«صوت جهوري وحنجرة ذهبية».. محطات فى حياة أشهر محفظي القرآن بـ المنيا
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
سخّر حياته من أجل القرآن ، فحفظه عن ظهر قلبٍ فى وقت قصير من بداية عمره ، ليسير بعد ذلك في هذا الدرب ، متخذًا من تلاوات كبار المشايخ نبراسًا له ، محتفظا بفطرته وحنجرته الذهبية كما أراد لصوته دومًا .
مدرسة فريدة بعيدة عن التقليد ، حنجرة ذهبية، وصوت جهوري ، رخيم من ذهب ، حينما تسمعه تعود بك الذاكرة إلى عمالقة التلاوة فى مصر ، إنه الشيخ عبد العظيم فؤاد محمد .
نشأته
ولد الشيخ الراحل فى عام 1947 م ، بقرية زاوية برمشا ، التابعة لمركز العدوة بمحافظة المنيا، وحصل على المعهد العالي للقراءات، كما حصل على إجازة بإسناد متصل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
دلالات على حسن الخاتمة
صرح الشيخ محمود عبد العظيم فؤاد نجل الشيخ عبد العظيم فؤاد محمد ، أن والده كان له وردًا من القرآن الكريم ، و يختم القرآن أسبوعيًا، وكان محبوبا من جميع الناس، و كانت الناس تقدره لعلمه ولقرآنه و تواضعه وكرمه .
و أكمل حديثه قائلا:" كان في مرضه الشديد يتحدث عن الصبر ، مستشهدًا بصبر سيدنا أيوب عليه السلام ، من خلال مقطع فيديو تتداوله الكثيرون عبر مواقع التواصل لاسيما بعد وفاته .
واستشهد الشيخ محمود بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال :" الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله -عز وجل-"، حيث أن والده رحمه الله كان يعاني مرضًا في بطنه .
كما أن الشيخ عبد العظيم فؤاد محمد مات في غير مولده أي مات ف محافظة المنيا ومولده في قرية زاوية برمشا ، مستشهدا في ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين روى النسائي بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال : مات رجل بالمدينة ممن ولدوا بها ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا ليته مات بغير مولده . قالوا : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إنَّ الرجلَ إذا مات بغيرِ مولدِه قيسَ له من مولدُه إلى منقطعِ أثرِه في الجنَّةِ.. أي يقاس له بمقدار هذه المسافة في الجنة .
وصرح " محمود " أن والده كان محبًا لأولاده وبيته مفتوحا لجميع الناس ، و قال أحدهم في إطعام العشاء يوم وفاته" طعام الشيخ عبد العظيم طيب " ، مؤكدًا أنه ما من إنسان سمع اسمه إلا ودعا له، وهناك من تقدم بواجب العزاء من دولة العراق والكويت والسعودية " ، وكذلك كان يخطب ويعطي دروسًا ويصلي بالناس دون أجر أو مقابل ابتغاءًا لوجه الله سبحانه وتعالى ، وكلها دلالات على منزلة الشيخ عبد العظيم وحب الناس له .
وتفرد الشيخ عبد العظيم فؤاد بحياة حافلة بالعطاء والتميز، والكرم والجود ، والتواصل مع أهالى قريته، والسعي في إصلاح ذات بينهم ، مهتمًا لشئون الكبير والصغير، الأمر الذي أكسبه تقديرًا كبيرًا فى عيون الآخرين.
وفاته
وفى مساء يوم الأربعاء ، الرابع عشر من شهر فبراير لعام 2024م ، انتقل الشيخ عبد العظيم فؤاد إلى جوار ربه، عن عمر ناهز الـ 77 عاما، قضى عمره في خدمة كتاب الله، يُرتل ويجُود القرآن الكريم ، بمدرسته الفريدة والمتميزة فى التلاوة.
وخرجت جنازته صباح يوم الخميس ، وشيع المئات من أهالي القرية و خارجها جثمان الشيخ عبد العظيم فؤاد محمد إلى مثواه الأخير في مشهد مهيب حرص الجميع الصغير قبل الكبير على التواجد به، وهذا دليل على منزلته العظيمة، فقد عرف الشيخ بالصلاح ، والزهد، والجود ، والكرم، والروح الفكاهية، وحسن السيرة ، ومكانته السامية إلى جانب شهرته العلمية بين العلماء و كافة أهالى القرية .
وذهب الشيخ وترك وراءه السيرة العطرة والقول الحسن ، ليتذكره الأطفال قبل الكبار ، حيث كان يردد دومًا في حياته قول الله تعالى : {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} أي: واجعل لي ذكرًا جميلًا بعدي أذكر به، ويقتدى بي في الخير .
الأطفال يزرعون الأشجار على قبر الشيخ الراحل عبد العظيم فؤاد
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القرآن صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (حَدَثَ نِقَاشٌ عندنا بين رُوَّاد المسجد حول مدى جواز إلقاء السلام على مَن يقرأ القرآن، فنرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن إلقاء السلام على قارئ القرآن مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الكراهة والاستحباب، فيَسَعُ المكلَّفَ أنْ يُلْقِيَ السلامَ عليه أو لا يَفعَل، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج.
وأوضحت جدار الإفتاء أنه لا يُشرع لغيره الإنكارُ عليه، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الأَوْلَى مراعاةُ حال القارئ فإن كان مستغرِقًا في التدبر والترتيل، ولا يحزنه عدمُ السلام عليه، تُرِكَ السلامُ عليه، أما إذا لَم يكن مستغرِقًا في التدبر والترتيل، أو كان يحزنه عدم إلقاء السلام عليه، فالأَوْلَى في هذه الحالة والمستحبُّ إلقاءُ السلام.
وذكرت دار الإفتاء أن السلام تحيةٌ مِن عند الله، أهداها أهلَ الإسلام، وأَمَرَهُم بإفشائها؛ فقال تعالى: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].
وعن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.
وتابعت: وللسلام أثرٌ عظيمٌ في توثيق أواصر الأُلفة والمحبة في المجتمع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".