مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود دعم المصريين بالخارج بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أنابت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي، والمشرف على مكتب الوزير، لاستعراض جهود وزارة الهجرة في ملف التنمية المستدامة والتدريب من أجل التوظيف، وذلك ضمن فعاليات الجلسة الافتتاحية لنموذج محاكاة منظمة الهجرة الدولية، لطلاب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
جاء ذلك بحضور الأستاذة سارة مأمون، مساعد وزيرة الهجرة لشئون المشروعات والتعاون الدولي والمشرف على المركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وإعادة الإدماج، وأ.د عادلة رجب، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ومنسقة وحدة بحوث ودراسات الهجرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة، م. حنان الجنيدي، مهندس بوحدة دراسات الهجرة، وعدد من الطلاب بأقسام الكلية، ومن الدول العربية الشقيقة.
جاءت المشاركة ضمن الجلسة الافتتاحية لفعاليات نموذج محاكاة المنظمة الدولية للهجرة، حيث تحدث مساعد وزيرة الهجرة حول "المهاجرين المصريين وأهداف التنمية المستدامة"، والتي شهدت مشاركة أ.د. حنان محمد علي، القائم بأعمال عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والسيد كارلوس أوليفر، رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في مصر. وتستمر فعاليات نموذج المحاكاة في الفترة من 18 حتى 21 فبراير الجاري، بمبنى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.
ومن ناحيته، أوضح د. صابر سليمان، أنه من الأهمية بمكان ربط الخطط المختلف برؤية مصر للتنمية المستدامة، والسعي لتحقيق نتائج فعلية، مشيرا إلى أن هذه الفعالية تعد أول ثمار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم بين وزارة الهجرة وجامعة القاهرة، لتنسيق الجهود فيما يتعلق بجهود التدريب من أجل التوظيف، وكيفية الاستفادة من جهود الباحثين لبناء كوادر في مختلف المجالات ذات الصلة، وربط الهجرة باحتياجات المجتمع.
وأضاف د. سيلمان، أن توجه الدولة المصرية، يتماشى مع إطلاق العهد الدولي للهجرة، وربطه بأهداف التنمية الشاملة، والعمل وفقا لرؤية القيادة السياسية بتعظيم فرص الهجرة الآمنة، وتنسيق الجهود بين مختلف الجهات المعنية، سواء الوزارات والمؤسسات المصرية، أو الشركاء الدوليين، وتنسيق الجهود لربط الهجرة بتنمية المجتمعات المحلية والدولية.
وأضاف مساعد وزيرة الهجرة أن سياسات الهجرة التي تنتهجها مصر، تحرص على إتاحة سبل تنمية دول المقصد والدولة الأم، وهو ما تضعه استراتيجية وزارة الهجرة ضمن اهتماماتها، مؤكدا أننا نحرص في وضع البرامج التنفيذية على أن تتضمن نتائج واقعية وفائدة حقيقية.
واستعرض مساعد وزيرة الهجرة جهود الإعداد لإنشاء المركز المصري الألماني منذ أكتوبر 2017، حتى إطلاقه في نوفمبر 2020، وصولا للتنفيذ الفعلي، بالتعاون مع الجانب الألماني، والعمل حاليا على استنساخ التجربة مع دول أخرى، بجانب عمل فرع للمركز المصري الألماني في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، وتوفير فرص السفر إلى ألمانيا، وفقا للمعايير المتفق عليها، وتدريب وتأهيل الشباب من حيث اللغة وثقافة المجتمع ومعايير العمل في الدولة المستقبلة.
وأوضح الدكتور صابر سليمان أننا حريصون على إتاحة مختلف المسارات لتدريب وتأهيل الشباب وتوفير فرص الهجرة الآمنة، وذلك بالتنسيق مع مختلف الوزارات والمؤسسات المعنية لتدريب وتأهيل الشباب في مختلف المجالات الحرفية والمهنية، مؤكدا أن أمامنا الكثير من الخطط التنفيذية التي نعمل على تنفيذها فعليا، لتحقيق أفضل النتائج لدعم الشباب، ومجابهة مسببات الهجرة غير الشرعية.
