الفاتح عروة.. لِما الفرح والشعور بالزهو..؟!.
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
أمير محمد
شاهدت قبل أيام مقطع فيديو لحلقة تلفزيونية حوارية بعنوان (الصندوق الأسود لضابط استخبارات عربي.. الفاتح عروة - بودكاست حكايات إفريقية) على قناة (أثير) طرفها الرئيسي الفريق أمن الفاتح عروة بطبيعة الحال أن الفاتح عروة شخصية معروفة لكل السودانيين، ومن أهم الأدوار التي قام بها هي عملية ترحيل اليهود الاثيوبيين (الفلاشا) بالتعاون مع المخابرات الاسرائيلية (الموساد) والامريكية (CIA) هذه العملية التي أوصلت هؤلاء اليهود إلى الاراضي المحتلة، وكان عروة في أكثر من لقاء ينفي ضلوعه في تنفيذ هذه العملية، لكن مدير جهاز الأمن الخارجي في عهد الرئيس نميري اللواء عثمان السيد كان قد كشف تفاصيل فضيحة ترحيل اليهود الفلاشا واتهم مسؤولين كبار بتلقي أموال ضخمة نظير تسهيل عمليات نقل اليهود الفلاشا الى اسرائيل، ومن بينهم الفاتح عروة.
اللواء السيد كان قد حمّل الفريق الفاتح عروة مسؤولية تسريب أدق تفاصيل العملية السرية الى تنظيم الإخوان المسلمين بزعامة حسن الترابي وقال "الفاتح أخو مسلم وأبلغني بنقله تفاصيل عملية ترحيل الفلاشا للشيخ حسن الترابي"..(صحيفة التيار 16 يوليو 2018)، وهناك الكثير من الأدوار المخزية التي قام بها عروة يوما ما ستنكشف لعامة الشعب السوداني بتفاصيلها الدقيقة.
الفاتح عروة في هذه المقابلة التلفزيونية التي شاهدتها كان فرحا يشعر بالزهو ومفتخرا بكونه ضابط مخابرات سوداني نفذ الكثير من العمليات ذات الطابع الأمني داخل الحدود السودانية وفي الخارج أيضا، كما كانت لها أدوار أمنية ذات طابع سياسي، في الحقيقة لم أستغرب أبدا من حالة الزهر والسعادة البالغة التي ظهر بها وافتخاره بأنه قابل المسؤولين الامريكان في الـ CIA وتفاوض معهم في موضوع تسليم أسامة بن لادن، والمعلومات التي قدمها للأمريكان في هذا الصدد، لم استغرب لأن قادة ما يسمى بـ(الحركة الإسلامية) لا يستحوا أبدا من عمالتهم للآخرين، وللتأريخ فإن مخابرات السودان في ظل حُكم (الإسلاميين) تعاونت مع كل مخابرات العالم حتى مخابرات أعداء الإسلام والمسلمين، كما يشهد التأريخ بأن ضباط مخابرات هذا النظام قد أصبحوا عُملاء لعدد كبير من مخابرات المنطقة العربية والافريقية والمخابرات العالمية، وذلك لحبهم للمال والحياة الرغيدة.
لم استغرب أبدا من إفادات الفاتح عروة وهو يتكلم فرحا مفتخرا بنفسه، ويقدم معلومات عن مسيرته الأمنية التي ليس فيها ما يشرف السودان وشعبه إنما تنطلق من إيمان الحركة (الإسلامية) بقناعتها الراسخة (الغاية تبرر الوسيلة)، في العراق أيام نشاط تنظيم القاعدة كان ضُباط المخابرات التابعة للحركة (الاسلامية) في سفارة السودان ببغداد عُملاء مزدوجون لـ(الامريكان) و(تنظيم القاعدة) والمخابرات العراقية والأردنية، قبضوا خلالها الملايين من الدولارات، إن العمالة من أجل التكسب المالي وضمان حماية المصالح لبقائهم في حُكم السودان كان هو العنوان الأكبر في مسيرة هؤلاء الجُبناء الذين أبدا لم يعرفوا فضيلة لشرف أو عزة نفس أو مصالح لشعب، كان الهم الأول والأخير هو مصلحة بقائهم على كراسي الحُكم.
