لم ينتخب الأميركيون رئيسا مستقلا منذ جورج واشنطن، ولكن يبدو أن الجمهور، الذي تعبت أعصابه من الرؤساء المرشحين غير المحبوبين، منفتح أكثر من أي وقت مضى للنظر بجدية في أسماء المرشحين المستقلين الذين يمكن أن يؤثروا في انتخابات هذا العام.

وأظهرت استطلاعات الرأي المتعددة أن الناخبين لا يرغبون في إعادة مباراة بين الرئيس جو بايدن ودونالد ترامب، وأنهم على استعداد لتقييم العديد من السياسيين الذين ينوون خوض حملات مستقلة أو حملات لأحزاب بعيدا عن القطبين الديمقراطي والجمهوري.

ويرى محللون أن لا أحد من المرشحين المستقلين لديه فرصة كبيرة لدخول البيت الأبيض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ولكن يمكن لنسبة أصواتهم أن تؤثر باتجاه أو بآخر في الانتخابات المرتقبة.

ويخشى الديمقراطيون بشكل خاص من تأثير سلبي محتمل للمرشحين المستقلين، على غرار ما حدث في انتخابات 2016 حين تسببت أصوات جيل ستاين، مرشحة الحزب الأخضر، في خسارة هيلاري كلينتون.

المرشحون المستقلون لرئاسة أميركا

ومن بين المرشحين المستقلين الذين يسعون لقلب النظام الثنائي، نجد الناشط في العدالة العرقية كورنيل ويست، إلى جانب روبرت إف كينيدي جونيور، المرشح الذي يحمل اسما شهيرا ويمثل أكبر تهديد للوضع الراهن.

ويعتقد دوغلاس ماكينون، المستشار السياسي والمساعد في البيت الأبيض في فترة الرئيس رونالد ريغان، أن ابن شقيق جون كينيدي يجعل من انتخابات 2024 سباقا حقيقيا بين 3 أشخاص، ويجذب عددا كبيرا من النقاد الذين لم يعطوا أصواتهم لترامب عام 2016.

وكتب ماكينون في مقال رأي نشرته صحيفة "ذا هيل"، أن كلمات وتحذيرات كينيدي تجذب انتباه الناخبين الشباب في الولايات المتحدة، إلى درجة أنه يتصدر الآن أمام كل من بايدن وترامب في هذه الفئة العمرية.

وقد بدأ بايدن وترامب بالفعل في رسم خطوط الصراع، على الرغم من أن استطلاعات الرأي الأخيرة، التي أجراها مركز "إن أو آر سي" للأبحاث في الشؤون العامة وجامعة ماساتشوستس أمهيرست، أظهرت أن أكثر من نصف الناخبين غير سعداء بإعادة مشهد عام 2020.

ويتعادل بايدن وترامب فعليا في متوسطات استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتكس"، ولكن عندما يتم إضافة كينيدي في هذا المزيج، يحصل هو على 17% مما يجعل ترامب يتقدم بـ5 نقاط مئوية.

وفي المقابل، حذر كايل كونديك، المحلل السياسي في جامعة فرجينيا، من أن الاستطلاعات غالبا ما تبالغ في دعم المستقلين، الذين يبدؤون بطموحات عالية قبل أن يفشلوا.

ولكنه أشار إلى أن الاستطلاعات التي تشمل جميع المرشحين المحتملين من غير القطبين التقليديين عادة ما تظهر أن بايدن يتأذى أكثر بقليل من ترامب.

وقال الناشط السياسي اليميني تشارلي كوليان إن كينيدي يشكل تهديدا مشروعا لبايدن، لأنه يركز على القضايا التي تهم ناخبي الألفية وناخبي الجيل "زد".

وأضاف أن التركيز على قضايا مثل شفافية الحكومة والمسؤولية المالية وزيادة الفرص الاقتصادية يزيد من فرص فوز المرشحين بالانتخابات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

ومن المرجح أن ينضم كينيدي وستاين وويست إلى العديد من المرشحين الآخرين، بما في ذلك النائبة القومية المناهضة لترامب، ليز تشيني.

وفي الوقت نفسه، تقوم مجموعة "نو لايبلز" الوسطية بإنشاء "تذكرة وحدة" لإطلاقها في حال اختار الحزبين "مرشحين رئاسيين مثيرين للانقسام بشكل غير معقول" وهو ما انتقده الديمقراطيون كدعم لترامب.