وأشار "سليمان" إلى أن هناك جهود كبيرة من الدولة المصرية لمواجهة الظاهرة، ووضع الحلول التنموية للمجتمعات المصدرة للهجرة غير الشرعية، وإيجاد حلول بديلة تتناسب واحتياجات الشباب، وتأهيل الشباب قبل السفر للخارج بقانون الدولة المستقبلة وعاداتها وتقاليدها، وهناك تنسيق مع الجهات الدولية لتأهيل الشباب وفقا لاحتياجات الأسواق العالمية.
وأكد د. صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة، أهمية حوكمة سياسات الهجرة لتحقيق أهداف التنمية ومن بينها ربط المصريين بالخارج بالوطن، ودعمهم ورعايتهم، مستعرضا جهود السفيرة سها جندي في هذا الصدد، ودورها البارز في الاستفادة من خبرات المصريين بالخارج في مختلف المشروعات التنموية وتقديم مختلف المحفزات لإتاحة موارد دولارية وتعزيز الاقتصاد الوطني، ومن بينها مبادرة استيراد سيارات المصريين بالخارج، وتسوية الموقف التجنيدي، وتخفيضات تذاكر الطيران، وإتاحة الفرص الاستثمارية للمصريين بالخارج، وإتاحة أراض ووحدات سكنية متميزة للمصريين بالخارج، وشركة المصريين بالخارج للاستثمار وتسجيلها في هيئة الاستثمار والاتفاق على تسمية المجموعة النواة لإدارة الشركة وإتاحة الفرصة للمصريين بالخارج، كافة، للاستفادة من الشركة.
وفي السياق ذاته، أشار مساعد وزيرة الهجرة إلى جهود السفيرة سها جندي في حل مشكلات المصريين حول العالم، ومن بينها دعم المصريين بالخارج في أزمة وباء كورونا المستجد، وحل أزمة العالقين والطلاب العائدين من مناطق الصراع في مختلف الدول التي شهدت صراعا، بجانب الإسهام الفوري في مساعدة الجاليات المصرية في الدول التي شهدت كوارث طبيعية، ومن بينها الزلازل في تركيا وسوريا والسيول في ليبيا، وغيرها من المشكلات، التي تعمل الوزارة على حلها على مدار الساعة.
ومن ناحيتها، أوضحت سارة مأمون، معاون وزيرة الهجرة لشئون المشروعات والتعاون الدولي، والمشرف على المركز المصري الألماني، أن وزارة الهجرة تعمل على خدمة أكثر من 14 مليون مصري بالخارج، مشيدة بجهود السفيرة سها جندي وحرصها على تمكين الشباب والسيدات، ليشاركن في صنع القرار وتنفيذ استراتيجيات الدولة المصرية، لافتة إلى أن المركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة وإعادة الإدماج يقدم خدماته للشباب المصري في المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية، ويُعنى بتقديم تدريبات في ريادة الأعمال والبرمجة والمجالات الحرفية والمهنية وغيرها، حيث يتم تنفيذ تدريبات دورية، بالتنسيق مع الشركاء الألمان، تماشيا مع احتياجات أسواق العمل الدولية، وفقا لأحدث المعايير العالمية.
وفي ختام اللقاء، أكد الدكتور صابر سليمان، مساعد وزيرة الهجرة للتطوير المؤسسي أهمية ربط الشباب بخطط الدولة، والاستفادة من جهودهم، ولذلك تأتي مشاركة الوزارة اليوم لتوعية الشباب بما تقدمه الدولة المصرية لصالحهم، بجانب جهود وزارة الهجرة لربط المصريين بالخارج بالوطن، وتعزيز الأطر الحاكمة لسياسات الهجرة.
IMG-20240219-WA0018 IMG-20240219-WA0017 IMG-20240219-WA0016 IMG-20240219-WA0012 IMG-20240219-WA0014المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة الدكتور صابر سليمان الاقتصاد والعلوم السیاسیة المرکز المصری الألمانی مساعد وزیرة الهجرة المصریین بالخارج السفیرة سها جندی الدولة المصریة وتأهیل الشباب وزارة الهجرة غیر الشرعیة صابر سلیمان ومن بینها فی مختلف
إقرأ أيضاً:
عام مضى.. معلومات الوزراء يستعرض مؤشرات وتقارير المؤسسات الدولية حول أداء الاقتصاد العالمي
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً حول "أداء الاقتصاد العالمي خلال عام 2024 وتوقعات عام 2025"، من خلال تسليط الضوء على بعض الموضوعات المختارة كمجال السياسة النقدية والتضخم والتجارة والسياحة وسوق العمل العالمية، حيث أشار المركز إلى أن عام 2024 قد شهد تباطؤًا في النمو الاقتصادي العالمي مقارنة بعام 2023، ويأتي ذلك مدفوعًا بالعديد من التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية العالمية؛ حيث استمرت أسعار الفائدة مرتفعة في ظل مساعي البنوك المركزية حول العالم لكبح التضخم، كما أثرت التوترات الجيوسياسية -لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا- سلبًا على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
وقد جاء الأداء الاقتصادي في عام 2024 متباينًا بين المناطق المختلفة حول العالم، وبين الاقتصادات المتقدمة والأسواق الناشئة والدول النامية؛ حيث حققت بعض الاقتصادات نموًّا أفضل من غيرها، وتشير التوقعات لعام 2025 إلى أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا سوف تستمر خلال العام المقبل؛ مما يشير إلى استمرار التحديات الاقتصادية العالمية.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد العالمي حافظ على صموده ومرونته نوعاً ما في عام 2024، متجنبًا الدخول في حالة ركود، رغم التشديد الحاد والمتزامن للسياسات النقدية العالمية. مع استمرار النمو ولكن دون التوقعات، فوفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي في أكتوبر 2024، سيتباطأ النمو من 3.3% عام 2023 إلى 3.2% في عامي 2024 و2025.
ومن جهة أخرى؛ توقَّع تقرير "الآفاق الاقتصادية العالمية"، الصادر عن البنك الدولي في يونيو 2024، أن يسجل الاقتصاد العالمي نمواً ضعيفاً ثابتًا عند 2.6% في عام 2024 قبل أن يرتفع إلى 2.7% في عامي 2025 و2026، وهو أقل من المتوسط البالغ 3.1% في العقد السابق للجائحة. كما توقعت وكالة ستاندرد آند بورز تباطؤ في النمو العالمي من 3.5% في عام 2023 إلى 3.3% في عام 2024، ثم إلى 3% في عام 2025.
أشار التقرير إلى أن تقديرات صندوق النقد الدولي للاقتصادات المتقدمة تظهر نمواً طفيفاً من 1.7% في عام 2023 إلى 1.8% في عام 2024 مع بقاء النسبة نفسها في عام 2025 حتى عام 2029، ومن المتوقع تباطؤ النمو في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يقدر الصندوق أن يصل إلى 2.8% عام 2024 من 2.9% عام 2023، وأن يتباطأ إلى 2.2% في عام 2025، وفي منطقة اليورو من المتوقع أن ينمو الاقتصاد من 0.4% عام 2023 إلى 0.8% عام 2024 و1.2% في عام 2025، وفي المملكة المتحدة من المقدر أن يصل النمو إلى 1.1% عام 2024 من 0.3% عام 2023.
أما بالنسبة لليابان، فمن المقدر أن يتباطأ النمو في عام 2024، ليصل إلى 0.3% من 1.7% عام 2023، وبالنسبة لكندا فمن المقدر أن يرتفع معدل النمو الاقتصادي من 1.2% عام 2023 إلى 1.3% عام 2024، وأن يصل إلى 2.4% عام 2025.
أوضح التقرير أنه وفقًا لوكالة ستاندرد آند بورز (S&P)، سوف ينتعش اقتصاد اليابان في عام 2025 ليحقق نمو نحو 1%، في حين سيبلغ معدل نمو اقتصاد المملكة المتحدة 1.5%. وفي الأسواق الناشئة الرئيسة، تُعَد الهند محركًا رئيسًا للنمو العالمي؛ حيث من المتوقع أن يبلغ نموها 7% أو أقل على مدى السنوات المقبلة. كما يتوقع أن ينمو اقتصاد البرازيل والمكسيك نحو 2% في عام 2025، وجنوب إفريقيا بنحو 1.5%.
ومن جهة آخري، يقدر صندوق النقد الدولي أن تسجل اقتصادات الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية انخفاضًا محدودًا في النمو من 4.4% في عام 2023 إلى 4.2% في عامي 2024 و2025. كما أشار الصندوق إلى أن معدل النمو الاقتصادي في الصين انخفض من 5.2% عام 2023 إلى 4.8% في عام 2024، ومن المتوقع أن يبلغ هذا المعدل نحو 4.5% في عام 2025. أما في روسيا، فقد ظلَّ معدل النمو الاقتصادي ثابتًا عند 3.6% في عامي 2023 و2024. فيما ارتفع معدل النمو الاقتصادي في البرازيل من 2.9% عام 2023 إلى 3.0% عام 2024.
