الحريري يكرّس حضوره السياسي والشعبي والمرحلة المقبلة رهن الموقف السعودي
تاريخ النشر: 19th, February 2024 GMT
من غير المعلوم ما اذا كان الرئيس سعد الحريري حصل على موافقة مباشرة او غير مباشرة من المملكة العربية السعودية تغطي زيارته شبه السياسية الى بيروت، لكن الاكيد ان الحريري تمكن بغض النظر عن دوافعه من تثبيت نفسه مجددا كطرف سياسي اساسي قادر على العودة بفاعلية الى العمل العام عندما يقرر ذلك عبر اعادة تنظيم تياره ومؤسساته الحزبية.
ازمة الرئيس الحريري الفعلية تكمن، في حال كانت عودته ونشاطه وحراكه الشعبي والسياسي من دون اي تنسيق مع الرياض، لان ذلك سيؤدي الى استفزار المملكة التي لا يمكن ان تعمل تحت الضغط، اي اذا كان الحريري يريد في لحظة اقتراب التسويات ان يؤكد للسعودية ألا غنى لها عنه فهذا سيعطي ردة فعل معاكسة من الرياض التي لا يمكن وضعها تحت الامر الواقع من دون مسار وتنسيق سياسي شامل معها.
لكن بعيدا عن الموقف السعودي استطاع الحريري توجيه عدة رسائل واثبات عدة امور خلال فترة زيارته الى لبنان، اولها ان تياره لا يزال يتمتع بالحد المطلوب من التنظيم وقادر على تحريك الشارع السنّي ضمن مستوى مقبول، اما الرسالة الثانية فخلاصتها ان الحريري يستطيع التقارب والتصالح والتنسيق مع كل القوى والاطراف السنيّة الفاعلة سياسيا واعلاميا مستندا الى علاقته الوثيقة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
بمعنى اخر يريد الحريري الايحاء بأنه قادر على احتضان عدد لا بأس به من النواب السنّة تحت عباءته السياسية في اللحظة التي يقرر فيها، وهذا يعني انه لا يزال قادرا على استعادة حاضنته السياسية، علما انه على الصعيد الشعبي لم يستطع تأمين حشد شعبي كبير ، كما كان يأمل ،وهذا الامر قد لا يعود سببه تراجع شعبية الحريري بل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تسيطر على لبنان والمجتمع عامة.
اثبت الحريري حضوره والاهم اثبت حاجة القوى السياسية له فالزيارات التي حصلت في "بيت الوسط" توحي بأن الاطراف المعنية ترحب بعودة الحريري،حتى التيار الوطني الحر" يرغب بأن يعود الحريري بحسب تصريحات مسؤوليه. اما "القوات اللبنانية" فقد ارسلت وفدا نيابيا بالرغم من معرفتها بأن الحريري ليس مرحباً بها كحليف دائم بسبب مواقفها السابقة منه. في المحصلة فقد كان ترحيب الاطراف المعنيين بالحريري لافتا وهذا ما سيعزز موقفه السياسي لاحقا.
اما بالنسبة الى "حزب الله" الذي تعرض لهجوم من الحريري عبر احدى اطلالاته التلفزيونية، قتقول اوساطه ان النظرة الى الحريري وحضوره السياسي لم تتغير وانه حاجة وطنية بعيدا عن الموقع الذي سيأخذه في المرحلة المقبلة.
غادر الحريري لبنان وقد حقق انتصارات تكتيكية في السياسة لكن من غير المعروف ما اذا كان سيتمكن من الاستفادة منها في المدى المنظور. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ميقاتي ترأس إجتماعاً في السرايا... وهذا ما تبلغه بشأن إعادة فتح سفارة الإمارات في لبنان
رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا في السرايا ببعد ظهر اليوم شارك فيه وزير المال يوسف الخليل، وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية ، رئيسة المجلس الأعلى للجمارك ريما مكي، والمدير العام للجمارك بالإنابة ريمون الخوري.
بعد الاجتماع قال الوزير حمية: اجتماع اليوم كان استكمالا للنقاش لتحديد اطار شفاف لموضوع "السكانر" للمعابر الحدودية والمرافىء البحرية، وقد تم النقاش حول هذا الموضوع ومتابعته من قبل وزارة المالية والأشغال العامة والنقل والجمارك من خلال توجيهات رئيس الحكومة بالنسبة لمختلف المعابر، باعتبار انه عمل مشترك ما بين وزارتي المالية والأشغال والمجلس الأعلى للجمارك ، فالموضوع اليوم هو صيانة المساحات الضوئية الموجودة وكان اتخذ سابقاً اكثر من قرار على هذا الصعيد وبدأنا فعلا بالصيانة" .
اضاف:" اما الموضوع الاخر الذي ناقشناه فهو البدء بإعداد دفتر شروط عبر الشراء العام بناءً على المرسوم 6748 المتعلق بالنظام الإلزامي، لمعاينة ومراقبة الحاويات والمركبات لدى عبورها على المعابر اللبنانية. لذلك فان هذا الموضوع سيكون موضع متابعة في الأسابيع المقبلة،من قبل الرئيس ميقاتي والوزارات المعنية ليكون بمثابة رسالة إيجابية لكل العالم، لانه يجب ان توفر الحكومة اللبنانية سوقا للمزارعين وللتجار والصناعيين اللبنانيين لكي يتمكنوا من تصريف بضائعهم، لان الأسواق تعتمد على الشفافية والصدقية في ما خص عملية التصدير التي هي هدف أساسي ومتابعة لدى الحكومة اللبنانية."
وزير الدفاع واجتمع رئيس الحكومة مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم.
السفير في الامارات واستقبل رئيس الحكومة سفير لبنان في الامارات العرببة المتحدة فؤاد دندن الذي اشار الى انه اطلع دولة الرئيس على المراحل المتعلقة باعادة فتح السفارة الاماراتية في لبنان. ونقل عن رئيس الحكومة ان الامن في لبنان مضبوط والاجراءات الامنية الضرورية متخذة بالكامل".
وكان رئيس الحكومة عقد قبل الظهر اجتماعا مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا والمدير الأقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وسفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال. وشارك في الاجتماع مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وزياد ميقاتي.
وتناول البحث التنسيق بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لتقديم المساعدات والدعم للبنان ولا سيما في مجال اعادة الإعمار. وعرض الرئيس ميقاتي الاوضاع الامنية في البلاد مع المدير العام لقوى الامن الداخلي.
واستقبل رئيس الحكومة النائب إيهاب مطر وعرض معه الاوضاع العامة وشؤونا تتعلق بمدينة طرابلس.