هيئة البيئة – أبوظبي تسجِّل اكتشاف عش للسلاحف الخضراء للمرة الأولى في الإمارة
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
رصدت هيئة البيئة – أبوظبي، للمرة الأولى، عشاً للسلاحف الخضراء في أحد المواقع الرئيسية لتعشيش سلاحف منقار الصقر في منطقة الظفرة، خلال المسح السنوي للسلاحف البحرية الذي تجريه في إطار برنامج تقييم ومراقبة البيئة البحرية، فعلى الرغم من انتشار السلاحف الخضراء على نطاق واسع في مياه أبوظبي، لم تُسجَّل أيُّ حالات تعشيش لها من قبل.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: «خلال إحدى المسوحات الليلية للسلاحف التي أجريناها هذا العام، رصدنا تعشيش سلحفاة بحرية خضراء في أحد مواقع أعشاش سلاحف منقار الصقر الأساسية المعروفة لدينا».
وأوضح الهاشمي أنَّ جزر أبوظبي تُعدُّ من المواقع المعروفة لتعشيش سلاحف منقار الصقر، إلا أنَّ اكتشاف موقعاً لتعشيش السلاحف الخضراء يعدُّ حدثاً غير مسبوقٍ، وسيُضاف إلى السجلات التي ترصد سلوك تعشيش السلاحف الخضراء في دولة الإمارات ودول الخليج العربي.
وأضاف: «تُجري الهيئة مراقبة دورية سنوية لجميع مناطق التعشيش المعروفة والمحتملة. وعلى الرغم من أنَّ مروج الأعشاب البحرية تُعدُّ من أهم مصادر تغذية السلاحف الخضراء في أبوظبي، لم يُعثر على أيِّ دليل يشير إلى أنها تعشِّش في إمارة أبوظبي. لقد لاحظنا أيضاً، من دراسات التتبُّع السابقة عبر الأقمار الصناعية عن السلاحف الخضراء في أبوظبي، أنَّ أغلب تلك السلاحف تهاجر إلى عُمان للتعشيش، ثمَّ تعود إلى مياه دولة الإمارات مرة أخرى».
وتابع الهاشمي: «تتميَّز الجزيرة التي رُصِدَ فيها العش بشواطئ صغيرة ومتعددة تفصلها نتوءات صخرية، على النقيض من شواطئ عمان الممتدة والواسعة حيث تعشِّش السلاحف البحرية الخضراء بكثرة، ولهذا لم يكُن رصد هذا العش متوقعاً. وفي هذا الإطار، تلتزم هيئة البيئة – أبوظبي بمواصلة المراقبة المكثَّفة لجميع الشواطئ المؤكدة والمحتملة لأي مشاهدات مماثلة».
وأشار الهاشمي إلى أنَّ الهيئة سجَّلت 247 عشاً لسلاحف منقار الصقر خلال عام 2023، مقارنة بـ193 عشاً في عام 2022، بنسبة نجاح في عمليات التفقيس بلغت 72%، ما يدل على استقرار أعداد هذا النوع في مياه أبوظبي. وتعكس هذه الزيادة في نشاط التعشيش الجهود المستمرة التي تبذلها هيئة البيئة لحماية السلاحف البحرية التي تأويها الإمارة، وهذا التعشيش يُعدُّ مؤشراً رئيسياً على صحة النظام البيئي البحري.
تنتشر في محيطات العالم سبعة أنواع من السلاحف البحرية، منها أربعة أنواع تُشاهَد في أبوظبي يقدر إجمالي عددها بأكثر من 6,000 سلحفاة بحرية، نوعان منها يعيشان في مياه الإمارة، وهما سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء، والنوعان الآخران يزوران مياه الإمارة من حين إلى آخر، وهما: السلحفاة ضخمة الرأس، وسلحفاة ريدلي الزيتونية.
وفي أبوظبي، رُصِدَت معظم سلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء في مياه منطقة الظفرة، التي تقع بين جزيرتي أبو الأبيض وبوطينة، وكذلك في المنطقة المتاخمة لجزيرتي الياسات والمهيمات، حيث تحتوي هذه المناطق على مروج واسعة من الأعشاب البحرية والطحالب، وموائل الشعاب المرجانية.
يُذكَر أنَّ موسم التعشيش يبدأ في منتصف شهر مارس، ويمتد حتى منتصف يونيو، ويُسجَّل خلاله أكثر من 200 عش، ويفقس البيض عادة بين منتصف يونيو وأوائل أغسطس. وتُعرَف إناث السلاحف بأنها انتقائية في اختيار مواقع التعشيش، وكثيراً ما تُشاهَد على الشاطئ في ليالٍ عديدة بدون انقطاع حتى تختار موقعاً تتوافر فيه الرمال المناسبة بعيداً عن الأنشطة البشرية.