أكد التقرير أنه رغم توقع انتعاش الاستثمار وتحسن الإنتاجية ستظل توقعات النمو على المدى المتوسط للاقتصادات المتقدمة دون تغيير. أما الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، فتظل آفاق نموها ضعيفة مقارنة بتوقعات صندوق النقد الدولي لآفاق الاقتصاد العالمي لشهر أبريل 2024، وأدنى من المستويات المتوقعة قبل الجائحة. وذلك بسبب تأثير الصدمات التي شهدتها السنوات الأخيرة.
أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم العالمي من 6.7% في عام 2023 إلى 5.8% عام 2024 و4.3% في عام 2025 على أساس سنوي. ويعكس هذا الانخفاض في التضخم العالمي تراجعاً واسع النطاق في عامي 2024 و2025، على عكس الوضع في عام 2023، حيث انخفض التضخم العام بشكل أساسي بسبب انخفاض أسعار الوقود. كما أنه من المتوقع أن ينخفض التضخم الأساسي بمقدار 1.3 نقطة مئوية في عام 2024، يليه انخفاض بنسبة 0.1 نقطة مئوية في عام 2025.
أشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يستغرق تحقيق معدلات التضخم المستهدفة في معظم الاقتصادات حتى عام 2025. وعلى الرغم من أن وتيرة انخفاض التضخم كانت أسرع من المتوقع في أكتوبر 2023، فإن التباين بين أداء الاقتصادات المختلفة يُتوقع أن يصبح أكثر وضوحًا خلال الفترة المقبلة. أما عن الاقتصادات المتقدمة فتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلى أن التضخم في عام 2023 بلغ 3.1%، في حين تشير التوقعات إلى تراجع معدلات التضخم في عامي 2024 و2025؛ إذ إنه من المتوقع أن يبلغ التضخم 2.2% في عام 2024، وإلى 2% في عام 2025. كما تشير التقديرات إلى انخفاض معدل التضخم في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية من 8.1% عام 2023 إلى 7.9% في عام 2024 مع وصوله إلى 5.9% في عام 2025.
أوضح التقرير أن السياسات النقدية لدى البنوك المركزية شهدت تحولات كبيرة خلال العامين الماضيين والعام الجاري، نتيجة لارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي والاضطرابات الجيوسياسية، فخلال عامي 2022 و2023 اتجهت البنوك المركزية إلى تشديد سياساتها النقدية، ومع تراجع التضخم في عام 2024 بدأت بعض البنوك المركزية في تنبي سياسات نقدية أكثر مرونة، وفيما يلي عرض لأبرز مسارات وتوقعات السياسة النقدية لدى البنوك المركزية الكبرى في العالم:
-الولايات المتحدة الأمريكية: بعد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة في 11 اجتماعًا متتاليًا في عامي 2022 و2023، ثم أبقاها بين 5.25% و5.5% لأكثر من عام، وفي اجتماع 18 سبتمبر 2024 خفض الفيدرالي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أربع سنوات بمقدار 50 نقطة مئوية، لتتراوح بين 4.75% و5.0%. وفي اجتماع نوفمبر 2024، خفضها للمرة الثانية على التوالي خلال 2024 بمقدار 25 نقطة لتتراوح بين 4.50 بالمئة و4.75 بالمئة. ثم خفضها للمرة الثالثة على التوالي في ديسمبر 2024، وذلك بواقع 25 نقطة أساس بحيث باتت تتراوح بين 4.25 و4.50%
-منطقة اليورو (البنك المركزي الأوروبي): في اجتماعه الذي انعقد في 12 ديسمبر 2024، خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيس بمقدار 25 نقطة أساس، مع خفض سعر الفائدة على الودائع من 3.25% إلى 3.00%. وكان هذا الخفض الرابع منذ انتهاء دورة رفع أسعار الفائدة في سبتمبر 2023 (حيث كان الخفض الأول في يونيو 2024). ومنذ مارس 2023، بدأ البنك تفكيك أحد برامجه الرئيسة للتيسير الكمي، مع تخفيضات في الحجم الإجمالي لبرنامج التيسير الكمي المرتبط بالجائحة أيضًا في النصف الثاني من عام 2024؛ وكان البنك قد أطلق استجابته للجائحة في 12 مارس 2020 ووسعها بشكل كبير في 18 مارس و4 يونيو من العام نفسه. بالإضافة إلى تقديم قروض رخيصة للبنوك لتشجيعها على إقراض الشركات.
وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية، أشار مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) أصدرت يوم 5 ديسمبر 2024 تقريرًا بعنوان "تحديث التجارة العالمية: ديسمبر 2024"، توقعت فيه أن يصل حجم التجارة العالمية إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند نحو 33 تريليون دولار في عام 2024، بزيادة قدرها تريليون دولار عن العام السابق.
اتصالًا، يأتي هذا النمو السنوي في التجارة العالمية والبالغ 3.3% مدفوعًا إلى حد كبير بارتفاع بنسبة 7% في تجارة الخدمات؛ حيث نمت تجارة السلع بمعدل أبطأ بلغ 2% هذا العام، لكنه أقل من ذروتها في عام 2022. وشهد كلا القطاعين (تجارة السلع - تجارة الخدمات) ارتفاعًا في قيم التداول في الربع الثالث، ومن المتوقع أن يستمر الزخم في الربع الأخير من عام 2024.
وفي الربع الثالث من عام 2024، قادت الاقتصادات المتقدمة نمو التجارة العالمية، حيث نمت وارداتها بنسبة 3%، وصادرتها بنسبة 2%. وسجلت اليابان أقوى نمو ربع سنوي في صادرات السلع (5%) وأعلى ارتفاع سنوي في صادرات الخدمات (13%). كما ارتفعت واردات السلع الأمريكية بنسبة 4%، مع زيادة الصادرات بنسبة 2% على أساس سنوي و1% في الربع الثالث.
وعلى النقيض؛ عانت البلدان النامية خلال الفترة نفسها؛ حيث انخفضت الواردات بنسبة 1%، خلال الربع الثالث من عام 2024، في حين ارتفعت الصادرات بنسبة 1% فقط. وتراجعت التجارة بين البلدان النامية بنسبة 1%. ومع ذلك، ظلت تجارة البلدان النامية إيجابية على أساس سنوي؛ حيث نمت بنحو 3%.
أما بالنسبة لمعدلات السياحة الدولية، فقد أشار تقرير مركز المعلومات لارتفاعها إلى 96% من مستويات ما قبل الجائحة في الأشهر السبعة حتى يوليو 2024، مدفوعة بالطلب القوي في أوروبا وإعادة فتح الأسواق في آسيا والمحيط الهادئ. فوفقًا للبيان الصادر عن منظمة السياحة العالمية، سافر حوالي 790 مليون سائح دولي في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، أي بزيادة قدرها 11% عن الأشهر نفسها من عام 2023، وأقل بنسبة 4% فقط عن تلك الأشهر في عام 2019.
وأوضح التقرير أنه بفضل زيادة الربط الجوي وتسهيل الحصول على التأشيرات ودعم تعافي السفر الدولي، أظهرت البيانات أن جميع مناطق العالم سجلت عامًا قويًّا حتى الآن. حيث كانت منطقة الشرق الأوسط الأقوى نموًّا نسبيًّا؛ حيث ارتفع عدد الوافدين الدوليين بنسبة 26% فوق مستويات عام 2019 في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. كما استقبلت إفريقيا 7% زيادة في عدد السياح في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 مقارنة بالأشهر نفسها من عام 2019. واستعادت أوروبا والأميركتان 99% و97% على التوالي من الوافدين إليهما قبل الجائحة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024. أما منطقة آسيا والمحيط الهادئ فقد سجلت نموًّا بنحو 82% من أعداد السياح خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2024 مقارنة بما قبل الجائحة؛ حيث وصل إلى 85% في يونيو 2024، و86% في يوليو 2024. وفيما يتعلق بإيرادات السياحة الدولية، فقد استعادت 47 دولة من أصل 63 دولة تتوفر لها بيانات، قيمتها قبل الجائحة في الأشهر الستة الأولى من عام 2024.