ويقول كونديك إن الصعوبة التي تواجه المرشحين الذين يعملون خارج النظام الحزبي الثنائي تكمن في العثور على المال والموارد للوصول إلى القائمة النهائية للمرشحين، فما بالك بالفوز. ولكن يمكن لنتيجة مرشح مستقل في بضع معارك حاسمة ومتقاربة أن تؤثر في نتائج الانتخابات.

ويذكر أن ستاين قد فازت بنسبة 1% فقط من الأصوات عام 2016، ولكن حصتها في عدة ولايات متأرجحة كانت أكبر من فارق فوز ترامب على كلينتون.

ووجد تقرير من مجلس الشيوخ أن موسكو دعمت حملات وسائل الإعلام الاجتماعية التي عززت ستاين، مما دفع كلينتون إلى وصفها بأنها "أداة روسية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول "حصانة ترامب"

أعادت المحكمة الأميركية العليا،يوم الاثنين، قضية حصانة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى محكمة أدنى في واشنطن، مما يقلل من احتمالات إجراء محاكمة قبل الانتخابات.

وترى المحكمة العليا أن الرؤساء السابقين لهم الحق في "الحصانة المطلقة" من الملاحقة القضائية بسبب الإجراءات التي تقع ضمن سلطتهم الدستورية.

وفي القضية الأكثر متابعة أمام المحكمة العليا هذا العام، يرفض الحكم قرارًا من محكمة الاستئناف الفيدرالية في فبراير، والذي خلص إلى أن ترامب لا يتمتع بحصانة عن الجرائم المزعومة التي ارتكبها خلال فترة رئاسته لإلغاء نتائج انتخابات 2020.

ويؤكد ترامب أن لديه "حصانة رئاسية" من التهم الجنائية الأربع التي وجهها المحامي الخاص جاك سميث، الذي اتهم الرئيس السابق بالتآمر لعرقلة الانتقال السلمي للسلطة وحرمان ملايين الناخبين من حق التصويت في انتخابات عام 2020.

ويعتبر ترامب أن العديد من جهوده لإلغاء الانتخابات كانت جزءًا من واجباته الرسمية كرئيس، ويعتبر أنه لا يمكن محاكمة الرؤساء السابقين على أي أعمال “رسمية” من هذا القبيل.

 ويرد المحامي جاك سميث بأن نظرية حصانة ترامب ستكون بمثابة لعنة بالنسبة لمؤسسي الأمة وسترفع الرؤساء فعليًا فوق القانون.

وحسب موقع "بوليتيكو" فقد انحازت محكمتان ابتدائيتان إلى جانب سميث، لكن المحكمة العليا التي تضم أغلبية ساحقة من 6 قضاة، بما في ذلك 3 معينين من قبل ترامب وافقت على إعادة النظر في القضية لعدة أشهر، بينما كان القضاة يدرسون القضية، توقفت جميع إجراءات المحاكمة المتعلقة بتهم الانتخابات الفيدرالية.

 

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض يرد على ما أثير حول موقف بايدن من الانسحاب من السباق الرئاسي
  • الاتفاق النووي نقطة الخلاف البارزة في المناظرة الإيرانية الأخيرة
  • الجولة الثانية من الانتخابات الإيرانية.. أهميتها وطرق انتخاب المرشحين
  • قرارات حوثية خطيرة منها توجية إتهامات جديدة للصحافيين وطلاب الإنجليزية والمبتعَثين بالجاسوسية
  • حصانة مطلقة ولكن.. ماذا يعني قرار المحكمة العليا بالنسبة لترامب؟
  • الكهرباء في كربلاء: كيف يغير المستثمرون مسار المشاريع لصالحهم؟
  • حملة بايدن : قرار المحكمة العليا لن يغير حقيقة أن ترامب شجع مجموعة لقلب نتائج انتخابات حرة وعادلة
  • تحالف المستقلين يدعو إلى إصلاح المنظومة الانتخابية بدلاً من إجراء انتخابات مبكرة
  • بعد أن يسدل الستار علي الحرب العالمية الثالثة في السودان يمكن اجراء مناظرة سياسية بين الجنرالين
  • المحكمة العليا الأميركية تحسم الجدل حول "حصانة ترامب"