يُعدُّ نشاط التعشيش والفقس المتزايد الذي سُجِّل خلال مسح السلاحف لهذا العام دليلاً إضافياً على صحة النظم البيئية البحرية في أبوظبي، ما يبرز فاعلية وتأهيل سياسات حماية البيئة البحرية التي تطبِّقها هيئة البيئة – أبوظبي، والجهود التي تبذلها لإنشاء المحميات الطبيعية وإدارتها من خلال شبكة زايد للمحميات الطبيعية التي تتضمَّن ست محميات بحرية تُشكِّل 14% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتسهم في الحفاظ على عناصر تنوُّعها البيولوجي، واستقرار الأنواع النادرة فيها. ولهذا اختيرت برامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية التي تقودها الهيئة في أبوظبي ضمن قائمة أفضل عشر مبادرات عالمية لاستعادة وتأهيل النظم البيئية من قِبَل برنامج الأمم المتحدة للبيئة في 2022.
تُجري هيئة البيئة – أبوظبي، منذ عام 1999، أبحاث المراقبة لحماية السلاحف البحرية في أبوظبي، ونجحت في الحفاظ على استقرار أعدادها في المياه الإقليمية لإمارة أبوظبي. ولفهم أكبر لسلوك السلاحف البحرية، أجرت هيئة البيئة – أبوظبي، بالتعاون مع شركائها، دراستين لجمع البيانات عن أنماط هجرتها من خلال أجهزة التتبُّع عبر الأقمار الصناعية، حيث ثُبِّتت أجهزة تعقُّب على 75 سلحفاة منقار الصقر و45 سلحفاة خضراء، فكشفت للهيئة عن مسارات هجرة السلاحف والمناطق المهمة لتغذيتها.
وحدَّدت البيانات المتعلقة بسلاحف منقار الصقر مناطق التغذية المهمة في مياه الخليج العربي، وأنماط هجرتها الصيفية المؤقتة من المياه الضحلة الدافئة إلى المياه العميقة الباردة، وربطت البيانات المتعلقة بتتبُّع السلاحف الخضراء بين منطقتين، هما منطقة التغذية في الإمارة ومنطقة التعشيش في رأس الحد في عُمان، ما يعني أنَّ السلاحف الخضراء تقطع مسافات تتراوح بين 2,340 و7,148 كم. وتسهم هذه النتائج في تعزيز جهود الحفاظ على السلاحف البحرية على المستويين المحلي والإقليمي.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: السلاحف البحریة هیئة البیئة فی أبوظبی فی میاه
إقرأ أيضاً:
هيئة البيئة – أبوظبي تعزِّز ثقافة التطوُّع لدعم الجهود البيئية
تعمل هيئة البيئة – أبوظبي على تشجيع أفراد المجتمع للتسجيل في أحد برامجها التطوعية الأربعة، للإسهام في دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على البيئة وحمايتها، وضمان مستقبل مستدام للأجيال الحالية والمقبلة في الإمارة.
وقالت رشا علي المدفعي، مدير إدارة التوعية البيئية بالإنابة في الهيئة: «تؤمن هيئة البيئة – أبوظبي بأنَّ المسؤولية البيئية هي مسؤولية مشتركة، ونحن نسعى للوصول إلى مختلف فئات المجتمع مع التركيز على الجيل المقبل، ونسعى لتزويده بالأدوات والمعرفة اللازمة ليتمكَّن من فهم أهمية الاستدامة البيئية، والدور المهم الذي نؤدّيه معاً في ضمان بناء مستقبل مستدام».
وأضافت المدفعي: «على مدى السنوات الماضية، أطلقت الهيئة العديد من البرامج التطوعية التي تهدف إلى تحفيز السلوك البيئي الإيجابي للأفراد، والارتقاء بقدراتهم، وتعزيز معرفتهم وتوعيتهم بأهمية المساهمة في الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة والتنوُّع البيولوجي الفريد الذي تحتضنه بيئتنا الطبيعية. مشيرةً إلى أنَّ برامج التطوُّع البيئي تندرج ضمن منصة (ناها) التي أطلقتها الهيئة، وتهدف إلى تحويل نوايا العمل البيئي إلى إجراءات ملموسة ومؤثِّرة، حيث توفِّر المنصة الفرص للشباب وأفراد المجتمع للانخراط في الأنشطة التي تحفِّز العمل من أجل تحقيق أفضل الممارسات المستدامة».
