تقف اليوم السفيرة د.نميرة نجم المحامي و خبير القانون الدولي للدفاع عن الشعب العربي الفلسطيني  بإسم الحكومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي ضمن فريق الدفاع الذي شكلته الدولة الفلسطينية  أمام محكمة العدل الدولية  في قضية  طلب الرأي استشاري من المحكمة بشأن ماهية الاحتلال الإسرائيلي والتبعات القانونية لاحتلال الأراضي الفلسطينية ، بشأن الآثار المترتبة على انتهاكات إسرائيل المستمرة لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير.


وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء علي طلب الحكومة الفلسطينية في نهاية عام ٢٠٢٢  قد قررت أن تطلب من محكمة العدل الدولية، إصدار فتوى بشأن مسألتين الأولى: "ما هي الآثار القانونية الناشئة عن انتهاك إسرائيل المستمر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وعن احتلالها طويل الأمد للأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 واستيطانها وضمها لها، بما في ذلك التدابير الرامية إلى تغيير التكوين الديمغرافي لمدينة القدس الشريف وطابعها ووضعها، وعن اعتمادها تشريعات وتدابير تمييزية في هذا الشأن؟"
المسألة الثانية: "كيف تؤثر سياسات إسرائيل وممارساتها المشار إليها  على الوضع القانوني للاحتلال وما هي الآثار القانونية المترتبة على هذا الوضع بالنسبة لجميع الدول والأمم المتحدة؟
وصوت لصالح القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة  الذي تقدمت به فلسطين، أغلبية بـ87 دولة، فيما صوتت إسرائيل والولايات المتحدة و 24 عضوا آخرون ضد القرار بينما امتنع 53 عضوا عن التصويت.

وقد أعلنت  المحكمة  فتح باب المرافعة الشفوية  يوم الإثنين ١٩ فبراير ، وأوضحت ان  52 دولة و3 منظمات دولية  هي منظمة الإتحاد الافريقي و جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الاسلامي ستشارك في جلسات الاستماع "المرافعات" التي ستستمر لمدة ست ايام .

وتعتبر السفيرة د.نميرة نجم هي السيدة العربية والمسلمة الوحيدة في فريق دفاع الحكومة الفلسطينية المكون من ثمانية محاميين أساسيين  يصنفوا انهم كبار محاميين  القانوني الدولي في العالم ،    ، و قد تم إختيار خمس محاميين من 8 محاميا للترافع الشفوي غدا بإسم دولة فلسطين أمام المحكمة لمدة ٣٠ دقيقة  المخصصة لكل منهم علي مدي ساعتين بالإضافة الي إفتتاحية  يلقيها وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي وختام للمرافعة يلقيه الوزير السفير د.رياض منصور رئيس بعثة فلسطين في الأمم المتحدة بنيويورك   ، كما يضم فريق دفاع فلسطين كبير محامين جنوب أفريقيا أ.د جون دوجارد الذي قاد فريق دفاع بلادها امام محكمة العدل الدولية في طلب جنوب أفريقيا الأخير في قضية إمكان فرض إجراءات طارئة ضد إسرائيل عقب اتهامات من جنوب أفريقيا بأن الحرب الإسرائيلية على غزة ترقى إلى إبادة جماعية .
والسفير د.نميرة نجم ليست أول مرة تترافع ضد إسرائيل امام محكمة العدل الدولية فقد سبق لها ان قادت مرافعة باسم منظمة الإتحاد الأفريقي في طلب الرأي الاستشاري من المحكمة في قضية إستعادة موريشيوس لمجموعة جزر تشاجوس في المحيط الهندي من الاستعمار البريطاني ، حيث كان التواجد القانوني للمنظمة لأول مرة ليس فقط ظاهريا رمزيا  للدعم و للمؤازرة السياسية لدولة عضو  بالمنظمة ، ولكن كان لها دور اساسيا وجوهريا في الشأن القانوني أيضا ، الأمر الذي دفع جريدة الجارديان البريطانية الشهيرة و العريقة والأكثر إنتشارا دوليا للتعليق علي مرافعة السفيرة نجم أمام المحكمة العدل الدولية بلاهاي ،وخصتها و قالت ان مرافعتها كان له دورا حاسما ورئيسيا   في انتزاع الإنتصار القانوني لموريشيوس في هذه القضية امام محكمة العدل ، بينما كان فريق دفاع محاميين اسرائيل في هذه القضية مشاركا لمؤازرة الاحتلال البريطاني للجزيرة .
وبينما كان يرأس وفد فريق دفاع موريشيوس  في هذه القضية أ.د فيليب ساندز المحامي الدولي البريطاني وهو الاستاذ المشرف علي رسالة الدكتوراة للسفيرة د.نميرة نجم في كلية القانون بجامعة لندن ، تقف السفيرة و استاذها  أ.د فيليب ساندز للترافع هذه المرة غدا في فريق واحد بإسم دولة فلسطين في طلب الرأي الاستشاري ضد الإحتلال الإسرائيلي أمام أكبر محكمة في العالم .
الجدير بالذكر ان والد السفيرة د.نميرة نجم هو المرحوم المحامي نبيل نجم الذي يعد واحد من أبرز كبار القيادات الناصرية ، وكان أصغر عضو برلماني في ستينات القرن الماضي عن دائرة الزيتون بالقاهرة ، وقد اعتقله الرئيس انور السادات فيما عرف بأحداث ثورة التصحيح عام ٧١ و حكم عليه سياسيا بالسجن المؤبد ضمن مجموعة القيادات والمسئولين الناصريين ،و أفرج عنه بعفو صحي بعد حرب أكتوبر في سنة ١٩٧٥ . 