كان الفاتح عروة قد كشف لقناة (الجزيرة) قبل سنوات عن دور له في وصول ملس زيناوي لرئاسة اثيوبيا، الأمر الذي يؤكد أن حُكم (الكيزان) كان يطمع في حُكم كل المنطقة كلها، بتدخلهم السافر في الشؤون الأثيوبية والارتيرية، وكان الكادر الأمني عمار السجاد قد اعترف بأنه قد لعب دورا مهما في وصول شيخ شريف شيخ أحمد للرئاسة في الصومال، وما المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في إثيوبيا إلا دليل على حشر (الاسلاميين) انفسهم في كل الدول المحيطة ليعيثوا فيها فسادا كما حدث في السودان ولا زال يحدث.
عندما سافر كبير العُملاء الفريق صلاح (قوش) إلى الولايات المتحدة قاصدا مقر المخابرات المركزية الأمريكية ليسلمهم ملفات (الارهاب) الخاصة بتنظيم (القاعدة) في السودان هي لم تكن المرة الأولى، كما لم تكن العمالة للأمريكان فحسب بل لكل أجهزة المخابرات العالمية والاقليمية، لذلك رأينا كيف أن صلاح (قوش) أصبح يقيم بمصر في أحضان المخابرات المصرية وهو الذي نفذ المحاولة الفاشلة لاغتيال حسني مبارك، وأن الفريق أمن طه الحسين في أحضان المخابرات السعودية.
لا أدري لِما يزهو الفاتح عروة ويفرح..؟.!.
والسودان في عهد نظامهم القمئ ضاعت كل ثرواته، وتم دمار كل بنيته التحتية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية ..إلخ.
لا أدري لِما يزهو الفاتح عروة ويفرح..؟.!.
فجهاز الأمن والمخابرات السوداني في حُكمهم ضم الحُثالة والمتردية والنطيحة، والعُملاء الأرخص في العالم، فأصبح الجهاز مطية لكل الأجهزة العالمية، وضاعت سمعة الجهاز السوداني الذي كان له هيبته أيام العهد المايوي برغم تحفظي على بعض الممارسات الحاكمة آنذاك في السياسة والاقتصاد.
أن عمالة (الإسلاميين) للخارج من أجل الاستمرار في الحُكم تؤكد بما لا يدعو للشك أنهم أسوأ خلق الله على الإطلاق، وأنهم الأكثر سوءا للأخلاق وبُعدا عن الإنسانية، استغلوا الدين استغلالا بشعا للوصول إلى مراميهم، إن عمالتهم للمخابرات العالمية لم تمنعهم من رمي الآخرين بما لديهم من عمالة ووساخة وانحطاط، لكن بما أنهم بلا حياء ولا دين رموا كل من خالفهم الرأي السياسي بالعمالة للخارج، وبيع الذمم التي تخصصوا فيها من 1989 وحتى تاريخ اليوم.
إن شعب السودان بتاريخه المعروف لكل العالم منذ الأزل وحتى اليوم معروف بأنه ناصع البياض ليس فيه ما يعيب إلا أن هؤلاء الشرزمة الذين ابتلانا الله بهم فعلوا كل ما هو معيب وخارج عن التقاليد والأعراف، وفوق هذا وذلك يتبجحون بلا حياء بأنهم شعب الله المختار.!.
sud379793@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الفاتح عروة
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك: عيد الميلاد رسالة الفرح والسلام
استقبل صباح اليوم، غبطة أبينا البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، والوفد المرافق له، وذلك بالمقر البطريركي، بكوبري القبة، لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد.
حضر اللقاء عدد من مطارنة مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر، والآباء والكهنة، والأخوات الراهبات، والشخصيات الكاثوليكية المختلفة.
تأتي تلك الزيارة في إطار حرص قداسة البابا تواضروس على تقديم التهنئة، إلى غبطة البطريرك، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، مؤكدين جميعًا أن الميلاد هو رسالة الفرح والرجاء، كما أن حب المسيح يجمعنا.
ساد اللقاء طابع المحبة الأخوية، وتبادل كلمات التهنئة المختلفة، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، والعام الجديد بالإضافة إلى تبادل الهدايا التذكارية بين الطرفين. وانتهت الزيارة بالتقاط الصور الختامية.