سودانايل:
2024-10-05@15:40:30 GMT

ارحموا الهاربين للخارج

تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT

عصب الشارع
صفاء الفحل
بعد أن ضاق الحال بحكومة اللجنة الأمنية واصبحت عاجزة أمام الصرف البذخي لوزراء الأمر الواقع في بورتسودان لم تجد امامها غير مطاردة المواطنين اللاجئين الهاربين من جحيم الحرب خارج البلاد وحولت سفاراتها بالخارج الى مواقع للجبايات بلا رحمة أو نظرة للظروف التي يعيشها هؤلاء اللاجئون وبدلا من تقديم الدعم لهم في هذه الظروف عملت علي مطاردتهم لإمتصاص ما تبقى في عروقهم من دم وإنتزاع ماتبقى من مدخراتهم التي سلبت ونهبت.

..
في مصر وهي نموذج لأكثر الدول التي لجأ إليها الهاربون يقبع المئات من السودانيين في السجون منذ أشهر خاصة في مناطق الصعيد المصري أو الحدود بين البلدين في ظروف بالغة القسوة ومعاملة في منتهى السوء بينما لم تفكر البعثة الدبلوماسية هناك في زيارتهم ولو لمرة واحدة ولن نتحدث عن معسكرات اللجوء في تشاد والجنوب وغيرها من دول الجوار حيث لم تتكرم واحدة من بعثات الجباية المتواجدة بتلك الدول التي نطلق عليها عرفا دبلوماسية بالتكرم وزيارة تلك المعسكرات حتى بعد متابعتها لما تنقله وسائل الإعلام والمنظمات الإنسانية عن الموت جوعا ومرضا داخلها.
من سوء حظ المواطن السوداني أن حكومة الأمر الواقع الانقلابية تعتبر القنصليات بالخارج مواقع للجباية بل إنها تحدد ربطا شهريا لكل دولة حسب كثافة الهاربين إليها وآخر ما تفتق به عقل الحكومة المفروضة على البلاد هو إرسال بعثات للدول التي هرب إليها الفارون من الحرب لإصدار وتجديد جوازات السفر بأسعار دولارية وما يتبع ذلك بكل تأكيد من جبايات أخرى متعددة ولم تفكر ولو للحظة في القول بأنها ستقدم الدعم للمحتاجين وبحث مشاكل هؤلاء الذين فقدوا كل شيء داخل الوطن
نحن بكل تأكيد لا ننتظر خيرا من حكومة الأمر الواقع في بورتسودان ولكننا نأمل أن تدع الهاربين من جحيم الحرب في (حالهم) بدلا عن هذا التحايل لسرقة ما تبقى معهم من أموال، هذا إن لم تقم بأضعف الإيمان بمتابعة أحوالهم مع حكومات الدول المتواجدين فيها فالقنصليات وجدت أساسا لخدمة المواطن لا لامتصاص دمه فارحموا الفارين من جحيم الحرب
والثورة ستظل مستمرة ..
القصاص أمر حتمي ..
والرحمه والخلود للشهداء ..
الجريدة  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب

و انت عائد إلى بيتك ، فكر في ذلك الحارس ،الذي كان لا يستطيع ان يضع قدميه في عتبة صالونك .وانت عائد إلى بيتك ، فكر في نفس الحارس الذي كان لا يستطيع ان يمد يديه في صينية الغداء معك إلا بعد ان تغادر انت المكان .فكر كيف سلمته المفاتيح والخزائن في لحظة ما ، وهربت ،كي تعود ، لا تنسى تلك اللحظة.و انت عائد إلى بيتك، فكر في نفس الشخص الذي كنت لا تدفع له من المال إلا ما يسد الرمق ، لكن عندما وصلت مأمنك كم ترجيته ان يبقى في البيت ، وكنت تدفع له اضعاف الأضعاف ، لا تنسى ذلك الرجل .وانت عائد إلى بيتك فكر في ذلك الانسان ، وفكر في نفسك ،كيف كنت ،وكيف أصبحت ،كل ذلك تم بلمح البصر .و انت عائد إلى بيتك ، فكر في نفسك، كم كنت مخدوعا عندما كنت تمارس بلا خجل الاستعلاء العرقي والفكري ضد ابن بلدك .و انت عائد إلى بيتك ، فكر كيف يتساوى بني البشر في صفوف مفوضيات اللاجئين ، لا تنسى تلك الصفوف واحتفظ بتلك البطاقة الصفراء .و آنت عائد إلى بيتك ، فكر في تلك المدينة التي تنام وتصحى على اصوات الدانات ، مدينة الصمود.و انت عائد إلى بيتك، فكر في تلك المدينة ، التي فيها تاجر الخضار شهيد ، و مشتري الخضار شهيد ، وطباخة الخضار شهيدة.و آنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب.وانت عائد إلى بيتك ،فكر في اولئك الأبطال الصامدين، الذين ليس لديهم في الوطن سوى الأكفان ، لكنهم صمدوا .و انت عائد إلى بيتك، فكر في ذلك القائد الذي يقود سيارته بنفسه ويصدمها بسيارة المجرم ، فكر في ذلك الرجل .و انت عائد إلى بيتك، فكر في ذلك المناضل الفدائي الذي يقود سيارة اللاندكروزر بسرعة ١٨٠ درجة فوق حقل الالغام ، فكر في تلك اللحظة .و انت عائد إلى بلدك حاسب نفسك ، وتذكر كم كنت مخدوعا ، عندما كنت تظن بان الأشياء هي الأشياء .و انت عائد إلى بيتك، طهر نفسك من كل الأمراض ، وأعتبر نفسك ما كنت بالأمس انت ، انت اليوم انت .وانت عائد إلى بيتك ، لا تنسى هذه الأشياء / شاكر عبدالرسولإنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من هي الدول التي أجلت رعاياها من لبنان؟
  • عيساوي: خط الرجعة
  • دون إجلاء عسكري.. الدول التي تحركت لإخراج مواطنيها من لبنان
  • الداخلية: المواطنة التي أشار إليها تصريح الوزير أنهت إجراءات البصمة البيومترية في مطار الكويت ودخلت البلاد
  • ما الجهات التي تحال إليها التظلمات وفقا لقانون التصالح في مخالفات البناء؟
  • "أوروبيون لأجل القدس": الاحتلال يستغل الحرب لتغيير الواقع بالأقصى
  • بين اللجوء والنزوح.. أين يذهب السوريون الفارون من جحيم الحرب في لبنان؟ (شاهد)
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • ماذا يقصد نتنياهو بتغيير الواقع الاستراتيجي للشرق الأوسط؟!
  • الرمان «يطرح» البهجة في أسيوط.. سعر الكرتونة وأشهر الدول التي تستورده