من غير المعلوم ما اذا كان الرئيس سعد الحريري حصل على موافقة مباشرة او غير مباشرة من المملكة العربية السعودية تغطي زيارته شبه السياسية الى بيروت، لكن الاكيد ان الحريري تمكن بغض النظر عن دوافعه من تثبيت نفسه مجددا كطرف سياسي اساسي قادر على العودة بفاعلية الى العمل العام عندما يقرر ذلك عبر اعادة تنظيم تياره ومؤسساته الحزبية.



ازمة الرئيس الحريري الفعلية تكمن، في حال كانت عودته ونشاطه وحراكه الشعبي والسياسي من دون اي تنسيق مع الرياض، لان ذلك سيؤدي الى استفزار المملكة التي لا يمكن ان تعمل تحت الضغط، اي اذا كان الحريري يريد في لحظة اقتراب التسويات ان يؤكد للسعودية ألا غنى لها عنه فهذا سيعطي ردة فعل معاكسة من الرياض التي لا يمكن وضعها تحت الامر الواقع من دون مسار وتنسيق سياسي شامل معها.

لكن بعيدا عن الموقف السعودي استطاع الحريري توجيه عدة رسائل واثبات عدة امور خلال فترة زيارته الى لبنان، اولها ان تياره لا يزال يتمتع بالحد المطلوب من التنظيم وقادر على تحريك الشارع السنّي ضمن مستوى مقبول، اما الرسالة الثانية فخلاصتها ان الحريري يستطيع التقارب والتصالح والتنسيق مع كل القوى والاطراف السنيّة الفاعلة سياسيا واعلاميا مستندا الى علاقته الوثيقة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

بمعنى اخر يريد الحريري الايحاء بأنه قادر على احتضان عدد لا بأس به من النواب السنّة تحت عباءته السياسية في اللحظة التي يقرر فيها، وهذا يعني انه لا يزال قادرا على استعادة حاضنته السياسية، علما انه على الصعيد الشعبي لم يستطع تأمين حشد شعبي كبير ، كما كان يأمل ،وهذا الامر قد لا يعود سببه تراجع شعبية الحريري بل الظروف الاقتصادية والسياسية التي تسيطر على لبنان والمجتمع عامة.

اثبت الحريري حضوره والاهم اثبت حاجة القوى السياسية له فالزيارات التي حصلت في "بيت الوسط" توحي بأن الاطراف المعنية ترحب بعودة الحريري،حتى التيار الوطني الحر" يرغب بأن يعود الحريري بحسب تصريحات مسؤوليه. اما "القوات اللبنانية" فقد ارسلت وفدا نيابيا بالرغم من معرفتها بأن الحريري ليس مرحباً بها كحليف دائم بسبب مواقفها السابقة منه. في المحصلة فقد كان ترحيب الاطراف المعنيين بالحريري لافتا وهذا ما سيعزز موقفه السياسي لاحقا.

اما بالنسبة الى "حزب الله" الذي تعرض لهجوم من الحريري عبر احدى اطلالاته التلفزيونية، قتقول اوساطه ان النظرة الى الحريري وحضوره السياسي لم تتغير وانه حاجة وطنية بعيدا عن الموقع الذي سيأخذه في المرحلة المقبلة.
غادر الحريري لبنان وقد حقق انتصارات تكتيكية في السياسة لكن من غير المعروف ما اذا كان سيتمكن من الاستفادة منها في المدى المنظور.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تيمور جنبلاط يحذر.. وهذا ما قاله عن الرئاسة

ترأّس رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط اجتماعاً لمجلسي قيادة الحزب والمفوضين ووكلاء الداخلية والمؤسسات الرافدة للحزب، في قصر المختارة، لمناقشة الأوضاع العامة، في ضوء التطورات والمستجدات المتعلقة باستمرار العدوان الاسرائيلي على غزة وتهديداته بتوسيع نطاق اعتداءاته العسكرية المتواصلة على لبنان. 

وقال جنبلاط خلال اللقاء: "إن الوضع الراهن بالغ الدقة والحساسية واحتمالات تصاعد مخاطره قائمة، طالما انه لم يتم التوصل الى تسوية توقف الحرب بعد تسعة أشهر من العدوان الاسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني الصامد، في مواجهة آلة القتل العسكرية وارتكابها أفظع المجازر ضد الإنسانية والتدمير والتهجير السكاني الممنهجين، خصوصاً في قطاع غزة، واعتداءاته المستمرة على لبنان ومناطق الجنوب على وجه الخصوص".

أضاف: "إلى جانب موقفنا التاريخي والمبدئي الى جانب قضية فلسطين، وفي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فإن موقفنا كان بضرورة الوقف الكامل لإطلاق النار واحترام حقوق الفلسطينيين كاملة، وفي لبنان أكدنا على احترام القرار 1701 وإعادة الاعتبار لاتفاقية الهدنة، ولدعمنا للدور الذي تقوم به اليونيفيل في خفض التصعيد الحدودي". 

وفي الشق المتعلق باستحقاق رئاسة الجمهورية، شدد جنبلاط على "متابعة كتلة اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي حركة التواصل مع جميع الافرقاء السياسيين سعياً الى الوصول لقواسم مشتركة وصيغة مقبولة من الجميع تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية، ليكون ذلك المدخل لانتظام عمل المؤسسات وهيكلة الدولة، والتوافق على مقاربة واقعية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد ووضع لبنان على السكة الصحيحة للنهوض، وضمان عودة حقوق المودعين الضائعة بسبب التجاذبات الكامنة وراءها". 

وفي هذا السياق رأى جنبلاط أن "حسم الملف الرئاسي المثقل بالشروط والتناقضات المختلفة، يتطلب الارتقاء بالمسؤولية السياسية والوطنية التي تحتّمها المخاطر المحيطة بالوطن، وتجاوز أساليب التعطيل على اختلافها، للالتقاء حول إنقاذ لبنان". 

مقالات مشابهة

  • الحرب وغياب دور الأحزاب
  • تعليق لافت لقيادي بارز عن تحرك بهاء الحريري
  • محافظ شمال سيناء: الملف الاقتصادي يتصدر أولويات العمل خلال الفترة المقبلة
  • نواّب يلحّون بالاسئلة على سفير بارز وهذا هو السبب
  • تيمور جنبلاط يحذر.. وهذا ما قاله عن الرئاسة
  • الانتخابات الفرنسية.. مأساة فرنسا وكابوس أوروبا الموحدة
  • هل يعود العرب الى لبنان بعد الحل؟
  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية التونسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • أيُّ أفق للانتخابات الرئاسية في ظل التأسيس الجديد؟
  • وزارة التربية ومؤسسة الحريري أطلقتا ورش عمل لتطبيق البكالوريا الدولية في 12 مدرسة رسمية