أشار التقرير إلى أن البيانات المُعدَّلة لعام 2023 تُظهِر أن عائدات السياحة الدولية بلغت 1.8 تريليون دولار أمريكي، وهو المستوى نفسه تقريبًا قبل الجائحة، كما تعافى الناتج المحلي الإجمالي المباشر للسياحة من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2023، ليصل إلى ما يقدر بنحو 3.4 تريليونات دولار أمريكي، أي ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. ومن المتوقع أن يكون الأداء السياحي في العام 2024 إيجابيًّا رغم التحديات؛ حيث يُظهر مؤشر ثقة السياحة التابع للأمم المتحدة توقعات إيجابية للأشهر الأخيرة (سبتمبر: ديسمبر) من عام 2024، عند 120 نقطة، وإن كان أقل من توقعات شهري مايو وأغسطس، والتي بلغت 130 نقطة (على مقياس من 0 إلى 200؛ حيث تعكس 100 أداءً متوقعًا). ووفقًا لتوقعات المكتب الوطني للسفر والسياحة التابع لإدارة التجارة الدولية من المتوقع أن يستمر إجمالي عدد الوافدين الدوليين في الزيادة بشكل كبير على مدى العامين المقبلين. وسيرتفع إجمالي عدد الوافدين الدوليين بنسبة 16.8% إلى 77.7 مليون وافد في عام 2024، ويرتفع أيضًا بنسبة 9.7% إلى 85.2 مليونًا في عام 2025، علاوة على ذلك، فقد يرتفع بنسبة 7.0% إلى 91.1 مليونًا في عام 2026.
أشار تقرير "التوظيف والتوقعات الاجتماعية في العالم: تحديث سبتمبر 2024" الصادر عن منظمة العمل الدولية (ILO)، إلى تصاعد الضغوط على عدم المساواة في التوظيف مع تراجع حصة دخل العمالة وبقاء نسبة كبيرة من الشباب خارج العمل أو التعليم أو التدريب. فقد انخفضت حصة دخل العمل العالمية بنسبة 0.6 نقطة مئوية من عام 2019 إلى عام 2022 وظلت ثابتة منذ ذلك الحين؛ مما زاد من تفاقم الاتجاه الهبوطي. ولو ظلت الحصة عند المستوى نفسه كما كانت في عام 2004، لكان دخل العمل أكبر بمقدار 2.4 تريليون دولار أمريكي في عام 2024.
كما أشار التقرير إلى دور التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الأتمتة، في تعزيز الإنتاجيةَ، إلا أن العمال لا يحصلون على نصيب عادل من المكاسب الناتجة. وفي حالة غياب سياسات شاملة لضمان تقاسم فوائد التقدم التكنولوجي على نطاق واسع، فإن التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تعميق التفاوت؛ مما يعرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة للخطر.
أشار التقرير في ختامه إلى أنه في ضوء المعطيات سالفة الذكر، فإن آفاق الاقتصاد العالمي لعام 2025 تتسم بوجود مجموعة من التحديات والفرص، ومن تلك التحديات استمرار معدلات التضخم المرتفعة وإن كان بمعدلات أقل من السنوات السابقة؛ وذلك بسبب مجموعة عوامل، منها: اضطراب سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الطاقة؛ مما سيجعل البنوك المركزية حذرة تجاه تخفيف سياساتها النقدية، كما ستستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير السلبي على الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الصراعات الدائرة وتزايد حدة التنافس بين القوى الكبرى واحتمالات نشوب حرب تجارية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وشركائها التجاريين الرئيسين، وخاصة الصين.
وبالرغم من تلك التحديات، فإن هناك نقاطًا مضيئة؛ حيث سيشهد العالم تسارعًا في التحول الرقمي؛ مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والابتكار، بالإضافة إلى ذلك ستزداد أهمية الاستدامة البيئية، في ظل مساعي الحكومات والشركات إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، كما ستشهد بعض القطاعات نموًّا ملحوظًا كقطاع السياحة في ظل التنامي الكبير في أعداد السياح عالميًّا، وقطاع التكنولوجيا الذي يأتي نموه مدفوعًا بالتطور المستمر في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وكذلك قطاع الطاقة المتجددة في ظل تزايد الاهتمام العالمي بالطاقة المتجددة، كما ستشهد الرعاية الصحية نموًّا مستمرًا، أيضًا ستواصل التجارة الإلكترونية توسعها مدفوعة بتغيير سلوك المستهلكين.