وقد سبق ان صرحت السفيرة في لقاء خاص أذاعه التليفزيون انه نشأت في بيت سياسي حيث كان مألوفا لها ان تري أغلب وزراء العهد الستينات مترددين علي منزل والدها بصفة يومية  .

وقد وصل وفد الفلسطيني الي لاهاي منذ يومين لعقد إجتماعات  مع فريق الدفاع لتنسيق النهائي للمرافعات أمام المحكمة برئاسة السفير رياض منصور  وبحضور وفد وزارة الخارجية السفير عمار حجازي مساعد وزير الخارجية الفلسطينية للعلاقات متعددة الاطراف ، و السفير عمر عوض الله مساعدي وزير خارجية فلسطين ،و السفيرة روان سليمان سفير فلسطين في لاهاي ، والسفير إبراهيم خريشي سفير فلسطين في سويسرا ، و السفير ماجد بامية ، والسفير فدا  عبد الهادي نائبي رئيس البعثة الفلسطينية في نيويورك .

وكانت الحكومة الفلسطينية قد تقدمت متمثلة في وزير خارجية فلسطين رياض المالكي بمذكرات الدفاع القانونية المكتوبة  الأولي في يوليو الماضي للمحكمة ، اعقبها تقديمها لمذكرة الدفاع الثانية لبلده  للمحكمة العدل الدولية في لاهاي في ٢٥ أكتوبر الماضي طبقا لاجراءات المحكمة   ،وأكد   المالكيً حينذاكً  على أهمية المسار القانوني، والمساءلة خاصة في هذه الظروف التي تقوم بها اسرائيل، كسلطة الاحتلال غير الشرعي، بانتهاك كافة قواعد القانون الدولي .


وقد أعلنت مصر  أنها ستشارك في الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة، من محكمة العدل الدولية، حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وقدمت   مذكرتين للمحكمة تطالبان المحكمة فيها بتأكيد مسؤولية إسرائيل عن كافة تلك الأفعال غير المشروعة دوليا، بما يحتم انسحاب إسرائيل بشكل فوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك مدينة القدس الشرقية، وتعويض الشعب الفلسطيني عن الأضرار التي لحقت به نتيجة لتلك السياسات والممارسات غير المشروعة دوليا، فضلا عن مطالبة كافة دول العالم والمجتمع الدولي بعدم الاعتراف بأي أثر قانوني للإجراءات الإسرائيلية والكف عن توفير الدعم لإسرائيل، واضطلاع المنظمات الدولية والامم المتحدة بمسؤولياتها في هذا الصدد، وستقوم بتقديم مرافعة شفهية أمام المحكمة يوم 21 فبراير الجاري.