وفي إطار برنامج «مرشد» برعاية «توتال» للطاقة، الذي يهدف إلى إلهام وإشراك الشباب المهتمين بحماية البيئة، بدأت المرحلة الثانية من البرنامج، وهي مرحلة التطوُّع، حيث تمكَّن الطلاب المشاركون من إكمال 300 ساعة تطوُّعية في منتزه قرم الجبيل، وتنظيم الرحلات الميدانية خلال المؤتمر العالمي للتربية البيئية الثاني عشر، ما أضاف قيمة كبيرة للمؤتمر، وأظهر التزامهم تجاه البيئة.
ولتفعيل مزيدٍ من التواصل والتفاعل بين المشاركين، نُظِّمَت «خلوة في الطبيعة» في محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومنتزه قرم الجبيل، وتضمَّنت أنشطة متعدِّدة مثل البحث عن الكنز، وبناء الفريق، إضافةً إلى جولات إرشادية قادها مراقبو منتزه قرم الجبيل الشباب لزملائهم في محمية الوثبة، حيث اختُتِمَت بتكريم المشاركين المتميِّزين.
يُنفَّذ هذا البرنامج بالتعاون مع مؤسَّسة الإمارات للتعليم المدرسي، ودائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، ويوفِّر فرصاً كافية لتقديم وتلقّي الإرشاد والتطوير القيادي، إضافةً إلى اكتساب الخبرة في التعليم البيئي، وتعزيز جهود الشباب المبذولة في مجال استعادة النُّظم البيئية. ويحفِّز البرنامج الشباب إلى التطوُّع ليكونوا مراقِبين بيئيين، من خلال تدريب مجموعة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً من طلاب الحلقتين الثانية والثالثة في مدارس أبوظبي سنوياً، لفهم دور المراقِبين في حماية البيئة والمحافظة عليها.
ويهدف برنامج «المواطن الأخضر» إلى توفير الفرصة للمواطنين والمقيمين الشغوفين بالعمل البيئي في المجتمع، من خلال إشراكهم بشكل أكبر في حماية تراث إمارة أبوظبي الطبيعي. ونُظِّمَ لقاءٌ افتراضيٌّ للمتطوعين للترحيب بالأعضاء الجدد وشرح الأدوار والمسؤوليات، حيث تمَّ عرض خطة 2024، والتعريف بمنصة «ناها» وبرامج التوعية الخاصة بالهيئة. حضر اللقاء نحو 68 متطوّعاً، وشهد العام الجاري تنظيم خمس حملات تنظيف بمشاركة 281 متطوّعاً.
وشهد برنامج «الخبراء البيئيين»، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة من الخبراء البيئيين من مختلف التخصُّصات والدول، ارتفاعاً في عدد الخبراء المشاركين ليصل إلى 287 خبيراً. وأُرسِلَت نشرات علمية للخبراء بمُعدَّل نشرة كلَّ شهر، ونظِّمَت ثلاث محاضرات علمية، وشارك خمسة خبراء في جلسة «اسأل خبير»، التي تهدف إلى تبادل المعرفة والخبرات في المجال البيئي.
يدعم هذا البرنامج مشاريع الهيئة وفعالياتها، ويستفيد من معارف وخبرات الخبراء المشاركين. وتشمل المسؤوليات المتوقَّعة من «الخبير الأخضر» عقد ورش عمل أو محاضرات، ومراجعة أو تقييم التقارير ودراسات الحالة، وتدريب المتطوّعين.
ويستهدف المجلس الأخضر للشباب، الذي أُطلِقَ في عام 2015 ضمن مبادرة الجامعات المستدامة، فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاماً. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز دور الشباب وتمكينهم من المبادرة والمشاركة في العمل البيئي، ودعم تحقيق الرؤية البيئية بسرعة وبطريقة مبتكرة. يتيح المجلس الأخضر الفرصة للشباب ليصبحوا عناصر فاعلة وعوامل رئيسية للتغيير في المجتمع.
ويضمُّ المجلس الأخضر للشباب اليوم أكثر من 650 عضواً، ويجتمع أعضاؤه كلَّ ثلاثة أشهر لمشاركة الأفكار والحلول التي تسعى لمواجهة مختلف التحديات البيئية. ويتبع المجلس شكلاً فريداً واستباقياً للتثقيف البيئي عبر تشجيع الحوار المفتوح والتعلُّم المثمِر. يشار إلى أنَّ 232 عضواً كرَّسوا ما يزيد على 970 ساعة على مدى 60 فعالية منذ عام 2019، بما في ذلك المؤتمر العالمي للتربية البيئية، وأنشطة تنظيف الشواطئ في أبوظبي، والجلسات التثقيفية المباشرة حول مواضيع متنوّعة، مثل دعم تطبيق سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة، وغيرها من المبادرات المجتمعية.