسرائيلي القتلى والمختطفين المسنين إلى غزة، اندلعت احتفالات مدنية حاشدة في الشوارع، كما لا تزال الكراهية اليهودية والعنف والنوايا القاتلة تسري في عروق الكثير من سكان غزة".
ويشير إلى أنه "حان الوقت لكشف شراكة أهل غزة والمصريون، الذين يقولون إنهم يريدون بعضهم بعضاً، ويتعين على المجتمع الدولي أن يعمل على تحقيق الوحدة بينهما".
اقرأ أيضاً
رسالة مصرية لإسرائيل حول شكل الحكم في غزة بعد الحرب.. ماذا قالت؟
ويزيد: "ينبغي الضغط على مصر للسماح لسكان غزة بالدخول إلى سيناء، حتى لو كان ضد رغبتها، بنفس القوة التي اضطرت بها إسرائيل على الأقل إلى تقديم المساعدات إلى القطاع، ضد الإرادة الإسرائيلية".
ويتابع: "كما يتعين على إسرائيل أن تمضي قدماً، دون أي تهديد أو وعيد، في سعيها إلى تحقيق هدفها الأسمى: الدفاع عن شعبها وإعادة أسراها".
ويندد أنتوني، بما أسماه "قُتل الإسرائيليين واختطافهم خلال أقدس وأشهر فترة في التقويم اليهودي"، ويقول: "إذا لم تحمي ما هو مقدس لها، فإن الآخرين سوف يدوسون على تلك القيم ويدنسونها".
ويختتم: "ربما يتمكن الجيش الإسرائيلي المسلح بالعزم الذي أظهره حتى هذه اللحظة من إعادة اليهود إلى منازلهم في الوقت المناسب لعيد الفصح هذا العام، بعدما ظلوا في برية النزوح والعذاب والاختطاف لفترة طويلة جدًا".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن مرارا ثلاثة أهداف للحرب التي أطلقها في 7 أكتوبر 2023، وهي إسقاط حكم "حماس" في القطاع والقضاء على قدراتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، والتأكد من وجود "إدارة في غزة لا تشكل تهديدا لإسرائيل".
ومع قرب انتهاء الشهر الخامس من الحرب على القطاع الفلسطيني، فإن إسرائيل لم تعلن عن تحقيق أي من هذه الأهداف.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
اقرأ أيضاً
إعلام عبري: مصر تهدد إسرائيل بتعليق معاهدة السلام حال احتلالها محور فيلادلفيا
المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر إسرائيل رفح جيش الاحتلال حرب غزة كاتب إسرائيلي أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی فی 7 أکتوبر اقرأ أیضا سکان غزة إلى غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي بارز: القوة السياسية لصالح إسرائيل لكن العدالة ستنتصر
الدوحة- أعرب الكاتب الأميركي "نيثان ثرال" عن تشاؤمه تجاه القصية الفلسطينية خلال المستقبل القريب، موضحا أنه طوال 7 عقود لا يرى إلا توسعا للاحتلال الإسرائيلي وتمددا في الأراضي، في مقابل انكماش وتقلص في الجانب الفلسطيني. وتوقع أن يستمر هذا الأمر وربما بصورة أسرع وبشكل أسوأ "لكن العدالة ستنتصر في النهاية".
وأضاف الكاتب، الحائز على جائزة بوليتزر العالمية في الأدب الواقعي لعام 2024 -في حوار مع الجزيرة نت- أنه رغم ظهور حركات تعاطف كبيرة في دول العالم المختلفة تجاه القضية الفلسطينية "فإنه يجب ألا نبالغ في تقييم الوضع، لأنه من حيث القوة السياسية الحقيقية، فإن كل شيء يصب في مصلحة إسرائيل الآن، لذلك إذا كان لدينا تفاؤل بشأن التغير الجوهري فهو تفاؤل على الأمد البعيد".
وحصل ناثان ثرول، وهو كاتب أميركي مقيم في القدس، الذي استضافته جامعة جورجتاون في قطر، على الجائزة عن عمله الرائد "يوم في حياة عابد سلامة"، الذي يروي قصة مأساوية لحادث حافلة مدرسية في مدينة القدس تحمل أطفالا فلسطينيين، كما يتناول الإجراءات والقرارات السياسية العديدة التي تؤثر على الحياة اليومية في فلسطين.
وحصل الكتاب الأكثر مبيعا على مستوى العالم، والمترجم إلى أكثر من 20 لغة، على إشادة النقاد، كما تم اختياره كأفضل خيارات المحرر لمراجعات الكتب بمؤسسة نيويورك تايمز وإدراجه ضمن أفضل الكتب لهذا العام من قبل 18 منشورا.