 

IMG-20240219-WA0037 IMG-20240219-WA0036 IMG-20240219-WA0031 IMG-20240219-WA0030 IMG-20240219-WA0029 IMG-20240219-WA0025 IMG-20240219-WA0028

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الحکومة الفلسطینیة أمام المحکمة د نمیرة نجم فریق دفاع فلسطین فی فی هذه

إقرأ أيضاً:

محكمة العدل الإلهية

 

 

 

ماجد المرهون

majidomarmajid@outlook.com

 

 

لم تعُد الحقيقة مُحتجبة وراء غمام الاحتمالات أو غيوم الشكوك ولم تكُن أكثر إشراقًا مما هي عليه اليوم، حين تجلى سطوعها على ما خلفه الخرق السافر لمفهوم الإنسانية الذي يمتطي صهوته مجرمون في هيئة فُرسان نُزعت من قلوبهم الأخلاقيات وإن رطبوا بها ألسنتهم وكل معاني الرحمة والرأفةِ وهم يتغنون بها وساستهم آلة التضليل والتدجين، بقيادة زعماء شاخوا في تلك الميادين وابيضت رؤوسهم في تيه مهيعهم، بل وتفشى إمعانهم في غيهم مع تفشي شيبهم، والتوت أكاذيبهم بحسب التواء مواقفهم وتلونت حربائيتهم بمقدار حاجتهم وهم منها لا يستحون، ثم ينحون باللائمة كلما ازدادت ظهورهم انحناءً على المظلومين المكشوفةِ أستارهم والمهتوكة أعراضهم، بينما الواقع صارخ البيان كصرخة الترهل في جلود أعناقهم وجلي للعيان كجلاء الانتفاخات في جفون أعينهم.

صنع زعماء الغرب حقيقةً ضبابية بشرط أن تكون وظيفية ذات إطناب وقادرة على استيعاب الشكوك ومتكيفةٍ مع كل الاحتمالات ويمكن تخيل كل شيء في صفاء صورتها كما يمكن توقع أي شي وراء مجهولها، نعم أرادوها كذلك حتى تنعكس للرائي صورة شبحية مرتابة تحتمل الكثير من فلسفات التأويل والتحليل، ويواصلون تغبيشها فيما بينهم بالتناوب ومن وراء صناعتهم هندسة خفية عميقة تقوم بالتمويل والدعم بالمال والوعود بالسُلطةِ والنفوذ، وكُلٌ يدلي بدلو الإفتآت في بئر العامة ثم يبصق فيه دون أن يَندى له جبين أو يرمش له جفن أو يرق له قلبٌ أو تدمع له عين، فماذا ترك الكبير فيهم وهو فاقدٌ لبوصلته الأخلاقية ونخوة التمييز بين الحق والباطل للصغير؟ بالطبع لم يترك شيئًا بل أصبح معلمًا كبيرًا للكذب يُقتدى به، هذا إن استطاع بحباله القصيرة مواصلة لُعبته الخطيرة وبلا شك لن يتمكن من فعل ذلك طويلًا ولن يبقى الكبير إلى الأبد كبيرًا ولا الصغير صغيرًا.