إعلانوأكد نيثان أنه حاول من خلال هذا الكتاب أن يروي التاريخ من خلال أعين الشخصيات أو قصص عائلاتهم، لذلك لم تكن هناك أقسام منفصلة في الكتاب يقدم فيها درسا تاريخيا للقارئ، بل كل شيء فقط من خلال ذكريات وقصص الشخصيات الفردية كما تُرى من وجهة نظرهم، وهكذا سيفهم القارئ الجانب السياسي. وإلى نص الحوار:
جامعة جورجتاون في قطر تستضيف الكاتب الأميركي للحديث عن إنتاجه الروائي العالمي (الجزيرة) قصة حقيقية ما الذي ألهمك لكتابة هذه الرواية "يوم في حياة عابد سلامة: تشريح مأساة القدس"؟أول شيء ألهمني هو أنني تأثرت بشدة بهذه القصة الحقيقية عن حادث حافلة كان على متنها مجموعة من أطفال الروضة الفلسطينيين في منطقة القدس الكبرى، فقد رأيت في هذه القصة شيئا رمزيا للغاية، حيث اشتعلت الحافلة لمدة تزيد على 30 دقيقة قبل أن تصل أول سيارة إطفاء إسرائيلية إلى المكان. وكان الفلسطينيون الموجودون يحاولون جاهدين إطفاء النيران دون أن تكون لديهم الوسائل اللازمة لذلك.
في الوقت نفسه، كان الآباء عاجزين عن الوصول إلى أطفالهم، وغير قادرين على عبور الحواجز للبحث عنهم في المستشفيات التي تم نقلهم إليها، لذلك رأيت في هذه القصة شيئا رمزيا ومؤثرا للغاية، وقد سمحت لي هذه القصة بدمج هدفين أساسيين لدي في الكتاب الأول، أولهما الوصول إلى الناس على المستوى العاطفي لنقل مأساة الحياة في فلسطين، أما الهدف الثاني فهو وصف نظام الفصل العنصري، ومن خلال سرد ما حدث في تلك الساعات الـ24 بعد الحادث، لا يمكن رواية تلك القصة إلا بشرح نظام الهيمنة العنصري الذي كان على الآباء التنقل خلاله.
بالنسبة لي، كانت هذه القصة وسيلة لوصف الحياة اليومية تحت الاحتلال، والتركيز بعناية على شيء يحدث في جميع أنحاء العالم، مثل حادث سيارة، ولكن لإظهار ماذا يعني حدوث هذا الشيء العادي في مكان غير عادي على الإطلاق.
إذن، هل "عابد سلامة" شخصية حقيقية؟ وكيف اخترت هذه الشخصية؟نعم، القصة حقيقية، وقد وقع هذا الحادث في 16 فبراير/شباط 2012، ففي البداية قررت أن أكتب عن هذا الحادث دون أن ألتقي بعابد، وحاولت التواصل مع كل شخص له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالحادث، الآباء والمعلمين والشهود والأطباء والمحامين وعمال خدمات الطوارئ. وفي وقت مبكر من بحثي ومقابلتي للناس، أخبرتني صديقة مقربة من العائلة أن لديها قريبا بعيدا كان والد أحد الأطفال على متن الحافلة، وقد وضعتني تلك الصديقة على اتصال مع قريب أقل بُعدا، الذي أوصلني بدوره إلى عابد، وبعد يوم أو يومين كنت في غرفة جلوسه أتحدث إليه وفي اللحظة التي بدأ فيها بسرد قصته، امتلأت عيناي بالدموع وأدركت أن هذه قصة يجب أن تُروى.
هناك حركة قوية ومتنامية لدعم حقوق الفلسطينيين لكن نتائجها ستظهر على الأمد البعيد (الأناضول) علينا ألا نبالغ يرى الجمهور العربي أن أوروبا وأميركا تدعمان إسرائيل فقط، هل تعتقد أن هناك حركات في أوروبا تدعم حقوق الفلسطينيين؟ وهل هذه الحركة تزداد؟نعم، أرى ذلك وأعتقد أن هذا ظاهرة مهمة للغاية نحن نشهد تغيرا جليا، فقد رأينا الحشود في لندن ونيويورك، هناك حركة قوية ومتنامية لدعم حقوق الفلسطينيين، ولكن يجب ألا نبالغ في تقييم الوضع فمن حيث القوة السياسية الحقيقية، فإن كل شيء يصب في مصلحة إسرائيل الآن، لذلك إذا كان لدينا تفاؤل بشأن التغير الجوهري فهو تفاؤل على الأمد البعيد. هؤلاء الشباب في العشرينيات من عمرهم، أولئك المشاركون في الاحتجاجات في الجامعات قد لا يكتسبون النفوذ السياسي الحقيقي إلا بعد 20 عاما ربما، لذلك أعتقد أن هذا مهم للغاية، ولكن يجب علينا أيضا ألا نبالغ في تصوير توازن القوى الحالي، الذي يميل بالكامل لصالح إسرائيل.
إعلان في غزة، والسودان ودول أخرى، لدينا ملايين القصص مثل عابد سلامة، كيف يمكن للأدب التعامل مع كل هذه القصص؟أعتقد أن ما يفعله الأدب هو أنه يأخذ وضعا مليئا بملايين المآسي، كما في فلسطين، حيث يميل الناس إلى الحديث بلغة التجريدات أو التفكير بتجرد، فاليوم، عندما يتحدث الناس عن غزة، يتحدثون بالأرقام 46 ألفا و47 ألفا و48 ألفا، وفكرة الأدب ليست إنكار الأرقام، فالأرقام مهمة ويجب أن ننتبه إليها، ولكن الهدف هو أن نفهم حقا ما تعنيه كل واحدة من هذه الـ46 ألف حالة، فكل واحدة منها هي قصة منفصلة بالتأكيد.
لقد كرست حياتي للعمل على القضية الفلسطينية وقد عملت لمدة 10 سنوات في منظمة دولية رائدة، وهي مجموعة الأزمات الدولية، وكان عملي يتمثل في التحدث إلى الدبلوماسيين والصحفيين والمحللين في مراكز التفكير، وأدركت أن هذا كان مضيعة كاملة للوقت، لأنك عندما تتحدث إلى جمهور نخبوي فإن هذا الجمهور لا يكون مستعدا إلا لإجراء تغييرات صغيرة جدا وتدريجية.
ولكن في حالة مثل فلسطين، تحتاج إلى قلب العالم رأسا على عقب، حيث نحتاج إلى فهم مختلف تماما لما يحدث وما الذي يجب تغييره، فالأمر ليس مجرد إجراء تغيير صغير تدريجي، ولذلك كان هذا النهج خاطئا بالنسبة لي. إذا كنت أريد حقا رؤية تغيير في فلسطين، فيجب العمل على مستوى فهم الناس العاديين، وهذا يتم من خلال السرد، ومن خلال الحكي، وليس محاولة إقناع سياسي رفيع المستوى من خلال التحليل، فالكتاب يركز على مأساة القدس.
ناثان ثرال مدرس مقرر الفصل العنصري في إسرائيل، بكلية بارد الأمريكية، يتعرض لهجوم اليمن الإسرائيلي، بزعم أن محاضراته معادية للسامية، وهي ادعاءات كاذبة لمنع انتقاد الاحتلال، واستخدام معاداة السامية سلاحا لإسكات معارضته، وتقليص التعامل النقدي مع سياساته، ومنع التضامن مع الفلسطينيين. pic.twitter.com/l53PxOk17I
— Adnan Abu Amer (@AdnanAbuAmer2) March 16, 2023
إعلان انكماش فلسطيني كيف توازن بين السرد الشخصي والقضايا السياسية الكبرى؟كان هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لي في هذا الكتاب، كنت أرغب في أن يحقق هذا الكتاب كلا الأمرين، أن يجمع بين السياسي والشخصي، والطريقة التي قررت من خلالها ضمان تحقيق ذلك كانت أنني لن أروي التاريخ إلا من خلال أعين الشخصيات أو قصص عائلاتهم. لذلك، لم تكن هناك أي أقسام منفصلة في الكتاب أقدم فيها درسا تاريخيا للقارئ بل كل شيء، فقط من خلال ذكريات وقصص الشخصيات الفردية كما تُرى من وجهة نظرهم وهكذا سيفهم القارئ الجانب السياسي.
هل تعتقد أن الكتاب كان له تأثير على الوضع السياسي في القدس؟هناك حالة من الظلم العميق لدرجة أنني لا أعتقد أن الفلسطينيين سيحصلون على حريتهم خلال حياتي، وكل ما أتمناه هو أن أترك أثرا، وأن أُحرز تقدما طفيفا في الاتجاه الصحيح ومن ثم فإني أعتقد أن هذا الكتاب يمكن أن يفعل ذلك، ويمكنه أن يغير القلوب والعقول بالنسبة لمن يقرؤه.
ما رؤيتك لمستقبل القدس في ظل هذه الظروف السياسية؟إذا نظرنا إلى ما حدث خلال العقود الماضية في فلسطين، فإننا نرى عملية مستمرة من التوسع الإسرائيلي والانكماش الفلسطيني إلى مساحات أصغر وأصغر، وهذه العملية تتسارع الآن أكثر مما كانت عليه في الماضي، فخلال السنة التي تلت 7 أكتوبر، صادرت إسرائيل أراضي فلسطينية في الضفة الغربية أكثر مما صادرت في العقدين السابقين. لذلك إذا سألتني ماذا أتوقع للمستقبل؟ فإنني أتوقع المزيد من الشيء نفسه، ولكن بشكل أسوأ، لذلك، حتى وإن كان لدي تفاؤل طويل الأجل جدا بأن العدالة ستنتصر، ولكن ربما لن يكون ذلك شيئا سوف أعيش لأراه، وليس لدي إيمان بأنه سيكون هناك استقلال فلسطيني فأنا بالفعل متشائم.