إنه لمن مصلحة العالم الغربي تأصيل أكاذيب كُبرائهم من خلال تزييف الحقائق وتشكيل صورة نقية تمثل سوء العالم الإسلامي ويعكسونها كما أرادوها إلى شعوبهم ذات الجهل الشديد بما يحدث خارج بلدانهم باستثناء زمرةٍ قليلةٍ من صناع القرار، وليست إسرائيل منهم ببراء كونها صُهارةٍ غربية بامتياز؛ إذ نلاحظ في معظم خطابات قادتهم والتي يتناوبونها مع أمريكا وبريطانيا وألمانيا أنها تحمل العبارات الدلالية ذاتها لتنتحل بمرور الوقت محل الأصالة، ولعل أهمها وأكثرها شيوعًا هي "الدفاع عن النفس مع ربطهِ بمحاربة الإرهاب والسلام وتذييله بكلمة إسرائيل"، وبما أن دولة الاحتلال الصهيوني أرادت دمج نفسها بدول العالم عند انضمامها للأمم المتحدة معتبرةً نفسها دولة أصيلة ذات سيادة ومرجعية تاريخية فإنها بالضرورة ستُظهر امتثالًا تامًا للأعراف التي يُقر بها أهل الأصول والمرجعية، لكن ذلك لا يحدث وهي تجرح في أصلها من حيث لا تشعر وتطعن في حسبها ونسبها بانتهاكها الفج لكل القوانين التي يحترمها من يحترم نفسه، وإن تظاهرت بالالتزام وفسرت خروقاتها بتفاسير لا يقبلها سوي الفطرة ويغلب عليها في نهاية كل مطافٍ أصلها والأصل غلاب.

سوف تستمر ذِراع التدمير الإسرائيلية الصهيونية اليُسرى في مواصلة عملها، وتمد لكذبة السلام ذراعها المغلولة الأخرى كما عودت العالم عليه وتعود عليها، ونعلم أنها لن تُقيم وزنًا للقانون الدولي مع كل القرارات والأحكام بمساندة العرَّاب الأمريكي المُتَرَهِّل، وسيواصلان اختلاق الأعذار والأكاذيب فهما معدنٍ واحدٍ من حيث الأصل والمضمون نتج عن خليط تاريخٍ موغل في القتل والتدمير والتهجير وطفح خَبَثه فوق سطح العدل والأثيل وناء به إناء القياس والكيل وطغى دخانه وأزكم الصحيح والعليل، وقد استساغوا هذه المِهنة ولم يجدوا في طريقهم من لا يسوغها أو ينافسهما عليها ومن تجرأ يُستباح ماله ودمه.

اقتلوا ما شئتم أن تقتلوا، الخلق والمخلوقات، الحرية والعدالة، الكلمة والصحافة "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين"، أو لم تقتلوا 50 ألفًا في عدةِ شهور أو يزيدون وقتلتم مثلهم قبلهم أضعافًا ولازلتم تفعلون؟! ولكن مشيئة الله لا تستقيم مع الظلم وإن طال زمانه، ولا تقف مع الظالم وإن مد له في غيه وطغيانه، ونعلم ما حدث في تلك الديار منذ خروج يعقوب وأبنائه وسنبقى معكم مختلفون لا نتفق، فلن تقتلوا الحقيقة التي بات يبحث عنها كل سكان العالم باستثناء عُشّاق العبودية أو الواهم بخدعة السلام المطاطية، وها أنتهم أولاءِ اليوم تجنون ثمار الحقد والكراهية التي زرعتم شجرتها في سبعة عقود ماضية ونيَّف وأنتم أول من سيُسمِّمه حصادها وسيبقى نسل خلافنا معكم عقيمًا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • محكمة العدل الإلهية
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • علماء فلسطين تدعو لنصرة الأقصى تدين تصاعد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحقه
  • بلدية رفح الفلسطينية: نحن أمام كارثة إنسانية بسبب توقف آبار المياه إثر الحصار الإسرائيلي
  • فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق قذائف صوتية نحو المناطق الغربية لمدينة رفح الفلسطينية
  • الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي يظهر أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية
  • الخارجية الفلسطينية تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي
  • “العدل الدولية” تعقد جلسات استماع الشهر المقبل بشأن التزامات الاحتلال تجاه الفلسطينيين
  • فلسطين ترحب بالتقرير الأممي حول ارتكاب إسرائيل الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني